نصوص

سكرات الصداقة

سكرات الصداقة

في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين الجالسين للتو بمحاذاة الزجاج، وهما في هذا المكان الهادئ وحدهما؛ إذ إن الساعة تشير إلى الثانية ظهرًا، ما يعني ازدحام الطرقات بخروج الموظفين الحكوميين...

القُرص الحجري

القُرص الحجري

«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة الأحلام، أن يختلط بالدنيا الثانية». جون ماري غوستاف لوكليزيو، الحلم المكسيكي أو الفكر المبتور، ص 164 في زاويتكَ المفضلة بمقهى «العَالَم» بساحة...

سكاكين على المنضدة

سكاكين على المنضدة

1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور قد رأيته متشبثًا بزهرة ويحدق فيّ. 2 نذهب، فالفضاء شاسع، نتجاور، نريد التحدث. لكن ما نقوله الآخر يعرفه من قبل، لأنه منذ البدء الممحي والمنسي هي نفس...

أصابع تشتعل

أصابع تشتعل

١. ما تركناه وراءنا لم يكن سوى ظل ونور يعدوان إلى نافذة ابتعدت مليون عام. ٢. هذه الشمس لا تبلغ صقيعي ولا تأخذني إلى مؤونة لا تفضي بسرها إلى أحد. ٣. فكرة صفراء طارت من رأس امرأة أصابتها تجاعيد تسلقت في البعيد. ٤. ماضية نحو شتاء لا يبتلع سخونته إلا ثلجًا يتتبعني منذ...

غجر يهربون من قصائد لوركا

غجر يهربون من قصائد لوركا

نيويورك متعبة وموسكو لم تعد تمطر ليحمل العرب مطرياتهم وعباءاتهم وشكواهم معهم أينما تشردوا ولأن الغجري لا شكوى له ولا أشياء له ليحملها معه غير أغانيه وحريته التي تلازم قيثارته كراقصة فلامنغو تدعس على الأرض بأقدامها وبفرح تنظر للبعيد نكاية بالطالع الذي قرأته بابا فانغا...

نافذة لطفولة الأعمى

نافذة لطفولة الأعمى

• ماذا ترى خلف الباب؟ - باب آخر. • وخلف الباب الآخر؟ - بيت. • ماذا في داخل البيت؟ - شجرة كبيرة. • وماذا خلفها؟ - جبل بعيد. • ماذا فوق الجبل؟ - قلعة متهدمة. • هل نزل المحاربون من الجبل؟ - لا أرى محاربين. • هل تركوا بنادقهم في زوادة التاريخ؟ - لا أرى شيئًا. • وماذا خلف...

أخلعُ الترابَ وأمضي إليه

أخلعُ الترابَ وأمضي إليه

لا بد أن في الجنة قِبلةً تشبههُ، يعجز المرء عن وصفها. كمالٌ لا نهاية له، فأمامه تتقلص جاذبية كل ما سواه، يبدو وهو متاخم هكذا لليابسة، كسيف منذور في يدها للبطولات، وفي الوقت نفسه متداخل معها وفيها، كمحرمتين من ورق يصعب فصلهما بعد أن تبللتا. في داخله أستطيع أن أكون في...

سيرة الأظافر

سيرة الأظافر

أظافرك التي قصصتها بالأمس لم تعد تجمعها في منديل وتدفنها في التراب.. كان جدك يلكز الأرض بعصاه لتواصل أنت الحفر، يشجعك على دفن الأظافر يعلمك ثقافة التشييع ودفن كل الأدلة. الفرشاة تحكُّ ظهرك بأظافرها المسنونة وأنت تتذكر كل الأمثال التي تمجِّد الظفر!! ظفرك في أنفك في...

قصيدتان

قصيدتان

من أنا حتى أحتقر سكّينًا لها نصل تلك الأشياءُ المصنوعةُ لأغراضٍ جادّة التي لا تعرفُ دربًا للهزار حتى وإن رُصّعت غالبًا بأسلاكٍ رفيعةٍ من النُّحاس أو الفضّة إلا أنّها تكتفي بالحدّ الأدنى من الزّخارف دون ما يشتّتُ الانتباه ودون ما يثقلُ الوزن وذلك ليُسهّل عليها أداء...

النقطة الزرقاء

النقطة الزرقاء

فجأة، انبثقت نقطة، نقطة زرقاء، وراحت تتحرك يمينًا ويسارًا، بسرعة تتزايد تدريجيًّا. في البداية كانت لها سرعة فراشة، ثم سرعة كرة بينج بونج، ثم سرعة كيس رمال تحت قبضتي ملاكم، وقبل أن أكتشف أن متابعة النقطة بسرعتها الجنونية ستصيبني بالتشنجات، كنت بالفعل قد تشنَّجت،...

فراشة عند فوهة المدفع

فراشة عند فوهة المدفع

يمكنك أن تقذف بعود الكبريت وسط الموج طالما لا الفتيل على رأس الشمعة ولا الشمعة عند النافذة ولا النافذة تتهيأ لكسر الظلام ما الذي تريده الحياةُ منا نحن العائدون من أحرّ مفازة في صحراء نينوى نحنُ الذين تسمينا الحياة بشرًا ماذا نفعل وسط كل هذا الخراب ونحن نُمنى بالخوف...

أحبُّ اسمكِ

أحبُّ اسمكِ

إلى ريتا طبعًا أبواب قال أبي: ابق جالسًا ولا تتحرك سأعود بعد قليل، كانت سيارة حسينو واقفة أمام صيدلية الاستقامة وجان كارات مشغول بتخطيط لوحة إعلانية كبيرة، ورائحة الكباب تملأ المكان، على الأرجح رائحة كباب مطعم دمشق القريب. بقيت في مكاني، عاد أبي بسرعة ركضت لأساعده كان...