فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي انتهت أنشطتها قبل أيام، طيفًا واسعًا من القضايا والموضوعات والنقاشات وعروض الأداء، التي لئن اختلفت وتعددت وتنوعت، إلا أنها تذهب كلها إلى منطقة واحدة،...
المقالات الأخيرة
في الحضور والغياب
في الحضورْ..
كانَ وردًا عابقَ الوجد تَلظّى
خَلفَ عشْرينَ سِيَاجْ
كانَ تَمْرًا وحَليبًا لأناسٍ
في بُيُوتٍ منْ زُجَاجْ
ماءَ بَحرٍ..
كوّنَ الرّيحُ بهِ مَوجًا
إلى أقْصى أجاجْ..
كانَ نجْمًا في العشِيّاتِ..
سَمَاءً لنخيلٍ أرْطبَتْ منْ دون أنْ تُرْوى
وأرضًا مَسَّها ضَيْمُ احْتياجْ.
كلّما قُلتُ لهُ: ياصَاحبي،
هَيّا بنا نَمْضي
فقدْ مَرَّ على الشّوكِ الطَّريقْ
والتَّمَنّي مُوصَدُ الأبْوابِ بالأصْفادِ.. فانْظُرْ..
قالَ: في البال خَيالٌ لزهُورِ الجُلّنارْ
وَأرى في الحُلْمِ مِفْتاحًا فَريدًا
وعِلاجًا للّرتاجْ.
عنْدما جَاءَ إلى الظُّلْمَةِ غنّى..
فارع الصّوتِ يُنادي
نَجمَة الصّبْح ويَفْنى كفَتيلٍ لسِراجْ.
في الغِيابْ..
تَرَكَ السّاحَة مَلأى بالحُضُورْ
وبشَيْءٍ يُشْبِهُ الفَقْدَ
و حَشْدٍ منْ عَصَافيرَ وأشْجَارِ نَبَقْ
تَرَكَ السّاحَة مَلأى بالحُضُورْ
بِظِلالٍ لدَهاليزَ وأحْياءٍ يَتَامى
وعَبيرٍ سَالَ من مئْذنَةٍ كُبْرى
ولحْنٍ لامَسَ الرُّوحَ
وفي القلبِ تَنامى.
كيْفَ حالُ السّفرِ الُموغِلِ في الُبعْدِ؟
وما حَالُ النّدامى؟
ولماذا طرْسُكَ الفارغُ لا يَبْكي
ولا يَأسى بذاكَ السّفْرِ حبْرٌ تتساقَاهُ السُّطُورْ؟!
ولماذا أنتَ في القُرْبِ وفي الُبعْدِ حكايا
ومَعانٍ تتسامى؟!
تَرَكَ السّاحَة مَلأى بالحُضُورْ
وبشَيْءٍ يُشْبِهُ الفَقْدَ
إذا ما خَفَقَتْ بالقَلبِ ذكْرى
للّذي يَسْكُنُ فينا
والذي نَمشي لَهُ الدّربَ
مَواعيدَ، وراياتٍ،
نُوَفّي ما عَليْهِ منْ نُذورْ.
المنشورات ذات الصلة
سكرات الصداقة
في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين...
القُرص الحجري
«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة...
سكاكين على المنضدة
1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور...
0 تعليق