نصوص

الكرسي

الكرسي

- ماذا تفعل من الصباح إلى المساء؟ - أعانيني ... سيوران قبل أن يغادر المكتب، ألقى عبدالصبور نظرة أخيرة على الكرسي الذي امتص من عمره ثلاثين سنة من العمل. وهو يجتاز الردهة المفضية إلى الباب، نسي أن يعرج على المقشدة ليودع ثلة من رفاق العمل، بين الأحضان كان يشعر بحرارة...

في أوصاف المهد وحالاته

في أوصاف المهد وحالاته

«نص مشترك» مع المعلّم الشيخ ‎إبراهيم بن ناصيف اليازجي * رجفةُ المهدِ على الوليد؛ كالشجرة إذا مسّتها الرِّيحُ، ومعها الأَرض. خوفُ المهدِ على الوليد؛ واستطيَرَ فؤادُكَ من الذعر وفرائصُك. تذكّرُ المهدِ للوليد؛ وشغلْتَ شعابَ قلبك. غفلةُ المهدِ عن الوليد؛ رحلتُكَ في السهوِ...

قتلت الحنين بدم بارد

قتلت الحنين بدم بارد

لم‭ ‬أترك‭ ‬الغابة‭. ‬الغابة‭ ‬تركتني‭. ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬بي‭ ‬الشجرة‭ ‬التي‭ ‬أنجبتني‭. ‬صرتُ‭ ‬ابنًا‭ ‬للموج‭. ‬والموج‭ ‬حضن‭ ‬وأرجوحة‭. ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬زلت‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭.‬ كيف‭ ‬خانني‭ ‬الموج‭ ‬مع‭ ‬الريح‭. ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬الريح‭ ‬حين‭ ‬تغضب‭. ‬عرفتها‭ ‬حين‭ ‬صحوت‭ ‬وحيدًا‭...

قصص

قصص

برخيليو بينيرا ولد عام 1912م في هافانا بكوبا، ثم هاجر عام 1946م إلى بوينس آيرس بالأرجنتين حيث قضى جانبًا من حياته، وكان الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس قارئه وناشره الأول. وعاد عام 1958م ليستقر في وطنه كوبا، حيث توفي في عام 1979م. من مؤلفاته: «قصص» و«قصص...

غذاء القائد

غذاء القائد

قبل أن يطلق مدفعي الدبابة القذيفة الأولى، جفل سرب اليمام البري الذي كان يترقبه توفيق يَعبُر من وراء شجرة عوسج. لم يكن سربًا كبيرًا؛ عشر يمامات على الأكثر، لكنها كانت كافية ليختبر حظه في صيد اثنتين كما فعل ذات مرة. الإحباط الذي لفح نشاطه الصباحي على إثر جفول سرب...

السيرة الأخيرة لجوادي*

السيرة الأخيرة لجوادي*

على زمن الشعر أن يتنزّلَ في سير راحلتي، من خيام القبيلةِ حتى شطوط «الكاريبيّ»، إني انتظرتُ جنون تبدّيهِ عامين حتى تجمّد في الروح شوقُ المياهْ. على زمن الشعر ألا يخون الصداقةَ، يا طالما أربكتني اشتعالاتُه في دمي، ومشيتُ على النار منتشيًا خلفهُ، حين يصفو ويا طالما بتُّ...

كلما سبقتْكَ اﻷرض أدركْها بالنشيج

كلما سبقتْكَ اﻷرض أدركْها بالنشيج

لوعتي مستوحدٌ في لوعتي كلما أجّتْ نهضتُ كلما ومَضَتْ أحصيتُ رياحي وغيومي التي في داخلي كلما انبثقتْ مني تلفّتُّ؛ ولا يجيئُني غيرُ ظلي. الوحيدون صمتُ الوحيدين يغرقُهم في أيديهم وفي نظراتِهم، صمتُهم يمحو كلَّ يدٍ تمتدُّ إليهم يهشُّ كلَّ خشبةٍ تحنو عليهم.. صمتُ الوحيدين...

نزول السلّم الحجري

نزول السلّم الحجري

نحن هنا أشباح تنحت أحلامًا من الحجر. (محمود البريكان، دراسات في عمى الألوان) منذ أعوام وهو يواصل النزول على الدرجات الحجريّة المتآكلة لسلّم البرج، لا شيء يؤنسه سوى صفير الهواء في الأعالي، يرفع رأسه ناظرًا نحو الكوّة التي تركها وراءه منذ زمن ليس بالقصير، يتمنى لو يُنصت...

زهر وأشواك

زهر وأشواك

كسلًا مطمئنًّا يستلقي الريش على التراب وقد نسي سماءه. ٭٭٭ الزهرة الفريدة لا تحتاج أن تحسد الأشواك العديدة. ٭٭٭ لَشدَّ ما يقاسي العالم  من طغيان النوايا الحسنة. ٭٭٭ ننال الحرية بعد أن ندفع الثمن كاملًا من أجل حقنا في الحياة. ٭٭٭ هداياك البسيطة العفوية، أشبه بشُهب ليلة...

ربيعة

ربيعة

حطت (ربيعة) على مكتبها كنورس، وخلعت منقارها الأسود ودسته في شنطتها المسلوخة من جلود البشر. تأملتُ بشغف وجهها البيضاوي الساحر القسمات الذي يستحق أن يُقدّس، وناجيتُ نفسي بأن الوقت قد حان للتقرب منها. صبرتُ حتى تفرغ من تأمل ماكياجها في مرآتها الصغيرة، ثم سبحتُ منجذبًا...

نصان

نصان

شارع عيون الحرية هنا البيت وليس ميدان التحرير وغرفة نومي لم تكن يومًا شارع محمد محمود من أين يأتي الغاز إذن؟ ومن سمح لقناصة العيون أن تعتلي النوافذ ومن قال للجنود أنْ يعبروا - هكذا- بحرية بالقرب من سريري منتشين برائحة الموت وبالفرجة على جثث مكومة قرب صناديق القمامة....

قهوة باردة

قهوة باردة

انسحبت الشمس من كبد السماء. انسحبت ببطء متوارية خلف الشفق الأحمر، إثر نهار قائظ وطويل. تنفست المدينة بعمق وارتياح، كأنما انزاحت عن سكانها أثقال حجرية. كان يومًا حارًّا واستثنائيًّا. يومًا لم يعتادوه من قبل. حتى إن مندوب دائرة الأرصاد الجوية خرج على الناس، من داخل...