فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي انتهت أنشطتها قبل أيام، طيفًا واسعًا من القضايا والموضوعات والنقاشات وعروض الأداء، التي لئن اختلفت وتعددت وتنوعت، إلا أنها تذهب كلها إلى منطقة واحدة،...
المقالات الأخيرة
قتلت الحنين بدم بارد
لم أترك الغابة. الغابة تركتني. لم تعترف بي الشجرة التي أنجبتني. صرتُ ابنًا للموج. والموج حضن وأرجوحة. لذا لا زلت هذا الطفل.
كيف خانني الموج مع الريح. لم أعرف الريح حين تغضب. عرفتها حين صحوت وحيدًا في البرزخ. تذكرت يدي التي تسبح في النهر. تذكرت الغزالة المسجونة بين ضلوعي المسروقة. لم أفعل شيئًا؛ لأني صرت شجرة، وحولي غابة، ولا زلت هذا الطفل.
٭٭٭
يدي تسبحُ وحدها في النهر. أمّا ضلوعي، ضلوعي المسروقة. فقد صنعوا منها سجنًا لغزال. وأنا أرى الغزال وأبكي. بكائي غزير. دموعي صارت بحيرة لا تلتقي مع النهر أبدًا. والغزال وحيد بين ضلوعي المسروقة. أتنفّس من عينيه وأبكي.
٭٭٭
قطّعت كلَّ يدٍ له
حشوتُ رئتيه بكلِّ أنواع المخدرات
علّقت طرقَهُ كلَّها على المشانق.
جوّعتُه وعطّشتُه،
ربطتُه مثل كلبٍ في صحراء.
غلّقتُ شبابيكه وأبوابَه بالأسمنت
حاصرتُه في زنزانةٍ لا تعرف ضوءًا
حرمتُه من التنفّس حتّى..
ورغم كلّ هذا
وفي لحظة إشراقٍ:
اكتشفتُ أنّني القتيل
قتلتُ الحنينَ بدمٍ باردٍ
منذ سنواتٍ وأنا أذبحُه يوميًّا
بسكينٍ حافيةٍ أشقّ أعناقه.
كلّما صحا صوتُه، أخرستُه بالحرق
في داخلي مقابر لأصواتٍ محروقةٍ.
كلّما فتح عينيه، رششتُهما بالغبار.
ذاكرتي مغلّفة بطبقاتٍ من غبار أبدي.
منذ سنواتٍ وأنا أقمعُه يوميًّا
كسّرت أقدامَهُ الكثيرة
المنشورات ذات الصلة
سكرات الصداقة
في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين...
القُرص الحجري
«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة...
سكاكين على المنضدة
1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور...
0 تعليق