فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي انتهت أنشطتها قبل أيام، طيفًا واسعًا من القضايا والموضوعات والنقاشات وعروض الأداء، التي لئن اختلفت وتعددت وتنوعت، إلا أنها تذهب كلها إلى منطقة واحدة،...
المقالات الأخيرة
مَلَاك الحِبْر
أبيض وأسود
المُحَرِّرُ الأدبيُّ كان أشَّرَ عَليْهِ بالمُوافَقة
لَمْ يَكُنْ بالإمكان تَفادي ذلك.
كان يَتَعيَّن التَّواري
وتَرْك الأحْشاء تَنزِفُ على السُّطور المُعلَّقة كَحِبال.
جَميلٌ هذا المَزيجُ بين الأحْمَر والأسْوَدِ
هذا المَسْخُ الصَّغيرُ
يَمنعُ مَسْخًا أكبرَ.
الذهابُ إلى البَيْتِ بِأقدامٍ بَيضاءَ
سَعادةٌ مُسْتَحَقَّةٌ أخيرًا
الذئبُ يَنْعَمُ بها كثيرًا في هذه الضواحي،
على هذه الهِضابِ يَبقَى البَياضُ
فَوْقَ الليل،
فوقَ الصُّخور المُسَنَّنة
وفوق الأشجار التي وَارَتْ أزهارَها في الماء.
ثمة مَجالٌ لِلملاك أيضًا لِيمْشي.
تَرجَّلْ أيُّها المَلاكُ،
انفُضْ عن جَناحَيك نُثارَ الحِبْر
نُثارَ الثلْج،
وَدَعْ أقدامَك تنثُرُ كَلماتِها الأولى
عَلى العَتبات.
الفِردَوس
اهبِطْ إلى تُفَّاح قلبِك، واسمَعْ أغنيةَ الماء
دَعِ الحَمامةَ تطيرُ إلى أي يابسة
اتركِ الأغصانَ تَهَبُ فاكِهتَها لِلشَّمسِ والمَطرِ والريحِ
فما مِن أخٍ يَحتضِرُ هنا،
ما مِنْ غرابٍ.
اذهَبي أيَّتُها الأفعَى مع الحَمامة إلى أقربِ وادٍ، وامْلَئي الجِرَارَ،
ابْحَثي عَن عُشبة صالِحَةٍ.
اشرَبْ أيُّها الأيلُ مِن عَين النَّمِر المخطط
دَعِ اليدَ تَسوسُ البقراتِ مِن خَلف سِكَّةِ المِحْراث الخَشبيِّ،
كما يَسوسُ
النُّوتِيُّ مَرْكَبهُ.
دَعْها تَشرَب مِنْ أوراق الشَّجَر
بَعْدَ قليلٍ
سَترجَعُ عقاربُ الساعةِ إلى اللَّيل الأوَّل،
الليلِ القديمِ،
رفيقِ المِياهِ الأُولى:
الفِردوسُ على مَرْمَى حَجَر.
الصَّخرةُ
الصَّخْرةُ تأسرُ النَّوْرَسَ والغَريقَ
الذي يَقتاتُ مِنْ جُذورِها
الكَلِمةُ الوَحيدةُ التي تَكتنز سِرَّ ذلك
هي الصَّمتُ.
أحيانًا تَظهَرُ جَريحَةً مُتلاطِمة بالأمواج الكَبيرةِ
وأخرى تَهبِطُ عميقًا في الأعماق
لِتَشْهَدَ على وِلادةِ شيءٍ.
عَتْمَةُ المَوجِ واللَّيلِ المُتَقَلِّب لا تَقُولُ شَيئًا،
وَمَنْ يَقِفْ يَمْضِ بَعْدَ طُول انتظارٍ، بَعْدَ أن يُعطيهِ
الصَّباحُ إشارَةً،
حالَمَا يَخفقُ الطائرُ الكبيرُ
بِجناحِه الدامي المُحترِق.
الأرض
خَيْطُ ظُلْمَة وخيطُ نور
سَحَبَهُما المَلاكُ مِن خَزائنه السِّرية
وَخاط قلبي.
الخيطان أصبحا جَناحَيْنِ،
والأرضُ المَنفى
الأرضُ المَسْكنُ
حَمَلتُها بَيْنَ كَتِفَيَّ
وأنا أجوبُ بحارًا أراها لِلْمَرَّةِ الأولى،
ولِلْمرَّة الأولى
أترُكُ الرِّيحَ تَحْمِلُ إلى طِفلِها الكَبير
واحدةً مِنْ أجْمَلِ ريشاتي.
المَلاكُ الذي لِأَجْلي سَحَبَ الخَيْطيْنِ
كان يَقرأ على مَسْمَعي
أوَّلَ نَشيدِ أنشاد
هذه الأرض.
المنشورات ذات الصلة
سكرات الصداقة
في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين...
القُرص الحجري
«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة...
سكاكين على المنضدة
1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور...
0 تعليق