فيما يشبه الالتزام الأخلاقي والجمالي، تبنى لقاء مارس السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، في دورته الجديدة التي انتهت أنشطتها قبل أيام، طيفًا واسعًا من القضايا والموضوعات والنقاشات وعروض الأداء، التي لئن اختلفت وتعددت وتنوعت، إلا أنها تذهب كلها إلى منطقة واحدة،...
المقالات الأخيرة
عتباتٌ ماطرة
حدثتني كثيرًا
عن البيتِ..
والبابِ..
والنافذةْ
عن الشرفاتِ البعيدةِ
والعتباتِ القديمةِ
إذ يعبرُ الزمنُ اللانهائيُّ منها
يمرُّ بها
ويُريحُ عليها خيالَ انتظاراتِه المتعَبةْ.
أخذتني وقد غبتُ فيها أخيرًا
إلى شرفةٍ في خيالِ السماءِ البعيدةِ
أحصَتْ لأُحصيَ مِن بعدها
كلَّ تلك الأماني التي ابتسمَت
في ائتلاقِ النجومِ السعيدةِ
صبَّت على مسمعي
مطرَ الذكرياتِ اللذيذةِ من شَفةٍ عاطرةْ.
قلتُ: ما البيتُ، ما البابُ، ما النافذة؟
ما الطريقُ إليها؟
وما العتَباتُ الحزينةُ؟
ما الشُّرُفاتُ الوحيدةُ والعابرة؟
خبريني عن الشغفِ العذبِ فيكِ
أيا امرأةً طرَقَت بأناملَ من ياسمين نوافذَ روحي
فشعَّ بها العطرُ شمسًا
تُقبِّلُ بالنورِ ظُلمةَ روحي
تُعيدُ اخضرارَ الزمانِ الخصيبِ
وها هو قلبي سماءً يصيرُ
لرنة ضحكتها الساحرة.
حدثيني كثيرًا.. كثيرًا
إلى أن يفيضَ الكلامُ المُدامُ
ويُغرقني فيكِ حدَّ انصهاريَ في كلِّ حرفٍ
يذوِّبني في دلالِ الأغاني المطيرةِ في شفتيكِ.
خذيني إليكِ
اقرئيني قصيدةَ حبٍّ سماويةً
لا تملُّ العروجَ إليكِ
ولا تُرجعيني إليَّ
إلى وحشةِ الروحِ بعدكِ لو لحظةً واحدة.
حدثيني ولو بجلالِ السكوتِ الفصيحِ
عن البيتِ
والبابِ
والنافذة
وعن آخرِ الشرفاتِ التي رشفتْها الغيومُ على مهَلٍ
في مقاهي السماءِ البعيدةِ
جادَت بها مطرًا
يغسلُ العتباتِ القديمةَ في الروحِ
من صخبِ الذاكرة.
المنشورات ذات الصلة
سكرات الصداقة
في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين...
القُرص الحجري
«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة...
سكاكين على المنضدة
1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور...
0 تعليق