شعر

قتلت الحنين بدم بارد

قتلت الحنين بدم بارد

لم‭ ‬أترك‭ ‬الغابة‭. ‬الغابة‭ ‬تركتني‭. ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬بي‭ ‬الشجرة‭ ‬التي‭ ‬أنجبتني‭. ‬صرتُ‭ ‬ابنًا‭ ‬للموج‭. ‬والموج‭ ‬حضن‭ ‬وأرجوحة‭. ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬زلت‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭.‬ كيف‭ ‬خانني‭ ‬الموج‭ ‬مع‭ ‬الريح‭. ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬الريح‭ ‬حين‭ ‬تغضب‭. ‬عرفتها‭ ‬حين‭ ‬صحوت‭ ‬وحيدًا‭...

نصان

نصان

شارع عيون الحرية هنا البيت وليس ميدان التحرير وغرفة نومي لم تكن يومًا شارع محمد محمود من أين يأتي الغاز إذن؟ ومن سمح لقناصة العيون أن تعتلي النوافذ ومن قال للجنود أنْ يعبروا - هكذا- بحرية بالقرب من سريري منتشين برائحة الموت وبالفرجة على جثث مكومة قرب صناديق القمامة....

لستَ سوى غجريّ

لستَ سوى غجريّ

لم يكن في حياة ألكسندر رومانس (1951م) ما يعد بأنّه سيكون كاتبًا أو شاعرًا، فرجل السيرك، ولاعب الأكروبات، ومروّض الأسود في شبابه، ينتمي لشعبٍ مترحّلٍ لم تكن الكتابة يومًا جزءًا من تقاليده. ولكن كان لدى رومانس ما يقوله، وبتشجيعٍ من جان جينيه وجان غروجان، اللذين ربطته...

تساؤلات مشروعة على طاولة الموت

تساؤلات مشروعة على طاولة الموت

هل تحبُّ الجلوسَ على شاطئ البحرِ يا سيدي؟ مَن نداماكَ في الأرضِ أو في السماءِ تُرى هل يفرونَ -حين تزاورهم- مثلنا في ليالي انكساركَ يا أفدحَ العالمينَ حضورًا؟ تُرى هل أخذتَ صغاركَ يومًا لكي يلعبوا في الملاهي الأنيقةِ أو هل بوسعكَ أن تتشبثَ في قلبِ سيدةٍ تتمرأى السعادةُ...

صامتة كعتبات حجريّة منهكة

صامتة كعتبات حجريّة منهكة

تضرب الريح صدري الشاعر التشيلي: بابلو نيرودا 1903- 1973م بين الظلّ والفضاء، بين اللُّجم والعذارى، عطيةُ قلبٍ وحيدٍ وأحلامٌ قاتلة، متهور شاحب، مغضّن الجبهة وفي الحِداد أرملٌ غاضبٌ كلّ أيام حياتي، آه، مع كلّ جرعة ماء لا مرئي أشربها نعسان ومع كلّ صوت آخذه، أرتعش، أُحسُّ...

ظلُّ النظرات المتعبة

ظلُّ النظرات المتعبة

غروب عندما تهافتتْ أشباحُنا آخرَ اليوم على رصيف الميناء مثل أوراق الخريف كان الشاطئ ينضمّ على بعضه حنانًا بقدميها العاريتين. قبطانة أدركتُها قبيل الفجر حائرةً في خطوط الحرق القديم على ظاهر كفّي كمن يلتمس مكانَه في خريطة كنز دمي متقاعسٌ ورياحي غيرُ مواتية لكنّها عازمةٌ...

في عيادة طبيب الأحوال

في عيادة طبيب الأحوال

أسناننا مُسوَّسة وكلماتنا مُسوَّسةٌ أكثر لدرجة أنه لم يعد من اللائق أنْ يبتسم أحدنا في وجه الآخر أو يسأله عن حاله. لا تبتسموا في وجهي رجاءً! فكل ابتسامةٍ تقدمونها لي تتطلّب مني الرد بمثلها والابتسام باتَ أمرًا مؤلمًا جدًّا هذه الأيام: كلما هممتُ بابتسامة انفتح مكانها...

يا طفلي.. نصوص قصيرة جدًّا

يا طفلي.. نصوص قصيرة جدًّا

يا طفلي! إنما أنت سيجارةُ خَلْقٍ ضجران. *    *    * يا طفلي! إياك إياك. لا تنخدع. جرّةُ الرماد ثقيلةٌ ثقيلة. *    *    * يا طفلي! كرّسْ حنجرتك للغزل وسوف تنبت للرصيف أجنحة. *    *    * يا طفلي! ادّخرْ شربة الماء. الظلّ قصيرٌ والهاجرةُ مقبلة. *    *    * يا طفلي! شُقَّ...

مفكرة الحرب

مفكرة الحرب

خلسة يدلفون إلى المدينة يجوبونها بأقدام مشققة لرؤوس مفخخة بوصايا الموت وأكتاف تتباهى بصورة القائد على البنادق... البنادق التي ستحصد قتلى ومفجوعين ومقهورين ونازحين ومنافي كثيرة في الصدور! *** أيتها الشوارع التي شهدت حبي تجتاحك الميليشيا بأقدامها الغلاظ كنت أحمل وردة...

هواك وما تَسُــنُّ

هواك وما تَسُــنُّ

أحبّـكَ، هل تُـتَـرْجـِمُ ما أكِــنُّ وهل يشفي وصـالُك مـا أظُـــنُّ إذا ما غِبـتَ يُشـعِــلُني حَنِينــي وأحَســبُ مِن حنيــني قد أُجَـنُّ ويومًا قد أظن كـســرتُ قيـدي وحـين أراك أنـسـى بل أحِـــنُّ وحتى حـين تهجــرنـي مليًّا أتـوقُ لأنْ أراك ولا أضِــــــنُّ...

الشِّعْرُ

الشِّعْرُ

أَنَا، أَيْضًا، أَنْفُرُ مِنْهُ: هُنَاكَ أَشْيَاءُ مُهِمَّةٌ وَرَاءَ كُلِّ هذَا الغَشِّ. أَقْرَؤُهُ، وَلكِنْ، مَعَ ازْدِرَاءٍ مِثَالِيٍّ لَهُ، وَمَرَّةً أَكْتَشِفُ فِيهِ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، مَكَانًا لِلأَصَالَةِ. الأَيْدِي الَّتِي يُمْكِنُهَا أَنْ تَنْقَبِضَ،...

قصائد ابن الورد

قصائد ابن الورد

٭ أمشي وراءَ اسْمي، أعلّمُه الكتابةَ والغناءَ، وخلفَهُ أمشي، يعلّمني الحياةْ ٭ عرفتُ الدربَ نحو اسْمي، عرفتُ: الرّيحُ تحملُني إليهِ، عرفتُ أشلاءَ المُغنّي في دَمي، وعرفتُ أنّي سوفَ أجمعُها، لأكتبَ سِيرتي الأولى، وأجمعَ مِن شَظاياها.. حروفَ اسميْ ٭ عرفتُ الدربَ نحوَ...