شرَكُ الملاذ

شرَكُ الملاذ

حسنًا هذه حكايةُ جوعي                وتفاصيلُ خيبتي وهجوعي
وهنا أكتبُ اعترافي بأني                خضتُ عمري كسائحٍ مخدوعِ
نبذتْه فنادقُ الضوءِ فانسلـْ               ـلَ إلى حُلْمِه بغيرِ شفيعِ
مثخَنَ الكبرياءِ تقتاتُ عينا                هُـ ضياءً على فُتاتِ الشموعِ
من رصيفٍ ذاوٍ لآخرَ خاوٍ                   فاترٍ كابتسامةِ الموجوعِ
ربما ضيّفتْه أنثى فصولٍ                 خمرَ وَسْميِّها، وكعكَ ربيعِ
ربما غيرَ أنه لم يهيِّئْ                    للأماني إلا كؤوسَ الدموعِ
عاد بعد الهيامِ في كلِّ فجٍّ              يخْبَأُ الغمَّ في حنايا الضلوعِ
ودعا ساعةَ الرجوعِ، ولكنْ              نسيَ النايُ أغنياتِ الرجوعِ

******

يا قصيدي، دفنتني فيكَ حيًّا            وتماديتَ في ادّعاءِ الخشوعِ
فتلاعبتَ بي (ضميرَ غيابٍ)             خافتَ الحسِّ تائهَ الموضوعِ
أأنا أم سواي ذاك المعنّى              بالتشابيهِ واجترارِ البديع؟
أين في هذه القصيدةِ نفسي؟        حِرتُ ما بين ضائعٍ ومُضِيعِ
فالتفِتْ يا قصيد، إن لحونَ الـ           ـقلبِ في حومةِ الهمومِ شفيعي
أربكَ الشعرَ مشتكايَ فأغضى         ما ألَذَّ ارتباكةَ الينبوع!
ثم أدنى ليَ اعتذارًا، فلما               كدتُ أُمضِيه خانني (توقيعي)

الحكايةُ كانت

الحكايةُ كانت

عبدالوهاب أبو زيد

عبدالوهاب أبو زيد

الحكايةُ كانت

تقلّمُ في هدأةِ الصمتِ أظفارها

وتحدّقُ في ليل مرآتها

تحت ضوءٍ نحيلٍ

تسرّب من زيتِ مشكاتها

ليمدَّ عليها غشاءً كثيفًا

من الذكرياتْ

الحكايةُ كانت تعيدُ تفاصيلها

وتضيءُ قناديلها

لقلوبٍ تُرتِّل في السرِّ

أسماءَها والصفاتْ

الحكايةُ وهمُ الحكايةِ

معنى النهايةِ ملتبسًا بالبدايةِ

ما يتسلل من وهجِ الأمسِ

ممتطيًا صهوةَ المفرداتْ

الحكاية-كانتالحكايةُ ظلُّ الحكايةِ

رجعُ صداها البعيدْ

حين يطرقُ أبوابنا

متعبًا مثقلًا بالبريدْ

حاملًا بين كفيه أخبارَها

الحكايةُ

تُبعثُ

حين تخونُ الشفاهُ الشفاها

الحكايةُ تبقى

وإن نسجتْ فوقها العنكبوتْ

بيتها، وتلاشى صداها

الحكايةُ ليستْ تشيخُ

وليستْ تموتْ

الحكايةُ تُسقى

بماءِ الحكايةِ

حتى تعيدَ إلى ما تصحّر

من تربةِ الذكرياتِ الجديبةِ

أشجارها

الحكايةُ تُجري على الأرضِ

(ما أتعسَ الأرضَ لولا الحكايةِ!)

أنهارها

الحكايةُ تؤوي الطيورَ التي بعثرتْ

قبضةُ الريحِ أوكارَها

الحكايةُ تأفلُ كالشمسِ

لكنّ آثارَها…

جواب يفتش عن سؤال

جواب يفتش عن سؤال

سعود بن سليمان اليوسف

سعود بن سليمان اليوسف

بـــــــــــــــــــذاكــــــــــــــــــــرةٍ مــــــــــــــــــــــــــــــــــــلأى فــــــــــــــــــــــــراغًـا ومــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــمـــلــــــــــــــــــــــــــــــــهْ

تضــــــــــــــــــــــــــــــاحَكَ لــــــــــــــــــــــــــــــي دربٌ يَضــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــع بنفسه

وفـــــــــــــــــــــــــــــــــــي الروح أضداد الشعور تواشجت

ولـــــــــــــــــــــــــــــــــــي أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل الأعمى.. يكحّل عينـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

يُـمنّـــــــــــــــــــــــــي -وضـــــــــــــــــــــــــــــــــــاع الدربُ- أرجُلَه السُّرى

ولـــــــــــــــــــــــــــــــــــي خيبة الفلاح.. أغــــــــــــــــــــــــــــــــــرى الجراد أن

يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــاطله فصـــــــــــــــــــــــــــــــــــل الربيـــــــــــــــــــــــــــــــــــع ينـــــــــــــــــــــــــــــــــــاعه

ولـــــــــــــــــــــــــــــــــــي حُلُـــــــــــــــــــــــــــــــــــمٌ فـــــــــــــــــــــــــــــــــــظّ الملامـــــــــــــــــــــــــــــــــــح موحشٌ

بـــــــــــــــــــــــــــــــــــدَتْ فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي تضاريس الحقيقة صورتي

خُلقـــــــــــــــــــــــــــــــــــتُ جـــــــــــــــــــــــــــــــــــوابًـــــــــــــــــــــــــــــــــــا للســـــــــــــــــــــــــــــــــــؤالِ مهيَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــئًا

تعجّلتُ فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي أمسي اقتطاف رؤى غدي

إذا البيد ألقت فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي الحدائـــــــــــــــــــــــــــــــــــق روحَها

ومـــــــــــــــــــــــــــــــــــا أتعس الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــوت السخيّ مشــــــــردًا

وأوجعُ خيبـــــــــــــــــــــــــــــــــــات الرحيل إذا انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــى

تمطّـــــــــــــــــــــــــــــــــــيت.. وجـــــــــــــــــــــــــــــــــــه الدرب غابات أسئله

تضـــــــــــــــــــــــــــــــــــاحُـــــــــــــــــــــــــــــــــــكَ فلّاحٍ لميـــــــــــــــــــــــــــــــــــلاد سنبلـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أغانـــــــــــــــــــــــــــــــــــي عروسٍ والتيــــــــــــــــــــــــاعـــــــــــــــــاتُ أرملـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

ويرســـــــــــــــــــــــــــــــــــم مســـــــــــــــــــــــــــــــــــراه ويحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل مشعله

وحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــن تراءى الدربُ ضيّـــــــــــــــــــــــــــــــــــع أرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــله!

يطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــر.. وأغـــــــــــــــــــــــــــــــــــوى بالسنـــــــــــــــــــــــــــــــــــابل جدولَه

فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــرتدّ مكســـــــــــــــــــــــــــــــــــورًا يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــاطـــــــــــــــــــــــــــــــــــل منجلَهْ

فمـــــــــــــــــــــــــــــــــــا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــي إذا استيقظتُ لُمتُ مؤوِّلَه؟!

ركـــــــــــــــــــــــــــــــــــامَ مَجـــــــــــــــــــــــــــــــــــازات وأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــواجَ أخيِلَـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

فمـــــــــــــــــــــــــــــــــــا أبلدَ الغيـــــــــــــــــــــــــــــــــــرَ الســـــــــــــــــــــــــــــــــــؤالَ وأكسلَه!

ومـــــــــــــــــــــــــــــــــــا زال عنـــــــــــــــــــــــــــــــــــدي ذكريـــــــــــــــــــــــــــــــــــات مؤجَّله

فقـــــــــــــــــــــــــــــــــــد تظمـــــــــــــــــــــــــــــــــــأ الأشجــــــــــــــــــــــــار وهــــــــــــــــــــــــي مبلَّله

يمـــــــــــــــــــــــارس -والأصـــــــــــــــــــــداء شتـــــــــــــــــــــــــــــــــــّى- تسوُّلَه!

بـــــــــــــــــــــــــــــــــــك الدرب لم تَغنمْ سوى حظّ بُوصَله

الهرب‭ ‬من‭ ‬الميلاد

الهرب‭ ‬من‭ ‬الميلاد

للسؤال-جدار٢

جاءه صوتُ روحِه من بعيدٍ                     وتمطّى عليه شوقٌ مفوَّهْ
فتدلّى له الخيالُ طيورًا                         لاثماتٍ خدَّ الزمانِ المُمَوَّهْ
وتهادى يسابقُ النبضَ يسقي                وقتَه فاتحًا إلى الغدِ كُوَّهْ
فتجلّت له الحقيقةُ مَسْخًا                      أزرقَ العينِ قابعًا قُربَ هُوّهْ
* * *
أبْقِ بعضَ الأحلامِ في عُهدةِ الشوق         وداعِبْ أطيافَها وتأوَّهْ
فانتظارُ الآمالِ أهونُ من أن                     
يولدَ الحُلْمُ كالخَديجِ المشوَّهْ

للسؤال‭ ‬جدار

للسؤال‭ ‬جدار


للسؤال-جدار

قلتَ‭: ‬إن‭ ‬الجمالَ‭ ‬مِطرقةُ‭ ‬القلـبِ‭ ‬تُوالي‭ ‬التحطيمَ‭ ‬والتفتيتا

قلتَ‭: ‬إن‭ ‬الهوى‭ ‬يلوحُ‭ ‬لكم‭ ‬ظبـيًا‭ ‬ويخفي‭ ‬في‭ ‬جلدِه‭ ‬عفريتا

قلتَ‭: ‬إن‭ ‬المنى‭ ‬تكاذيبُ‭ ‬للأرواحِ‭ ‬تستدرجُ‭ ‬السرابَ‭ ‬الشتيتا

حسنًا‭! ‬لا‭ ‬جديدَ‭ ‬في‭ ‬سيرةِ‭ ‬النارِ،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يقنعُ‭ ‬الكبريتا؟