كان الفلاسفة في الماضي يتكلمون عن اللوغوس والكينونة والأيس والليس والجوهر والظواهرية والكائن الأسمى... ولكن الفلسفة في القرن العشرين نزلت إلى أرض البشر وزنقاتهم وزواريبهم، وراحت تتدخّل في حياتهم اليومية، إلى جانب اهتمامها بالأنطولوجيا والماورائيات والتاريخانية...
المقالات الأخيرة
كان مثلي وينسى
يهيئُ خيمتهُ
أو يُضارعُ مَرْسى
٭ ٭ ٭
كأنّي بهِ لا يرى غيرَ هذي الحُدوسِ
وَيَحْدُسُ
مثلي
بأيامِهِ الذابلاتِ مَيْلَ الغُيومِ
ويُلقي على الشَّفتينِ احمرارَ الشَّفقْ
سعيدًا
حزينًا
ويبقى يَشُلُّ التِّلالَ بأكْتافِهِ
غيرَ أنَّ انثيالَ الحنينِ لَهُ وَقْتُهُ
في مَقاهي الأرَقْ
٭ ٭ ٭
تركتُ لَهُ بَصْمَةَ العابرينَ
فأَذْهَلَني
وهو يَرمي إلى زُمْرَةِ النَّحلِ
ريقَ مَنازِلِهِ
ناحِلًا أوْ ضَعيفًا
٭ ٭ ٭
كأنَّ لَهُ جُمْلةً مِنْ بقايا انتظارِ الحنينِ
ويَشقى
ويأْسى
كان يَشْعُرُ مثلي تمامًا
بأَصْقاعِهِ في البلادِ
حَزينًا على نَهْرِها
كان يَشْعُرُ مثلي بأَثْقالِهِ في البلادِ التي أَقْنَعَتْهُ
بِمَيْلِ الجميلاتِ في نَحْرِها
وبعد الضُّحى غَرَّبَتْهُ مَسيحًا على حِجْرها
كان مثلي تمامًا
ولكنَّهُ صارَ وعْلًا طريدًا
كوعْلٍ طريدٍ، ويفتحُ أسبابهُ
سَببًا واحدًا للنَّجاةِ
سَببًا واحدًا للغيابِ
سَببًا داخَ في إثْرِهِ رَجُلٌ لا يُخالِسُ ضِرْسًا!!
كان يَشْعُرُ مثلي تمامًا
بِمَيْلِ الجميلاتِ
يُرْهِنُ نِصْفَ الأيائِلِ
يَأْملُ ألّا تَحيفَ بأيامِهِ الكائناتُ
إذا ما انتشين خَريفا
لينسى!!
كان يَشْعُرُ مثلي تمامًا
بأيامِهِ الذابلاتِ مَيْلَ الغُيومِ
ويقرأُ بعد الضُّحى آيتينِ
ويمشي على قَدَمينِ، وينسى
كان مثلي يحاولُ رَتْقَ المساءِ
فيبدو ضَعيفًا
٭ ٭ ٭
وَيُقْلِقُهُ صوتُ ريحٍ
إذا ما تَجَلَّتْ على بابهِ في المساء، وينسى
وكان نحيفًا
تركتُ لَهُ ما يُناسبُ قَهْرَ الرّجالِ
إذا ما تَخَلَّفَ عَنهمْ
ثيابًا على كُمِّها صُورتانِ
وطاقيّةً للطُّيور التي شأْنُها أنْ تنامَ قليلًا
وأرضًا بلا حارسٍ
سوف يَصنعُ شايًا لِزُوّارهِ
في المساءِ
ويُفْزِعُهم حين تَعْبُرُ أفعى إلى كأْسِهِ
ثُمَّ يتركُهمْ سَاهمينَ
وَمَرْضى
وينسى
٭ ٭ ٭
كان يَشْعُرُ مثلي تمامًا
ويقرأُ نِصْفَ كتابٍ عَنِ الحادثاتِ
يقولُ: أنا قَبْضَةٌ مِنْ نَشيجٍ
تعتّقَ أُنْسَا
٭ ٭ ٭
ويَشْعُرُ مثلي تمامًا
بأنَّ الصَّفيرَ الذي في الأعالي
غُبارٌ يَمُرُّ بثقْبِ الحياةِ
ويهمسُ هَمْسَا
٭ ٭ ٭
ولكنَّهمْ في البِنايةِ
قبلَ اكتمالِ الأَساسِ يَمُرُّونَ
مَثْنى
فُرادى
وَيَنْتَهِزُون اختلالَ الأفاعي
٭ ٭ ٭
كان يَشْعُرُ مثلي، وينسى
وكان حَصيفًا
يَضُجُّ كَوَمْضِةِ بَرْقٍ على ساحلِ المُتْعَبينَ
المنشورات ذات الصلة
برايتون
... يصل القطار إلى «برايتون»، يعلن ذلك قائد القطار، يشاهد اللوحات الجانبية على رصيف المحطة تحمل اسم «برايتون»، خدر...
في طريق السفر تخاطبك النجوم
مغامرة صغيرًا كنتُ، صغيرًا جدًّا رميتُ صنارتي إلى البحر اجتمعت الأسماك معًا، رأيتُ البحر! * * * صنعتُ طائرة ورقية بسلك...
بين صحوي وسُكْرها
رغمًا ترددتُ.. لم أسكَرْ ولم أَصْحُ! في كأسكِ البرءُ أم في كأسكِ الجرحُ؟ قصّت جناحي بأفْق الحبّ أسئلةٌ ...
قصيدة جميلة وتعابير عميقة تحتاج إلى قارئ متمرس لفهم المعاني الرمزية بين سطورها ، وفقك الله والى مزيد من الإبداع والتألق
لم أقرأ نصا شدني إليه كنصك
أكثر من رائع !!
هناك الكثير من الآلام بين السطور وخلفهاا
أسعدني هذا الرأي الذي يُسقى بورد الذائقة