«أغنية لا تهدأ أبدًا» للتونسي عبدالفتاح بن حمودة مغامرة لا تنتهي

«أغنية لا تهدأ أبدًا» للتونسي عبدالفتاح بن حمودة

مغامرة لا تنتهي

القدر الأكبر من الشعراء والكتاب يُخفون أعمالهم الأولى، وبعضهم يتهرب من ذكرها ويخشى الاقتراب منها، وإقدام شاعر له منجز مؤثر في المشهد الشعري العربي على نشر باكورة أعماله، بعد ما يزيد على ربع قرن، لا بد أن يستوقف المتلقي، بعيدًا من التنظير والموقف النقدي؛ فثمة إشكاليات عديدة تثير التساؤلات ما بين براءة وطفولية النص الأول وثوريته من ناحية وفي المقابل الانحيازات الجمالية والفكرية المتجددة بطبيعتها.

وبالتأكيد تتسم آليات الكتابة وتقنيات النص وإستراتيجيته بالديالكتيكية، وتتبدل من مرحلة زمنية إلى ما يليها، وإن حملت نصوص الشاعر/ الكاتب عناصر مشتركة. قد يعتني الناقد بمراحل الشاعر وتطوره زمنيًّا، والبحث عن مشتركات داخل التجربة، فيحاول اكتشاف بداياتها وتطورها، أما المتلقي فيبحث عن الإشباع الجمالي والمعرفي ويسعى نحو تذوق النص؛ فما هو إستاطيقي يعد أبرز تجليات النفس البشرية والمعبر عن خصوصيتها.

علينا أن نعترف بأن بعض الكتاب جاءت بواكير أعمالهم مشتعلة بجمرة الموهبة؛ لتتجاوز المفاهيم الراسخة في أذهان كثيرين عن الكتابات الأولى، والأمثلة لا تحصى، سواء عربيًّا أو عالميًّا. فهناك من قدموا أعمالهم الأكثر أهمية في سن مبكرة وأفلحوا في تجاوز حمى البدايات. ولا يمكن الوثوق في نظرة إستاتيكية نصوبها نحو العمل الأول؛ فالكتابة تتجاوز دائمًا فكرة الثبات.

مقدمة لا بد منها

هذه المقدمة أجدها مُلِحّة قبل الولوج إلى مجموعة الشاعر التونسي عبدالفتاح بن حمودة «أغنية لا تهدأ أبدًا» التي كتبها في حقبة التسعينيات من القرن الماضي ونشرها قبل أشهر بعد أن قدم منجزًا شعريًّا وضعه في مقدمة الشعراء، ليس في تونس فحسب وإنما عربيًّا أيضًا.

افتتحت المجموعة بإهداء إلى الشعر وإلى أصدقائه من الشعراء والنقاد من تونس وخارجها، وتبعت الإهداء مقدمة بدأت بما يثير الإشكالية الأولى البديهية بطبيعتها، «للبدايات مذاق خاص دومًا، فهي الأكثر التصاقًا بالشعر والأكثر حميمية وحرارة وطزاجة». وينتقل في الفقرة التالية باتجاه مغاير ومثير حول التفاعل مع النصوص الشعرية الأسبق زمنيًّا، وكيف أثرت في مسارات القصيدة وتاريخه مع قراءة نصوص الشعراء من الأجيال السابقة.

يكشف الإهداء والمقدمة عن رؤية الشاعر للتفاعل بين النصوص، من دون إغفال خصوصية التجربة وتباين الأصوات الشعرية وتنوعها، التي تعد جميعها من أبرز إيجابيات قصيدة النثر بجانب المفهوم الجديد للإيقاع، بعيدًا من الأجراس الصوتية. واستعرض الشاعر في المقدمة تاريخه مع القصيدة، وحقه في إعادة كتابة النصوص الأولى، ومن ثم كانت المغامرة التي يخشى الشعراء عادة الولوج إلى داخلها.

ويلح السؤال عن المسافة بين زمنين، هما: لحظة الكتابة الأولى وزمن تدوينها ثانية بعيدًا من الزمن بمفهومه الفيزيقي، أو بالأدق خارجه. ولا يمكن بالطبع أن نغفل مقالات الشعراء والنقاد عن تجربة عبدالفتاح بن حمودة، وكذلك عن نصوص المجموعة، وهي إضاءات كشفت عن تجربة شاعر صاحب منجز ثري وتجربة رحبة أضافت كثيرًا إلى المشهد الشعري العربي، كما كشفت نصوص المجموعة عن بدايات جيل تمسك أفراده، دون اتفاق، بقصيدة النثر لتصعد إلى واجهة المشهد الشعري.

من عتبة النص إلى متنه

جاءت نصوص المجموعة عبر أربع حركات شعرية: أولاها أجراس الوردة، وحملت مشتركات متعددة مع نصوصه، وبخاصة مجموعاته الأخيرة، «ممسكًا بريشة عصفور»، و«عشبة لكل فم»، و«سعادة العشب»، ولعل أول هذه المشتركات، القاموس الشعري والعلامات السيميائية، التي تأتي من الطبيعة وموجوداتها، فضلًا عن محاولاته المتواصلة بحثًا عن اللغة التخيلية المكثفة، والسعي لاكتشاف جوهر الشعر وجوهر الحياة، من توظيف المفارقة وتشكيل علاقات جديدة مع الموجودات. ولا يمكن إغفال الصور البصرية وتجاوز الطبيعة الاستعارية للقصيدة العربية التي قيدت الشعر طويلًا؛ وذلك بحكم الرغبة المُلِحّة في تطور الشعر المواكب لتطور الفنون والانتقال مما هو شفاهي إلى الكتابي؛ حيث تتعدد الأساليب ويتنوع المعمار الخارجي للنص ويتجاوز القصدية، نحو الموازاة الرمزية للعالم والصيرورة التأويلية، وهو ما يتضح منذ العنوان، عتبة النص الأولى، حيث المراوغة من خلال عبارة تبدو بسيطة «أغنية لا تهدأ أبدًا»، التي تشكل وحدة بنائية يلعب فيها اللفظ «أبدًا» الدور الأكبر بجانب العلامة السيميائية الأولى وهي الأغنية التي تفتح آفاقًا دلالية غير محدودة. فالجملة المكونة من مسند ومسند إليه وأداة نفي تنطلق بعنف مع اللفظ أبدًا، الذي أحدث توترًا دلاليًّا بإضافته إلى الجملة ليؤكد استمرارية الصراع مع العالم وتعقيداته، ومواجهته بما هو جمالي وبريء.

ومن عتبة النص إلى أقسام النص، وهي أربع حركات شعرية كشفت بوضوح عن القاموس الشعري لمنجز الشاعر، الذي تؤدي فيه مكونات الطبيعة دورها برؤى مختلفة ومتنوعة. فنسيج النص يتألف من كلمات مثل العشب والوردة والأغنية والشجرة، وجميعها من القاموس الشعري، وتظهر في مجموعات الشاعر بأشكال متنوعة، وتُوَظَّف وفق المحورين التتابعي والتبادلي ليكشف، من خلال التراكيب اللغوية، عن قدرته على كسر سلطوية اللغة وتجاوز اللغة المتسامية للشعر -التي كبلته طويلًا- ليقترب من لغة التواصل اليومي. ومن خلال هذه اللغة تتجلى وظائف اللغة التواصلية والأدائية والجمالية والتأثيرية، التي عبرها يعاد اكتشاف الموجودات البسيطة، وتكوين علاقات جديدة بينها وبين الذات والعالم، من خلال المفارقة بشقيها اللفظيّ والنصيّ.

وللمخيلة دورها في إعادة تصور الموجودات وتشكيل عالم يخص الذات الشاعرة، في بحثها عن الجوهر وصراعها الديالكتيكي مع التاريخ وشبكة العلاقات المعقدة، التي يخطو البشر في لحظتنا الآنية داخلها. ومن بين تلك العلاقات بين الأشياء نجد: «حجارة تتحول إلى خفافيش»، و«شاعر له أجنحة غزال»، و«صمغ تذروه الشمس»، و«تهمي ثلوج حمراء على خطواتي»، و«الأقمار صارت ثمرًا للنخلة»، و«تنمو أصابعه أعشابًا وأقواسًا سكرى»، و«الأصدقاء عيون تتأرجح تحت شجرة توت»، و«بعد أعوام تبدأ الشمس في محو خطواتهن»، و«الطريق أجنحة نشيد».

بمثل هذه العلاقات بين الأشياء يتشكل النص، بجانب المفارقة؛ حيث جمع المتناقضات وهي من الآليات التي ظهرت في نصوصه التالية زمنيًّا، وبجانبها تلك العبارات التي تبدو عادية ويومية ومتاحة. إنها لغة التواصل اليومي التي ظهرت بوضوح، خاصة في «عشبة لكل فم»، وتظهر بواكيرها داخل المجموعة مثل: «الشمس غائبة هذا اليوم»، و«سأنزل الآن هنا»، و«ألم تسمعي شيئًا؟»، و«لا أعرف تمامًا»، و«يجب أن يحدث كل شيء بلا انقطاع»، و«ماذا قلت لهم»، و«عندما كنت صغيرة».

خارج لغة الشعر

مثل هذه الجمل العادية ظلت طويلًا خارج لغة الشعر، لكنها جاءت من نسيج النص، وكشفت عن توجه نحو نص آخر يفجر الشعر مما هو عادي، ويسعى نحو سرد شعري تحقق في منجز له فرادته. وبجانب اللغة، المكون الأساسي للنص، وظَّف الشاعر الحكي والسيناريو بأشكال متعددة، أبرزها الحلم المرتبط بالأغنية وبالطبيعة وجمالياتها، التي لم يسقط في توظيفه لمفرداتها في براثن التعبيرية. وعلى الرغم مما في النص، ككل البدايات، من إشكاليات عديدة، فقد ظلت مجموعة «أغنية لا تهدأ أبدًا» مغامرة شعرية كشفت عن بواكير لتقنيات وآليات لكتابة نص شديد الخصوصية، يسعى لما هو جمالي، ويضع القواعد لخطاب شعري شديد الرحابة، ويكشف عن بدايات قصيدة النثر التي سطعت وتوهجت بقوة مع جيل يغامر بحثًا عن أغنيته التي لا تهدأ، وفي صفوفه الأولى يأتي عبدالفتاح بن حمودة بتجربة شعرية مختلفة، ويؤكد من هذه المجموعة أن الشعر مغامرة لا تنتهي أبدًا.

«تي شيرت واسع بكل الألوان» لأمجد ريان.. عالم واسع بكل الألوان

«تي شيرت واسع بكل الألوان» لأمجد ريان.. عالم واسع بكل الألوان

يشكل جيل السبعينيات سؤالًا في الشعر وهو الجيل الذي قارب على اكتمال منجزه، بل تَحَدَّدَ كثيرٌ من سماته وانحيازاته الجمالية، وإن تنوعت الأصوات والخطابات الشعرية. ويعد الشاعر «أمجد ريان» من أبرز أصوات هذا الجيل، ويمكن القول بتجاوزه مفهوم المجايلة من خلال نص ما بعد حداثي يحمل انحرافات جمالية وتجربة لها خصوصيتها. وفي ديوانه الجديد «تي شيرت واسع بكل الألوان» يقدم نصًّا يحمل سمات خاصة، واقتراحًا شعريًّا مغايرًا للسائد والمألوف من خلال توظيف لغة الحياة اليومية، والتفاصيل الصغيرة، وتوظيف الحكي، والصور البصرية، ومساءلة الذات والتاريخ.

الاحتفاء بالعادي والهامشي

في العنوان، عتبة النص الأولى، يعلن عن موقف جمالي وإنساني، ويحتفي بالعادي واليومي ويعلن موقفه التاريخي، حيث التاريخ خارج قلعته الحصينة يكمن في الهامش، والبطل ليس الفارس والنبيل، بل الإنسان العادي في أحواله وصراعاته وارتباكاته. الحذف في العنوان واضح، يمكن أن يكون (أرتدي) تي شيرت أو (اشتريت) أو (أريد)، كما يمكن أن يكون الحذف (طفل) يرتدي أو (فتاة) ترتدي، فالاحتمالات عديدة والتأويل مفتوح. فالفعل المسند إليه هذا الرداء حُذِفَ، كما ابتعد من اللغة المتسامية للشعر، فالـ«تي شيرت» هو العلامة السيميائية الأولى داخل النص التي تفتح آفاقًا دلالية غير محدودة.

هذه السمات ليست في العتبة الأولى للنص فحسب، فعتبات النص الداخلية تحمل التوجه ذاته، مثل: «أكياس البلاستيك السوداء تطير» و«أتأرجح على الكرسي الهزاز» و«أضغط أزرار المحمول منفعلًا». فتوظيف الهامشي والعادي والمألوف يتواصل داخل الشبكة المعقدة للنص، ويسعى إلى تشكيل علاقات جديدة بين الموجودات من دون السعي إلى تقديم مجاز غرائبي أو كسر غير المتوقع عبر الفانتازيا أو السوريالية. فمن الجمل النثرية البادية، البسيطة والعادية، يتشكل نص يحمل إيقاعًا عامًّا ساحرًا ومجازًا كليًّا يقدم الألم والدهشة. فالتراكيب اللغوية الأقرب إلى لغة السرد، وأكثرها يرتبط باليومي والعادي، تحتل المساحة الكبرى داخل النص، مثل: «معظم ما يحيط بنا لا لزوم له»، «فنحن فاشلون في تحديد الأهداف»، «بل لأننا لا نعرف أصلًا»، «لقد أنفقت اليوم بطوله أبحث عن حل»، «ولكن مهما يكن من أمر»، «في وقت ما»، «على العموم ليس هذا موضوعنا».

إن مثل هذه العبارات البادية بعيدًا مما اعتدناه في السرد الشعري حققت وظائف اللغة خاصة التأثيرية والجمالية، كما سعت إلى الانتقال من الزمن التاريخي «الخارجي» إلى زمن مطلق وهو الزمن الداخلي، أي زمن المبدع، كما أكد من خلالها على الاتساع غير المحدود لقصيدة النثر، وقدرتها على الاحتواء والكشف عن طاقات جديدة للغة، بل تفجير هذه الطاقات، فضلًا عن الصراع الديالكتيكي مع العالم عبر التفاعل مع الموجودات في تناصّ مع مفردات الحياة اليومية؛ ليتشكل نسيج النص من الأشياء الصغيرة والمشاعر الإنسانية المألوفة والأحلام البسيطة التي يبدو بعضها عبثيًّا بالمفهوم العام للعبثية والأسئلة العادية من خلال آلية الحكي، وتداخل الحكايات الصغيرة، والانتقال من حكاية إلى أخرى، وبعضها يأتي من الذاكرة الاستعادية وبعضها يصنع حلمًا بسيطًا حميميًّا ومألوفًا:

«ماذا سيحدث لو جلسنا في مقهى صغير/ واحتسينا فنجانين من القهوة وابتسمنا/ كما لا يستطيع اثنان أن يبتسما؟/ وماذا لو استرسل كل منا في الكلام/ ليحكي قصته الأليمة» (ص 5).

دلالة السرد الشعري

إن هذا السرد الشعري يقدم حكاية صغيرة تقول: جلسنا في مقهى صغير واحتسينا فنجانين من القهوة واسترسل كل منا في الكلام ليحكي قصته الأليمة. والقصة هنا متكررة ومألوفة ليس بها من جديد ولكن تحول هذه الحكاية البسيطة إلى حلم يفجر شاعرية غير محدودة. لقد انتقلت من العالم المعيش إلى الحلم عبر صيغة استفهامية: «ماذا لو»، والحكاية السابقة المتخيلة التي يحتل الحلم فيها مساحة هائلة نجد الضدّ تمامًا حيث الكابوسية: «كان عازف الأكورديون مقتولًا/ بسكين في بطنه/ والأكورديون على الأرض إلى جواره/ مفتوح على آخره/ بينما تغطي الورود البلاستيكية/ جدران القاعة».

إن الحكي في هذا المقطع أقرب إلى السيناريو حيث الذات الشاعرة تلتقط المشهد بتفاصيله، وتعيد الحدث وكأنها عدسة تسجل ما يحدث أمامها. وبالطبع فالحكاية داخل النص ليست كما حدثت، بل ما قادت إليه التراكيب اللغوية، ومن هذا الحدث بكابوسيته، حيث مقتل العازف بما يحمله من دلالة، ينتقل إلى حكاية تالية في النص ذاته: «أكياس البلاستيك السوداء تطير»: «في قلب القاعة بالضبط/ كان هناك صندوق زجاجي/ تسبح فيه الأسماك الملونة/ والقاعة صامتة تمامًا،/ وعلى شاشة التلفاز جمل بسنامين/ يجتاز الصحراء» (ص47) وعقب ذلك يعلن عن قلقه واغترابه: «أنا الحائر/ أتساءل إلى أي مدى ستظل هذه الأحزان تزداد».

فالحكي ليس مجانيًّا والتحول من حكاية إلى ما يليها ثم الانتقال من زمن الحكاية، قصيدة النثر، غير (الحدث)، وهو زمن خارجي، إلى زمن المبدع، وهو زمن داخلي، وتأمل العالم بأحزانه وقسوته والبوح الذي ينطلق من الذات الشاعرة ليواجه أزمات متعددة حيث الغياب للصوت في القاعة ولعازف الأكورديون ولرحيق الزهور؛ فهي صناعية من البلاستيك، والجمل يغيب أيضًا في الصحراء، هو الافتراضي القادم من شاشة التلفاز، ومن الغياب يأتي الحضور.

ويحضر المكان بتفاصيله من خلال نصوص المجموعة عبر موجوداته (مقهى صغير، شاشة اللاب توب، مسرح مفتوح، الأطباق والطاسات والفناجين، دائرة الكراسي، الشارع العريض المزدحم، ميدان المحطة)، تتحرك من داخلها إلى خارجها بلا توقف، والعلاقة مع المكان لا تقتصر على التفاعل مع العناصر الكامنة في الحيز، بل المسافة أيضًا، مثل: «وهناك لحظة رجلين في الشيخوخة/ يلبسان ملابس رياضية/ ويجريان بامتداد الشارع»، أو «وأنا أضع النظارة أمام فمي وأنفخ».

في المقطع الأول هناك المسافة التي يقطعها الرجلين والمسافة بينهما وبين من يشاهدهما ومسافة امتداد الشارع، وفي السطر الأخير المسافة بين الأنا والذات وبين «النظارة» والفم الذي ينفخ.

إن حضور المكان بأشكاله المتعددة كفضاء وحيز ومسافة يمنح النص حيوية غير محدودة، فالمدينة الحاضرة بقوة هي أسطورة في ذاتها ومواجهتها هي البديل لمواجهة الوحوش في الميثولوجيا. لكن الصراع هنا يمثل إشكالية؛ فثمة متناقضات وارتباك في مواجهة المجهول والغامض وغير المتوقع، أو بالأدق شبكة العلاقات المعقدة التي نعيش داخلها، فلا يقين ثابتًا بالرفض أو القبول. والسؤال الكامن بعيدًا من التأويل: كيف نعيش وسط هذه الفوضى داخل عالم واسع يحمل كل الألوان؟ ومن خلال هذا السؤال ينطلق خطاب شعري باذخ، شديد الخصوصية، ويمثل إضافة ثرية إلى المشهد الشعري المصري والعربي ويحتاج إلى كثير من الدراسات.