عـام في «الثقـافيـة».. هل‭ ‬القناة‭ ‬تنتظر‭ ‬المتابعين؟‭ ‬أم‭ ‬تذهب‭ ‬إليهم؟‭

عـام في «الثقـافيـة».. هل‭ ‬القناة‭ ‬تنتظر‭ ‬المتابعين؟‭ ‬أم‭ ‬تذهب‭ ‬إليهم؟‭

العيدقليلة‭ ‬هي‭ ‬المراكز‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تجربتي‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬أكملت ‬30‭ ‬ عامًا،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬أُكمِل‭ ‬عامًا‭ ‬واحدًا‭) ‬في‭ ‬منصبي‭ ‬الأخير‭ (‬المشرف‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬القناة‭ ‬الثقافية،‭‬‭ ‬وقد‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أخيرًا‭ ‬حيث‭ ‬أحبُّ‭ ‬وأعشق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تخطيط‭ ‬مني‭ ‬وسط‭ ‬المثقفين‭ ‬والأدباء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والكتاب‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬القناة‭ ‬أن‭ ‬أواجه‭ ‬أسئلة‭ ‬برؤية‭ ‬واضحة؛‭ ‬منها: ‬هل‭ ‬القناة‭ ‬الثقافية‭ ‬خاصة‭ ‬بالمثقفين‭ ‬فقط؟‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬لمَن‭ ‬لم‭ ‬يتّصل‭ ‬بالميدان،‭ ‬أو‭ ‬يقرأ‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬عنوانه‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬أو‭ ‬يرى‭ ‬الثقافة‭ ‬مفصولة‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬وحقيقة‭ ‬الحال‭ ‬أننا‭ ‬إزاء‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتعلق‭ ‬بتعريف‭ ‬الثقافة‭ ‬والمثقف‭ ‬وتفكيك‭ ‬المصطلح،‭ ‬فكيف‭ ‬بتصنيف‭ ‬قناة‭ ‬تلفزيونية؟‭ ‬وخارطة‭ ‬بث‭ ‬القناة‭ ‬تفصح‭ ‬بجلاء‭ ‬عن‭ ‬عناية‭ ‬القناة‭ ‬بكل‭ ‬مشاهديها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬فئاتهم‭ :‬ربات‭ ‬الأسر‭ .‬الشباب. ‬المبادرات‭ ‬المجتمعية‭. ‬الأخبار‭ ‬الثقافية‭ ‬والأدبية‭ ‬والفنية،‭ ‬وغيرها. ‬والقناة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تمنح‭ ‬حصصًا‭ ‬للمسميات‭ ‬الثقافية‭ ‬المباشرة: ‬الثقافة‭ ‬اليوم. ‬الشارع‭ ‬الثقافيّ. ‬كتب‭ ‬مهداة… ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك. ‬هذا‭ ‬يَعْني‭ ‬أن‭ ‬مشاهدينا‭ ‬مهتمون‭ ‬بالثقافة،‭ ‬وأن‭ ‬آخرين‭ ‬عاديون‭ ‬يتابعوننا‭ ‬مثلما‭ ‬يشاهدون‭ ‬القنوات‭ ‬الأخرى‭.‬

طالما‭ ‬هي‭ ‬كذلك: ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬تَصِلْ‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أوسع،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضهم‭ ‬لم‭ ‬يشاهدها‭ ‬قط؟! ‬

هل‭ ‬القناة‭ ‬تنتظر‭ ‬المتابعين؟‭ ‬أم‭ ‬تذهب‭ ‬إليهم؟‭ ‬مِن‭ ‬واقع‭ ‬تجربتي‭ ‬وقناعتي‭ ‬أن‭ ‬القناة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بتسويق‭ ‬برامجها‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بالشكل‭ ‬الملائم،‭ ‬ومن‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬أن‭ ‬تلاحق‭ ‬اهتمامات‭ ‬الناس‭ ‬وأذواقهم،‭ ‬وتسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬طالما‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أوثق‭ ‬عُرَاها‭ ‬بين‭ ‬المُرسِل‭ ‬والمستقبل؛‭ ‬الطرفين‭ ‬الرئيسيْنِ‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التواصلية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬فعَّلْنا‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعيّ: ‬تويتر. ‬فيسبوك. ‬موقع‭ ‬القناة‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية. ‬تحميل‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬ولمسنا‭ ‬تجاوبًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬وارتفاعًا‭ ‬في‭ ‬تعداد‭ ‬المتابعين‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل. ‬وأطلقت‭ ‬القناة‭ ‬أيضًا‭ ‬وسومًا‭ ‬عدة‭ ‬«هاشتاغات»،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها:‭ ‬«# ‬سلمان‭ _ ‬وأمان»‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬الأُولى‭ ‬للبيعة،‭ ‬و«# ‬ماذا‭ – ‬يريد‭ – ‬المشاهد‭ – ‬من‭ – ‬القناة‭ ‬‬الثقافية»،‭ ‬و«# ‬سيد‭ ‬ ‬البيد»‭ ‬في‭ ‬الذّكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬لرحيل‭ ‬الشاعر‭ ‬محمد‭ ‬الثبيتي ‭-‬رحمه‭ ‬الله- ‬و«# ‬حتى‭ _ ‬تبقى»؛‭ ‬لمحاربة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭.  ‬وأعرض‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعيّ‭ ‬للقناة،‭ ‬ففي‭ ‬تويتر‭: ‬

بلغ‭ ‬تعداد‭ ‬المتابعين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2015م‭ (‬3458‭) ‬متابعًا،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ (‬7152‭) ‬متابعًا،‭ ‬وكان‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬أكثر‭ ‬الشهور‭ ‬تفاعلًا،‭ ‬أما‭ ‬أكثر‭ ‬التغريدات‭ ‬تداولًا‭ ‬فكانت‭ ‬حول‭ ‬الهاشتاغات «# ‬ماذا‭ – ‬يريد‭ – ‬المشاهد‭ – ‬من‭ – ‬القناة‭ ‬الثقافية»،‭ ‬و«# ‬ليالي‭ ‬-‭ ‬البجيري»،‭ ‬و«# ‬القناة‭ ‬-‭ ‬الثقافية». وفي‭ ‬اليوتيوب: ‬بلغ‭ ‬تعداد‭ ‬المشتركين‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬عام‭ ‬2015م‭ ‬نحو‭ (‬8016‭) ‬مشتركًا‭ ‬بزيادة‭ ‬مطردة‭ ‬ومتابعة‭ ‬جيدة‭ ‬لموادّ‭ ‬القناة‭ ‬وبرامجها،‭ ‬ووصل‭ ‬تعداد‭ ‬المشاهدات‭ ‬إلى‭ (‬55,673832)‭ ‬دقيقة‭ ‬مشاهدة. ‬

وفي‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬وصل‭ ‬الإعجاب‭ ‬بصفحة‭ ‬القناة‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬إلى‭ (‬5687‭) ‬إعجابًا. ‬وفي‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكترونيّ‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬زوّار‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكترونيّ‭ ‬للقناة‭ ‬إلى‭ (‬117,591,976‭) ‬زائرًا‭. ‬

يظن‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬لا‭ ‬يتابع‭ ‬القناة‭ ‬بشكل‭ ‬مقنع‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬ننكرها؛‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬برامج‭ ‬تُعنَى‭ ‬بهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وقد‭ ‬خضنا‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬الثقافية‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬لدعم‭ ‬الشباب،‭ ‬وهي‭ ‬تخصيص‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬لعرض‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الشباب،‭ ‬وقد‭ ‬قدمنا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬61‭ ‬فيلمًا‭ ‬خلال‭ ‬7‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬التجربة،‭ ‬وأسهمت‭ ‬معنا‭ ‬جمعية‭ ‬المنتجين‭ ‬السعوديين‭ ‬فرع‭ ‬الأحساء‭ ‬بـ (‭‬41 ‬فيلمًا)‬،‭ ‬والبقية‭ ‬من‭ ‬الرياض‭ ‬وجدة،‭ ‬وموعودون‭ ‬بالأفضل. ‬ودخول‭ ‬القناة‭ ‬الثقافية‭ ‬راعية‭ ‬إعلامية‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الرياض‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب،‭ ‬ومعرض‭ ‬جدة‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب،‭ ‬ومهرجان‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الدمام،‭ ‬ومهرجان‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬جدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬فعاليات‭ ‬جدة‭ ‬التاريخية‭ ‬وبعض‭ ‬النشاطات‭ ‬الثقافية،‭ ‬والجوائز‭ ‬الثقافية؛‭ ‬مثل‭: ‬جائزة‭ ‬السنوسي‭ ‬في‭ ‬جازان،‭ ‬والمهرجانات؛‭ ‬مثل: ‬الجنادرية،‭ ‬وسوق‭ ‬عكاظ،‭ ‬وهذا‭ ‬سيمكننا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬وهذا‭ ‬هدف‭ ‬كل‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬تنشد‭ ‬النجاح. ‬