معارض الكتاب العربية تواجه التشدد والرقابة وتبعات الربيع العربي

معارض الكتاب العربية تواجه التشدد والرقابة وتبعات الربيع العربي

exep4العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياسة‭ ‬جدلية‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬لكن‭ ‬تبدو‭ ‬ظلال‭ ‬السياسة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صورها،‭ ‬ومعارض‭ ‬الكتاب‭ ‬تتأثر‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬بوصفها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬عليها‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬وبخاصة‭ ‬العواصم‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالأوضاع‭ ‬السياسية،‭ ‬وقد‭ ‬أثرت‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬واضح،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬السياسيّ‭ ‬المحموم‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المختلفة‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعارض،‭ ‬وإذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬نشأتها‭ ‬نجد‭ ‬ارتباطًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬المحيطة‭.‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬ترصد‭ ‬االفيصلب‭ ‬أثر‭ ‬الواقع‭ ‬السياسيّ‭ ‬والاجتماعيّ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية‭.‬

نشأة‭ ‬معرض‭ ‬بيروت‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬التيار‭ ‬القوميّ

يبدو‭ ‬أثر‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬نشأة‭ ‬معرض‭ ‬بيروت‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب،‭ ‬الذي‭ ‬يكمل‭ ‬عامَه‭ ‬الستين‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬إذ‭ ‬انطلق‭ ‬عام‭ ‬1956م؛‭ ‬ليستحق‭ ‬بذلك‭ ‬لقب‭ ‬عميد‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربيّ‭.‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬العربيّ‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬تفاعلات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬سياسية‭ ‬كبيرة؛‭ ‬مثل‭: ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬وتداعيات‭ ‬وعد‭ ‬بلفور،‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬اليهود‭ ‬وطنًا‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬عربية،‭ ‬حتى‭ ‬وقعت‭ ‬حرب‭ ‬فلسطين،‭ ‬وفاحت‭ ‬رائحة‭ ‬فضيحة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفاسدة،‭ ‬والإحساس‭ ‬المتنامي‭ ‬بالتآمر‭ ‬الغربيّ،‭ ‬الذي‭ ‬تَجسَّد‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأجنبيّ،‭ ‬وصعود‭ ‬المد‭ ‬القوميّ،‭ ‬وقيام‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬بقيادة‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وتطلع‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬التحرر‭ ‬الوطنيّ‭.‬

exep3في‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الدقيقة،‭ ‬فكَّر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬نديم‭ ‬دمشقية،‭ ‬وفؤاد‭ ‬سليم‭ ‬سعد،‭ ‬ورامز‭ ‬شحادة،‭ ‬وهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬التيار‭ ‬القوميّ‭ ‬العربيّ‭ ‬في‭ ‬تلمس‭ ‬وسائل‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بالقضايا‭ ‬القومية؛‭ ‬وكانت‭ ‬المظلة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أنصار‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬هو‭ ‬النادي‭ ‬الثقافيّ‭ ‬العربيّ،‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬مجلة‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬1956م،‭ ‬وبادَر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬بيروت‭ ‬للكِتاب‭ ‬العربيّ،‭ ‬الذي‭ ‬تطوَّر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬معرضًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬بإقبال‭ ‬دُور‭ ‬النشر‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه‭.‬

قاوَم‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬العصيبة،‭ ‬والاجتياح‭ ‬الإسرائيليّ‭ ‬لبيروت،‭ ‬وما‭ ‬صاحبهما‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬أمنيّ‭ ‬وضائقة‭ ‬مالية،‭ ‬وظل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬إبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوم‭ ‬احتفاء‭ ‬بالثقافة‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬بيروت،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬رَكْب‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬دانت‭ ‬لها‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬الطباعة،‭ ‬وإصدار‭ ‬الصحف‭.‬

وكان‭ ‬المعرض‭ ‬يُنظَّم‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬استقرارًا‭ ‬أمنيًّا؛‭ ‬لاستدراك‭ ‬التأخير،‭ ‬وقد‭ ‬أصدر‭ ‬النادي‭ ‬كتابًا‭ ‬تذكاريًّا‭ ‬في‭ ‬اليوبيل‭ ‬الذهبيّ‭ ‬لانطلاق‭ ‬المعرض،‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬جَمْع‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬اللبنانيين‭ ‬والعرب‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه‭ ‬فقد‭ ‬ألقت‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الدورة‭ ‬59‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬المدة‭ (‬27‭ ‬نوفمبر‭- ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬2015م‭)‬،‭ ‬بمشاركة‭ ‬273‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية؛‭ ‬إذ‭ ‬لوحظ‭ ‬قلة‭ ‬الإقبال‭ ‬مِن‭ ‬الجمهور،‭ ‬وتواضع‭ ‬المبيعات،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬النُّقَّاد‭ ‬وصف‭ ‬رُوَّاد‭ ‬المعرض‭ ‬بأنهم‭ ‬يتجوَّلون‭ ‬في‭ ‬الأروقة‭ ‬مكتفين‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الكتب،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ ‬لم‭ ‬يُطبَع‭ ‬بعدُ‭! ‬

exep1معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬آثار‭ ‬النكسة

كانت‭ ‬القاهرة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬إحدى‭ ‬الثورات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬غيرت‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬الثقافيّ‭ ‬العصريّ،‭ ‬في‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬بألفيتها،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يخلُ‭ ‬من‭ ‬إشارات‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬العربيّ‭ ‬يعيشان‭ ‬ظروفًا‭ ‬سياسية‭ ‬صعبة‭ ‬وضاغطة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ما‭ ‬سُمِّي‭ ‬بنكسة‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967م،‭ ‬والهزيمة‭ ‬القاسية‭ ‬للعرب‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭.‬

وجاءت‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بألفية‭ ‬القاهرة‭ ‬مظهرًا‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬تحدي‭ ‬تلك‭ ‬الظروف،‭ ‬وتلمس‭ ‬وسائل‭ ‬إحياء‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬المرحلة‭ ‬بكل‭ ‬تداعياتها،‭ ‬وكان‭ ‬انطلاق‭ ‬معرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدوليّ‭ ‬متزامنًا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية‭ ‬عنصرًا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الزخم،‭ ‬الذي‭ ‬أرادته‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬ثروت‭ ‬عكاشة‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬آنذاك؛‭ ‬إذ‭ ‬أَوْلت‭ ‬اهتمامها‭ ‬ليأتي‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬حلة؛‭ ‬لهذا‭ ‬أسندت‭ ‬إلى‭ ‬الدكتورة‭ ‬سهير‭ ‬القلماوي‭ ‬مهمة‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬تنظيمه‭ ‬بأفضل‭ ‬مستوى‭ ‬ممكن‭.‬

واجه‭ ‬المعرض‭ ‬صعوبات‭ ‬جمة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ (‬2011‭ – ‬2014م‭)‬؛‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬يناير،‭ ‬وفي‭ ‬تفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬القائمة‭ ‬احتفى‭ ‬المعرض‭ ‬بالإمام‭ ‬محمد‭ ‬عبده،‭ ‬بوصفه‭ ‬ارائد‭ ‬الوسطية‭ ‬الإسلاميةب‭ ‬وَفْق‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬به‭ ‬إدارة‭ ‬المعرض‭.‬

وحمل‭ ‬معرض‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ (‬2016م‭) ‬شعار‭ ‬االثقافة‭ ‬في‭ ‬المواجهةب،‭ ‬وسوَّغت‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬اختيارها‭ ‬الشعار‭ ‬ببيان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬تفاعلات‭ ‬الواقع‭ ‬السياسيّ‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية،‭ ‬وجاء‭ ‬فيه‭: ‬ايواجه‭ ‬الإبداع‭ ‬الثقافيّ‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفنون‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مخاطرَ‭ ‬وتهديدات‭ ‬تواجه‭ ‬عالمنا‭ ‬وإقليمنا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الكتاب،‭ ‬والأجناس‭ ‬الأدبية،‭ ‬والموسيقا،‭ ‬والسينما،‭ ‬والمسرح،‭ ‬والفنون‭ ‬التشكيلية،‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى؛‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬قيمة‭ ‬المعرفة،‭ ‬والوعي‭ ‬البصير،‭ ‬والجمال،‭ ‬والحق،‭ ‬والخير،‭ ‬والحوار،‭ ‬والتسامح،‭ ‬والاختلاف‭ ‬إزاء‭ ‬مخاطر‭ ‬العقل‭ ‬الأصوليّ‭ ‬المغلق،‭ ‬وتجلياته‭ ‬الإقصائية‭ ‬والاستبدادية،‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬وتنبذ‭ ‬التعددية‭ ‬والحوار‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الاختلافب‭.‬

وفي‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬تشابك‭ ‬الثقافيّ‭ ‬بالسياسيّ،‭ ‬تضمّنت‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬للمعرض‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬االشرطة‭ ‬ودورها‭ ‬فى‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملةب،‭ ‬مع‭ ‬تكريم‭ ‬أسر‭ ‬شهداء‭ ‬الشرطة،‭ ‬ولامست‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسيّ،‭ ‬مما‭ ‬يبرز‭ ‬تأثير‭ ‬الواقع‭ ‬السياسيّ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭.‬


معرض‭ ‬تونس‭.. ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬الواجِهة‭ ‬

معرض‭ ‬تونس‭ ‬الدوليّ‭ ‬أحد‭ ‬أعرق‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية،‭ ‬وقد‭ ‬ألقت‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬تونس‭ – ‬بعد‭ ‬ثورتها‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬بن‭ ‬علي‭- ‬بظلالها‭ ‬الكثيفة‭ ‬عليه،‭ ‬فتوقّف‭ ‬اضطراريًّا‭ ‬عام‭ ‬2014م؛‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬واجِهة‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬31‭ ‬التي‭ ‬أُقيمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ (‬27‭ ‬مارس‭ – ‬5‭ ‬إبريل‭ ‬2015م‭) ‬بمشاركة‭ ‬692‭ ‬ناشرًا‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬دولةً‭ ‬عربيةً‭ ‬وأجنبيةً،‭ ‬وتناولت‭ ‬فعالياته‭ ‬الواقعَ‭ ‬الثقافيَّ‭ ‬العربيَّ‭ ‬والعالميَّ‭.‬

ولم‭ ‬يَحُلْ‭ ‬وقوعُ‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابيّ‭ ‬على‭ ‬متحف‭ ‬باردو‭ -‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انطلاق‭ ‬المعرض‭- ‬دون‭ ‬إقبال‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬المعرض‭.‬

وكرَّم‭ ‬المعرض‭ ‬الدكتورة‭ ‬نوال‭ ‬السعداوي،‭ ‬والشاعر‭ ‬السوري‭ ‬أدونيس،‭ ‬بمنحهما‭ ‬الوسام‭ ‬الوطنيّ‭ ‬للاستحقاق‭ ‬الثقافيّ‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العُليا،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬يدور‭ ‬اللغط‭ ‬حولهما‭ ‬بين‭ ‬دعاة‭ ‬التشدد‭ ‬والانفتاح‭.‬

وعلقت‭ ‬لطيفة‭ ‬الأخضر‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬تفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬مع‭ ‬فعاليات‭ ‬المعرض‭ ‬بقولها‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬تميزت‭ ‬بتوجه‭ ‬جديد‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الدورات‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تستجيب‭ ‬لرُوح‭ ‬الثورة،‭ ‬وفي‭ ‬قطيعة‭ ‬معها‭.‬

وكان‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬السابق‭ ‬مراد‭ ‬الصقلي‭ ‬سوغ‭ ‬عدم‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬تونس‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014م‭ ‬بوجود‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬واتحاد‭ ‬الناشرين‭ ‬التونسيين‭ ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬الدورة؛‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إستراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬لضمان‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وقد‭ ‬واجه‭ ‬انتقادًا‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬تونسية‭ ‬وصفه‭ ‬بعضها‭ ‬بأنه‭ ‬وزير‭ ‬للموسيقا،‭ ‬وليس‭ ‬وزيرًا‭ ‬للثقافة،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬موسيقيّ‭ ‬الاختصاص،‭ ‬وكان‭ ‬يدير‭ ‬مهرجان‭ ‬قرطاج‭. 

exep9معرض‭ ‬الرياض‭.. ‬جدل‭ ‬لا‭ ‬يتوقف

‭ ‬تشهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ازدهارًا‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الكتاب،‭ ‬وفي‭ ‬احتضان‭ ‬معارضه،‭ ‬وإقامتها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬منتظم،‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬ويصاحب‭ ‬ذلك‭ ‬جدل‭ ‬كبير‭ ‬يبرز‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬المجتمع‭ ‬الخليجيّ‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬ثقافية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬فمعرض‭ ‬الرياض‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب‭ ‬يحتفي‭ ‬بدورته‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2016م،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬تحولًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬للجميع‭ ‬عوضًا‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬مواعيد‭ ‬للرجال‭ ‬وأخرى‭ ‬للعائلات‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬العادة،‭ ‬ويشهد‭ ‬المعرض‭ ‬جدلًا‭ ‬دائمًا‭ ‬وتجاذبًا‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬محافظة‭ ‬ومتشددة‭ ‬وبين‭ ‬رؤية‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬جديد‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة؛‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬االشباب‭ ‬والفنون‭.. ‬دعوة‭ ‬للتعايشب‭ ‬عندما‭ ‬أبدى‭ ‬الدكتور‭ ‬معجب‭ ‬الزهراني‭ ‬أسفه‭ ‬لتعرُّض‭ ‬آثار‭ ‬الدول‭ ‬العربيّة‭ ‬للتدمير،‭ ‬فاعترض‭ ‬أحد‭ ‬الحاضرين‭ ‬معلِّقًا‭ ‬بأن‭ ‬الرسول‭ -‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬حطّم‭ ‬الأصنام‭ ‬حينما‭ ‬دخل‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬فأعلن‭ ‬مدير‭ ‬الندوة‭ ‬نهايتها‭ ‬بإغلاق‭ ‬باب‭ ‬النقاش‭.‬

وما‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬إلا‭ ‬صورة‭ ‬مصغرة‭ ‬لسجال‭ ‬سنويّ‭ ‬متكرر،‭ ‬ويتهم‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬المتشدد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المعرض‭ ‬بالسماح‭ ‬بعرض‭ ‬كُتب‭ ‬وروايات‭ ‬تتضمن‭ ‬عبارات‭ ‬يصفونها‭ ‬بالخادشة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬حدَّدها‭ ‬بيان‭ ‬لهم‭: ‬رواية‭ ‬اأولاد‭ ‬حارتناب‭ ‬لنجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬وديوان‭ ‬سميح‭ ‬القاسم،‭ ‬وديوان‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬البياتي‭.‬

وفي‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬يرفض‭ ‬مثقفون‭ ‬ما‭ ‬يصفونه‭ ‬بـاوصاية‭ ‬من‭ ‬الدعاة‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتابب،‭ ‬فهل‭ ‬سيشهد‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الجدل‭ ‬ذاته؟

‬المنع‭ ‬سِمَة‭ ‬معارض‭ ‬عربية

يضيق‭ ‬الكُتَّاب‭ ‬العرب‭ ‬ذرعًا‭ ‬بالمنع‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬ثقافيّ‭ ‬صار‭ ‬مفتوحًا‭ ‬على‭ ‬مصراعيه،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬السياسيَّ‭ ‬المحتدم‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المعارض‭.‬

معرض‭ ‬الكويت‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬أحد‭ ‬أقدم‭ ‬المعارض‭ ‬العربية،‭ ‬كانت‭ ‬دورته‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1975م،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬القِدَم‭ ‬أثارت‭ ‬أربعينية‭ ‬المعرض‭ (‬18-‭ ‬28‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭) ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الجدل؛‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مبالغة‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬المعارض‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل؛‭ ‬بسبب‭ ‬منع‭ ‬الكتب‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬واسع،‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬تعداد‭ ‬العناوين‭ ‬الممنوعة‭ ‬220‭ ‬عنوانًا،‭ ‬واتَّهم‭ ‬الكُتابُ‭ ‬الرقباءَ‭ ‬باستسهال‭ ‬المنع؛‭ ‬لإراحة‭ ‬الذهن‭ ‬من‭ ‬عناء‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬محتوى‭ ‬الكتب،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬معايير‭ ‬واضحة‭ ‬يبنون‭ ‬عليها‭ ‬قرار‭ ‬المنع‭.‬

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬اعشرون‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬الواجهةب،‭ ‬احتفى‭ ‬معرض‭ ‬الجزائر‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب‭ ‬بدورته‭ ‬الـ‭ ‬20،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬المدة‭ (‬29‭ ‬أكتوبر‭- ‬7‭ ‬نوفمبر‭ ‬2015م‭)‬،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬290‭ ‬ناشرًا‭ ‬جزائريًّا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬620‭ ‬عارضًا‭ ‬أجنبيًّا‭ ‬يمثلون‭ ‬47‭ ‬دولةً‭.‬

ولم‭ ‬تخلُ‭ ‬الاحتفالية‭ ‬من‭ ‬لغط؛‭ ‬إذ‭ ‬منعت‭ ‬السلطاتُ‭ ‬الجزائرية‭ ‬106‭ ‬عناوين‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬لدُور‭ ‬نشر‭ ‬عربية‭ ‬وعالمية،‭ ‬‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الكتب‭ ‬الممنوعة‭: ‬االماسونية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬2007مب،‭ ‬وامن‭ ‬الإرهابي؟ب،‭ ‬واالجزائر‭ ‬جنرالاتب،‭ ‬واصديقنا‭ ‬بوتفليقةب‭.‬

واحتفى‭ ‬معرض‭ ‬الخرطوم‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الـ‭ ‬11‭ ‬بأديبين‭ ‬تغنَّيَا‭ ‬بالحرية‭ ‬وكسر‭ ‬الأغلال؛‭ ‬هما‭ ‬الشاعر‭ ‬الشعبي‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الحسن‭ ‬حميد،‭ ‬والشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الفيتوري،‭ ‬وفنان‭ ‬الجاز‭ ‬الذي‭ ‬يعدّ‭ ‬أحد‭ ‬مجددي‭ ‬الموسيقا‭ ‬السودانية‭ ‬وهو‭ ‬شرحبيل‭ ‬أحمد،‭ ‬لكن‭ ‬حُجِبت‭ ‬رواياتٌ‭ ‬وكتبٌ‭ ‬كثيرة‭ ‬بذرائع‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬دِينيّ‭ ‬وجنسيّ‭ ‬وسياسيّ؛‭ ‬ذهب‭ ‬برونق‭ ‬الاحتفاء‭.‬

‬معارض‭.. ‬وظروف‭ ‬استثنائية

exep8بتحدٍّ‭ ‬للأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العراق،‭ ‬أقيمت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬الدورة‭ ‬الـت42‭ ‬لمعرضها‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب‭ ‬بمشاركة‭ ‬22‭ ‬دولةً‭ ‬عربيةً‭ ‬وأجنبيةً،‭ ‬و590‭ ‬دار‭ ‬نشر‭.‬

وقهر‭ ‬معرض‭ ‬طرابلس‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬المضطربة،‭ ‬واحتفى‭ ‬بدورته‭ ‬الـت11‭ ‬في‭ ‬المدة‭ (‬1‭ – ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2013م‭) ‬بمشاركة‭ ‬400‭ ‬دار‭ ‬نشر؛‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬300‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية،‭ ‬و100‭ ‬دار‭ ‬ليبية،‭ ‬واتخذ‭ ‬المعرض‭ ‬شعارًا‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الثقافة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإرهاب؛‭ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬كلمة‭ ‬طرابلس‭ ‬مستظلة‭ ‬بكتاب‭ ‬مفتوح‭.‬

واحتفى‭ ‬معرض‭ ‬صنعاء‭ ‬الدولي‭ ‬بالدورة‭ ‬29‭ ‬عام‭ ‬2013م،‭ ‬وأُلغِيت‭ ‬الدورتان‭ ‬التاليتان؛‭ ‬للظروف‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬

وفي‭ ‬خطوة‭ ‬تُبيِّن‭ ‬دلالات‭ ‬معارض‭ ‬الكُتب‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يحتفي‭ ‬بالكتاب‭ ‬بمعرض‭ ‬دوليّ؛‭ ‬دعا‭ ‬اتحاد‭ ‬الناشرين‭ ‬السوريين‭ ‬المحسوب‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬السوريّ‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬للكتاب‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬عام‭ ‬2014م،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أُلغي‭ ‬معرض‭ ‬دمشق‭ ‬الدوليّ‭ ‬للكتاب؛‭ ‬بسبب‭ ‬الاضطراب‭ ‬الأمنيّ‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬سوريا؛‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الدور‭ ‬السياسيّ‭ ‬الذي‭ ‬تؤدِّيه‭ ‬معارض‭ ‬الكتب؛‭ ‬إذ‭ ‬يوحي‭ ‬انتظامها‭ ‬بوجود‭ ‬استقرار‭ ‬سياسيّ‭ ‬وأمنيّ‭ ‬وربما‭ ‬ثقافيّ،‭ ‬تحرص‭ ‬الأنظمة‭ ‬على‭ ‬إشاعته‭.‬

ومع‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬الساخنة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العربية،‭ ‬هل‭ ‬تظل‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربيّ‭ ‬صامدة؟‭ ‬سؤال‭ ‬تجيب‭ ‬عنه‭ ‬الأيام‭.‬

.

.

معرض‭ ‬الخرطوم‭ ‬

الدولي‭ ‬لحظر‭ ‬الكتب

من‭ ‬الكُتب‭ ‬المُصادَرة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الخرطوم‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭: ‬ابستان‭ ‬الخوفب‭ ‬للروائية‭ ‬أسماء‭ ‬عثمان‭ ‬الشيخ،‭ ‬ورواية‭ ‬اأسفل‭ ‬قاع‭ ‬المدينةب‭ ‬للكاتب‭ ‬إيهاب‭ ‬عدلان،‭ ‬ورواية‭ ‬اسيرة‭ ‬قذرةب‭ ‬للكاتب‭ ‬محمد‭ ‬خير‭ ‬عبدالله،‭ ‬ورواية‭ ‬اساعي‭ ‬الريال‭ ‬المقدودب‭ ‬للأديب‭ ‬مبارك‭ ‬أردول،‭ ‬وكتاب‭ ‬اهل‭ ‬أخطأ‭ ‬السَّلَف؟ب‭ ‬للكاتب‭ ‬محمد‭ ‬البدوي‭ ‬المصطفى،‭ ‬وكلها‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬ادار‭ ‬أوراقب‭ ‬التي‭ ‬تُعنَى‭ ‬بنشر‭ ‬الأدب‭ ‬السودانيّ‭. ‬

وطال‭ ‬المنع‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬مضت‭ ‬الرواية‭ ‬العربية‭ ‬الشهيرة‭ ‬اموسم‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬الشمالب‭ ‬للأديب‭ ‬السوداني‭ ‬الطيب‭ ‬صالح،‭ ‬ومنع‭ ‬ذأيضًا‭- ‬تدريسها‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬ومُنعت‭ ‬كتب‭: ‬االخندقب‭ ‬للكاتب‭ ‬فتحي‭ ‬الضوء،‭ ‬واالحركة‭ ‬الإسلامية‭ ‬دائرة‭ ‬الضوء‭ ‬وخيوط‭ ‬الظلامب‭ ‬للدكتور‭ ‬محبوب‭ ‬عبدالسلام،‭ ‬ورواية‭ ‬االجنقو‭ ‬مسامير‭ ‬الأرضب‭ ‬للأديب‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بركة‭ ‬ساكن،‭ ‬وكل‭ ‬الكتب‭ ‬الممنوعة‭ ‬تجد‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬القُراء،‭ ‬وتزداد‭ ‬مبيعاتها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وأطلق‭ ‬بعض‭ ‬الظرفاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭: ‬امعرض‭ ‬الخرطوم‭ ‬الدولي‭ ‬لحظر‭ ‬الكتبب‭.‬

.

.

روايات‭ ‬وكتب‭ ‬تحت‭ ‬

مقصلة‭ ‬الرقيب‭ ‬الكويتي

شهد‭ ‬معرض‭ ‬الكويت‭ ‬الدوليّ‭ ‬الأخير‭ ‬منعًا‭ ‬واسعًا‭ ‬للكتب‭ ‬والروايات،‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬الروايات‭ ‬الكويتية‭ ‬الممنوعة‭: ‬افئران‭ ‬أمي‭ ‬حصةب‭ ‬لسعود‭ ‬السنعوسي،‭ ‬واخرائط‭ ‬التيهب‭ ‬لبثينة‭ ‬العيسى،‭ ‬والا‭ ‬تقصص‭ ‬رؤياكب‭ ‬لعبدالوهاب‭ ‬الحمادي،‭ ‬وارائحة‭ ‬التانغوب‭ ‬لدلع‭ ‬المفتي،‭ ‬واثؤلولب‭ ‬لميس‭ ‬العثمان،‭ ‬واكاليسكاب‭ ‬لناصر‭ ‬الظفيري،‭ ‬واعقلاني‭ ‬الكويتب‭ ‬لعقيل‭ ‬العيدان‭ ‬عن‭ ‬المفكر‭ ‬الكويتيّ‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬البغدادي‭.‬

ومنعت‭ ‬الرقابة‭ ‬كتبًا‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أجيزت؛‭ ‬مثل‭: ‬رواية‭ ‬اشوق‭ ‬الدراويشب‭ ‬للكاتب‭ ‬السودانيّ‭ ‬حمور‭ ‬زيادة،‭ ‬وديوان‭ ‬الا‭ ‬تجرح‭ ‬الماءب‭ ‬للشاعر‭ ‬السعوديّ‭ ‬أحمد‭ ‬قران‭ ‬الزهراني‭.‬

ومنعت‭ ‬كُتب‭ ‬لكُتاب‭ ‬وأدباء‭ ‬مشهورين؛‭ ‬مثل‭: ‬سعيد‭ ‬السريحي،‭ ‬والمنسي‭ ‬قنديل،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬عبدالمجيد،‭ ‬وعلي‭ ‬شريعتي،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬الكوني‭ ‬الذي‭ ‬احتفى‭ ‬المعرض‭ ‬بأعماله‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬مفارقة‭ ‬واضحة‭.‬

 

 

إثراء المعرفة: متعة المحتوى وروعة العرض

إثراء المعرفة: متعة المحتوى وروعة العرض

(إثراء المعرفة) برنامج له أبعاده الثقافية، والعلمية، والإبداعية، والترفيهية، موجّه بصيغة عصرية إلى جميع أفراد الأسرة، وهو إسهام كبير من شركة أرامكو السعودية في تعزيز جهود التحوّل إلى مجتمع المعرفة.

وهذا البرنامج الثرّ بمحتواه، وبمستوى إخراجه الفني، جزء من برامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تقوم الشركة بإنشائه في الظهران.

وإذا كان الجواب يبين من عنوانه كما يُشاع، فإن زائر المعرض الذي أقيم بالرياض يتأكّد من ذلك قبل أن ينزل من السيارة؛ إذ تلفت انتباهه واجهة المعرض التي وظّفت التقنيات الحديثة في تحويلها إلى قطعة فنية راقية، تأتلف فيها الحركة مع الضوء ووسائل البهر الأخرى، وهي تبثّ رسائل لها مغزاها وتأثيرها في وجدان المتلقي، كما تنبئ بأن الزيارة تستحقّ، وتمنح الزائر طاقةً واستعداداً للتمتّع بالدهشة.

 

سياحة روحية

معرض (أسماء الله الحسنى) يقدّم صوراً معبّرة عن قدرة الله سبحانه وتعالى، ويوظّف في ذلك تقنيات مرئية ومسموعة حديثة، إلى جانب اللوحات والمجسمات الفنية، والأفلام الوثائقية، كما يسخّر المؤثرات السمعية، والتقنيات الصوتية والضوئية، ومختلف وسائل العرض الباهرة، ليتعرّف الزائر إلى أسماء الله الحسنى ودلالاتها بأسلوب جذاب وشائق، وليتعزّز في داخله الإيمان بقدرته سبحانه وتعالى.

وتبلغ إحدى اللوحات التي تبرز قدرة الله تعالى وعظمته نحو 340 متراً مربعاً، ويشمل العرض تقديم أربعة أفلام وثائقية تخاطب الوجدان بأسلوب فني راقٍ، توظّف فيه الإمكانات التقنية العالية، التي تحاول أن ترتقي لتبرز شيئاً بسيطاً من عظمة الله وآياته في الكون.

ويضمّ المعرض تسع قاعات رئيسة، تشمل: قاعتي الاستقبال وكبار الزوار، اللتين تقدمان تعريفاً موجزاً بالمعرض، كما تحويان عرضاً عن (المجموعة الشمسية)؛ للتعريف بها مقارنةً بحجم الأرض للدلالة على عظمة الخالق سبحانه. وتقدم (قاعة المحبة والحياء) تعريفاً بأسماء الله الحسنى من خلال شرح دلالة الأسماء من القرآن والسنة، والتعريف بمعانيها، مع التركيز في الآثار الإيمانية لمعرفة هذا الاسم في الإنسان.

وفي (قاعة العرض البانورامي) عرض متحفي حديث عبر شاشة عملاقة عرضها 15 متراً تعمل بتقنية HD، يوضّح للزائر حقيقة حجم الإنسان مقابل حجم الأرض والشمس وسائر الكون الفسيح.

وتحتوي (قاعة الخوف والخشية) على صور ولقطات ولوحات ورسوم توضيحية تكشف أسباب الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى، بينما تحمل (قاعة التعظيم والإجلال) الزائر على التفكير العميق في عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى باستعراض لوحات لظواهر كونية لها. وفي (قاعة الوداع) يطّلع الزائر على مجموعة من الوصايا المتعلقة بأسماء الله الحسنى.

وحرصاً على معرفة آراء الزوار، والوقوف على انطباعاتهم، تتوافر شاشة تفاعلية تلتقط صورة الزائر، ويستطيع أن يعبّر عن مرئياته ووجهة نظره، مع توضيح بياناته الشخصية.

يقدّم المعرض معلوماته باللغتين العربية والإنجليزية، ويوجد مجموعة من الشباب المؤهّل الذي يقدم شرحاً وافياً لمكوّنات المعرض للزوار، مع الإجابة عن أسئلتهم.

 

الطاقة همّ العصر

يبدو جناح المركز السعودي لكفاءة الطاقة قريباً من الزوار؛ لأنه يقدّم المعلومات عبر بيئة حياتية حقيقية، وبأسلوب يمكن وصفه بالسهل الممتنع، وانعكس ذلك على الإقبال الكبير عليه؛ إذ اصطفّت الطوابير الطويلة أمام الجناح.

يضم جناح كفاءة الطاقة بيئةً تحاكي المنزل، أياً كان مستواه؛ فهناك منزل زجاجي يشتمل على غرف وأجهزة منزلية، تقدّم من خلالها معلومات قيمة لوسائل توفير الطاقة.

ومن الأسرار التي أفصح عنها الجناح لزوّاره أن اختيار جهاز التكييف الحاصل على نجوم عليا يعني أنه أكثر كفاءةً، وأقلّ في استهلاك الطاقة.

وقدّم المتطوعون لزوّار الجناح نصائح قيمة، منها الحرص على استخدام قِدْر الضغط في حالة الرغبة في تسريع عملية الطهي؛ لأنه يوفّر الطاقة، كما نصحوا باستخدام قليل من الماء في حال استخدام مكنة القهوة وغلاية الشاي لتوفير الطاقة، إلى جانب الاهتمام بغسل فلتر التكييف مرتين شهرياً، مع ضبط درجة حرارة التكييف على 24 درجة مئوية، خصوصاً أن التكييف يستهلك أكثر من 65% من فاتورة الكهرباء. ومن النصائح أنه يجب ألا يُكتفى بإطفاء جهاز التلفاز مع إبقاء الموصل الكهربائي في المقبس (الفيش)؛ لأن استهلاك الكهرباء في هذه الحالة يستمر بسبب وضعية (الاستعداد).

ويهتم الجناح بالتعريف بالطاقة البترولية من خلال إحصاءات ومقارنات في الإنتاج والاستهلاك على المستوى المحلي والعالمي، وعلى المستوى الفردي والمجتمعي. ومن المعلومات اللافتة للنظر أن الفرد في المملكة يستهلك نحو 40 برميل بترول سنوياً، وهو ما يمثّل ضعف استهلاك الفرد الأمريكي.

ويضم الجناح قسماً مخصّصاً للأطفال من أجل تقديم معلومات في هذا المجال تتناسب مع مستوى فهمهم وإدراكهم، وهم يتفاعلون في هذا القسم بإنتاج طاقة خفيفة من طريق دراجات تساهم في تشغيل آلة فقاعة الصابون والضوء.

وينبع أهمية هذا الجناح من أزمة الطاقة التي يواجهها العالم، واهتمام الدول بتلمّس السبل لترشيد استخدامها من أجل الحفاظ على ديمومتها من غير أن تمثّل عبئاً على أفراد المجتمع.

 

عوالم من الإبداع والبهر

جناح (ألف اختراع واختراع) يتّسم بالحيوية والتنوّع في أسلوب العرض؛ فمن إحساس بأنك في إحدى دور السينما وأنت تشاهد عرضاً لما يشتمل عليه الجناح، إلى الانتقال إلى ما يشبه سوق عكاظ؛ إذ ينادي المنادي (يا قوم)، وهو ما يستدعي الانتباه والالتفاف حوله لمعرفة (ما الخطب)، ثم مشاهدة عرض حيّ يتقمّص فيه أحد الممثّلين البارعين دور عالم من علماء المسلمين في عصر عنفوان الحضارة الإسلامية، وهو يقدم معلومات قيمة وبسيطة عن العصر الذي عاش فيه العالم، وكيفية وصوله إلى اختراعه، وأثر هذا الاختراع في مسيرة الحضارة الإنسانية.

وتقدّم شاشات متناثرة في أرجاء الجناح معلومات ثرّة عن علماء كثيرين أغنوا حياة الإنسان في كلّ مكان بما قدموه من أعمال جليلة تطوّرت وبلغت في هذا العصر شأواً عظيماً، وتقدم هذه المعلومات باللغتين العربية والإنجليزية، ويستطيع الزائر أن يضع سماعةً على أذنه ليسمع المعلومات وهي تتدفق سلسةً من خلال أداء معبّر لأحد الممثلين باللباس التاريخي.

ويقف الأطفال من خلال عروض تفاعلية على أساس بعض الاختراعات، ويجيب عن أسئلتهم مختصون لهم قدرة واضحة على إيصال المعلومة بأسلوب شائق وجذاب.

رخص قيادة للأطفال

تستخدم هذه القرية أسلوباً توعوياً يجمع بين الترفيه والتعليم؛ فالطفل يستقلّ عربةً، ويطوف بها في أرجاء القرية، التي تحاكي الشارع الطبيعي حيث إشارات المرور، والمنحنيات، وهي تتطلب أنواعاً من الاستجابة من الطفل بما يعكس مدى وعيه المروري، وفي الوقت نفسه يقف على بعض التعليمات التي عليه اتباعها بالتفاعل الحيّ.

وعندما يجتاز الطفل الاختبار بنجاح يحصل على رخصة قيادة تدلّ على استيعابه المعلومات، وقدرته على تطبيقها.

وينتشر في القرية المتطوّعون الذين يمنحون الأطفال الثقة بمداعبتهم، وتوجيههم بلطف، وإرشادهم إلى ما يجب أن يفعلوه في المواقف المختلفة، مع تقديم شرح نظريّ يبيّن لهم أهمية احترام قواعد المرور، والتزام مبادئ السلامة.

 

للمبدعين استوديو خاصّ

يقدّم الاستوديو رعايةً كبيرةً للمبدعين الشباب عن طريق دورة قصيرة تقدَّم بالتعاون مع youtube في إنتاج الأفلام القصيرة وإخراجها بأسلوب الإعلام الجديد.وتقدم الأفلام محتوًى ثراً حول موضوعات اجتماعية باستخدام الكاميرات الشخصية والأجهزة المحمولة. وتشمل الدورة أساسيات تجميع المحتوى، واستخدام الكاميرا، والإضاءة، والصوت، والمونتاج. ويتيح الاستوديو للمشاركين إنتاج أعمالهم، ورفعها على موقع youtube؛ للمشاركة في مسابقة استوديو البارعين، الذي رُصدت له جوائز قيمة.