خيـــرية السقاف : مُحالٌ أن يكونَ وميضًا!!..

خيـــرية السقاف : مُحالٌ أن يكونَ وميضًا!!..

تأخذهم نشراتُ الأخبار للوهلةِ الأولى كالتي تشبه وهلة الفجيعةِ لاضطرابِها! ترتبُ فيهم سراديبَ المجهولِ للرجفةِ الخانقةِ لتمتدَّ في متاهاتِ توجسها! تتجولُ بهم في طرقات ملاهي العبثِ يشاهدون أطفالًا يتضرجون في النكبة! يتلهّون بالأطرافِ المبتورةِ المهملةِ!

بأطيافِ أمهاتهم كالبالونات تتطاير بأحلامهم الباهتةِ عن ألوانها! يعبثون بقلوبهم ممرغةً في وحل الأبواقِ، تأخذهم لغربة البحر، وهاجس الريح، ومنافي الحزن  لقلوب يفزعها زئير السلاحِ، والخوف الرابض في الطرقات.. عند الزوايا، وتحت الهشيم المخاتل!

 يجهلون ملامحهم تنتحب في المرآة على صدى الضحكات

 في الخلفيات الغادرة!!..

نشرات الأخبار!!…

تأخذهم الوقائعُ فيها لقلق الخدائع مطرزةً بحريرٍ زائف!!.. تطوِّح بهم كالمراهقين في اندفاعة عاطفة ساذجة تُشجيهم حنينًا في وهلة الفجاءة!!.. تُضحكهم كأبطال الكوميديا الساخرة حد الاستلقاء على ظهور خيباتهم!!..

في الخفاء تنتحب!!..

 تُشْجِنهم كحرقةِ الحالمين عند عناق الأيدي في أول حس بفقد المقربين للوريد!!

وكمُسْمِعٍ نايًا حزينًا في طريق قافلة تتوه في الاغتراب!!.. تزخُّهم بسحبٍ من غسلين يكوي ما تبقى من رهف دعةٍ غافلةٍ، أنزلتهم قممَ أحلام واهمةٍ بالزخرفة!!.. لا تتضح خريطتها في الضباب المتسيِّد بعدُ، ولن!!.. تهز أكتاف ضعفهم حين ظنوها ترسانات طموحات ذاهبةٍ في التأويل!!..

النشرة هذه كلما امتدت بحدَّيْها القاطعين

 استوت منشارًا!!، واستووا لها الحطبَ..!! نشرات الأخبار في الخلاصة نارٌ..  نارٌ.. نارٌ!!

 وقائع في هشيم الواقع!!.. تُغيِّبُ في الناس أشجارَ المُحالِ

أن تعود لها خضرتها!!..

*  *  *

تأخذهم الأبراجُ للتربة

بعيدًا عن منجل الحارث

ومجرى الماء!!..

تأخذهم إلى حيث لا عهد لهم إلا بما يأكلون!!.. تخيفهم فزَّاعة الطيور وفي موسم الجراد يصيدون!!.. تأخذهم الأبراج بعيدًا، وفي المخيلة يتآلف الماء والشواء..

ثمة ذائقة، وثمة ذاكرة!!.. صهيلُ ريح، دكُّ رعدٍ، كفوفٌ تنبسط لزخِّ غيمٍ وبابِ ابتهالٍ!!

تأخذهم الأبراج لجزيرة «كنز»!!.. لكن بالكاد يجدفون في المعرفة، أو يألفون في الخبرة..!

القطار لا يطير، وفي اليقين

الأبراج لا تنزل إلى الأرض..!!

*  *  *

تأخذهم الدوّامة في صحبة الريح والماء.. في حضرة البركان!!.. للدورة الأولى،

تستوي الساقية جذوة، وحريقًا!!.. في تيه الألوان يدلق الرسامون علبَها في الدرْكِ الآسن

إلا من ضفدع ينوح، وسكين تنحَبُ من فرط الغابة!!.. تأخذهم الدوامة للدوار بعد الدوار!!..

تسَّاقط الأقنعة، تسفر الوجوه!!.. في اليقين غيبوبة

لا ثمة غير المُحَال!!