لماذا أحب المترو؟

لماذا أحب المترو؟

حزامة حبايب – روائية فلسطينية

حين انتقلتُ إلى دبي قبل أكثر من عامين، شعرتُ برهبةٍ إزاء المدينة التي تُوحي للرّائي أنها قطعةٌ من المستقبل. تضاءلتُ أمام مبانيها المشيَّدة من خيالٍ عصيٍّ على الترويض؛ تلك الأبراج المتعالية التي تستريحُ الشموسُ على نوافذها فلا يحيطُ البصرُ بنهاياتها، أو تخاتلها الغيماتُ في الشتاءات المباغتة فتكتسبُ رشفاتُ الـ«كافيه لاتيه» وأنت تحاولُ أن تقبضَ بكاميرا الموبايل على عناقِ الأسمنت والسُّحب مذاقًا خاصًّا. وفي الأمسيات الضاجّة، تحفُّ أكاليلُ من الضياء المبانيَ والطرقاتِ والجسورَ وما عليها من كائنات، فتبدو كأنها مقتطَعةٌ من أروقة مصنع «ويلي ونوكا» للشوكولاتة.

لكن الحياة في دبي، كما في أي مدينة، قطعًا ليست كأكل الشوكولاتة؛ الحياة حياة. أعترفُ أنّني احتجتُ إلى وقتٍ قبل أن أكتشفَ بعضَ «مفاتيح» دبي التي تصوغُ جانبًا من حياتي الجديدة فيها، ولعلَّ مترو دبي أحد تلك المفاتيح التي باتت جزءًا من أيامي، جزءًا غاليًا ولا شك. سكنتُ على بعد أربعين دقيقةً من عملي. وبما أنني خبيرة في إحدى منظومات المترو الأكثر تعقيدًا في العالم: مترو لندن، بمعنى الارتياد المستديم والهرولة بين المحطات تحت الأرضية والتيه المتكرِّر رغم التسلُّح بالخرائط اللازمة، قرّرتُ الاستغناءَ عن السيّارة لصالح «مترو دبي»، الأسلس والأقل تعقيدًا، بمقطوراته الزرقاء والبيضاء التي تعبرُ فضاءَ المدينة برشاقة، مُصدِرةً هسيسًا ناعمًا كامرأةٍ تلتفعُ بالحرير والهواء.

مع المترو، اشتققتُ وجودًا يوميًّا عصبُه الكتابُ، وبخاصة في الصباحاتِ المشبَّعةِ برائحة صابون البدايات. لا أستطيع أن أتخيَّلَ رحلةَ المترو من دون كتاب، أحملُه ويحملُني، فيأخذني خارج الطريق وخارج المكان والزمان، حتى إذا بلغتُ محطَّتي المُرامَة، ترجَّلتُ من المترو غير ما كنتُ عليه حين ركبتُه.

انحزتُ للرواية، ربما لأن السَّردَ السهل بطبيعته، وإن كان ممتنِعًا أو متمنِّعًا، أكثر أنواع القراءات المتوافقة مع بيئة الطريق. أتيتُ على عشرات الروايات، بعضها سقط من حواسي، وأخرى نُقشت في كياني.

خصصتُ في مكتبتي زاوية لـ«قراءات المترو»، تمتلئُ يومًا بعد يوم بالكتب التي قد أعودُ إلى بعضها ثانية، متوقِّفةً عند مقتطفاتٍ جعلت طريقَ المترو لا يُرادُ له بلوغ نهايته، أو صنعت في داخلي خضَّةً عاطفيةً أو لكزت فكرة، حتى إذا فاتتني محطَّتي المنشودة تَلَفَّتُّ حوالي مشدوهةً. وكثيرًا ما أتوقفُ في المترو عند لحظةٍ حاسمةٍ في القراءة تجعلُني أستعجلُ نهايةَ يومي في العمل كي أواصلَ في رحلة العودة من حيث توقفت، حتى إن اقتضى الأمر أن أقضي الطريقَ كلَّه وقوفًا في مقطورة المترو بسبب زحمة البشر.

في المترو اكتشفتُ روائيًّا شابًّا يسيرُ على أرض صلبة هو عزيز محمد وروايته «الحالة الحرجة للمدعو ك»؛ كما أعدتُ اكتشاف جبور الدويهي في «طُبع في بيروت»، هذه الرواية ذات الحبكة المتماسكة واللغة العفية؛ وسحبني عزّت القمحاوي في روايته الماكرة في سلاستها الظاهرية «يكفي أننا معًا»؛ وكم لمتُ نفسي لأنني اكتشفتُ عادل عصمت متأخرًا جدًّا في روايته البديعة «حكايات يوسف تادرس»، وغبطتُ روحي التي جابت البصرة مع «السبيليات» لإسماعيل فهد إسماعيل؛ ثم كأنني وجدتُ أشياء من نفسي في «أطياف» رضوى عاشور. وعلى قصر زمن مترو دبي المتحرك، فإنه استوعب أعمالًا قديمة متجددة لأمين معلوف في قراءة ثانية ضافية؛ وأتيتُ أخيرًا على «بقايا اليوم» للروائي كازو إيشيغورو، هذه الرواية المدهشة التي اقتنيتُها من لندن في عام 2006م، وركنتها سنوات قبل أن تنضم إلى مكتبة مترو دبي، بعدما سمح بها زمن المترو.

أما القراءة التي تأجّلت كثيرًا فهي العمل السِّيري الملحمي «خارج المكان» للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد؛ وهو من بين أعمال امتدت قراءتها إلى ما بعد زمن المترو، أحملُها في مساءات البيت أو المقاهي. كنتُ أهاب الكتابَ وصاحبَه، حتى إذا قاربته توجعتُ كثيرًا، واكتشفتُ أنني كان يجب أن أقرأه من قبل، لكن أن يأتي الوجع –وجعي أنا– متأخرًا أفضل من ألا يأتي أبدًا.

ومع انحيازي الصريح للرواية، فإن مترو دبي فيه متَّسع دومًا للشعر، وها أنا قريبًا على موعد مع «100 قصيدة» لأحد أعظم شعراء أيرلندا شيموس هيني، الكتاب الجديد الذي اقتنيته هذا الصيف من دبلن. والآن.. عذرًا.. عليّ أن ألحقَ بمترو دبي.

هؤلاء النساء المتعَبات المترهِّلات غير الجميلات تمامًا.. المدهشات تمامًا

هؤلاء النساء المتعَبات المترهِّلات غير الجميلات تمامًا.. المدهشات تمامًا

أعترفُ بأنّ «النسوية» كمصطلح لا يزال يُرعبني، ويقبضُ على قلبي كلّما وقع بصري وسمعي عليه في قراءة أو مساجلة نقدية ما. جزء من هذا الرعب يتّصلُ بمجانيّة استخدام المصطلح، وإلصاقه جزافًا بكتابة «المرأة»، بالمعنى البيولوجي أو التكويني، وهو ما أحاله إلى تصنيف «جنسوي» تسطيحي وتبسيطي في كثير من الحالات؛ وجزء آخر له علاقة بالاشتقاقات والتحويرات التي شابت المصطلح كمعنى ومقاربة.

هذا المصطلح الذي تبلور في المبتدأ كقيمة حقوقية بالمعنى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي منذ أن سَكَّ الفيلسوف الفرنسي شارل فورييه كلمة «فيمينزم» Féminisme في عام 1837م لتسلك الكلمة- المصطلح دروبًا واتجاهات واشتقاقات وسياقات فكرية شتى في أوربا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وصولًا إلى الولايات المتحدة في العقد الأول من القرن العشرين، متخذًا طابعًا نضاليًّا في الأغلب، وأنماطًا تعبيرية «شائكة»، حتى إذا طرق المصطلح قواميس اللغة العربية وأدبيات النقد بمختلف تياراته، تأرجح –ولا يزال– بين «النسوية» و«النسائية» و«الأنثوية» ضمن نزاع مفاهيمي –عبثي أحيانًا– حول أيّها الأكثر مشروعية، وهو نزاع توارت فيه الصبغة النضالية بالمعنى الحقيقي والفاعل وسط هيمنة صراعات شكلانية، من جانب أو آخر، حادت بالمبادئ والمثاليات الأولى للفيمينزمية واختصرتها بأطروحة الجسد، ليتّخذَ المصطلح في مختلف مقارباته وأطره النظرية والتطبيقية قالبًا وصفيًّا أكثر منه معياريًّا.

أما الجزء الأكبر من رعب المصطلح، بالنسبة لي، فوثيق الصلة بالـ«وسم» الجاهز لكتابة المرأة (من دون أن تنتج «الكتابة» هنا إبداعًا لزامًا)، والتأطير المعدّ سلفًا لمشروعها –أيًّا كان– وما يعنيه ذلك من حصر منتجها التعبيري تحت فرضيّات وتوقّعات مسبقة لا تعدم أن تكون منحازة حتى إن كان الغرض منها احتفائيًّا؛ ذلك لأنها في الأساس تنحو قراءة تمييزية، بالمعنى الجندري والقيمي والأدبي والفكري حتى الإنساني. علينا أولًا وأخيرًا أن نقرَّ بأنّ إفراد مصطلح عميم المعنى كـ«النسوية» من دون مقابل موضوعي أو إحالة مرجعية إلى مصطلح آخر ضدّي من نوع «الرجالية» (ولا أقول «الذكورية»)، حتى إن كانت هذه الإحالة المرجعية مسلّمًا بها، يعني –بصورة ما– شكلًا من أشكال الإجحاف. ثم إن القدرة على تمييز كتابة المرأة من كتابة الرجل، شكلانيًّا على الأقل، كما لو أن اللغة بيولوجية أو انعكاس للشرط البيولوجي لصاحبها أو صاحبتها هنا بات في الأغلب ادعاء كليشيهيًّا؛ ثم القول: إنّ موضوع النص أو القضية التي ينحاز لها المبدع وليد الخبرة المقترنة بجنسه إنما زعم أكثر كليشيهية؛ أو على الأقل يمكنني شخصيًّا القول: ليس باسمي!

اسمي الغريب

واسمي «الغريب» في بدايات الكتابة، كما اليوم، أحدث بعض «الشقاق» المحمود في التداول. ففي عام 1992م صدر أول عمل أدبي لي؛ مجموعة قصصية بعنوان: «الرجل الذي يتكرر». كنت وقتها في عمّان، حيث أحضر لي صديق قصاصة من مجلة بيروتية فيها قراءة نقدية موجزة للمجموعة. لا أذكر اليوم من القراءة المتعجِّلة سوى شيء وحيد لافت –لا يزال حتى اليوم ينطوي على دلالة كبيرة بالنسبة لي– هو أن الناقد الذي التبس اسمي عليه أشار إليّ بصيغة المذكر. ومن الواضح أن لا شيء في النص –كما رأى ناقدنا حينها– كان ذا محمل «بيولوجي» أو يدلُّ على جنس الكاتب، حتى في بعض القصص التي جاءت بصيغة المتكلم، كما أن مناخات القصص المعبَّأة بفيض من حياة، ليست هانئة في معظمها، ذابت فيها أنوثة الكاتب أو ذكورته (أنوثتي أنا أو ذكورتي كما يُفترض) لصالح إحساس إنساني عام؛ وعليه فإن المقياس البيولوجي في الكتابة يندرج ضمن خرافات الكتابة «النسوية» أو «النسائية» في هذا الجانب، وهي خرافة ساهم في إرسائها –للأسف– حفنةٌ من نقاد اعتمدوا أدوات تشريحية للنص متعسّفة بطبيعتها. ثم إذا جرى التأكُّد من «تصنيفي»، ضمن جنس النساء، بعد وقت من دخولي المشهد القصصي، راق لعدد من النقاد وصف كتابتي حينًا بـ«الخشنة» التي لا تشبه كتابات النساء، وهو من باب «الثناء» الذي يُراد به إلحاق الباطل بالنص «النسوي» عمومًا، ووصفها حينًا آخر بـ«الجريئة»، من دون أن يكون في ذلك ثناء بالضرورة، على اعتبار أن جرأة المرأة الكاتبة قرينة الانفلات والخروج السافر عن ضوابط مزعومة.

ولعل الأسوأ من المقاربة الشكلانية أعلاه، أي التصنيف البيولوجي للغة النص وبنيته، هو النزوع إلى إسقاط استدعاءات الذاكرة أو التجربة المخيالية للمرأة الكاتبة، في السرد الحكائي بمختلف أنماطه، على الحياة الحقيقية للمرأة خارج فضاء الكتابة، فيُحكم عليها سلفًا بكونها امتدادًا لـ«نسائها»، وهو أمر لا يجب أن يسيء للمرأة المبدعة بأي حال من الأحوال بقدر ما يعني أن المبدأ ذاته، أي الإسقاط التعسّفي، فاسد ومنحرف. صحيح أنني أُعرِّف نفسي بما أكتب، «فأنا ما أكتب وما أكتب هو أنا»، لكن هذه الـ«أنا» خصوصيتها تتعلق بالذات وبالقيم المعتنقة وبطاقة الخيال اللامحدودة وغير المحددة، وهي ليست مرتهنة بجنس الأنثى، وقطعًا لا ترتهن بعقلية «الخباء»، كفضاء إبداعي ضيق متاح للمرأة، يفترض الستر والمواراة والتدثُّر وراء المعاني المغلَّلة، لا تلك الكاشفة والفاضحة. ثم إذا كان أحدهم يحاول تلطيف مصطلح «النسوية» أو رفع الشبهات عنه بالذهاب إلى أن «الأدب النسوي» (أو الأدب النسائي أو أدب المرأة أو أي صفة أنثوية) إنما يبتغي في الأصل الاعتراف بالمرأة المبدعة، فالسؤال هو: هل تحتاج المرأة المبدعة إلى اعتراف الآخر؟ وهذا الآخر هو «الرجل» بوصفه المؤسسة أو المعيار؟ ثم لماذا يجب أن نعترف بشيء يملك مقوِّمات وجوده بذاته، بكيانه المتفرّد، حتى إن لم يكن يشبه إلا نفسه أو ربما فقط لأنه يشبه نفسه؟! لكن ما سبق لا يعفي كتابات «نسائية» عدة من الدور المؤلم الذي لعبته في التصنيف الجندري التعميمي والافترائي الذي لحق بكتابة المرأة، كمنتج متوقع ومتنبَّأ به؛ وكنص مليء بالصراخ وكيل الاتهامات وتكريس الأنثى غير الأرضية. لعقود ظلت كتابة المرأة متمترسةً خلف الشكوى والتبرُّم والندب العاطفي أكثر مما سعت إلى ابتداع «ميكانيزمات» أصيلة للتعبير عن الذات الإنسانية الهشّة والدفاع عن جوهر العاطفة واستشراف المعنى الأكبر للوجود، والبحث عن أفق للخلاص والحياة، خلاص المرأة كما خلاص الرجل في إطار واقعهما المشترك.

كيانات شحمية ولحمية وعاطفية

في النهاية.. ما لي وما للمصطلح؟ فهو لا يعنيني عند الكتابة في شيء. ما يعنيني أن أكون طرفًا في خلق سردي إنساني، بمعنى بناء كيانات شحمية ولحمية وعاطفية، تمشي على الأرض، فتُرى وتُلمَس، وتُحِبّ وتُحَب، وقد لا تستطيع إلا أن تَكرَه كما قد تُكرَه، وهي لا تعرف الجمال المطلق كما لا تدرك القبح المطلق وتتأرجح بين الخير والشر، كما يليق بأي بشري! وإذا افترضنا أن المصطلح في أحد تعريفاته المربكة، البعيدة تمامًا من دلالاته النضالية والحقوقية، هو كتابة المرأة عن المرأة، فإن امرأتي تشبه المرأة التي هي عليها، أو ما تسعى لأن تكونها، لا تلك التي يُراد لها أن تكونها. رافقتني في رحلة السرد الطويلة مئات النساء، طلعن من طيّات الورق حقيقيات جدًّا، أشرقن تارة وبهتن تارة، عاشت منهن من عاشت وماتت من ماتت، وظلت عوالمهن أكبر من أن تحدَّها أنوثتهن، من دون أن يتوقفن عند معاني الأنوثة كثيرًا، كما لم يتوقفن عند معاني الرجولة أيضًا. ونسائي دفعن، ولا يزلن، ثمنَ غِلظة الرجال، من الأب إلى الابن، لكنهن يُحببْن الرجال ويشفقن عليهم، وبعضهن يتفهمن تمامًا معنى أن يكون الأب –هذه السلطة المخيفة عبر التاريخ– مهزومًا وبقسوة. ونسائي، لمن يعرفهن، غير محلِّقات وغير سابحات بالمطلق في أكوان خاصة بهن (من دون أن يعني هذا أنهن محرومات من أجنحة مطوية في أرواحهن تتحيّن الفرصة كي تفترش الضياء). ونسائي غير جميلات بالمعنى الخارق، ولا يطحن بفتنتهن –إن وُجدت– أعتى الرجال، أو على الأقل لا يسعين إلى ذلك؛ وهن في مجملهن لَسْنَ استثنائيات أو فذّات، وحين يمررن في الطريق أو في فصل عابر من الحياة قد لا يُلحَظن. وإذا ما قُدِّر لهن أن يستقصين مكامن أنوثتهن أو «نسويتهن» متلصِّصات على مرآة الزمن من وقت لآخر، فإنهن لا يخجلن تمامًا من ترهُّلات العُمْر، وإن تأسَّيْنَ لهذه التغيرات غير المرغوبة، من دون أن يتوقفن عندها طويلًا.

ونسائي لسن منزّهات عن الخطأ أو الخطيئة، ومن العادي والمألوف أن تفسد أرواحهن أو تصاب ببعض العطن، كما قد تتلوَّث قلوبهن أو يلحق بها عكر؛ وكما يَنكسرن فقد يَكسرن. وكثيرات من نسائي واهنات، ومتعبات، ومستنزفات، وحمّالات أَسًى. ونسائي لا يمتشقن رموزًا أو يستعرن تشبيهات أو يتلبّسن استعارات لا حاجة لهن بها؛ وبعض نسائي أيضًا وريثات هزائم وخسارات ثقيلة، لا يَدَ لهن فيها وأكبر من قدرتهن على الاحتمال، لكنهن يحتملنها. وفي الصباحات ينهضن مقبلات –رغم كل شيء– على الحياة، يقبضن على رائحة الفل، ويشتهين الفاكهة في مواسمها، ويعِشْن، إذا ما عرفنَ للعيش سبيلًا أو أكثر من سبيل. لكل هذه الأسباب والصفات، فإن نسائي اللاتي لم يخضن النضالات الكبرى باسم المصطلحات «النسوية» الكبرى، مدهشات تمامًا.