البَرابِرةُ الصِّغار

البَرابِرةُ الصِّغار

هؤلاءِ الجُنود

أصغرُ بكثيرٍ مِن المدينةِ التي على النِّيل

من النِّيل،

وبائعاتِ الشاي… والأناشيد

أصغرُ منكَ بِسنوات

وذكريات… وطينٍ وحنين

أنتَ جِسرٌ

عبرتْ من تحتِهِ آلامٌ لا تُحصى

وقصائد

أنهَكَها الوجَع،

وجَعُ أن يسقُطَ طاغيةٌ ولا يسقُط…

الجنودُ صِغار

أطفالٌ لم تنبت شوارِبُهم تمامًا

مثل شاربِكَ بِبياضِهِ اللانِهائي…

صغارٌ يكبرُونَ في الدمِ والبارود

في البيوتِ التي ينهبونَ ويحرقون…

معجبونَ بالحَرب

ويعرفونَ الطريقَ إلى التِّيهِ والخَراب

مثلما يعرفُ الموتُ طرِيقَه

إلى شجرِ الناسِ

وإلى الطيورِ والكلابِ والقطط

وإلى غُرَفِ النوم

التي تنكمِشُ على نفسِها ولا جدوى

إذ لا مَهربَ من رائحةِ أحذيةِ البرابِرةِ الصِّغار

من عيونِهم المحمرَّةِ بالسَّهرِ والخوفِ والدُّخان

ومِن موتِهم الوَشيك…


السبت 3 يونيو 2023م