برقيات من حرب بعيدة وقصائد أخرى

برقيات من حرب بعيدة وقصائد أخرى

كيفن غريفيث

عنوان المجموعة الشعرية التي اختيرت منها هذه النصوص Denmark.Kangaroo.Orange يبدو غريبًا على الأسماع ولا يندرج في سياق العناوين المألوفة التي يختارها الشعراء عادة لتتصدر أغلفة كتبهم، ولن نكتشف السر وراء هذا العنوان الغريب إلا حين نقرأ النص الذي يحمل هذا العنوان، والذي يحيل إلى لعبة حسابية لا رابط بينها وبين ما يكتبه الشعراء عادة، وفي ذلك إمعان في الخروج على المألوف والتمرد على الأنماط القارة. يكتب الشاعر الأميركي صاحب هذا الكتاب، كيفن غريفيث، قصيدة النثر بصورتها الحديثة بكل ما يميزها من سمات الإيجاز والتكثيف والمجانية، ويضيف إليها سمة السخرية الممزوجة بالتأمل العميق في الحالة الإنسانية ومآلاتها، ولعل الشاعر هنا يلجأ للسخرية متخذًا منها قناعًا للحس التراجيدي الذي يطل برأسه بين الفينة والفينة بين سطور قصائده.

ولد كيفن غريفيث في 1964م، وهو أستاذ جامعي يدرس الكتابة الإبداعية في جامعة كابيتال في أوهايو. أصدر أربع مجموعات شعرية بدءًا من عام 1993م، وهذا الكتاب الذي نترجم منه هذه القصائد هو آخرها حتى الآن. وهو حاصل على عدد من الجوائز من بينها «بيرل بوتري برايز سيريز» عن هذه المجموعة الأخيرة.

بنطالك يبدو خائب الأمل

يقولُ لي ولدي. وأجل، لحظتُ كم تبدو ملابسي الأخرى محبطةً: القمصانُ ملأى بالندمِ، مخبئةً أطرافَها. الجواربُ مدفونةٌ وهي حيةٌ. حذاءٌ مصابٌ بالوسواس القهري. ولكن أليست دائمًا مملةً، هذه الحياة؟ دائمًا المهزلة نفسها في المرآة، الأنفُ نفسه متدليًا عند أدنى لمسةٍ. لو أن رجالَ الثلجِ ينمون في الصيف. لو أننا نحصدُ صورًا لأيامنا الجميلةِ ونرسلُ الفائضَ منها إلى روسيا. لا غرابةَ في أن تشعرَ ملابسُنا بالحزن. ربطةُ عنقي الوحيدةُ الجيدةُ مصابةٌ بالذعر. حتى الأطفال في الثالثة من عمرهم يعرفون ما هم مقدمون عليه-هذه الحياة، مع علبةِ تونتها الفارغةِ لكل يومٍ من أيام الأسبوع، بأحواض استحمامها الرمادية. لماذا لم يعد أحدٌ يصنع أحواضَ استحمامٍ جيدةً هذه الأيام، ذلك النوع الذي يتميز بقوائمه النحاسية، والذي يستحيل تحريكه؟ لو كان بوسعنا أن نقيسَ حياتنا بملاعق القهوة. هل تذكرون ملاعقَ القهوة؟ تلك كانت هي الأيام.

تفاؤل

على القصيدة أن تَعِدَ بشيءٍ ما. حتى الرؤوسُ المقطوعةُ تحلمُ قليلًا. حتى الفراشةُ البرونزيةُ ستستيقظُ من على غصنها المعتم. فلتبقِ رأسكَ عاليًا. فإزاءَ كلِّ انتحارٍ، هناك على الأقل مئة ولادة، وأعترفُ أنني أحبُّ أطفالي، الذين، إضافةً لكونهم يبدون في غاية الجمال في الصور، يمتلكون رؤوسًا تفوح منها رائحةُ الماءِ كما كانت قبل ألف عام. أحبُّ الطريقةَ التي يمكن لك أن تتعلمَ بها الأشياءَ من القصيدةِ، أشياءُ حتى الشاعر نفسه لم يتعلمها بعد. كفانا عتمةً، أقول. تذكّرْ أن نبتة «التيتانوم آروم» السومطرية تُنبِتُ أكبرَ زهرةٍ في العالم، ومع ذلك فإن رائحتها رائحةُ لحمٍ متعفن. تأخذُ الجيّدَ مع السيئ. وإن كان العشبُ هو شعرُ القبورِ الذي لم يُشذب، فأضفْ ماءً وشمسًا وما ستحصلُ عليه هو شيءٌ أكثرُ ابتذالًا من التفاؤل، ولكنه أكثرُ صدقًا من التشاؤم. لم أُمضِ حياتي بددًا. ليس بعد.

التحول

في أحد الأيام استيقظتُ لأكتشفَ أنني تحوّلتُ إلى كافكا. مثل كافكا، أعيشُ معظمَ حياتي محبوسًا في مصعدٍ، مُقيمًا أَوَدِي بشحمي، مُعلّمًا الفئرانَ عزفَ السيمفونيات لتسليتي. أرفضُ أن أضغطَ زرَّ الطوارئ، الذي يلوحُ مثل شمسٍ صغيرةٍ حمراءَ في مجرةِ لوحةِ التحكم. حين يتبينُ لكل قرائي أن المصعدَ استعارةٌ لروحِ الإنسان، سوف أهشّمُ الأبوابَ بفأسٍ وأبدأ، مرةً أخرى، في الطواف عبر أروقةِ فندق المَطْهَر. هذه هي الطريقةُ التي يتجسّدُ بها فني.

زواج

تقول لي ابنتي: إنه لأن زوجتي تبلغُ من العمر 41 عامًا ولأن عمري 41 عامًا، فإننا معًا في الـ 82 من عمرنا، وهو عمرٌ متقدمٌ جدًّا. لنكبرْ معًا، أقولُ لزوجتي. تقفزُ على ظهري، مثقلةً ظهري بوزنها، بحيثُ تنحني قامتي لدرجةِ اضطراري للتحديقِ في الأرضِ وأنا أمشي. ستكونُ عينيَّ، نعم، مرشدةً إيايَ من مكانٍ إلى مكان. ولكن يتعيّنُ عليها أن تكونَ حريصةً جدًّا؛ لأنني إن حدثَ ووقعتُ أرضًا، فإننا سنهوي معًا.

قصيدة نهاية الكون

بعد مليار تريليون عامٍ من الآن، يميلُ رجلٌ إلى الوراءِ في مقعده ويحدّقُ في اللاشيء فيما وراء اللانهاية. يتنهّدُ بسلامٍ ويرفعُ كأسًا من الشابليه إلى شفتيه. إنه سعيدٌ. فقد أصبح يعرفُ أخيرًا إلى أين تذهبُ العتمةُ حين تُدارُ مفاتيحُ الأضواء.

سفر التكوين: الحكاية التي لم تروَ

في أحد الأيام لحظتُ أن كلَّ شيءٍ كان متصلًا بحبال طويلة: البيوت، والأشجار، والغيوم – كلها معلقةٌ في مكانها مثل مناظرَ طبيعيةٍ في منطقةِ ألعابٍ للأطفال. والحبالُ كانت ممتدةً بعيدًا في السماء، بعيدًا جدًّا حدَّ أنه ليس بوسع المرء أن يرى نقطة بدايتها أو يدَيْ مَن الضخمتين اللتين كانتا تمسكان بها. أجل، في حقيقة الأمر، حتى الشمس بدتْ تعلو وتهبط بواسطة الحبال. القمر كذلك. لم يشكّك أحدٌ في شيءٍ. كانت الحبالُ جزءًا من الصورة الكبيرة. مثل الجاذبية. ولكن في أحد الأيام، أدركتُ فجأةً أنه لم تكن هناك حبالٌ مربوطةٌ بي. ذراعاي، وساقاي… كلها خاليةٌ من الحبال تمامًا. لم يمر وقتٌ طويلٌ قبل أن ألتقي امرأةً بالحالة نفسها. بلا حبال وتبحث عن رفيق. وهكذا لم تُكتب.

الفُلك الآخر

يبنيه عارفًا أنهم لم يخصصوا مكانًا للموتى في الفُلك الآخر. وكيف ستكون الحياةُ على الجانب الآخر للطوفان إن لم تكن هناك أشباحٌ؟ ينبش الترابَ مستخرجًا بضعةَ أصدقاءٍ، واثنين من الغرباء، وأباه الذي التهمه حيًّا سرطانٌ لم يُعرف كنهه بعدُ. يأتي المطرُ. أربعين يومًا. أربعين يومًا لعينةً. كان عليه أن يقاومَ الدافعَ بأن يُسقطهم من جانبِ الفُلك، وأن يخيطَ أكفانهم على هيئة شراعٍ ضخمٍ. وفي نهايةِ المطافِ، يصلُ الذبابُ، محتشدًا مثل الطرف البالي للسوط. اليابسةُ قريبةٌ. حان الوقتُ للذهاب إلى الوطن، يُخبرُ كلَّ من يستطيعُ الاستماعَ إليه. ولكنَّ الأرواحَ كانت بالفعل تنزلقُ على الأمواج، متشوقةً لأن تستقرَّ في عالمٍ حاولَ يائسًا أن يتخلصَ منها.

هذه هي تلك التراجيديا

الفصلُ السادسُ يحدث في العالم السفلي، حيثُ يُمسكُ هاملت بيد أوفيليا. كلُّ شيءٍ قد اغتُفر. الشياطينُ تكتبُ المسرحياتِ الآنَ، وبما أن الأشباحَ تؤدي كلَّ الأدوارِ الرئيسةِ، فإن الانتقامَ يصبحُ بلا معنى. معظمُ الدراما تحدثُ حين يتعثّرُ الشبحُ البطلُ في سهلٍ يغشاهُ الضبابُ، باحثًا عن واحدٍ من الأحياءِ ليعامله بجديّةٍ. في هذه الأثناءِ، في الجنةِ، انحدرتْ أغنيةُ المهرجين ورقصُهم لتصبحَ سخريةً من الذات. إنهم بحاجةٍ ماسّةٍ لتراجيديا.

اخرج، اخرج، حيثما كنت

لسببٍ ما عدتُ إلى قبو المنزل الذي عشتُ فيه قبل ثلاثين عامًا. المشهدُ محبّبٌ شيئًا ما، ولكنه وعلى نحوٍ غامضٍ كما أتذكره: تلفزيون الأبيض والأسود في الركن، المُصطلى الاصطناعي لاعقًا الجدار بلهب مصباحه. وهناك صندوقُ ألعابِ الأطفالِ الذي أتذكّرُه، بغطائهِ الثقيلِ على نحوٍ خطرٍ، ينفتحُ الغطاءُ فيخرجُ منه طفلٌ صغيرٌ في الخامسةِ أو السادسةِ. يرتدي أحدَ القمصانِ التي صنعَتْها أمي من قماش Welcome Back Kotter الذي ابتاعَتْهُ من متجرِ الأقمشةِ. يقولُ لي: «لقد بدأنا هذه اللعبةَ قبل زمنٍ طويلٍ، وأنا سعيدٌ بأنك وجدتني أخيرًا». ممسكًا الغطاءَ وهو مفتوحٌ ومحدّقًا بي، يشيرُ بإصبعه صوبَ المكانِ المعتمِ الذي يخرجُ منه. أُدركُ أنه ينبغي عليّ الدخولُ في الصندوقِ، فقد حانَ دوريَ لكي أختبئ.

محيط

وحينئذٍ وفي أحد الأيام تداعى البيتُ. بالتأكيد، كانت هناك أصواتُ صريرٍ وأنينٍ من قبل، كما لو كان هناك شبحٌ يُعذّبُ، ولكننا حين استيقظنا هذا الصباح، اختفى البيتُ تمامًا تحت الأرض. أعني أننا نظرنا عبر النوافذ فلم يكن هناك سوى الديدان، والتراب، وجذور الأشجار. لم يعد ثمة ضياءٌ للقمر. بدأ القلقُ يساورني حول كيف سيبدو ذلك للجيران. هل سنصبح منبوذين؟ هل سيتحدث من يُسمّون بالأصدقاء عنا بوصفنا «أناس الخلد» أو ما يشبه ذلك من وراء ظهورنا؟ وبعد ذلك سمعتُ وقع خطى على السقف. آه، وصلت صحيفة الصباح! طلبتُ من زوجتي مسحاةً وبدأتُ في شق قناة إلى الخارج. أما فيما يخص الجيران… حسنًا، فقط انتظروا حتى تبدأ الأعاصيرُ والقنابلُ الذريةُ في الهطولِ من السماء.

لا ينبغي لقصةِ أطفالٍ أن تنتهي نهايةً حزينة

كان يا ما كان طفلٌ لم يكن يفعلُ شيئًا سوى القراءة. كان يقرأُ الكتبَ في الصباحِ وهو يتناولُ البانكيك؛ وكان يقرؤها وهو يشاهدُ الحلقاتِ المعادةَ من برنامجِ الدُّمى المفضّلِ لديه؛ بل إنه كان يقرؤها حتى في الظلام حين يغطُّ والده في النوم على الأرض في الغرفة. وحينئذٍ وفي أحد الأيام استيقظَ في هيئة كتاب! كان له غلافٌ جميلٌ ويحتوي على 28 صفحة، في كلِّ واحدةٍ منها نسخةٌ من لوحةٍ قديمةٍ وكلماتٌ بخطٍّ لا يمكن تخيله. كان الناسُ يمسكون به بين أيديهم، ويداعبون بلطفٍ صفحاتهِ اللامعةَ. وسريعًا ما أصبحتْ له قيمةٌ كبيرةٌ إلى حد بيعه إلى أحد المهتمين بالأعمال الفنية الذي احتفظَ به محبوسًا بين مجلداتٍ كبيرةٍ تضم أشعارًا تعود إلى القرن الثامن عشر على أحد الرفوف في غرفةٍ تخضع مستوياتُ الرطوبةِ فيها للمراقبة. ظلَّ على هذا الحال لسنواتٍ إلى أن مات المهتمُّ بالأعمال الفنية. وفي نهاية المطافِ انتهى به الأمرُ مرةً أخرى في إحدى المكتبات العامة حيث، ذاتَ يومٍ، كان هناك طفلٌ لم يكن يفعلُ شيئًا سوى القراءة.

قاتل

لكي أعثرَ على قاتلي، تتبّعتُ آثارَ خطاي في الثلجِ، ماشيًا إلى الوراءِ إلى أن وصلتُ إلى حافةِ نبعٍ عميقٍ مُعتمٍ. كم تجمّدَ الثلجُ سريعًا وغطى الحفرة التي اختفيتُ فيها. أتذكّرُ كلماتي الأخيرةَ لنفسي: «لا شيءَ شخصيًّا».

النزهة

بينما كنتُ أجولُ في الغابةِ، صادفتُ مشهدًا مرعبًا. جمجمتانِ متعانقتانِ، بقايا نزهةٍ مبعثرةٍ على غطاءٍ مختلفِ الألوان. نصفُ زجاجةٍ من النبيذ. عددٌ قليلٌ من حبّاتِ الفراولة. لو أنني كنتُ تحريًّا لجُنَّ جنوني وأنا أحاولُ إعادةَ نسجِ الأحداث التي أدّتْ إلى هذه المأساة. ولكن ليس عليَّ ذلك. إنني محضُ قارئٍ عثرَ على نهايةِ روايةٍ عظيمةٍ حقًّا، حكاية وجودية غامضة كتبها كاتبٌ يرفضُ الردَّ على مكالمات الهاتف أو أن يحدّدَ مكانَ إقامته. أغلقُ الكتابَ وأعيده إلى الطاولة الجانبية – ولكن ليس قبل أن آكلَ واحدةً من حبّاتِ الفراولة.

فلاديمير فلودستوك

هو اسم الروائي الروسي الذي أصبحتُه. أعيشُ في مدينة صغيرة بالقرب من سان بطرسبورج، آكلًا الخبزَ الأسمرَ ومحتسيًا الشاي. كتبتُ روايتي الأولى (اللجنة عن الاستطراد) على الأجزاء الخارجية لـ 12000 غطاءٍ من أغطيةِ علبِ الكبريت على أمل تلافي الوقوع تحت عين الرقيب الرسمي. حين لم ينتزعني أحدٌ من فراشي في قلب الليل، أصبحتُ أكثرَ حذرًا، كاتبًا روايتي الثانية (ريح الريح) عبر ترتيبِ الحروفِ باستخدام شعر حلاقة ذقني الذي جمعتُهُ على مدار السنين. كان أكبرُ آمالي هو أن تعتقلني السلطاتُ وتصنع سمعتي. تخيلتُ كتابةَ رسائلَ من الغولاغ تظهرُ في كلِّ الصحفِ السريّةِ. لكن لم يأتِ أحدٌ. الرأسمالية. كل المعذبين السابقين يمسكون هواتفَ خلويّةً. الرقيبُ الآن يخبزُ كعكًا خفيفًا يتقاتلُ عليه جميع الأطفال.

سأعيد بناء باريس لأجلك

حتى وإن كانتِ المدينةُ لم تُدمّرْ بعدُ، سوف أصنعُ برجَ إيفل من أعوادِ أسنانِ قلبي. سوفُ أثبّتُ بدبابيس كلَّ الراهباتِ الطائراتِ في الغيومِ الملائمةِ. وحين ينحني رجلٌ يعتمرُ قبعةَ بيريه بيضاءَ ليشتري كتابًا إلى جوار النهر، فسوف تلحظين المفتاحَ في ظهره، ملائمًا للف. أجل، الأسماكُ صالحةٌ للأكل. سوف أنحتُ المتاحفَ من خشب البتولا الناعمِ وأطالبُ بالدخولِ المجاني. التصويرُ ممنوعٌ رجاءً. آه يا حبيبتي، باريس ملكك مرةً أخرى. وحين تقطّبينَ جبينك، سوف أشكّلُ جنودَ العدو محتشدينَ عند طرف المدينة، على أُهبةِ الاستعدادِ لتحويلِ الحضارةِ إلى ركام.

برقيات من حرب بعيدة

هل تتذكرُ خرافةَ البرغوثِ في التابوت؟ في هذا البلدِ، يدفنونُ الموتى في الملح. حتى الأشجار ترفضُ أن تموتَ بكرامةٍ. دماغي تؤلمني من الطَّرْقِ المتواصلِ لصنّاع العيونِ الزجاجية. في الليل، تنتحبُ صفاراتُ الإنذار، محذرةً إيانا من أن العدوَّ سيصلُ متنكرًا في هيئةِ المطرِ. ومن هنا جاءَ تقنينُ المظلات. رصيدُ بطاقتي الائتمانيةِ شحيحٌ؛ لذا أصنعُ مظلاتي من ملابسي الداخليةِ القديمةِ والأغصانِ الصغيرة. لكننا نأكلُ جيّدًا رغم ذلك. الفئرانُ وفيرة وقد تعلّمَ الطهاةُ زراعةَ تفاحٍ مصغّرٍ تُحشى به أفواهُها. الفلاحون يتعاونون بشكلٍ جيدٍ، فهم يضعون قططهم في الأقفاص. ولكنها الجحيمُ، هذه الحربُ. بغض النظر عمن سينتصرُ فيها، سيستمرُ رجالٌ يرتدون عباءاتهم ويمسكون بكتبهم السوداءِ في إلقاءِ المحاضرات علينا. أنا شخصيًّا أرتدي الأصفادَ حولَ رقبتي استعدادًا لمعاهدة السلام.