«الأفق الأعلى» لفاطمة عبدالحميد انعكاس الضعف الإنساني في مرآة السرد المغاير

«الأفق الأعلى» لفاطمة عبدالحميد

انعكاس الضعف الإنساني في مرآة السرد المغاير

في رواية «الأفق الأعلى»، للروائية السعودية فاطمة عبدالحميد (القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية) تُمثل تجربة المغايرة في المنظور في رصد الضعف والنقص الإنسانيين مصدر الدهشة والمنبع الأساسي لإنتاج الشعرية السردية. فهذه المغايرة في الرصد والرؤية والمنظور وضعت عالمين في مقابل بعضهما من بداية خطاب الرواية، حيث يتجسد الموت بموقعه وحضوره المشخص في مقابلة لافتة مع الإنسان، ويتمركز أو يتموقع بوصفه مهيمنًا أو فاعلًا خفيًّا ينظم حياة البشر أو يتحكم فيها من حيث لا يدرون، بل بالأحرى من حيث يتجاهلونه.

هذه المغايرة في المنظور توحي من بداية خطاب الرواية بأبعاد عجائبية أو غرائبية، لكن خطاب الرواية ينجح في كسر هذا الأفق للتوقع ويجعل ملك الموت المشخص جزءًا من بنية اجتماعية وواقعية بعيدة من الفانتازيا أو الغرائبية. فينغمس ملك الموت انغماسًا تامًّا في تفاصيل هذه الحياة الأرضية وكأنه تحول ليكون جزءًا منها وملتحمًا بها في أشد وأكمل ما يكون الالتحام، وهو ما يشكل مصدرًا إضافيًّا لنجاح هذه التجربة الروائية واختلافها وتميزها؛ إذ كشف هذا الامتزاج الكامل للحياة بالموت وكأن دور هذه التجربة السردية هو بالأساس رفع ذلك الحجاب الشفاف بيننا وبين أهم القوى الغيبية الفاعلة في حياتنا. وهو ما يجعل الخطاب الروائي مكتنزًا بطاقات تأملية وفلسفية في غاية الأهمية وتمنحه قيمًا جمالية نابعة من طاقات الحكمة والاستبصار الذي يبدو غاية أساسية لكل تجربة سردية تتسم بالعمق الحقيقي وتحاول أن تنفذ إلى ما وراء الظاهر من الأحداث والوقائع البشرية.

المنظور العلوي للتصوير

ليست هذه المغايرة في زاوية الرصد هي المصدر الوحيد لشعرية السرد، أو أنها هي بذاتها مصدر الشعرية والجمال الأدبي. إن منابع الشعرية وأدوات إنتاجها في الخطاب السردي متعددة، فثمة تفاعل خفي بين الأرضي والسماوي أو العلوي إن جاز التعبير، فهذا الصوت المراقب من أعلى لشخصية الموت تصنع مفارقة مبدئية كبرى تهيمن على الخطاب من أوله إلى آخره؛ لأنها تصنع مستوى ظاهرًا من التباين أو التناقض بين القوة والضعف، بين المعرفة والجهل؛ إذ يحضر الموت بوصفه راصدًا خفيًّا، بوصفه القوة العارفة المطلعة على لحظة النهاية والعجز والانسحاب من الحياة دون أن يفصح عنها. وتماهي المتلقي مع هذا المنظور يخلف لديه أثرين متناقضين: أولهما الشعور بالتفوق؛ لأنه يصاحب الموت في منظوره ومراقبته واطلاعه وحركته الفوقية وتجواله بين البشر بقصصهم وخفايا تفاصيلها، والشعور الثاني هو شعور الرهبة والخوف والترقب؛ لأن هذا المنظور الجديد أو الموقع المختلف الذي تمحنه القراءة لا يجعل القارئ معصومًا من رقابة الموت وترصده وفاعليته وأثره، بل إن الخطاب الروائي من البداية يحرص على تأكيد هذه الحقيقة للقارئ نفسه، ويضعه ضمن شخصيات الرواية وأبطالها الذين يراقبهم ويتوعدهم ليس عن كراهية ولكن وفق نسق الكون ونظامه ووفق وظيفة الموت نفسه بأزليتها وقدمها وحتميتها.

ليس من شك في أن داخل هذا المنظور الجديد أسرارًا وآثارًا حتمية تنسحب على المتلقي وتمثل مصدرًا للاختلاف والمغايرة عن السائد ولشيء جديد يمكن أن يكون منبع التشويق والطزاجة في العمل الروائي. وعبر هذا التجسيد للموت يكون الاختلاف والغرائبية المحسوبة مع تجاوز رتابة نمط الراوي العليم بتفوقه المعرفي واطلاعه على الأسرار كافة وأدق التفاصيل في العالم الروائي.

الموت راويًا

من هذه الزاوية العلوية للرصد يتجلى الضعف الإنساني ليس فقط بحقيقته وأبعاده المكتملة ولكن كذلك بتشابكه وتعقيده وأحيانًا جماله؛ إذ يصبح الضعف جمالًا أو نقطة من نقاط القوة، وتصبح الغفلة قاعدة حتمية تصبغ الحياة بألوان كان لا بد منها أو لا يمكن تخيل الوجود من دونها. تتجلى شبكة العلاقات في الرواية في كامل عريها من هذا المنظور العلوي للرصد والتصوير، ويتسم صوت الراوي/ الموت بكثير من الشعرية ليست تلك النابعة من الشفقة على البشر كما قد يتجلى في بعض التصورات الساذجة التي تجاوزتها الرواية تمامًا، ولكن من تموقع التفوق المعرفي الحاصل لدى ملك الموت في مقابل الضعف الناتج عن الغفلة البشرية وقصور الرؤية الغيبية أو بالأحرى غيابها التام. تموقع القوة المتمثلة في الاختيار في مقابلة الجبر، الموت الذي يقرر ويعرف ويحرك كل شيء في مقابل البشر الذين يتوهمون فقط أنهم يفعلون أو يقررون ويختارون. لا شك أن معاني الغفلة والضعف والعجز والنقص تشكل في الرواية نسقًا رابطًا ينتظم شخصيات الرواية كافة وينظمها في بعضها، وهنا يتجلى دور هذا النمط الجديد من السرد التفسيري أو السرد التعليقي الذي يسعى إلى مقاربة الوجود مقاربة أعمق ويحاول قراءته من زاوية مختلفة.

في الزاوية المختلفة تتجلى التفاصيل الأرضية كافة بوضوح أكبر، وفي مرآة الموت ولمعان عينيه تتبدى حيوات البشر وتقرأ باختلاف تام، ويتجاوز الواقعي والاجتماعي والنفسي بتكراره رتابته؛ لأنه تبلور في إحساس جديد، إحساس فوقي يتسم بالإحاطة والقدرة. ويمكن أن نقول: إن الخطاب الروائي أجاد إلى حد بعيد في توظيف تفاصيل الحياة اليومية وحولها إلى علامات دالة وذات معطيات رمزية تتجاوز بها حدودها السطحية. ومثال ذلك ما نجد مع توظيف كرة القدم ودمجها في ألعاب القدر على نحو جديد، وكذلك زراعة النباتات وتفاصيل المكان وبعض الصدف العابرة أو المواقف الطارئة أو المفاجئة.

هذا التصوير شكل عالما ورائيًّا بارز الملامح، وحدود العالم الروائي وملامحه ارتكزت على إنتاج أنماط إنسانية كثيفة الحضور، ويرتكز تصويرها على الداخل/ الأبعاد النفسية من مركبات النقص وعقد الطفولة أو أزمات الجسد وإشكالاته مع إلحاح الفرص الضائعة والسعي نحو تحقيق الذات وهذه الصراعات الصغيرة الناتجة عن هذا السعي، سواء صراع تحقيق الغريزة الجنسية كما نرى في حال آدم، الذي يندفع إليها هو الآخر بمركبات نقص وإشكالات ترتبط بعلاقته بأخته، وكذلك صراع الحب أو استعادة الطفولة المهدرة، وهي التي اشترك فيها سليمان وسمر، أو صراع العمل والشغف بالجديد كما هي الحال بالنسبة لأسماء، إلخ من الشخصيات التي تبدو كلها في حال من المطاردة الدائمة لأهداف غائمة أو مدفوعة دون وعي بخلل أو عقدة من الماضي. وهو ما يجعل من هذه الرواية دراما إنسانية عميقة ذات طابع فلسفي واجتماعي ونفسي ولكنها في النهاية جاءت محبوكة البناء السردي في لغة خاصة ومقاربة سردية أقرب لأن تكون شعرية، استجابت فيها اللغة بشكل عفوي وطبيعي لكل هذه النوازع الشعرية والفلسفية والنفسية وجسدت مشاهد اجتماعية عميقة ومشوقة في الوقت نفسه، واللغة وحدها جديرة بدراسة خاصة لما تشكل فيها من مسارات وأنساق جمالية مجسدة لما في أعماق هذا الخطاب السردي.

«لا يذكرون في مجاز» لهدى حمد.. الواقعية السحرية بتجذير ثقافي عربي

«لا يذكرون في مجاز» لهدى حمد.. الواقعية السحرية بتجذير ثقافي عربي

تمثل رواية «لا يذكرون في مجاز» للروائية العمانية هدى حمد الصادرة مؤخرًا عن دار الآداب، بيروت 2022م، تجربة روائية مهمة وثرية ودالة على خصوصية مشروع هدى حمد الروائي وقدر ما فيه من المغايرة والاختلاف. فهي تلج إلى الفن الروائي، وبخاصة تخييله، من باب خاص، وتستشعر طاقات بعينها في الخطاب الروائي، وترى فيها مساحة مناسبة للاشتغال التخييلي وإنتاج دلالة الخطاب أو تشكيل رسالته.

تنتمي هذه الرواية إلى الواقعية السحرية، ولكنها من نوع مختلف؛ فهي لا تنفصل تمامًا عن الواقع بمحدداته المنطقية والعلمية والإدراكية الفيزيقية، ولا تلتزم بقوانين هذا العالم وتفتح نوافذ جديدة وإضافية تمدد حدود هذا العالم أو تجعلها حدودًا سائلة. وهذه ربما تكون القيمة الجمالية البارزة والمهمة؛ فالخصوصية التخييلية أو التشكيل التخييلي لهذا السرد الروائي هو ما يمثل أبرز جمالياته ومنبع مغايرته للسائد في الرواية العربية. الرواية بهذا التخييل الغرائبي- المتصل بالعجائبية السردية العربية القديمة، الشفاهية والمكتوبة، من حكايات وقصص الجان والعفاريت والعوالم السفلية والأساطير وميراث الشرق ومنطقتنا من هذا التخييل الغرائبي- تحدد منطقتها ومساحة اشتغالها وشواغلها كذلك.

لا تبدو هذه الفانتازيا أو السحرية والسرد العجائبي مؤسسًا على الفراغ أو لأجل اللعب والتسلية ولمجرد الانفلات من رتابة الواقع وجموده وتكراراته، بل يبدو هذا السرد اختيارًا ونزوعًا واعيًا مشغولًا بطرح ومقاربة قيم دلالية وإنسانية ممتدة وراسخة وذات طبيعة إنسانية ثابتة تناسب كل العصور والبشر كافة، ولكن عبر طريقة مختلفة، وفيها كسر للرتابة والجمود وتجاوز، وفيها نزوع إلى إشباع طاقات تخييلية أكبر لدى منشئ الخطاب السردي ومتلقيه كذلك.

إلغاء حدود الزمن

تبدأ الرواية من الأرضة، التي تأكل الكتب، في زمننا ولحظتنا الراهنة بكل محدداتها وسماتها الحضارية، ولكنها سريعًا تعثر على سبيلها ونوافذها نحو عالم مغاير تمامًا وزمن مختلف؛ عالم السحر والعجائبية والأساطير والخرافات، عالم قوى سحرية يتسلط بعضها على بعض في قرية مجاز التي تشكل مملكة قديمة لها قوانينها الخاصة. وهكذا فإن مبررات هذا الانفتاح على أزمنة وعوالم مختلفة حاضرة تحت مظلة المرض والغيبوبة والحادثة التي تدخل الحفيدة إلى مملكة جدتها، وهو ما يمثل مظهرًا من مظاهر التجديد والاستجابة لمتطلبات اللحظة الراهنة من طابع علمي، وهكذا تصبح هذه العجائبية جديدة ومختلفة عن الواقعية السحرية التي كتبها كافكا أو ماركيز.

والحقيقة أن هناك أسبابًا أخرى تؤكد هذه الخصوصية، ولكن هذا التبرير الطبي ربما يكون هو الأهم؛ لأنه كاشف عن توظيف جيد واستثمار مثالي للغيبوبة أو المرض والرؤية الحلمية أو عالم المرض والنوم وعمل العقل تحت وطأتهما، وأن ما يمكن رؤيته أو الإحساس به في هذه الأحلام أو الكوابيس أو الرؤى المنامية والغيبوبة عن عالمنا كله مما يمكن أن يستند إليه الفن الروائي ويدونه. ولهذا فإن البدء بشخصية الروائية التي تبحث عن موضوع جديد أو حكاية مختلفة تجدد بها تكلسها وروحها الإبداعية هو من نقاط التوفيق وتمثل خطًّا مهمًّا في البناء الدرامي لهذه الرواية، وبخاصة حين ربطت بين هذه الشخصية/ الكاتبة داخل الرواية وبين كنبتها الصفراء الغريبة، وهي نفسها النقطة التي انتهت بها الرواية في إشارة إلى العودة إلى تدوين ما رأت في الغيبوبة وفي إشارة إلى سيرورة تخييلية مفترضة لتكوين العمل الأدبي نفسه، وكأن الرواية تلمح إلى طريقة كتابتها، أو تحكي قصة تكوينها وولادتها هي الأخرى على هامش ما تحكي من قصص كثيرة وعوالم أخرى كثيفة.

في الرواية توظيف مهم للأحلام والرؤى الحلمية أو غير الفيزيقية، وجعل الأزمان عبر هذه التقنية منفتح بعضها على بعض. ولكن من المهم الإشارة إلى نقطتين أخريين هما جوهر هذه التجربة السردية؛ الأولى ما يرتبط بما ينتج هذا الخطاب الروائي من القيم الدلالية، وما يتصل بالقضايا أو الأسئلة التي يقاربها، فهي في الأساس تشتغل على مكونات ترتبط بالعلم والسياسة والدين أو المعتقدات الإنسانية بانفتاحها، وكذلك تقارب علاقة النخبة بالعامة، ووسائل التحكم في الجماهير وأشكال التنازع بين البشر وتحولات الحياة وتقلباتها بين الفقر والغنى وبين الشبع والجوع أو الازدهار والرخاء والقحط والجفاف، وتقارب حالات من النبل الإنساني والصفاء في مقابل المؤامرات والطمع، حالات من المرض والصحة، وتفاوت أشكال القوة والقدرة بين البشر، بين فائقين ومتجاوزين للقدرات الطبيعية وآخرين محبوسين في أسوار الضعف البشري وعجز الجسد وأمراضه.

تقارب الرواية حالات ووضعيات إنسانية معقدة من الرغبة في العلم والمعرفة والفن والقصص والحكايات والتسلية والتزين والمتعة الجنسية والمال والطعام، وحالات أخرى من القمع والظلم والتلفيق والقتل أو النفي. هي قصة هؤلاء المنسيين أو المنفيين أو الغائبين وراء جبل الغائب وغيومه وسحرته الذين يأكلون ولا يشبعون، وبشبعهم يشبع أهل الوادي ويزداد المطر والرخاء في حالة من الدوران الكوني العجيب الذي يبدو أنه مؤسس في جوهره وأصله على فكرة التوازن بين الخير والشر، وما يضمن له البقاء هو هذه الحال من التنوع ودفع قوى الكون بعضها ببعض. هذا فيما يتصل بالقيم الدلالية والمعاني التي يطرحها أو ينتجها هذا الخطاب الروائي، ولكن فيما يتصل ببنيته وتركيبته السردية أو إستراتيجية تشكيله وإمكانياته أو قدراته على إنتاج القيم الجمالية وبخاصة ما يتصل بالتشويق واستمرارية الدوافع وترابط الحكايات وانسلال بعضها من بعض فهذا ما يحتاج إلى مقاربة أكثر عمقًا وأكثر تدقيقًا وفيها أكثر من ملاحظة.

حكايات متداخلة

تبدو الملاحظة الأقرب على البناء السردي والتشكيل الجمالي لهذا الخطاب السردي هي توالد الحكايات بعضها من بعض، فهي على قدر من الاتصال أو الالتحام المدهش، فكأن كل حكاية تطوي بداخلها حكاية أخرى، أو كأنها لفافات من الحكايات المتداخل بعضها ببعض، وفتح أو فض سرّ واحدة منها يقود إلى الأخرى بشكل حتمي. والطريف والجميل في تقديرنا هو أن يكون هناك متلقٍّ خارجي لهذه الحكايات من داخل الرواية نفسها. فالبطلة القارئة في كتاب الجدة والعائدة إلى تاريخ بثنة الثائبة هي إسقاط على القارئ أو متلقي الرواية نفسها، فهي مجرد مطلعة على لغة أخرى وزمن آخر ومتلصصة على هذا العالم الغرائبي، وهذه التقنية تجعل هذه الشخصية العصرية موازية ومساوية للقارئ الذي يتابعها ويعايش حالتها في غيبوبتها، ويراقب دخولها إلى هذا العالم الغرائبي وخروجها منه مرة أخرى، تصل إلى الجدة وتقرأ في الكتاب القديم الذي لا يفك طلاسمه غيرها، فتتشكل الحكاية أو يعاد تمثيلها أمام المتلقي، فيما يبدو قريبًا بدرجة ما من فكرة حلول الأرواح أو تناسخها واستمرار تدفقها بصور وتجليات مختلفة عبر العصور.

وهكذا بشكل تدريجي نجد أن حكاية حويضر تقود إلى حكاية شنان أو الغاشي أو الأم حارسة العين المرة التي هي نفسها لها حكاية، أو حكاية الخيول العجائبية والبنت التي يقودها سياقها لأن تكون ذكورية وتعيش صراعًا جندريًّا داخليًّا، إلى قصة المقايضين أو قصة مدرب الوشق ومروضها أو قصة صراع الثيران وتبادل الثقافات بين مجتمع وآخر، وفكرة الاختراقات الثقافية والمعرفية بين الشعوب والأمم. في حكايات هي في الأساس ذات طابع رمزي واضح وكثير من ثرائها جماليًّا ودلاليًّا يتصل بهذا الطابع الرمزي، وهكذا تكون هناك حتمية للاشتغال التأويلي، فتقريبًا كل مكونات العالم الحالي من وزارات وقوى وأطراف صراع من علم وسياسة ودين وتعليم وعلاقات خارجية واحتلال أو غزو وسحر وفن كلها حاضرة أو مرموز لها في خطاب هذه الرواية.