هل يمكن أن نُفكّر بأقدامنا؟

هل يمكن أن نُفكّر بأقدامنا؟

عند الحديث عن العملية الإبداعية، غالبًا ما يأتي ذكر اليد التي تكتب وترسم وتبدع وتَخُط، وضمن هذا السياق لم ننصف القدم. تُستحضر أدوار اليد ومهماتها الكبرى في الثقافة والفن، وتستثنى القدم من كل الأدوار، فهناك اليد التي تكتب، واليد التي توقع الاتفاقات، واليد التي تتضرع وتصلي، واليد التي تحنو والتي تحمل السلاح وكذا قصفة الزيتون، واليد التي تحضن واليد التي تحارب وتلعن. لكن مهمة القدم انحصرت تاريخيًّا في المشي فقط، فهذه مهمتها التاريخية التي أوكلناها لها والتي تنوء كل الأقدام تحت عبئها.

فريدريك نيتشه

بالنسبة لنيتشه الأمر غير هذا تمامًا، فكل شيء يأتي من الأقدام: المتعة والأفكار والحقائق، فبين المفكر وأقدامه وأفكاره قَرابة دم لا يمكن نكرانها. لهذا فكل ما يبدعه يجب أن تكون له أقدام، فالحقيقة مثلًا، وإن كانت تستطيع الوقوف على رجل واحدة، غير أنها كي تمشي وتشق طريقها لا بد لها من قدمين(١)، وكل ما هو حسن خفيفٌ، يجب أن يمضي على قدمين رقيقتين(٢).

يَقلب نيتشه كل شيء على تاريخ اليد وصنائعها، ليُشرك القدم، وينبه إلى هذا العضو غير المفكر فيه في الفلسفة وفي كل عمل إبداعي، فما يُنسب لليد عادة، يمكن أن يُنسب للقدم أيضًا؛ لأنها في أكثر من مرة تصير أكثر كفاءة من أي يد. ولهذا ينسب نيتشه الفضل في كثير من أعماله لقدميه والمسالك الطويلة التي قطعتها، فيقول عن كتاب «المسافر وظله»: إن كل ما خطَر له فيه، باستثناء بضعة أسطر، إنما خطَرَ له وهو يمشي، وكل شذرات الكتاب كتبها كمسودة في ستة دفاتر صغار في أثناء تجواله، لذا يكتب:

«لا أكتب باليد فقط/ فرجلي أيضًا، تريد أن تكتب دائمًا،/ ثابتة، طليقة وقوية تجري/ تارة عبر الحقول، وعلى الورق طورًا»(٣).

عندما مشى نيتشه

لقد كان عمل الأقدام شيئًا ملازمًا للعملية الإبداعية لدى نيتشه، بل أحد شروطها. إليزابيث أخت نيتشه وأعلم الناس به، حينما سُئلت مرة عن مكان عمله؛ حيث كتب ما كتب؛ أومأت للغابات وإلى قمة الجبال حيث الأشجار والمسالك والفجاج والمنعرجات، حيث كانت تشتغل أقدامه إلى جانب عقله وفق نُسكٍ يومي. بل إن نيتشه نفسه سيؤكد لقارئه أنه سيكتشف وحده مكان كتابة نصوصه؛ حيث كانت تتحرك أقدام نيتشه، بل سيستنشق القارئ نسائم الأمكنة التي كان يقطعها، وسيدرك أن هواءها إنما هواءُ الأعالي، وهو هواء شديد البرودة، بما في ذلك هواء المكتوبات التي تمت على مسافة 6000 قدم من بايروت، والتي ليس بإمكان حتى شكسبير ودانتي تحسسها جيدًا.

جان جاك روسو

لقد استخدم نيتشه قدميه كثيرًا، أكثر من يديه، ليكون المشي والسفر بين بلدان أوربا جزءًا من ماهية وحقيقة نيتشه الذي عاش من دون جنسية محددة حتى مات؛ إذ إنه تخلى عن جنسيته البروسية من أجل عمله بالجامعة السويسرية التي كان لها موقف من إقامة وعمل من لا يملكون جنسيتها، وهو ما وافق عليه نيتشه دونما اعتراض. ليبقى دونما جنسية بقية حياته كان عليه، حينما أسقطت عنه جنسية بلده، أن ينتظر ثماني سنوات من الإقامة غير المنقطعة في سويسرا لنيل جنسيتها، وهذا ما لم يحصل قط. وبقي هكذا دون أن يستوفي شروط أخذ الجنسية السويسرية، ليبقى في وضع الغجري الذي يعيش في ترحال دائم بلا مدينة ولا وطن، حاملًا حقائبه، ومستعدًّا للمغادرة في أي لحظة، ضمن وضع اللامنتمي كما أراد لنفسه أن يكون، أو مجرد أوربي صالح ولو أنه كان يتجول في أوربا بجواز سفر غير صالح(٤).

«يركض… كالمجنون لا يعلم أين؟». يذكر الدارسون أن هذا البيت الشعري الأخير هو آخر ما كتبه نيتشه، فقد كان متشبثًا بفكرة المشي واستخدام قدميه حتى وهو مشرف على مرحلة سيلازم فيها الفراش في منزل والدته. لقد كان مصرًّا على أن يذرع الأرض طولًا وعرضًا حتى وهو لا يتحرك إلا بمساعدة من أخته أو والدته. كان على استعداد دائم لتعلم المشي من جديد، كما كتب لأحد أصدقائه، بعد مدة نقاهة قضاها في غرفته، بعد انكسار عظم في قفصه الصدري في حادث سقوطه من على صهوة حصان جموح في 1868م(٥). ولهذا سنجده بعد زيارته لمنطقة روزِنلاوي الخلابة يُعبر عن أمنيته في الحصول على منزل متواضع، ليتفرغ للمشي من ست إلى ثماني ساعات في اليوم، وما تبقى من نهاره للتأليف بين الأفكار التي ألهمته إياها قدماه.

مسالك المشي والعزلة

إن الركون إلى المكتبة يؤدي إلى تصلب الساقيْن تحت المكتب، الشيء الذي ينتج لنا مفكرين لا يفكرون بشكل مستقل؛ لأنهم يعتمدون على رفوف مكتباتهم، ولا يعتمدون حتى على رُكبهم وما تلهمهم إياه مسالك المشي والعزلة، فيصيرون ضحية مكاتبهم عكس نيتشه الذي كانت أسفاره المتعددة إلى جزر وقرى الجنوب الأوربي دليلًا على أنه لم تكن له مكتبة يداوم على القبوع فيها، وإنما كانت له الطرق والحقول والمراعي. لذا يخبرنا أنه قد رأى العديد من النوابغ وقد ولدوا ليكونوا أحرارًا غير أنهم دمرتهم كثرة القراءة وهم في الثلاثين من عمرهم، وتحولوا بسبب كثرة الجلوس إلى مجرد أعواد ثقاب.

ريبيكا سولنيت

لذا يجب التحرر قليلًا بعدم الجلوس الطويل، وترك الفرصة للعقل والقدمين بأن يستأثرا بنفسيهما، فكثرة الجلوس إلغاء كامل لأدوار القدم، وجريمة فظيعة في حق الجسد البشري وفي حق العقل. فأمام المثقف أو الكاتب خياران لا غير: إما أن يمشي وإما أن يرتكب في حق الكتابة جريرة لا تغتفر. فالأقدام تسمح لأجسادنا أن نتخلل العالم دون أن نتحلّل فيه، تهبنا القوة والحرية لنفكر ونكتب، دون أن نضيع تمامًا(٦) كما حاول نيتشه أن يقنعنا، وكما حاولت أن ترسخ فينا جاهدة «ريبيكا سولنيت» مؤرخة المشي وصاحبة كتاب: «الدليل الميداني للضياع».

نظر لأهمية الأمكنة التي كانت تجد فيهما قدماه راحتها، فنصوص نيتشه تعج بتلك الأمكنة. لهذا فهو لا ينكر من جهته أن الجُزر التي في كتابه «زرادشت» إنما هي الجزر الإيطالية التي كان يقطعها على قدميه، وبخاصة جزيرة (Ischia)(٧) الإيطالية المغطاة بالآثار والحطام من العصور القديمة. وهي الجزيرة التي خطّط للعيش فيها رفقة شقيقته، غير أن زلزالًا مدمرًا خيب أمله. حتى حينما وَدّ أن يُظهر أصل قصة زرادشت يذكر أنها أتته وهو في حصته اليومية للمشي، فيقول: «سأحكي الآن قصة زرادشت. الفكرة الأساسية لهذا الكتاب، أي العودة الأبدية، وهي أسمى صيغة إثبات توصل إليها بنو البشر على الإطلاق- تعود إلى سنة 1881م، كتبتها آنذاك على النحو الآتي: «على علو 6000 قدم بعيدًا من الإنسان والزمن». كنت يومها أتجول في أدغال بجانب بحيرة سيلفابلانا؛ وغير بعيد من سيرلي توقفت أسفل صخرة ضخمة منتصبة على شكل هرم. في تلك اللحظة جاءتني الفكرة»(٨).

إعمال القدمين كان نيتشه يجد له دومًا وقتًا كافيًا من بين كل أعماله اليومية، ليصير المشي الجيد «روتينه» اليومي. فهذا السلوك اليومي وحده معيار على الفكر الوقاد والمتيقظ، أما المشية البليدة فإنها تكشف وتفضح فكر صاحبها البليد، وكذلك هي المشية المتزنة والقوية؛ إذ إن أساليب العقل وإمكانياته يمكن الكشف عن الأصل العامي والساقط فيها لدى كثير من السادة والمفكرين من خلال علاقتهم بأقدامهم وبطريقة مشيهم؛ فـمشية وخطورة أفكارهم هما اللتان تفضحانهم بصفة خاصة: فهم لا يعرفون أن يمشوا. وهكذا لم يكن نابليون، نظرًا لغمه العميق، يعرف أن يمشي كلية بطريقة أميرية و«شرعية» في الظروف التي تتطلب هاته الطريقة بشكل خاص، كمواكب التتويج الكبيرة وحفلات أخرى مماثلة: هناك أيضًا لم تكن له سرعة أخرى غير سرعة قائد فيلق– فخور ومسرع في الوقت ذاته، وهو الشيء الذي كان، فضلًا عن ذلك، واعيًا به تمامًا.

من سير المشائين

لا شيء يدعو للسخرية مثل هؤلاء الكتاب الذين ينشرون حولهم أجواخ المرحلة: «يرجون إخفاء أرجلهم»(٩). فالمشية إذن مرآة لمكانة الرجل؛ فإما يفتخر بها أو يخجل منها. لذا فمما يروى عن نيتشه، وهو تلميذ صغير، أنَّ الأمطار هطلت عند انتهاء الدوام يومًا، فتسابق حشد الصبية، في حين اجتاز نيتشه «خلال السيول بوتيرة مهيبة مع قبعته ومنديله المضغوطين بحرص فوق لوح خشبي وكتبه. وردًّا على سؤاله حول ما كان يدور في ذهنه، أجاب: «إن قواعد المدرسة تدعو الأولاد إلى عدم القفز أو الركض في الشارع، بل أن يمشوا دائمًا إلى منازلهم بشكل لائق»(١٠).

لم يكن نيتشه بحاجة إلى مكتب تتسمّر عنده رُكبه وسيقانه، أو أريكة يسند إليها مرفقيه، ليكتب بشكل مترف جدًّا، لقد كان يعتقد أنه كما من حقه أن يعرض جلده وملابسه لأشعة الشمس، فمن حق أفكاره أن ترى نور الشمس، وإلا ستبقى عرضة للرطوبة والعفونة المقيتة، وبخاصة وهو المنتمي لمنطقة الشمال، التي يعاني أصحابها فقرًا مزمنًا في الدم(١١) والأفكار. أما الركون إلى مكتبة كبيرة فهو صنيع أصحاب الأقدام المتكلسة من المؤرخين الذين يكتبون باستفاضة ممن يسميهم نيتشه بالأبقار الحلوبة، والذين لا يمكن لأي مبدع أن ينتمي إلى زُمرتهم، فينزع عن نفسه أي انتماء لهؤلاء الذين لا يحركون أقدامهم: «لسنا من أولئك الذين لا يتوصلون إلى تكوين أفكار إلا وسط الكتب، إلا عند اطلاعهم على الكتب، عادتنا نحن هي أن نفكر في الهواء الطلق، ونحن ماشون، ونحن نقفز، نتسلق، نرقص»(١٣).

فريدرش هولدرلين

بين جولات المشي وفورة الكتابة المبدعة أكثر من علاقة، فقبل نيتشه رأى روسو أن إقلاعه عن المشي هو صوم عن الكتابة، فمرة بسبب استغراقه في التفكير والمشي خارج مدينته، وجد حراس المدينة قد أغلقوا الأبواب، وتوجه صوب الحقول والمزارع التي بلا أبواب. وستتوطد علاقة روسو بالمشي أكثر وأكثر في جزيرة سانت بيير التي ألّف فيها «الجولة الخامسة» من كتابه: «أحلام يقظة جوال منعزل»، وكان يقطع هذه الجزيرة في تجوال دائم، تُلهمه نصوصًا مفرطة الجمال، فيقول: «لم تكن هناك بين الديار التي أقمت فيهاـ وكانت لي بينها ديار بديعةـ واحدة أسعدتني حقًّا، وخلّفت في نفسي تلك الحسرات المرهفة سوى جزيرة سانت بيير. إنه لم يسمح لي بأن أقضي فيها سوى شهرين في تلك الجزيرة، وكنت أستطيع أن أقضي بها عامين، بل قرنين، بل إلى الأبد، دون أن ينال مني السأم لحظة واحدة»(١٣).

ومشاء آخر هو رامبو. كان في السادسة عشرة حينما رفض أن يعطي عنوانًا لوالدته؛ لأنه لا يعرف أين ستتوقف به قدماه، فهو المشاء وحسب، كما يُعرف نفسه. اعتاد أن يمشي من 15 إلى 40 كيلومترًا في اليوم، كما يؤكد في رسالة لأخته إيزابيلا، وسيندم أشد الندم إذ سيدخل السجن بسبب ركوبه قطارًا دون تذكرة، مما سيجعله يسافر من باريس إلى بلجيكا على قدميه. مثله في ذلك مثل شاعر آخر هو هولدرلين الذي سيقطع الطريق من بوردو الفرنسية إلى بلدته الألمانية على قدميه.

أكثر من مبدع كانت له القدرة على المشي لمسافات بعيدة، وكأن قدرته على الكتابة كانت تأتيه من قدرة قدميه على التحمل، كما هو الشأن مع نيتشه الذي لم يكن يصيبه وصب ولا نصب من نشاطه العضلي والعقلي هذا؛ لأن المشي يجعل طاقاته الإبداعية في أوج تدفقها. يصف لنا حالة الانتشاء والخَدر التي يحس بها جراء عمل قدميه: «غالبًا ما رآني الناس أرقص آنذاك؛ وكنت قادرًا على التمشي لسبع وثماني ساعات فوق الجبال دون أدنى إحساس بالتعب؛ أنام جيدًا وأضحك كثيرًا، وكنت على غاية من المتانة والصبر»(١٤).

القدم عند نيتشه، تسطو على دور اليد، لتكون هي من تهب أسلوب الكتابة: القوة، والنشاط، والرشاقة. لذا فالسمين المتزمت المغرور الذي لا يقدر على تحريك ركبه هو من لا يحب الرشاقة(١٥). فالأقدام الرفيعة الحيوية وحدها من تدعونا لأن نكون حركيين على الورق ورشيقين بين الحقول، فتدعونا أن نكون على استعداد للمشي والسفر، واستكشاف الأجمات والفجاج، وأن نكون مستعدين دومًا للرقص، تمامًا كما حالة زرادشت الذي كانت قدماه حَافرَي حصان، لا تتعب من الركض بين الجبال حيث كانت متعته في المشي والركض السريع(١٦). ولتكون الأقدام عنصرًا أساسًا عند أي كاتب جيد، وجب أن يُوليها ما يستحق من عناية، ويتفقدها بشكل مستمر، بأن يهبها قسطًا من الحرية، فيعطيها فرصتها لتمشي وتركض؛ كي تبدع وتكتب.


هوامش:

(١)  نيتشه، «المُسافِر وظلُّه»، ضمن «إنسان مُفرط في إنسانيته»، إفريقيا الشرق، 2001م، ج 2، الشذرة: 13. تكرار القول مرتين، ص 120.

(٢)  نيتشه، «نيتشه ضد فاغنر»، ترجمة: علي مصباح، بيروت: منشورات الجمل، 2016م، ص 13.

(٣)  نيتشه، «العلم المرح»، ترجمة وتقديم: حسان بورقية، محمد النّاجي، الدّار البيضاء: إفريقيا الشرق، 1993م، ص 38.

(٤)  لأنه بقي دون جنسية بعد تخليه عنها، في انتظار حيازته للجنسية السويسرية، فإن مؤسسته الجامعية أمدّته بجواز سفر مدينة بازل، صالح لعام واحد، وسيستغله نيتشه بشكل غير قانوني إلى عام 1889، مُتنقلًا في أرجاء أوربا بجواز سفر منتهي الصلاحية.

(٥)  هذا السّقوط كلف فريدريش نيتشه الكثير فقد اضطر للجلوس في المنزل لمدة طويلة لمرتين متفارقتين.

(6)  Rebecca Solnit, L’art de marcher Actes Sud, Leméac, 2004, p 123.

(٧)  يقول عن هذه الجزيرة: «إن مصير (Ischia) يصدمني أكثر فأكثر (…)، هناك شيء ما له علاقة حميمية بي، بطريقة تخصني وحدي. كانت هذه الجزيرة حاضرة جدًّا في فكري: بمجرد أن تقرأ الكتاب الثاني من «هكذا تكلم زرادشت» إلى النهاية، حتى يتضح لك من أين أخذت «الجزر السّعيدة».

(٨)  نيتشه، «هذا الإنسان»، ص 89.

(٩)  نيتشه، «العِلْمُ المَرِح»، الشذرة: 282، المشية، ص 168.

(١٠)  دانيال بلو، «تشكل فريدريك نيتشه: السعي للهوية»، 1844-1869، ص 61.

(١١)  نيتشه، «ما وراء الخير والشر»، ترجمة حسان بورقية، الدار البيضاء: إفريقيا الشرق، 2006م، ص 236.

(١٢)  نيتشه، «العلم المرح»، الشذرة: 366، إزاء كتاب علمي، ص 233.

(١٣)  جون جاك روسو، «أحلام يقظة جوّال منفرد»، ترجمة وتعليق: ثريا توفيق، المركز القومي للترجمة، 2009م، ص 27.

(١٤)  نيتشه، «هذا الإنسان»، ص 119.

(١٥)  نيتشه، «إنسان مفرط في إنسانيته»، ج 1، الشذرة: 258، ص 141.

(١٦)  نيتشه، «هكذا تكلّم زرادشت»، ترجمة: علي مصباح، كولونيا؛ بغداد: منشورات الجمل، 2007م، ص 365.