مئة خطاب إلى قارئ مجهول

مئة خطاب إلى قارئ مجهول

هذا الكتاب بانوراما واسعة تعرض لأخصب ما أنتجت قريحة الفكر الأوربي أدبًا وفكرًا وشعرًا في القرن العشرين، وهو ليس كتابًا عن كُتُب، بل مجرد كتاب منسوج من كلمات كُتُب أخرى للحديث عنها، أو بالأحرى نصوص تعريفية بمجموعة من أهم كُتاب القرنين التاسع عشر والعشرين، كتبها وحرّرها الكاتب والناقد والناشر الإيطالي الراحل روبرتو كالاسو (1941-2021م) الذي غادر عالمنا في أواخر يوليو الماضي عن عمرٍ ناهز الثمانين عامًا بعد حياة طويلة حافلة أمضاها في أروقة عالم النشر والتحرير الأدبي والنقد والتحليل الحضاري.

كالاسو من مواليد 30 مايو 1941م في مدينة فلورنسا الإيطالية. عمل في شركة النشر أديلفي إديزيوني (Adelphi Edizioni) منذ تأسيسها على يد المحرر والكاتب الإيطالي روبرتو بازلين في عام 1962م، وقد حرّر كالاسو كتابًا ضخمًا يضم نصوص بازلين. ترأس كالاسو الدار في سنة 1999م، وفي سنة 2015م اشترى الشركة لمنع الاستحواذ عليها بمعرفة دار نشر أكبر. كالاسو موسوعة واقفة على قدمين ومؤسسة أدبية قائمة برأسها، شخصية صموتة منصرفة إلى عملها. كان كالاسو يجيد الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية واللاتينية واليونانية القديمة. كما درس السنسكريتية وتركزت أعماله حول تحليل العلاقة بين الأسطورة وظهور الوعي الحديث، ونشرَ عن هذه الأطروحة عددًا من الأعمال الفكرية ثرية المادة من بينها «زواج كادموس وهارموني»، و«الأدب والآلهة»، و«كتاب الكُتب»، وغيرها. كما كتبَ عددًا ضخمًا من المقالات التي ركزت على إعادة تناول الأساطير الهندية والإغريقية وربطها بمسار الحداثة الأوربية.

في عمله المُترجم حديثًا إلى الألمانية «مئة خطاب إلى قارئ مجهول» يجمع الناشر والمحرر كالاسو مئة نصّ تعريفي موجز من بين ألف وثمانٍ وستين نصًّا، هم قوام الكتب التي حرّر لها تعريفًا دعائيًّا بصفته المحرر الرئيس بالدار، وهي نصوص كتبها بين سنتي 1965م وتاريخ إنهاء الكتاب. في مقدمة الكتاب يقول كالاسو: «منذ أن شرعت دار أديلفي في مشوار النشر الأدبي، سمعنا مرارًا وتكرارًا السؤال الآتي: ما السياسة التي تنتهجها الدار؟ وكان سؤالًا نمطيًّا طبع حقبة زمنية بعينها، وتحديدًا الحقبة التي كانت كلمة «سياسة» تصبغ بصبغتها كل شيء، بما في ذلك «كوب الإسبريسو» الذي نحتسيه في المقهى. هل تنشر الدار من أجل جني المال مثلها مثل أي صناعة أخرى؟».

تتسم فصول الكتاب بإيجازها الشديد؛ إذ لا يتجاوز الفصل الواحد نصف صفحة أو صفحة على الأكثر.

في السطور الآتية أترجمُ فصولًا من الكتاب:

خورخي لويس بورخيس

خورخي لويس بورخيس

عن الكتب والمؤلفين

طالما راود كثيرًا من رؤساء تحرير المجلات والصحف حُلم العثور على ناقدٍ يمكنه إيجاز فحوى كتاب في عشرين سطرًا بأسلوب يقدر الجميع على فهمه. لا بأس، فقد تحقّق هذا الحُلم مرة واحدة، وتحديدًا في الأرجنتين في عقد الثلاثينيات على أعمدة إحدى المجلات الأدبية النسَوية حمَلتْ اسمًا مشؤومًا وهو «El Hogar»، على يد ناقد شاب تدرّب في هذه المجلة على كتابة المراجعات الأدبية والمقالات والتراجم والسير الأدبية اللامعة، ثم ألّف كتابين يحملان عنوانين فريدين: «التاريخ الكوني للعار»، و«تاريخ الأبدية».

كان اسم الشاب خورخي لويس بورخيس. أغلب الظن أن أيًّا من سيدات بوينيس آيريس في أثناء مطالعة مجلة El Hogar لم يكنّ على دراية بأنهنّ يقرأن نثر رجلٍ سيغدو في يوم من الأيام واحدًا من رموز الأدب العالمي وموسوعة أدبية مذهلة. وكانت المادة التي يطالعونها أسبوعيًّا سجلًّا أدبيًّا لتلك السنوات، يدُوّنَ لحظة بلحظةً، حاضر الأدب تدوينًا مكثفًا مختزلًا. كانت تلك السنوات التي بدأت فيها رفوف المكتبات في أن تكتظ بأعمال كيبلينج، وتشيستيرتون، و ت. إس. إليوت، وكافكا، وهكسلي، ودوبلن، وموم، وهمينغواي، وسيمنون، وفاليري، وفوكنر، وشتاينبيك، وويلز، وغراهام غرين، كما اكتظتْ بأعمال منافسي السلسلة البوليسية «إليري كوين»(١)، وهو الجنس الأدبي الذي كرّس له بورخيس الشاب نفسَه. إلا أن ذلك لا يمنع لا شك أن بعض هؤلاء السيدات قد قـدّرنَ قيمة وضوح وإيجاز أسلوب هذا الناقد الشاب الغامض، وأنهن أقررن الدقة العالية لأحكامه الأدبية. وربما تكون واحدة قد قبضتْ على روح السخرية اللاذعة المشوبة بجدية صارمة التي كانت تفيض بها صفحات بورخيس.

1998

جورج سيمنون

رسالة إلى القاضي الذي يُحاكمني

جورج سيمنون

«ثمة إنسان، إنسان واحد فقط سيقدر على فهمي. وأنا أودّ أن تكون أنتَ هذا الإنسان». في مفتتح الرواية يتوجّه السارد بهذه العبارة إلى القاضي الذي يحاكمه، ثمّ إلى القارئ الذي يطالع روايته. أما الحكاية المروية فهي قصة عن الحب والموت، قصة مفعمة بالإثارة والحماسة والخوف. حكاية رجل تدفعه رغبة حادة إلى قتل امرأة لأنه يحبها حبًّا جمًّا. خلفية القصة: محطات قطارات تغرقها الأمطار، حانات وفنادق ريفية. بداية الحدث: تدفع المصادفة امرأة شابة ضئيلة الجسد ترتدي حذاءً عاليَ الكعبِ إلى الظهور في حياة طبيب، «رجل بدون ظلّ»، رجل وجوده أقرب إلى عدمه. كانت هذه المرأة هي الظلّ نفسه، شيء مُظلم جارح يفضي في النهاية إلى الموت. كانت هذه آخر كلمات وردتْ في اعتراف السارد: «لقد مضينا إلى أبعد ما يمكن أن نمضي إليه. فعلنا أقصى ما في طاقتنا، أردنا الحبّ المُطلق، عـشْ حياة هنيئة، سيدي القاضي».

1990

إلياس كانيتي

إلياس كانيتي

الحشد والسُّلطة

في سنة 1922م شارك التلميذ ذو الاثني عشر ربيعًا إلياس كانيتي في مظاهرة تندّد باغتيال فالتر راتين أوس(٢). في هذا اليوم شعر كانيتي أن الجماهير تمتلك قوة جاذبية غامضة، تشبه قوة الجاذبية الأرضية. وفي سنة 1927م جاءت الخطوة الآتية: حيث مرَّ بتجربة الوجود وسط حشود الجماهير حيث شارك في فيينا في مسيرة احتجاجية جرَت يوم 15 يوليو وأضرمت النيران خلالها في مبنى وزارة العدل، فأطلقت الشرطة الرصاص وسقط تسعون قتيلًا.

في مذكراته عن الجماهير كتبَ كانيتي: «لبثت قضية الجماهير لغزًا لم يغادرني قط، وبقيت تلاحقني في أفضل أيام حياتي، وبرغم أنني كشفتُ النقاب عن بعض أسرارها، فإنها لم تصر أقل غموضًا وإبهامًا». في سنة 1960م صدر كتاب «الجماهير والسلطة» بعد عملٍ استغرقَ ثمانية وثلاثين عامًا. تحيطنا هذه الواقعة وهذه المعلومات علمًا بكمّ الطاقة المحمومة والتركيز والحنق الذي اجتمع في هذا الكتاب، ولا أدلّ على ذلك من أن سنوات التكوين الطويلة للكتاب ملائمة تمامًا لشكله السردي المتفرّد. صحيح أنه لم يكن من السهولة بمكانٍ إضافة جديد إلى الأطروحات النظرية القارّة حول المفردتين المثيرتين للهوس: الجماهير والسلطة، إلا أن كانيتي، الذي كان معارضًا بشدة للإسهاب في شرح المسألة التي تثقل كاهل حضارتنا، نجح في إخراج مشروعه عبر إعمال الفكر بأعلى قدرٍ من الدقة، كما نجح في التحرّك بعيدًا من عالم المصطلحات المجردة. فهذا الكتاب الذي يقدّم نفسه على أنه دراسة علمية محكمة، أقرب إلى حكاية دموية مشحونة بالكثير، وهو أسطورة كبرى تداخَلتْ مع العديد من غيرها من الأساطير التي استطاع كانيتي التنقيب عنها بشغف بالغٍ في بطون الكتب التي رقدت منسّية على أرفف المكتبات العتيقة.

1981

رينيه جينون

ملك العالم

في سنة 1924م صدر في باريس عمل لافت للكاتب الفرنسي فيرديناند أوسيندوفسكي، يحمل عنوان «حيوانات، بشر وآلهة». ويحكي فيه المؤلف عن رحلة مغامرات قام بها إلى وسط آسيا، تواصل فيها، حسبما يؤكد المؤلّف نفسه، مع مركز عالمٍ سرّي مدفون أسفل الأرض، تحت قيادة رجل يُسمى «ملك العالَم». أخذ رينيه جينون من هذا الكتاب طرف الخيط وذهب في كتابه الموجز الممتاز حقيقة إلى أن وراء الحكايات المرتبكة لـ«أوسيندوفسكي» وغيره من الكُتاب دروسًا منسية وأساطير دارسة يمكن اقتفاء أثرها في التبت (وكرة أهل التبت عن مملكة أجارثا(٣)، الأرض البِكر) والتقليد اليهودي (شخصية ملكي(٤) صادق ومدينة سالِم)، وكذلك في أقدم النصوص السنسكريتية وأساطير قارة أطلانتس والعديد غيرها من الأساطير والصور. ينتابنا شعور بالدوار في اللحظة التي تنكشف أمام أعيننا طبيعة العلاقة بين هذه الأشياء؛ إذ ينجح رينيه جينون عبر قليل من الإشارات الخفية في الربط بين كثير من المتناقضات حتى إننا نجد أنفسنا في نهاية المطاف أمام منظور لا نهائي يخترق التاريخ الإنساني بأسره وصولًا إلى اليوم، بدايةً من أصول جزيرة ثولي(٥) المستحيلة في مجاهل الشمال وصولًا إلى إخفاء مركز العالَم في «الحقبة السوداء التي نحياها»، وهو ما يُسمى بيوجا الكالي. في مساحة ضيقة وبصفحات مزوّدة بالصورة يرسم لنا جينون سلسلة السَّنَد لأصل هذه الفكرة رسمًا مميزًا يجعل من هذا الكتاب مدخلًا إلى فكر علّامـة متوحّد لا يُمكن غض الطرف عن أعماله في زماننا.

1977

هنري كوربان

تاريخ الفلسفة الإسلامية

هنري كوربان واحد من أبرز عُلماء الدراسات الإسلامية وأساتذة الفكر الديني الفلسفي الذين أخذوا على عاتقهم مهمة ثقيلة وهي تعريف الغرب بكنوز التراث الإسلامي وتقديمه إلى الغرب للمرة الأولى. لم يقتصر الكتاب على كنوز الفكر الإسلامي التي كانت معروفة في أوربا إبان القرون الوسطى، مثل تراث ابن سينا وابن رشد، بل كافة المدارس والتخصصات الفكرية التي لم يُعرَّف بها إلا بشكل منقوص أو تلك التي أُسيء تأويلها. على أن مهمة نقل التراث الإسلامي، الذي أثار مفاجآت عدة لدى القارئ، تشبه المفاجآت التي رآها من شهدوا الترجمات المبكّرة لكلاسيكيات التراث الإسلامي. أقول: إن هذه المهمة كانت ذا طابع خاص؛ إذ لم يكتفِ هنري كوربان بوصفه عالمًا غربيًّا من طراز رفيع بفحص وتمحيص هذه المواد الثرية على مدار عقود طويلة وحسب، بل درسَ تراثها دراسةً باطنية تحوّلت إلى مذهب اعتنقه، وهو العرفان الصوفي.

ومن ثم فإن كتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية منذ بواكيرها الأولى حتى العصر الراهن، قد وضع التصور الشائع حول تاريخ الفلسفة الإسلامية موضع المساءلة؛ إذ قلَب كوربان في دراسته المذهلة الهياكل الفكرية المستقرّة، سواء أكانت هياكل مفكّري الإسلام أم أفكارهم. في الواقع كان افتراضه يذهب إلى أنه لا طائل من البحث عند مفكري الإسلام عن إجابات عن أسئلة تبلورَتْ في محيط فلسفتنا الغربية.

1973

ألفريد بولجار

حكايات صغيرة بلا مغزى

بعد يوزيف روث وأرتور شنتيتسلر وكارل كراوس وألتينبيرج ينتظر كاتب نمساوي آخر كبير التعريف به والاعتراف بأدبه خارج نطاق الدول الناطقة بالألمانية؛ هو الكاتب ألفريد بولجار. إذ لم يوجد كاتب اقترب من ملامح مدينة فيينا ولا إيقاعها ولا أنفاسها مثلما فعل. نثر بولجار ضربًا من السحر يستطيع المرء أن يدركه ويقدّره في أثناء التمشية بين الشوارع وقصر «هوفبورغ»، مقر الأسرة الحاكمة في فيينا منذ القرن الثالث عشر حتى سنة 1918م ومقرّ عمل الرئيس منذ سنة 1946م. يتكلم بولجار عن عرضٍ مسرحي أو يحكي حكاية قصيرة، ثم سرعان ما ينتقل ليحوم حول موضوعات هامشية متفرقة، فيرسمُ بالكلمات بورتريهًا أدبيًّا أو يحلل كتابًا من دون أن يعير أهمية كبيرة لما يتكلم عنه. يشعر بولجار براحةٍ أكبر في كتابة أعمدة للصحف العادية، جنبًا إلى جنب مع الأخبار المحلية، أكثر من شعوره بالراحة في الكتابة للمجلات الأدبية المرموقة. كلمات بولجار ثمرة اختزال مئة سطر إلى عشرة سطور. كتبَ كافكا ذات مرة عن بولجار قائلًا: «تحت قفاز الشكل المصنوع من الحرير تتوارى إرادة المضمون القوية الثابتة».

وكانت هذه أيضًا ملاحظة أهم معاصريه من الكُتاب الناطقين بالألمانية وأكثرهم تباينًا عن أسلوبه، من يوزيف روت إلى فالتر بينيامين، ومن هيرمان بروخ إلى روبرت موزيل. أما اليوم فقد حانت اللحظة التي يتحتم علينا أن ندرك فيها آفاق التجديد الأدبي الذي وصلتْ إليه به نصوص بولجار، وأن ندرك كم كانت استهانته بالأسلوب ثمينة وكم كانت خطوته الأدبية رشيقة. وربما يمكننا أن نعود إلى إحدى عباراته التي جسد فيها جوهر شعرية الأسلوب عنده لما قال: «الحياة أقصر من تُرسَم في صورة سردية مريحة، وهي خيالية أكثر من الروايات، تستحيل حقائق الحياة بسرعة خاطفة إلى حالة من التخمّر والتحلل بحيث لا تقوى على الصمود في الكتب الضخمة الثخينة».

هيرمان هسّه

رحلة إلى الشرق

تحكي رواية «رحلة إلى الشرق» (1932م)، وهي أكثر روايات هسّه اكتمالًا ودرّة تاج أعماله، عن تجربة خارقة من طراز فريد، دارت أحداثها بدافع قصدي، في حقبة زمنية مروّعة كئيبة طافحة باليأس بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. في الرواية تنهض مجموعة من الأفراد برحلة إلى وِجهةٍ ما، وهو ليس مكانًا بعينه، بل بعدًا مغايرًا من أبعاد الحقيقة، متخذين شكل جماعة سرية تعيد تكرار طقوس التكريس في العهود الغابرة: باحث في فلسفة «التاو» الصينية وطاقة الكونداليني، مساعد صامت، الرسّام الشهير باول كليه والبطل هيرمان هسّه نفسه يشاركون في هذه الرحلة الفريدة.

1973


هوامش:

(١) إليري كوين هو اسم مستعار لبيت الجريمة الذي ابتكره فريدريك داني ومانفريد بينينجتون لي، واستخدمه فيما بعد مؤلفون آخرون تحت إشراف داناي ولي. أُلَّفَتْ الكتب التي تستخدم هذا الاسم المستعار من عام 1929م إلى أواخر عام 1973م. وداناي ولي الشخصية الخيالية الرئيسة التي أطلقوا عليها أيضًا اسم إليري كوين (المترجم).

(٢) فالتر راتيناوس (1867-1922م): سياسي ألماني سياسي ورجل صناعة وكاتب ووزير خارجية جمهورية فايمار، ويمنح معهد يحمل اسمه سنويًّا وسامه للأشخاص المتميزين في السياسة (المترجم).

(٣) مملكة أسطورية يُحكى أنها تقع في قلب الأرض وتحت التبت تحديدًا، وتحتل مكانًا بارزًا في التعاليم البوذية التبتية (المترجم).

(٤) ملكي صادق هو اسم سامٍ معناه «ملك البر» وهو ملك شاليم أي أورشليم وهو رمز أيضًا إلى المسيح الذي هو كاهن على رتبة ملكي صادق (مزمور 110: 4؛ والظاهر أنه كان محافظًا على سنة الله القديمة بين شعب وثني ولذلك كانت له الأسبقية على إبراهيم وعلى الكهنة الذين تسلموا منه (المترجم).

(٥) جزيرة ثولي: جزيرة أسطورية يُقال: إنها تقع في أقصى بقعة من أقصى شمال الكرة الأرضية وردَ ذكرها في الأدب الإغريقي والروماني (المترجم).