رسائل غير معروفة لفولتير

رسائل غير معروفة لفولتير

من فولتير إلى جوزيف فرانسوا

إنْ كنتَ، يا سيدي العزيز، تَصنع مسرحيات هزلية كما تصنع رسائل شعرية، فإنك تبثّ الحياة في المسرح من جديد، وتُعِيد للإلهة ثاليا بهجتها التي فقدَتها منذ زمن بعيد. إن رسالتك الشعرية مفعمةٌ بالأناقة والحبور والمَلاحة، وأنا أشكرك عليها، وسأحترز من تجرّؤ الردّ عليها. فقد لا ينال عجوز سويسري عليل حظوةً في اللعب معك. وهنالك مع هذا السيدة ديبيناي، التي قد تستطيع إنعاش الناس وإحياء النار التي لم تَعدْ إلا رمادًا. ولكن، إذ لم تَبلغ غايةَ جعلي ألقى من جديد ما فُقِد حين تركنا باريس قاصدين الألب، فقد أخذَتني الخيبة. وإن الشيء الذي لن يفنى على الإطلاق داخلي، هو تذوّقي لأبياتك الشعرية الساحرة، والاهتمامُ الشديد الذي سيَطغى دائمًا بنجاحاتك وسعادتك على العجوز السويسري فولتير.

عن مسرّات 15 ديسمبر 1757م.

من فولتير إلى فرانسوا شارل هيرن دو لا موت

في الحقيقة، يا سيدي، لم يكن أحد مستاءً مثلي من التعصُّب المقيت الذي كنتَ ضحيته. فمن المَعيب لأمتنا ديمومة حكم مسبق بالغ الوحشية حتى الآن؛ وهو ثمرة الجهل والخرافة والتحذلُق. وقد نشتهي أنْ تَسحق السلطة الملكية هذه الوحوش الثلاثة؛ ولكنَّ فيها كثيرًا من التجاوزات الواجب تصحيحها، وكثيرًا من المصايب الواجب إصلاحها، وعددًا كبيرًا من المجانين الكبار الواجب قيادتهم؛ إلى درجةِ احتمالِ أنها لم تُعِرْ انتباهًا كبيرًا للحماقات التي أشتكي منها مثلك؛ فالأطباء في زمن الطاعون لا يتلهّون بمعالجة الصداع النصفي. ويجب على الحكماء الاكتفاء بإثارة كل الرعب الذي ينبغي لنا حمله إزاء المتعصّبين، وإرهاقهم بجميع السخريات التي يستحقونها. وسيأتون بضرر أقلّ حين نَهزأ منهم. فالأشخاص الذين نحتقرهم لا نخشاهم بتاتًا. ولي الشرف في أن أكون مُلغيًا لهم.

بتاريخ 20 سبتمبر 1761م.

من فولتير إلى فريدريك ميلشيور غِريم

لم أتوانَ، يا رسولي العزيز، عن الكتابة لإمبراطورة روسيا؛ لأنَّ الأمر حين يرتبط بفعل الخير، يكون التهوّر مسموحًا. هذه الحاكمة السامية التي تكرَّمت عليّ بكتابة رسالة ساحرة وفلسفية على حدٍّ سواء، أثارتْ في الحال تميّزها بفعلين لا تَقدِر عليهما أيّةُ امرأة من نسائنا المتديّنات. ويسهم الفلاسفة الفرنسيون حقًّا في إذاعة صيتها.

أعلِّق كتابة رسالتي لأذهب وأستمع للآنسة كليرون التي ستؤدي دور إلكترا في مسرحية أوريستيس. عدتُ من هناك؛ إذ مكثتُ في السماء مدة ساعتين. قد كانت توجد مواهب كثيرة في فرنسا، ولكن لم يكن ثمة أي منها في صنفها ممن دُفِعت إلى هذا الكمال. فقدتُ السيطرة على نفسي. وإنه من اللائق والعادل أنْ تثير الآنسة كليرون الاشمئزاز، وأنْ يُشرَّف ويُكافَأ فريرون.

وما سيدهشك هو أنَّ ألق هذه الشخصية السامية لم يتأثر بأي ممثل آخر، لطالما أحبَّتهم جميعًا. وأنا على ثقة كبيرة مِن أنها لم تُحدِث قطُّ أثرًا في باريس يتجاوز ذاك الذي أحدثَته في صرحي المتواضع بمنطقة قبيلة ألوبروج، حيث جمعتُ نحو مئة وخمسين شخصًا، أغلبهم جدير بسماعها.

على الرغم من تنقّلاتي، فالآنسة كليرون لم تُنسِني السيدة كالاس؛ إذ إنَّ قلبي مجبول على العواطف العظيمة. وأتلقّى في هذه اللحظة بعض تواقيع المكتتبين. وآمل ألا يكون هذا المشروع عديم الثمرة، وأشكّ في إمكانية كفاية عدد الصور المنسوخة. إني أركع إجلالًا للسيد دو كارمونتِل؛ إذ يقوم بعمل جدير بأقلامه، وأنت تقوم بعمل جدير بقلبك. أقدِّم احترامي لفيلسوفتي الساحرة التي لن أنساها أبدًا. وليصبحْ جميع قوم وِلش فرنسيين! أرسل لكَ أحرّ القبلات وأحنّها!

من فولتير إلى فريدريك ميلشيور غِريم

أخي العزيز، كنت مصدِّقًا قضية نسخ الصور التي أُغفِلتْ. وأعترفُ بحدوث أشياء أكثر بربرية في العالم، كالإبادة التي نفّذها يوشع بن نون على سبيل المثال، ومراسيم إدانات سولا، ومراسيم التريومفيراتوس، ومذبحة سان بارتيليمي،… إلخ، إلخ، إلخ… ولكن، لم يسبق لي أنْ سمعتُ عن شيء بهذا القدْر من الظلم والسُّخف.

سبق أنْ أَجريتُ نحو خمسين اكتتابًا في صرحي المتواضع، ولا بدَّ أنَّ السيد ترونشان قد أجرى أربعة أضعاف ذلك. ولا تمكنني مشاهدة هذا الدفاع إلا كجنون عابرٍ نخجل من دعمه. الفيلسوف(١) الذي عندي، وهو ليس بفيلسوف منطقة موتيه ترافير، قد استحوذ على جميع نسخ الكتيّبات المنظومة(٢) التي أُعدَّت تكريمًا للآنسة كليرون. سيناولكَ إياها، ويحمِلها لك بنفسه. اجعلني، أرجوك، أركع على قدميّ فيلسوفتي. إنني بربريّ بعض الشيء في أمنيتي لها بمرضٍ يجعلها تعود إلى جنيف. ليس في استطاعتي الكتابة لك بيدي. فأنا ضعيف، لكنّ مشاعري تجاهك ليست كذلك.

رسالة فيرني بتاريخ 6 سبتمبر 1765م.

من فولتير إلى فريدريك ميلشيور غِريم

أرسلتُ، أخي العزيز، لتوّي مكتوبًا إلى أرض البلاتينات الانتخابية، ولا أشكّ في وجود وزير أو وكيل في باريس يكتتب عنه. لا بدَّ (أن يكون) المَكَرة(٣) سعداء اليوم، فالأمر يرتبط في الوقت الحالي بالمشنوقين(٤). إذا رأيتَ المدافع عنا سِيسرون بومون(٥)، أرجوك أنْ توصي طيبته وفصاحته بعائلة سيرفن البائسة. أرسلتُ له في نهاية المطاف الأوراق الضرورية التي تنقصه. وستعزِّز هذه القضية الجديدة من سمعته، والسمعة لدى المحامين تأتي دائمًا بالثروة. وليس الحال كذلك في كثير من المهن الأخرى (…).

وقد غابتْ عن نظري تمامًا مسرحية أديليد(٦) هذه، التي تحدِّثني عنها؛ وليس لدي نسخة منها. قوم ولِش قد أدانوها، قبل نحو (عشرين) عامًا، واستقبلها الفرنسيون أخيرًا ببعض الطيبة. وقد أعادها الممثلون إلى المسرح من دون إخطاري بالأمر. ثمة أوقات (نسقط) فيها وأوقات ننهض فيها، من غير أن نعلم بدقة السبب. تمتلك أرضية (الحديقة) والبلاط أيامهما الجميلة، ولهما عواصفهما؛ ولكن، لما (كنت)، والحمد لله، بعيدًا من هاتين الهوّتَين، فأنا شحيح التأثّر بتقلباتهما.

من فولتير إلى فريدريك ميلشيور غِريم

ليس لي أي منفَذ، يا أخي الغالي، إلى بلاط أية أميرة من ساكسونيا، باستثناء ساكسونيا غوتا التي تعوّضني عن جميع الأمكنة الأخرى. لا ريبَ في أنه لا بأس عليّ في بلاط السيد كوفيل(٧). لن أقصِّر بالتأكيد في إرسال بعضٍ من عجائن سمك الأنقليس(٨) لك. ولكن، ينبغي لي إيجاد أحد المسافرين؛ ولأني موجود على بُعد فرسخين من مدينة هذا الفظّ جان كالفَن المقدَّسة، فما زلتُ خارج نطاق (إضاعة) وقتي مع أولئك الراحلين، نظرًا لعدم خروجي على الإطلاق من داري.

لم تُعلِمني إنْ كنتَ قد تحدَّثتَ إلى وزير البلاتينات الانتخابية، وإذا كان قد اكتتب من أجل نسخ الصورة. لا تشتكي كثيرًا يا جان جاك. فصحيح أنه رُجِم بالحجارة(٩)، لكنَّ الله لم يسمح لرميات الحجارة أن تبلُغه. لم يكن إلا كاهنَ اعترافٍ، ولم يَنَلْ شرف الشهادة. فها هو في حِلٍّ من القساوسة لدى ملك بروسيا، حيث يمكنه تقديم المفارقات والتناقضات بكل راحته، من غير أنْ يتجرّأ المتحذلقون المنكِّدون على قول كلمة واحدة له. لو كان حكيمًا، لتوجَّه إلى هناك(١٠)؛ لأنه لا يتعيّن الاختلاف مع الملوك إلا حين يكون من الممكن التخلّي عنهم. أخي الغالي، أنت إذ تزرع كرمة عائلة كالاس، لا تنسَ كرمة السيد. امضِ دومًا في الدرب الضيّق. لقِّن الحكمة لغير المؤمنين. لا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، كما يقول بسموٍّ الكتاب المقدَّس(١١). حين تناول الحكماء طعام العشاء معًا، وقال كل واحد كلمته، ظنّوا أنهم أنجزوا كل شيء. وهذا لا يكفي، فيجب إبراء المجانين. وقد كنتَ رسولًا في بوهيميا، فكُنْ كذلك في كل مكان.

ألف ألف احترام لفيلسوفتي. ينتابني الحزن حين أفكر أنني لن أراها مجدّدًا.

وداعًا، يا رسولي العزيز. ولو كنتُ إيليا، لكَ كنتُ تركتُ عباءتي.

رسالة فيرني بتاريخ 15 نوفمبر 1765م.

من فولتير إلى الصحفي سيمون نيكولاس هنري لانغيه

سيدي، لم أتلقَّ حتى الآن الكتاب(١٢) الذي تودّ إرساله لي، ويُحتمَل ألا أحصل عليه وقتًا طويلًا. فالتواصل بين (…(١٣)) وجنيف مقطوع، ولكني لا أريد تأجيل الشكر (الذي) أَدين لك به. (أخالُ مثلك، يا سيدي، أنه ثمة) الكثير من الأمور التي ينبغي مراجعتها (في روح القوانين). وثمة (القليل جدًّا من القرّاء المتيقّظين).

وبخصوص جان جاك روسو الذي حدّثتني عنه؛ أعترفُ أنه لا يمتلك عبقرية مونتسكيو، ولا تبحُّر غروتيوس، بل يقع في مفارقات أكبر بكثير. فلم يكتب قطُّ غير تناقضات، ودأبَ على مناقضة نفسه. وإنْ أغفلنا استطراد قِسّه الآتي من جبال السافوا –وهذا استطرادٌ في غير محله ضمن تثقيف الشاب- لَرُبّما نسينا أنه كتبَ؛ وهذا القسّ أيضًا قد ناقض نفسه بنفسه؛ إذ اجتاحه الاحترام إزاء الأسرار التي وجدها عبثيّة. أمّا كتاباه المتبقيان هلويز وإميل فهُما اليوم في الوحل مع كاتبهما. إنه رجل شرير للغاية، معروفٌ بأكثر ما في الجحود من جُبن وغرور. ومناوراته جميعًا هي مناورات وغدٍ ساقط، كَشفَت عنه القناع هيئةُ القضاء كلها في جنيف، وهو معروف بذلك من جهة السيد الدوق دو شوازول، ومن الملك نفسه. وأنا لا أنصحكُ بالانحياز إلى هذا الشقيّ، فليس بالتناقضات والشعوذة نستحقّ تقدير الأناس النزيهين. بل بالتصرف النزيه؛ فيجب امتلاكه، وهو لم يمتلكه. فأنا أفكّر وأتحدّث على نحو اللورد والبول الذي قال له شخصيًّا: إنه يزدريه.

ولديّ مسوِّغات أكثر من اللورد والبول. والسيد ترونشان الشهير كان شاهدًا عليها. فهو يعلَم مع مَن تحالف روسو، ليغصبني على ترك منزل ريفي كنت قد اشتريته… وهو يعلَم كم تآمر مع الوُعّاظ المتحذلقين، وكم تآمر بعدها ضدهم. هذا الشقيّ الذي قدَّم لتوِّه في باريس مسرحيةً لاقت الاستهجان، فطنَ إلى الكتابة لي بأني أُفسِد جمهوريته؛ إذ أقدِّم عروضًا في صرحي ببلدة فيرني. وكتبَ لي أني كذبتُ إنْ قلتُ: إنه لم يكن سكرتيرًا في سفارة سعادة الكونت دو مونتيغي في فينيسيا، وإنه –هو- كان كذب في ذلك، إنْ لم يكن قد حصل على جميع تشريفات السفارة؛ ويجد (نفسه) عبر رسائله الخاصة المكتوبة من فينيسا أنه كان خادم الكونت دو مونتغي، وأنه طُرِد بضربات العصا. كُتِبت هذه الرسائل للسيد دي تيل، وهو يستجدي صدقته.

وانتهى هذا الفيلسوف الجميل بإثارة الاضطراب في موطنه، عبر طرده من جنيف وبيرن ونيوشاتيل، ويَطبَع بأنه تلزمه التماثيل. ها هي الحقائق، يا سيدي، وهذا ما يجب الحكم عليه. أَضفْ إلى ذلك أنه لم يُشِر إلى غدره تجاهي إلا لأني قدَّمتُ له هبةَ منزلٍ ريفي، ولم يُثِر السيد هيم ضدي إلا لأنّ السيد هيم أراد تقديم منحةً له. فتحيَّز بعد ذلك إليه، إنْ شـئت(١٤).

آملُ حين أقرأ كتابك أن أقول لك (…) الحقيقة كم أجِلُّك، وهذا شعور ألهمَتني إياه رسالتك. تجتاحني على نحو خاص رغبة يبدو عليك إبداؤها في رؤية الوحدة سائدةً بين الأدباء الحقيقيين. فهم أقوياء إنْ عرفوا قيمة هذه الوحدة، وسيكون ذلك كالفيلق المقدوني الذي لا يضمّ القائد بول إيميل بين المتعصبين.

يشرِّفني أن أُعرِب عن كامل التقدير والمشاعر الطيبة التي أَدين بها لك…


ملاحظة السيد غرِيم: الوكيل الذي أُرسِلت إليه هذه الرسالة مفتوحةً، لم يسلِّمها، خشية ألّا يقف عندها السيد لانغي. فأَخبر بذلك السيد فولتير، الذي أكَّد هذا الاحتراسَ، وأرسل الرسالة التالية عوضًا عن الأولى.

هامش: فولتير، المراسلات، نشرها ثيودور بيستيرمان، جنيف، 1953-1965م (Best.).


هوامش:

(١) الكاتب إيتين نويل داميلافيل.

(٢) رسالة شعرية للآنسة كليرون.

(٣) جان كالاس.

(٤) أُدِينَ بيير بول سيرفن وزوجته أنطوانيت بتاريخ 29 مارس 1764م بالإعدام شنقًا، بحضور أولادهما، ثم بُرِّئا في النهاية عام 1771م.

(٥) المحامي جان- باتيست جاك إيلي دو بومون.

(٦) مسرحية: أديليد دي غيسكلان، أُعيد عرضها بتاريخ 9 سبتمبر 1765م، وقُدِّمت 9 عروض منها. قدِّمت هذه المسرحية أول مرة بتاريخ 18 يناير 1734م، ولم تحصد أي نجاح.

(٧) أحد الأسماء التي يمنحها فولتير لبعض المسائل عن العجائب للسيد البروفيسور كل. عن طريق أحد المقترِحين، جنيف، 1765م.

(٨) إشارةُ إلى جون تيبرفيل دو نيدهام، الذي هزأ فولتير من أرصاده المجهرية، ولا سيما في خامس مسألة من المسائل عن العجائب، بلدة مولاند، ص393-384، انظر: السجل 2 (Best. D 12931, XXIX، ص339).

(٩) بتاريخ الأول من سبتمبر 1765م، ومجددًا ليلة 5 أو 6 سبتمبر 1765م، السجل 1 (Best. D 12969, XXIX ، ص382).

(١٠) بتاريخ 25 أكتوبر 1765م، غادر جان جاك روسّو فيينا متوجِّهًا إلى برلين. الاستقبال الذي لقيه في ستراسبورغ جعله يقرِّر الرحيل إلى إنجلترا بداية شهر نوفمبر.

(١١) متّى 5: 15.

(١٢) سيمون نيكولاس هنري لانغيه، نظرية القوانين المدنية، لندن، 1767م، فهرس فيرني، B 1838، السجل 1 (13143, LXV Best.، ص48).

(١٣) كلمات غير مقروءة.

(١٤) هذه الخطبة اللاذعة العنيفة ضد جان جاك روسّو تكتفي بإعادة تناول حُجج سبقَ الإفصاح عنها في مراسلات فولتير منذ منتصف شهر أكتوبر 1766م، في رسالته إلى دافيد هيم (Best. 12735, LXIII، ص32-37) ضمن كتاب: ملاحظات عن رسالة السيد فولتير إلى السيد هيم، وفي: الدكتور بانسوف أو رسائل السيد فولتير، لندن، 1766م، واستُعيضت الرسالة في النص الذي نشره السيد بيسترمان باعتبارات تخصّ مختلف طبقات «الشعب» التي بإمكانها التنوّر بقراءة أعمال الفلاسفة.