قصيدتان

قصيدتان

لا حياد في اللوتس

أوقفني في الغابة الغربية

قال:

الحجرُ الجيريّ فوق قبري

استحال بحيرة

بين أهدابها تنام زهرة

التراتيل والتلاوات حولها تفقسُ

عن أجنحةِ رخّ

لا يقوى على التحليق

والشمس صحن خزفي متشقق

ستُنفقُ عصرَكَ في ترميمه..

وقال:

صوتها الهجرةُ ببن الأنا والمكان

وحنينها غيمة رضعتْ من ثدي الطور

هي النشور في زهرة

والقيامة في شفة

السنبلة التي بها تستظل المجاعات

والرحمُ الذي يحبل بجحيمه وفراديسه..

اتّشح بالبحيرات

واحملْ هذا الجسد

طيفًا يعاند يقظته

لا حياد في اللوتس؛

الجمرة التي لن يطفئها ماء

والدمعة التي سقطت

من مآقي الآلهة

يوم فارقت الكون..

شؤون

قدمي اليسرى مأهولةٌ

أستعينُ بها كي لا أسير إلى وراء

اليمنى قسمٌ قديم أطلقتهُ في أوّل رحيل،

دعيني أقول لكِ ما يحدث في غيابك

السنجابُ الصغير يلفّ ذيله إلى أعلى

برشاقة لا تعرفها راقصات البولشوي،

الغابة تسلكُ طريقًا خفيّةً

والبحيرة تتقلبُ كثيرًا في منامها.

ثمة ضبابٌ.. ضبابٌ كثيف

وغيومٌ واطئةٌ لن تبرحَ عينيك

ومريولٌ أخرق يحرسُ جسدكِ الآن،

أوتارُ القيثارة الأولى

التي تُمسكُ بك كصنّارة السمكة

تُنِيمُكِ مثل خليج لازورديّ..

عندما وضعتُ يديكِ بين يديّ

أجلَسْنا المكانَ خارجًا

ونحن نتجول بين الساعات

زنازينَ مليئةً بالطيور

غابة الزيتون فقط تستطيع اللحاق بك

وأنت تطوّفين..

الآبار ليست كلها عمودية

ما عدا الجافة منها

احذري تلك التي تمشي في خطوك

ينزُّ ماؤُها من عينيك..

فرشاة شعرك

تجيد انهمار الأمطار على كتفيك

أعرفكِ في الأحمر الذي تَتركُهُ الغيومُ

في حقول الشقائق الحمراء شتاءً،

وفي الرمادي وأنا أنظر إلى الليل

يجفّ قطرةً.. قطرة

على شفتيّ