رسائل لم تُنشر لمارسيل بروست لم أكن أعرف أي طريق سأسلك كي تُوهَبَ لي الحياة

رسائل لم تُنشر لمارسيل بروست

لم أكن أعرف أي طريق سأسلك كي تُوهَبَ لي الحياة

إلى ر. ج. ق أو الأديب الفيلسوف والصديق.

تلقيت بسرور كبير رسائل بروست وهي عديدة، سأكتب الآن بعضها(١). لم تكن أغلفتها تحمل في الغالب طوابع بريدية، كما أن غالبيتها لم تكن مؤرخة، يحمل العديد منها عنوان بروست القديم: (44، شارع هاملان). لم أنظر إلى تلك الرسائل إلا بعين الامتنان والشعور بالوفاء، وكلما تلقيت واحدة امتلأت بهجة. كانت أوراق تلك الرسائل بيضاء ممزوجة باللون الرمادي، أحيانًا يميل الرمادي إلى الزُّرقة أو إلى الأزرق المُشوّه. بعضها أشبه ما يكون بأوتوغراف، وبعضها الآخر مرقون على الآلة الكاتبة، تحمل أخرى ملحوظات لبروست نفسه أسفل الكتابة اليدوية التي أملاها على كاتبته. تكون الملحوظات في العادة أطول من متن الرسالة المكتوبة آليًّا. خطُّ بروست جميل ورقيق، ليس مكثفًا ولا مُقيدًا، يبدو كأنه لا يكتب بالريشة بل بالأنامل. كتابة الحروف عنده تتواصل بشكلٍ مائل بالحبر الأسود، تتسارع طولًا وعرضًا والجانب بحسب وضعية الورق. لا يبدو في تلك الصفحات أن بروست حريصٌ على راحة القارئ ولا على ترتيب الصفحات؛ السادسة تسبق الخامسة، والعاشرة تلي الحادية عشرة؛ لأن رسائله تمتد في العادة إلى اثنتي عشرة صفحة أو أربع عشرة صفحة. أحيانًا لا تَسَعُهُ أوراق الرسائل فيلجأ إلى الصفحات الأولى لبعض كتبه، يبدأ من منتصف وجه الصفحة ليصل إلى النصف السفلي، وينهي ما بدأ كتابته دون أن يلمس «الملحوظات الهامشية» في القسم العلوي.

حدث أن «سيلاست ألباري» خادمة بروست المخلصة كتبت مستهلًّا لرسالة كان بروست يمليها عليها، وبسبب خلاف مرهق بينهما قرّر في الصفحة الموالية حمل الريشة وتتابعت كتابته العصبية على تلك الهادئة لخادمته. مع ذلك كانت هذه المرأة أحيانًا هي الوحيدة التي تُراسلني، كانت مكلفة بالتواصل معي [ومع غيري] بأمر من بروست الذي عانى المرضَ، تنقل لي مشاعره الصادقة و«الصداقة والإعجاب» اللذين يكنهما لي.

تواترت إليّ [بانتظام] تلك المراسلات وأنا في مدينة صغيرة، مُحاطة بالمياه. مكان أقل ما يقال عنه: إنه رائع، ساهمت طبقة من السياسيين الحمقى في تدليله بحكم ارتباكهم به. أسكن هنا في عزلة، وحيدًا بين الدّير والجبال ووسط بعض الكتب(٢). [رغم تبادلنا للرسائل] فقد كان بروست يجهل سنّي ووضعيتي الاجتماعية بل حتى ملامح وجهي.

* * *

أعتقد أن رسائل [مارسيل بروست] تُظهر بين أسطرها، تلك الصداقة التي يُكنها لي. صداقة متحفظة وبارعة بل «باذخة» -كلمة استعملها أندريه جيد ولا أجد شخصيًّا مثيلًا لها-. استطاع بروست أن يتعامل بسخاء مع صديقٍ (لا يعرفه) ليس بوسعه أن يمدّه بأي نوع من السمعة أو التأثير، صديق كان دائمًا بعيدًا منه، تفصلهما مسافة كبيرة تفوق الـ 800 كلم. هذا سببٌ رئيس دفعني إلى نشر هذه الرسائل. أعرف [جيدًا]… سوف يقال لي بأن بروست يستهين [نوعًا ما] بالصداقة، كما أنه اتخذ موقفًا في [نصه] «في ظلال ربيع الفتيات» يتمثل في ازدرائه لأنبل إحساس وأصدق من الممكن أن يكون (وهو ما سنراه في التالي).

صديقي العزيز! أراد أن يُقنع قراءه -وهو مقتنع كذلك- بأنه يضع رغباته وسعادته الفردية في مرتبة أقل من الأدب والفن. بشكل طوعي، وبالتواطؤ مع مالارميه، أعلن بروست أن حقبة ما، عاشها شخصٌ مرهف الإحساس يحوز على الجمال الأخّاذ وتفرده تعدُّ نهاية ما يعرف بالكون حتى السبب في بقائه. لكن أعتقد بل أقول: إنني متيقن بأن بروست يُقِرّ له ما يعرف بأباطيل (الآداب وربّات الفنون)، ولا يعدو كونهم بدائل للحب وللصداقة وللأفراح الدنيوية بشكل عام. سنكتب «راهبة بارما» عندما نكون ستاندال وحين تقل المحادثات الجميلة على وقع المقبلات، بينما نكتب «في البحث عن الزمن المفقود» عندما نكون بروست؛ لأننا نعيش على هامش القرن، وننزوي بفعل المرض، ولا أقل مما كانه باسكال في «تمتع- المرء- اللذيذ والقاتل بالعالم».

بانِيّار-دو-بيغور(٣)، 24 أكتوبر 1922م.

مقتطفات من الرسائل

الرسالة I

سيدي وزميلي العزيز،

بالكاد خرجتُ من مرض خطير، على إثره مُنعت عني كتابة الرسائل، ولكن رغم ذلك عليّ أن أشكرك على رسالتك اللطيفة(٤)، وعلى الأثر [الطّيب] الذي تركته مقالاتك في نفسي خصوصًا عند حديثك عن غوغول ووولز والإحالة لما جاء في «نحو هذا الأخير» لرسكن(٥)، التي جعلتني أكتشف ثقافة متنوعة وخصبة وعميقة.

الممتن لك

مارسيل بروست

إهداء في نسخة من كتاب «جانب منزل غرامنت»

إلى السيد كاميل فيتار،

وجدتني قد اقتربت من الموت، وللأسف لم أكن أعرف أي طريق سأسلك كي توهب لي الحياة، [لذلك فقد منعت عني الكتابة] ولكن أول رسالة سأحررها ستكون إهداءً لك (عوضًا عن الاهتمام بالرد على مئات الرسائل المتراكمة)(٦)، لأقول عبره: إنني أفكر فيك على الدوام، وفي ذهني كثير من الامتنان تجاهك. ألم أكتب لك عما يحويه مقالك الخاص بـ وولز… إلخ.

تقبل صدق تعاطفي

سأكون بصدق في غاية السعادة لو تعطيني فكرة عن تلك الكتب العلمية التي ساهمت في تحديد رؤيتك للأشياء(٧)، (هذا إذا كنت فعلًا قادرًا على استيعاب ما تحويه تلك الكتب).

الرسالة II

باريس، 21 فبراير 1922م.

صديقي العزيز (لأنه سيصعب عليّ من الآن فصاعدًا أن أقول: سيدي العزيز)، عندما ألاحظ أننا تقارب بعضنا من بعض، أنا وأنت، عبر النظرة نفسها تجاه الفكر والصداقة، يبدو لي أن شعورنا هذا هو بالضبط الذي أعدُّه حقيقيًّا. بطبيعة الحال إذا واصلت مراسلتي مستعملًا «سيدي العزيز» سأعود من جديد لأكتب لك «سيدي العزيز». لكن حقيقة يبدو لي أن عبارة «صديقي العزيز» هي أقل ما يمكن قوله وأستعمله أمام روح نخبوية مثلك.

أنا متردد فعلًا كي أبعث رأيي فيما يتعلق بإهدائك لي(٨). أنا متيقن أن إعجابي به ليس بسبب التقريظ الذي أسديته لي، ولكن بالرغم من ذلك فإن ذلك التقريظ يجعلني قلقًا بعض الشيء. أنا متردّد بعض الشيء بالقول: إن تلك الصفحات كانت غاية في الجمال (…) وأعلم أنه كان يجدرُ بي قول ذلك حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بي منذ البداية.

أبهرتني تلك الواجهة الزجاجية للدمى، وما ترتديه من ملابس محلية، لم تكن تلك إلا البداية ورغم ذلك ازداد الإعجاب اتساعًا مع التتابع. أعتقد أنه جانَبَكَ الصواب [يا صديقي] عندما قلت: (لا خيار ولا تضحية)، ولكن من الطبيعي أن تكون تلك رؤيتك حول نصي، فأنت هنا تدلي برأيك لا برأيي. كنت سأكتب لك المزيد وأعبّر لك عن المزيد من الحيثيات لو كان مسموحًا لي بالكتابة، لكن المرض دفعني دفعًا إلى التوقف عن الكتابة(٩). هل سيعجبك الأمر لو نُشِرَ إهداؤك في مجلة «المجلة الفرنسية الجديدة» أو في «مجلة الأسبوع» التي أنشأها «جاك بولونجي»؟ لا يلتبس عليك الأمر بينها وبين «كراسة الأسبوع». لا أعرف إن كان بمقدوري تَلَقِّي نُسَخٍ من تلك الجريدة؟ من المؤكد أنني لن أقوم بطلب النشر إلا في حالة تلقي موافقتك ورغبتك في ذلك. الأسطر الأخيرة للإهداء تُعطي الانطباع أن هناك علاقة متصلة تربطنا(١٠)، بهذا يكون الإهداء أقرب ما يكون إلى المجاملة(١١). (ليون دودي) الذي لا يتوقف عن الاحتفاء بي في جريدة -لا تتوافق مع ميولي- ورغم ذلك لا يُظهر أنه يعرفني أبدًا. كما أنه محق في باقي ما كتب؛ إذ لم ألتقِ به إلا ثلاث مرات طوال عشرين سنة من معرفتي به، والواقع أن مرضي دفع بي إلى عزلة حقيقية قد لا يفهم بعضٌ دوافعَها.

مع كثير من التقدير أجدد لك محبتي وصداقتي. اعذرني على التوقف عند هذه الأسطر، فلست قادرًا على إملاء المزيد.

بروست.

الرسالة III

باريس، 12 مارس 1922م.

صديقي العزيز(١٢)،

أنا في حالة مرضية، غير قابلة للوصف من شدة ما أعانيه من إرهاق ومعاناة، ولا أقوى على التعبير عنها ولا تكفيني الاختصارات للوصول إلى توضيح ذلك لك…

طلبت من «جاك ريفيار» القدوم إلى البيت لأطلعه على مخطوطك. لم أتلقَّ ردًّا، ورد فعلي كان كما تتصوره. لم تكن دار غاليمار على اطلاع على الأمر أما ريفيار، الذي كان هاتفه أشبه ما يكون بالأصم، وهو الأمر الذي فهمته لاحقًا؛ إذ غادر نحو سويسرا من دون أن يعطيني جوابًا. وأنا أكتب لك الآن تلقيت وعدًا من «بولهان»(١٣)، سوف أعيد الاتصال بـ«مجلة الأسبوع» وصاحبها جاك بولنجي (ما دام أن الفيغارو والإخوة فلارز لا تلائمك بحسب ما فهمت…). للأسف اليوم هو الأحد، حاولت الاتصال بـ [دار] غاليمار ولا أحد يجيب، باستثناء مدير «المجلة الموسيقية»، الذي لم يكن على اطلاع البتة بالأمر.

لا أريد أن أسرد عليك المتاعب [التي أثقلت كاهلي] الأيام الأخيرة، ولكن إذا كانت لديك نسخة من إهدائك أرجو أن [تتفضل] بإرسالها لي؛ لأنني أجهل إن كان ريفيار -قبل سفره إلى سويسرا- قد أودع نسختي التي أرسلتها له إلى شخص ما…

تقبل صديقي العزيز بالغ تقديري رغم ما أعانيه بسبب التعب والغضب الذي يتملكني [بسبب المرض].

بروست

* * *

أفهم أنه مع حُمّى ذهابه ومرضه(١٤)، كما هي الحال معه منذ سنوات، لم يكتب لي ريفيار منذ ساعتها. رغم ذلك أنا مستغرب أنه لم يخطر بباله بأن يُعْلمني. قلت: «مستغرب أنه لم يخطر بباله بأن يُعْلمني»؛ لأن كلمة بولهان هي الجواب لمكالمة دفعته لإجرائها مع الوزارة. لا يبدو رغم ذلك أن ريفيار مكترث بي. غير أن آخر أمل كان قد بقي لي هو السيدة ريفيار، ولكنها للأسف رافقت زوجها وغادرت هي الأخرى إلى سويسرا. لذلك أنا لا أعرف هل جرى التواصل معه وإيصال آخر تيليكس أرسلته له كي يصلك في المكان المحدد والزمن المحدد؟ الغريب حقُّا أنه كان دائمًا دمثًا معي.

خادمتي استسلمت للنوم، لهذا أضفتُ بخط يدي هذه التفاصيل لأنهي الرسالة، رغم أن بعض الكلمات قد لا تكون مقروءة بسبب حالتي المرضية.

تقبل محبتي.

الرسالة V

الأحد، 19 مارس 1922م.

صديقي العزيز،

… لا أشاطرك الرأي فيما يتعلق بأندريه جيد(١٥)، لديه العديد من الأسباب كي يتمناني كذلك، وبالتالي نحو ذلك لا يمكنني فعل شيء، تلك الأسباب لم تزدد إلا شدة وقوة. رغم كل ذلك جعلني في طبقة وحدي في زماننا هذا (وهو ما أعُدُّه حقيقة نوعًا من المبالغة الغبية) أو على الأقل [بمقارنتي] مع فاليري، الذي يُعدُّ صديق أندريه جيد القديم.

عليّ إذًا أن أستمر مع «المجلة الفرنسية الجديدة»؛ لأنني لا أزال أحفظ لهم في أعماق قلبي جميلًا كبيرًا، الذي يُعدّ أكبر ما كان بوسعي إدراكه عن المجلة، عوض الدخول في تجربة جديدة مع مجلة (الآثار الحرة)، التي تعدُّ من الناحية المادية مكسبًا وثروة كبيرين بالنسبة لي، لكن بقائي في [المجلة الفرنسية الجديدة] يجعلني جسرًا واصلًا بينك وبين «ريفيار وغاليمار»، يمكنني عبره أن أبدّد سوء الفهم بينكم، كما أعتقد أن هذه المجلة ستكون المستقبل المناسب لك، أما «الآثار الحرة» -رغم أنها عملية بالنسبة لي فيما يتعلق بنشر مجموعاتي القصصية- إلا أنها لن تعطيك في رأيي ما تحلم به.

صديقك المخلص والممتن لك على الدوام

مارسيل بروست.

ملحوظة: هل سبق أن حدّثتك عن الدراسة الجميلة التي كتبها عنّي كورتيوس(١٦)؟

ملحوظة: صديقي العزيز، هذه الرسالة لم تُكتب بعدُ على الآلة الراقنة، وعبرها أخبرك بأنه أتى لزيارتي مرتين كل من «ريفيار» و«غاليمار». في الأولى لم يرغبا في إزعاجي وأنا أرغب في الراحة، بينما في الثانية رأيتهما (كنت متيقنًا أن حالتي الصحية لن تسعفني على إعطاء مواعيد جديدة أو استقبال أي زائر، إلا في ساعة بعينها). بدا لي أن ريفيار كان يجهل أنك مختص في الرياضيات، ثم خُيّل إليه أنك أضفت جهازًا رياضيًّا (مدروس بشكل جيد ومناسب للظروف) شرحت لك الخطأ الكبير الذي قام به تجاهك. تفهّمني ووعد بأنه سيتواصل معك.

تقبل محبتي.

الرسالة VIII

صديقي العزيز،

خلال معاناتي الجسدية والنفسية، التي دامت لأيام شعرت كأنني أحتضر، فلم أَقْوَ أثناءها على الكتابة لأي شيء كان. مع ذلك تدفعني رغبة في الكتابة إليك. تلقيتُ منذ يومين أو ثلاثة (لم أعد قادرًا على تمييز الزمن بسبب الأرق، كما لم أستطع إرسال كتابي الجديد) استلمتُ رسالة من جاك بولونجي تخصّك، وبكل مودة وحنان تأسفتُ لها، تخيّل ذهول ريفيار. احذر أن يدفعك اندفاعٌ جديد كي ترسل رسالة أكثر رقّة قد تكدّر مزاجه. من جهتي سوف أحاول تلطيف الأجواء. لقد وعدته بمقال، ومعه طلبت خدمة منه بقبول هذا الإهداء. شخص بمثل دفء قلبك الكريم يستحق، لهذا دفعته كي يقبل النشر من دون أن يطلب قراءة الإهداء، الذي يُقدّمني بشكل ما لقرّائه، الذين يعرفونني بشكل جيد وكافٍ [على ما أعتقد]، وعليه قبل ذلك أن يقوم في أعلى الصفحة بتدوين مقالي في العدد نفسه (رغم أنه استعصى عليه إنهاؤه في وقت مرضي). الرجل يكاد يفنى من الجهد والتعب، يقوم بآلاف الأعمال في اليوم الواحد، وهو الذي جعله لا يتوقف بشكل كافٍ عند إهدائك (قراءةً ومراجعةً) وهو متمسك بالوعد الذي قطعه لي. (…) يبدو أنه تلقى رسالة بلغة متغطرسة تدافع عن نشر الإهداء… إلخ.

بمناسبة هذا الأمر ما زلت متألمًا؛ بسبب ما كتبته منذ عام ومن دون قصد كان سببًا في «قذارة ما» تلقاها. لكنه فهم جيدًا أنني في الحقيقة لم أكن أهدف إلى شيء قد يؤذيه. تأسفت رغم ذلك وقمت بإهدائه «مقطعا» وكتبت: (على متن قطار «راسبيليار»، إلى جاك بولونجي). قبلها بقليل، وهذه المرة كان مونتيسكيو سببًا على ما يبدو في «قذارة» أخرى. للمرة الثالثة وأنا على تواصل معه وقع سوء الطالع نفسه، لست متأكدًا من سوقية وعامية كلمة «قذارة» لكنها لا تنطبق بالتأكيد على رسالتك، كما أن رُقيّك يمنعك من الوقوع في مواقف مماثلة. لم يستغرب والدراسة التي ضمّنتها رسالتك هي الآن «جاهزة» بالنسبة لي.  لا تبحث رجاءً إلى تلطيف أي أمر، لا تكن منفعلًا فوق اللزوم، وعليك أن ترى أنه رغم كل الرغبة التي تحذوني نحو موهبتك، إلا أنها قد تتعارض مع اندفاعك غير المحسوب. أعتقد أن التعب يمنعني من إكمال الرسالة.

تأكد في الأخير من دوام محبتي وتقديري، ورغبتي الدائمة في مدّ يد العون إليك.

مارسيل بروست.

الرسالة IX

صديقي العزيز،

أعتذر لك؛ لأنني أكتب إليك في هذه الورقة البشعة، لكن هذا كل ما وقع تحت يدي. بعد أيام من المرض -كانت الحمى والإنفلونزا تغزوانني إذ بلغت حرارتي 39 درجة-شعرت بتحسّن أغراني إلى الاعتقاد بأنني أكاد أتعافى، وقد كابرت بعد تلقي رسالة منك عسى أنسى الألم، فقمت بإرسال دراستك إلى ريفيار(١٧)، وطلبتُ منه نشرها في عدد يوليو (من دون أن أعطيها إلى روبير دوفلارز). تردّد ريفيار لبعض الوقت وتلكأ في نشرها وأجَّلها إلى غاية عدد أغسطس. غير أني لا أرغب في أن أكون دائم الشكوى تجاه (المجلة الفرنسية)، رغم أنها فعلت ذلك بنفسها بشيء من الإهمال والنزق اللذين يجعلانني أتحسر. «[أندريه] جيد» الذي أتى لزيارتي قال بأنني ظالمٌ وناكر لجميل المجلة، وهذا [يا صديقي] غير صحيح. يبدو أن رد فعلي يُفهم دائمًا بسوء نحو الآخرين (لا تعتقد ذلك)؛ لأنني وجدته الطريق الأمثل الذي يجعلني بأعصاب باردة مع جاك بولونجي، كتبتُ له بأنني سوف أحثّ القراء على متابعة دراستك؛ لأن فيها أشياء طيبة كثيرة عنّي.

رغم أنني لا أعرفه، كتب لي السيد «آلار» وتفضّل بالاعتذار لي عن مقاله(١٨).

سوف أحدّثك عن قصة الترجمة الغريبة، التي طلبتها لأجلك حول مقال كورتيوس. على كل حال أعتقد أن «المجلة الجديدة الفرنسية» لعدد يوليو ستنشر ملخصات عنه ولكن سيكون ذلك بالتأكيد شيئًا قليلًا؛ إذ يستحيل -بحسب اعتقادي- أن نلخص دراسة بتلك التفاصيل وذلك العمق. فيما يتعلق بمقالك أنبه أنه إذا عُدِّلَ فإنه ليس لي دخل في الأمر؛ لأنني لم ألمس منه ولا فاصلة. سأكون سعيدًا لو تتمكن يومًا ما من الانضمام إلى مُحرري مجلة «المجلة الفرنسية الجديدة» المعتادين، الذين لهم تأثير كبير، يفوق تأثير شخص مثلي بالكاد يستطيع كتابة مقال من حين إلى آخر. على أي حال، كن واثقًا أنني سأكون إلى جانبك على الدوام، وأظل الوسيط الوثيق حتى آخر لحظة. ريفيار مُرهق ومتعب وساهم بشكل مستمر، ترك الجميع في حالة خدر، الله وحده يعلم أين هو الآن، إذا لم أضايقه…

تحياتي لأنني سأنهي سريعًا، استجابةً للتعب الذي يُطاردني.

مارسيل بروست

الرسالة X

44، شارع هاملين

صديقي العزيز،

أنا في غاية الانزعاج لكوني في حالة تمنعني من الكتابة بمفردي(١٩).

أحدَثَ مقالُك في «المجلة الفرنسية الجديدة» صدًى كبيرًا، وهو ما دفع ببعض الجرائد لتفرد له تحليلات مهمة. بدا لي أن أعمق تلك التحليلات جاء بصفحات «صدى باريس». هل لديك العدد؟ إن كنت ترغب، سأرسلها لك. تحليل جريدة الـ Opinion كان أقل من المتوقع بسبب اللَّبْس الذي شابَه (لا يمكنني الآن الاستفاضة في شرح ذلك بسبب تعبي). على كل حال عليك أن تعرف أنني لست من طلب من الـ Opinion نشر ذلك التحليل، بل كان ذلك من اقتراح «سارج أندريه»، لا داعي على كل حال أن ترسل لهم أي تعديل.

ما زلت أنا وجاك بولونجي على غير وفاق، بل زاد الطين بِلَّة. صديقي العزيز، «آلار كتب» لي كلمة تقريظ عن مقالك(٢٠). وعلى الرغم من حالة التعب، فإنني تحاملت على نفسي وحملت القلم، أشعر أن الخادمة لن تخرج اليوم. عليّ القول بأنه ليس بإمكاني أن أجيبك على روايتك «بوبير الكبير»(٢١)؛ لأنني كسّرت نظارتي، لذا عليّ شراء أخرى، والبحث عن واحدة تفي بالغرض؛ لأنك لا تتصور ما يسببه لي غياب النظارات من مأساة لكن ما يمكن قوله: لا تحرق روايتك بإنهائها بمقولة وتعليق معًا. لا يعني هذا أنني أتضايق من المقولة بحدّ ذاتها. في مقدمة كتبها «موران» الذي تربطني به صداقة قوية، قبل أن أكتب لك العبارات نفسها التي كتبتها (هذه الليلة الجميلة في شاتور دو جيرو)، نكتبها في العادة في المقدمة، مقدمة لدراسة نقدية، أما في رواية ستكون في غاية السوء. إذا كنت تريد أن تبرز إعجابك بـ«جيرودو»، يمكنك الإشارة إلى ذلك في الإهداء، وهو ما لم أجده. تبدو لي جملة أقرب إلى النقد الأدبي ولا يلائمها وضعك إياها في النص. لكن في نهاية الرواية لا أحد سيسأل أنك لم تقم بجهد كبير لإيجاد كلمة ختامية عوضًا عن استعمال «جيرودو». لاحظ أنه عند القلة يمكنك استعمال الكلمة دون إضافة «جيرودو»؛ لأنه أمر عادي بل بسيط أن تجد الكلمتين معًا (وهي الحالة الآن). إذا كنت تريد أن تنهي النص هكذا ولديك شكوك، وكي تقول بأن الأمر متعلقٌ بـ«جيرودو» يمكنك وضع (1) في هامش صغير واكتب: «هكذا ستنتهي … الرائعة، إلخ» بشيء من هذا القبيل ينتهي النص بشيء من إبداعك. أنا متضايق فعلًا من تقاعسي في عدم الكتابة إليك بشأن «بوبير الكبير»، أما الباقي فلا أعدُّه قد ضاع أي وقت لأن «غاليمار» و«ريفيار» في عطلة الآن.

أرى أنك لست ملتزمًا بالأمانة العلمية بما فيه الكفاية، ففي مقالك عنّي «آينشتاين» لم تضع بين مزدوجين -أكيد عن حسن نية، لا أشك في ذلك مطلقًا- الجمل النصية التي قالها «ليون دودي»(٢٢). ما دعاني للملاحظة أيضًا، ابتعادك من (الحفر) بشكل كافٍ-ولديك الوقت والجهد الكافيان لذلك بعكسي أنا، وتصقل النص من دون توقف، بهدف الوصول إلى الأعماق أن يمكننا أن نجد أنفسنا(٢٣).

مع كامل تقديري ومحبّتي.

صديقك المخلص، مارسيل بروست.

أتخيل أن يكتب جاك بولونجي عن قريب مقالًا تصالحيًّا. لكن بحق السماء لا تقل شيئًا عنّي، واعتبرني أجهل كل شيء.

رسائل مجهولة

إلى الرسائل التي استلمتها من مارسيل بروست، عليّ إضافة تلك التي علينا فعلًا قراءتها لما فيها من طيبة قلب جاك بولونجي، الذي وصّفه مارسيل بروست على أنه «أفضل ناقد» وأضاف «في زماننا هذا»

كاميل فيتار

الرسالة 1

21 مارس 1921م.

…هل قرأت من قبلُ شيئًا لكاميل فيتار؟ من قبل، كان يكتب للمجلة الفرنسية الجديدة، ولا أعرف لماذا توقّف، لكنني تلقيتُ منه رسائل تدعو للإعجاب لما تحمل من معرفة، أعتقد أنه مكسب مهني لمجلة «الرأي»(٢٤). أنا لا أعرفه بشكل جيد، أعتقد أنه يعمل كـ«مُحافظ فرعي»(٢٥). ولكنه شيء يلفت النظر، خصوصًا في الميدان العلمي. (لم يُطلب مني شيئًا بالنسبة لمجلة «الرأي» أو أي مجلة أخرى. لا يرغب ربما في الكتابة، أقول لك هذا وأنا مستمتع برسالته الجميلة).

مارسيل بروست

الرسالة 2

44، شارع هاميلون/ 13 مارس 1922م.

صديقي العزيز،

بسبب معاناتي المُفرطة، اقتنيت آلة راقنة، (…)، سأقول لك ثلاثة أشياء:

هل بإمكانك نشر مقال لي في «مجلة الأسبوع»، وهو كثير الثناء بحق ليون دودي؟ ………………………………………………..(٢٦)

أوصيتك مرة بناقد علمي -لم أره من قبل ولكن قرأت له- ومتعاون مجتهد في «المجلة الفرنسية الجديدة»، والآن علاقتهما باردة، السيد كاميل فيتار. المدعو كاميل فيتار «مُحافظ فرعي» لا أعرف بالضبط أين. بعد سنتين، ما زلت أفكر به كما هو كذلك. تواصل معي وقدّم لي (عبر رسالة بخط اليد، لأنني لا أعرفه) مقدمة أو إهداء، مقدّمة تمثل ثناءً مفرطًا ولكنه جميل، حول «صوان» و«فتيات غورمونت»، أعتقد أنه سيكون مسرورًا لو نُشِرَ ذلك. يمكنك قبوله، حتى لو رفضت نشر مقالي عن «ليون دودي». من جانب آخر، إذا أعجبك مقالي وقررت نشره، فلا شيء أفضل من وضعه بعد إهداء فيتار.

……………………….

بالنسبة للنقطة (2)، سأكون سعيدًا [بحق] لو تقوم بنشر مقدمة فيتار الموجزة؛ لأنها ستشكل بالنسبة إليه تثمينًا عظيمًا.

وداعًا، جاك بولونجي.

صديقك العليل الذي يحبك من بعيد.

مارسيل بروست.

الرسالة 3(٢٧)

صديقي العزيز،

ليست لدي الطاقة الكافية لمواصلة الكتابة، إلا لبضعة أسطر. كما أعتذر عن كتابتها بنوع من التأخير. تساءلت في [الرسالة الأخيرة] عن معنى ذلك؟ أعتقد أن تلك كانت رسالة فيتار «العبثية». ربما نسيت اسم الشخص، هو كاتب موهوب ورياضي عميق إضافة إلى كونه «مُحافظ فرعي». لم أره سابقًا، لكنني قرأت له.

في الوقت الذي فتحتْ لي فيه «مجلة الأسبوع» ذراعيها -بمساهمتك لا شك- عبر قبول مقالي عن «ليون دودي»، ولأنه كتب عنّي مقالات مهمة، طلبت منك أن تجعلها «كنوع من تقديمي» لقرائك، مع كرمك الذي دفعني إلى حفظ محبتك، قبلت من دون تردّد بأن يظهر التقديم في مستهل المقال.

أشعر بالألم حقًّا وأنا أكتب إليك.

فيتار الموجود في منطقة البرانس، لا يتلقى الرسائل بشكل منتظم، ولأنني أعرف تسرعه المحزن نحو الأفكار السوداء، قد يعتقد أن مقاله والإهداء كانا سيئين، ويدفعه ذلك إلى إعادة كتابتهما. في الواقع، لست واثقًا من ذلك، ولكن الحقيقة أن أسطرًا ورسائل قُطعت بين عليل [مثلي] يقيم في باريس، وشخص وحيد [مثله] يقطن في منطقة البرانس.

على العموم، رسالته إليك صدمتني حقًّا، حينما عَدَّنَا لا نُفكّر(إلا) فيه، متناسيًا وساطتي. أعتقد أن لي الحق في محاولة مُداواته، عند من يعرف أنه يستحق. لقد كتبت له بالأمس: «عليك بغسل دماغك». قلت له ألا داعي لكتابة رسالة اعتذار إليك، لأنك لا تملك الوقت لذلك، كما لديك اهتمامات وأعمال أخرى للقيام بها، عوض التوقف عند مثل هذه الأمور، حتى وإن كتب لك فإنك لن تتوقف عند من بادر بالخطأ وإن ذاكرتك قد لا تحفظ اسمك. لا تحمل الأمر على محمل الجد، من شخص يتملكه الحزن المقلق، أخذ منه الأمر منحى [آخر] بسبب الإرهاق.

عندما يكتمل مقالي، سأرسل لك مقاله والإهداء الذي أتوقعه يروق إعجابك.

صديقي لدي الكثير جدًّا من الأشياء لأقولها لك….

مارسيل بروست

الرسالة 4(٢٨)

صديقي العزيز جاك بولونجي،

تلقيتُ ردًّا من فيتار على مقال لـ«آلار» (الأمر قد يبدو لك كمن يكتب بالصينية(٢٩))، قد أتواصل معك لاحقًا؛ لأنه (تلطّف) وسأل عليك…

مارسيل بروست


هوامش:

(١) قمت بحذف بعض المقاطع التي تحتوي أسماء لآخرين، وذلك بعد أن تلقيت إذنًا بذلك من شقيق بروست الدكتور روبير بروست، الذي أسعد بأن أشكره في هذه المناسبة بشكل علني.

(٢) كتب لبروست وآينشتاين وجويس، هذا ثالوثي المفضل، وهو في رأيي الثالوث العصري الأروع فعلًا.

(٣) (المترجم): مدينة صغيرة تابعة لإقليم البرانس بجنوب فرنسا، يمر في وسطها نهر الآدور.

(٤) عبّرت لبروست في رسالتي التي أشار إليها عن إعجابي الشديد بكتابيه «بالقرب من صوان»، و«في ظلال ربيع الفتيات».

(٥) سأعيد كتابة تلك المقالات في ملاحظات (I) سأدونها في آخر الكتاب.

(٦) إحالة -بلا شك- إلى رسائل التهنئة الـ 800، التي تلقاها الروائي بمناسبة حصوله على الغونكور. (المترجم): نالها بروست في سنة 1919م، عن روايته «في ظلال ربيع الفتيات».

(٧) كتبتُ بما فيه الكفاية لبروست رسالة تتحدث عن «في غرام آل غارمونت» بأن بعض الكتب العلمية ساهمت في تحديد رؤيتي للأشياء، أجبته بأن الأمر يتعلق بنظريات حول المصادفة جاء بها ماكسويل/ بولتزمان/ جيبسي، وكذا النظريات النسبية لآينشتاين (والت لم تعد بعد حديث الناس) الرابط كان بين هاتين النظريتين.

(٨) يتحدث بروست عن إهداء قدمته له في بداية مخطوط كتبته بعنوان: «بوبير الكبير»، ولم يُنشر بعد، وقد قُبِلَ في لجنة جائزة بالزاك سنة 1924م. هذا الإهداء سأنشره لاحقًا في ملاحظات II.

(٩) الرسالة كانت مرقونة.

(١٠) أضاف بروست بخط يده [تأكيدًا لذلك] «والتي أحبها أن تستمر كذلك».

(١١) كتبت الخادمة «أشبه بـ» وفي الأعلى «علي أن أحب بمدى» عوضا «علي أن أحب أكثر». كتب بروست في الهامش بالريشة: خادمتي التي كتبت مدى عوضًا عن أكثر، وهو نشاز، ووضعت «أشبه بـ» للتعبير عن «ما يبدو»، وهو تفريق لا أفهمه.

(١٢) كتبت الرسالة بالآلة الراقنة.

(١٣) مُحرر في «مجلة الأسبوع».

(١٤) كتبها بروست بخط يده.

(١٥) قُمت بإبداء رأي حول تفضيلي لبروست على فاليري في زمننا الراهن، وقد كنت ساخطًا (وكان اعتقادي خاطئًا!) على جيد -رأسمالنا المعاصر- بأنه وضع كل منهما في طبقة واحدة، ويكون فضّل فاليري على بروست.

(١٦) هو الناقد الألماني إرنست روبير كورتيوس، الدراسة التي تحدّث عنها بروست ظهرت في فبراير 1922م، في Neue Merkur، كتب بروست إلى كورتيوس ليؤكد له عرفانه بمدى الفهم العميق لما كتب.

(١٧) رسالة إلى جاك ريفيار عن بروست وآينشتاين (ينظر ملاحظات III).

(١٨) روجي آلار، صودوم وغومّور أو مارسيل بروست العقلاني.

(١٩) الجزء الأول من هذه الرسالة مكتوب بخط سيلاستر ألباري.

(٢٠) بداية من هذه الكلمات بدأ بروست بالكتابة بخط يده.

(٢١) عرضتُ روايتي على بروست فيما سبق.

(٢٢) اعترف أنه لم يكن بإمكاني إيجاد تلك الجمل.

(٢٣) دائمًا ما تبرز هذه «الجمالية الحديثة» للشخصية -بأن تكون ذاتك- بعكس جمالية «التوافق» الكلاسيكية، التي تقول: «عليك أن تكون جميلًا» (موراس باندا)… إلخ. ربما، كي نُغيّر علينا بالاهتمام بألا نكون «الفريد من نوعه» ولا «الجميل» ولكن ببساطة أن نكون «المباشر»، أو الواضح. أعترف بأنني أتأمّل كثيرًا في المباشرة والصراحة (الصراحة الذكية والعميقة في كل الميادين). أبدًا لم تعش الإنسانية حتى الساعة إلا على الأوهام والتملّق والأكاذيب. في الحقيقية، في ميدان الأدب -الذي أتوجه إليه- برز لدينا عقلان مدهشان، على الأقل أظهرا لنا الطريق: ستاندال وجيمس جويس (خصوصًا في كتابه الفريد عوليس). دوستويوفسكي كان أكثر «روسية» كي يبُرز ذلك الطريق للغربيين. أما بروست، فأنقل -من الإنجليزية- ما قاله الناقد الأميركي هيربيرت س. غورمان: (في أعماق بروست نميز بعض الممانعة، يُخاطر دائمًا في مناطق العقل المظلمة. جويس لا يتوقف أبدًا عند هذه المداهمات المحفوفة بالمخاطر. فهو يذهب نحو العمق لكن بروية وبـ «برود فكري» بشكل مخيف بعض الأحيان، غير أنه يترك انطباعًا أقرب للسمو الملحمي).

(٢٤) المترجم: تعريب لمجلة Opinion

(٢٥) كنت أعتقد أن بروست كان يجهل هذه الحيثية، التي لطالما أخفيتها عن أصدقائي المثقفين ومحبي الفكر.

(٢٦) المترجم: النقاط المستمرة موجودة في الأصل.

(٢٧) على الأرجح كتبت في 15 مارس 1922م.

(٢٨) كتبت على الأرجح في 15 يونيو 1922م.

(٢٩) (المترجم): في إشارة ربما إلى المصطلحات العلمية الموجودة في المقال والرد، بحكم اختصاص فيتار الرياضي.