أيام الشارقة المسرحية.. ملتقى فكري يناقش إشكاليات المسرح.. وعروض جسدت مآل الإنسان وخراب العالم

أيام الشارقة المسرحية.. ملتقى فكري يناقش إشكاليات المسرح.. وعروض جسدت مآل الإنسان وخراب العالم

تكشفت أيام الشارقة المسرحية، في دورتها الثلاثين، عن عدد من الحقائق، أهمها أنها شاهد حقيقي على أهمية المسرح في سفر البشرية؛ إذ كان ولا يزال يحمل شعلة بروميثيوس  لنشر المعرفة. ولعمق معرفة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بأهمية المسرح في إرساء مدنية الفكر/ الإنسان ومدنية المدينة، تبنَّى إستراتيجية فكر وعمل في تربية النشء، ودليل عمل لتحضر المدينة. فأصبح المسرح بالنسبة للشارقة مشروع تأثيث للفكر الإنساني جماليًّا، فموسمه المسرحي السنوي هو موسم البحث وطرح الأسئلة وتكون أيامه المسرحية المعادل الجمالي لما يسود العالم من خراب. فأيام الشارقة لا تقدم الجمال المسرحي كنوع من أنواع الترف، بل فضاء يجمع بين العلم بصيرورته العقلية الصارمة وبين علم الجمال الذي يجمع بين العقل والحس، بحيث يخلق توازنًا لمدركات الإنسان التي تجعل منه واعيًا منتجًا.

في الدورة الثلاثين، تنوعت أنساق الخطاب المسرحي في خلق علاقة ثلاثية من الذات إلى المجتمع، ومن المسرح إلى المجتمع في علاقة اتصال فاعل يمتلك قدرة التغيير، فتأمل هذه الظاهرة المسرحية التي أصبحت سمة من سمات السلوك الاجتماعي في دورة زمنية يؤكد توقيت انعقادها أن الحياة تبدأ من المسرح، في تجدد دوري يبحث في الابتكار الإنساني. وهذه الدورة قد تميزت بأنها توجت أهداف الدورات السابقة لها. وهذا ما لُمِسَ وأُدركَ من خلال المؤتمر الفكري وتنوع الملتقيات والسهرات الفكرية والعروض المسرحية، وهذا الإدراك لا يكون إلا بالوقوف عند فضاءات أسئلتها المعرفية؛ إذ ناقش المؤتمر الفكري «البحث الأكاديمي اليوم: الإشراقات والإشكاليات» وعلى مدار يومين جرى تبادل الآراء في حوار علمي جادٍّ؛ إذ جرى البحث في المتعة المعرفية المسرحية التي يمكن لها أن تجد المقترب العلمي بين البحث العلمي النظري الذي انزاح باتجاه التنظير، مما خلق فجوة معرفية وسلوكية، وبين البحث الأكاديمي والفعل التطبيقي على خشبة المسرح، ناهيك عن أن البحث العلمي المسرحي في غالبيته قد انكفأ على التكرار؛ لذلك كانت توصيات المؤتمر الفكرية تصب في تقصي التجارب الإبداعية الراسخة في خارطة المشهد المسرحي العربي، والانفتاح على تطوير البحث العربي التجريبي في مجال المسرح العربي عبر مختبرات تهتم بالبحث في تقنيات المسرح وفنون العرض بمقاربات تجريبية عملية، فضلًا عن التواصل مع البحوث الأجنبية المسرحية من خلال الترجمة، وإنشاء شبكة تبادل معرفي إلكترونيًّا، وربط العلاقة بين الجامعات ذات الاختصاص المسرحي. وسلط المؤتمر الفكري الضوء على إشكاليات البحث العلمي محليًّا وعربيًّا بشكل موضوعي.

ولأن إشكاليات المسرح العربي لا تقتصر على الحد النظري، فهناك حدود أخرى تمثل مشكلة في تطور المسرح العربي وهي الكتابة المسرحية، لهذا كان لأيام الشارقة موقف معرفي منها؛ لأنها تعد من أولويات مشكلات المسرح العربي؛ إذ تتعالى الأصوات وتدق جرس الإنذار بأن هناك أزمة في النص المسرحي العربي، وعلى ضوء هذا الرأي الصادم نوقشت هذه الإشكالية في ندوة «الإبداع : الكتابة المسرحية تحت الطلب»؛ إذ عرضت الأوراق المقدمة في هذه الندوة طبيعة توتر العلاقة بين المؤلف والمخرج المسرحي؛ إذ أصبح المخرج يزيح الكاتب المسرحي كما في ورد في ورقة المسرحي هزاع البراري من الأردن، وكذلك في ورقة الكاتبة المسرحية الكويتية تغريد الداود التي ترى أن ثقافة المسرح العربي اليوم، لا ترى في الكاتب المسرحي غير عرضحالجي يقتصر دوره على تلبية رغبة المخرج أو الفنان النجم. ولهذا أفضت الندوة إلى أهمية أن يكون الخطاب المسرحي خطابًا مغايرًا.

أما في ندوة «في عصر الإعلام الجديد: أي نجومية يحققها المسرح؟» فنوقشت أسباب عزوف الجمهور عن العروض المسرحية، هل هي بسبب الإعلام اليوم؟ أم أن خطاب العرض أصبح لا يسمع إلا صدى صوته؟ وما الوسائل التي من شأنها أن تخلق جمهورًا مسرحيًّا؟

أوائل المسرح العربي

وانفتحت العلاقة بين الرؤية الإخراجية ومنصة الجمهور، خلال سهرة «الإخراج المسرحي وهندسة صالة المتفرجين» التي قدمت فيها أربع مداخلات، استعرضت تطور وتحول هذه العلاقة التي أفرزت أشكالًا مسرحية معمارية مغايرة. وكان لأيام الشارقة فضاء آخر له نكهة إبداع مائز مع الجيل المسرحي الواعد، وهو ملتقى «أوائل المسرح العربي»؛ إذ كان الاحتفاء بهذا الجيل عبر برنامج معرفي، على وفق نظام الورشة لتزويدهم بمعارف مسرحية ذات متن تطبيقي، من خلال التعرف إلى الواقع التطبيقي لتجارب المبدعين المسرحيين العرب، فتعرفوا في ورش الملتقى على تقنيات الكتابة المسرحية التي قدم لها المسرحي السعودي فهد الحارثي، والنقد المسرحي الذي حاضرت فيها الدكتورة لمياء أنور من مصر، والوقوف على مراحل تطور التمثيل المسرحي في الإمارات، التي استعرض فيها هذا التطور الممثل والمخرج الإماراتي إبراهيم سالم.

وتعرف أوائل المسرح العربي على المسرح العراقي من خلال تجربة الفنان العراقي جبار جودي، الذي استعرض فيها تجربته المسرحية في التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والإدارة المسرحية، وكان ملتقى أوائل المسرح العربي ثريًّا بالمعارف والتجارب المسرحية. ولا بد من الإشارة إلى مسابقة النص المسرحي الذي تحتفي به الأيام، من خلال تكريم النصوص الفائزة التي انفتحت به على المواهب المسرحية في جغرافية الخليج العربي؛ لأن النص المسرحي هو المؤسس الأول لفرضية العرض المسرحي وخط شروعها. ولأن النص المسرحي كما نعتقد هو ذو منطق علمي لأنه مؤسس على الفرضية الجمالية. ومن اللافت أن أيام الشارقة المسرحية قد تجاوزت حدودها الجغرافية لتنفتح على العالم عبر متابعة المتغيرات التي يشهدها العالم مسرحيًّا، في هذه الدورة التي تشهد تطورًا يكشف عن دورها في صناعة الوعي المسرحي في الحاضرة الاجتماعية لدولة الإمارات؛ إذ لمسنا أن هذا الجيل قد خَبر المسرح في فضائها الذي يزج بالخبرات المسرحية، لتكون له خارطة طريق لشكل الخطاب المسرحي في هذه الدولة، مما يؤكد أن تربية الإنسان لا بد أن تبدأ من الفكر المسرحي، مستعيرة هذه الفكرة من أثينا التي اتخذت من المسرح مصدر معرفة.

حاكم الشارقة يكرم الممثل العماني صالح زعل

وقدمت الأيام درسًا في الوفاء لتكريم الشخصيات المسرحية، التي أرسته فعلًا مرئيًّا في حاضرة الخليج الاجتماعية كما في تجربة الفنانين العمانيين صالح زعل وسعيد الدرمكي والفنان الإماراتي صالح النيادي.

وجاءت الدورة الجديدة متفردة على مستوى العروض، التي تنوعت فيها القراءات الجمالية والموضوعات المحلية المحاكاة مسرحيًّا، عابرة بها حدودها إلى الثقافة الإنسانية، مثل أهمية الإنسان في حضارة اليوم كما في مسرحية «حارس النور». وصراع الإنسان مع قوى الظلام كما في مسرحية «سمفونية الموت الحياة». والصراع الأزلي لجشع الإنسان في «أين عقلي يا قلبي» وزيف العلاقات الإنسانية التي تطيح بقيمه الأخلاقية التي نوقشت في العرض المسرحي «أشياء لا تصلح للاستهلاك الآدمي». ومحاكمة تراجع الأداء العربي في منظومة الحياة الإنسانية المعاصرة في عرض «بكاء العربي». ومناقشة التفاوت الطبقي وصراع المال في عرض «لمس المواجع». وانغلاق الفكر على فكرة واحدة يؤدي إلى الجنون الذي قدمه صناع العرض المسرحي «لير ملك النحاتين» ونوقشت فكرة المطبخ السياسي الذي يدير الواقع من خلف الكواليس، ليقول إن اللامنظور يقود المنظور من خلال علاقة الشعب بالسلطة، وهذه العلاقة لا تنتج غير سلوك متوتر يدور في دائرة مغلقة في مسرحية «صبح ومسا». وفي عرض مسرحية «ليلة مقتل العنكبوت»، نوقشت علاقة الإنسان المثقف بالسلطة؛ إذ يعيش تحت قمع السلطة وهو يحاول أن يحدد مسارات وجوده الإنساني في ضوء واقع ملتبس متوتر. وعرض «سمرة» يناقش الوجود الإنساني عبر تاريخه وثقافته، ولا سيما الثقافة والتراث الموسيقي الذي يواجه فعل إقصائه في كوميديا ساخرة تدين الإغراء المادي على حساب الإنسان. ويناقش عرض مسرحية «الرحمة» الموقف من الإنسان إذا أخطأ في تقييم أهدافه. ويتناول عرض «مأساة الحجاج» إشكالية هوس السلطة بالبطش والجبروت وقتل الإنسان، وكأنها لا تعيش إلا على امتصاص دم الشعب وجدلية التباس الحق بالباطل.

مسرح يدين تكنولوجيا
جردت الإنسان من كينونته

ولا ينتهي الحديث عن أيام الشارقة المسرحية عند حدود وصف أنساقها المتنوعة في نشر وترصين حضور الثقافة الجمالية، بل لا بد من الوقوف عند تقاليد التنافس الإبداعي، الذي يعكسه شعار شارقة الثقافة المسرحية في «نحو مسرح جديد ومتجدد»، ونتطرق إلى العرض الذي حقق المغايرة والاختلاف، وحاز جائزة التميز لدورة 2019م التي عقدت في الأردن، نعني العرض الجزائري «G.P.S» تأليف وإخراج محمد شرشال، الذي عرف بمنجهه المسرحي المنفرد في التقنية والأسلوب. وهذا العرض يدين التكنولوجيا التي مسخت الإنسان وجردته من كينونته الإنسانية، ليعيد قراءة مقولة العبث الوجودي عندما يربط بين زمنين من المسخ لولادة الإنسان القديم والإنسان الحديث على حد سواء؛ إذ يفتتح المشهد الاستهلالي بأن إنسان تكنولوجيا اليوم، الذي أنتجته الحضارة الميكانيكية، هو إنسان مسخ أنتجه عقل في مراحله الأخيرة من الخَرف، فهو لا يفقه من وجوده غير أنه آلة لتنفيذ الأوامر الصادرة له، وهذه العلامة المشهدية ذات التشكيل الميكانيكي هي إشارة إلى أن الحضارة اليوم بلا كينونة إنسانية، ووصلت إلى مرحلة الشيخوخة التي جسدتها طبيعة العلاقة بين شخصية العجوز التي تحرك الإنسان/ اللعبة / الميكانو المنشطرة إلى أكثر من شكل، وأنها أصبحت عاجزة عن ضبط إيقاعها، فتنشأ عنها فوضى.

ليعود المخرج ويناقش أسباب فوضى المسخ ويتساءل: هل كانت منذ البدء؟ مُلَمِّحًا إلى أن الإنسان يعيش أدوارًا متشابهة من المسخ عندما تخلت الطبيعة عنه، وهي تضخ علامات السلطة المتحكمة بأشكال متعددة وذات مضمون واحد، بأسلوب ساخر من آدمية الإنسان الذي سلبته كل مدركاته العقلية والحسية، التي ظهرت من خلال فقدان حاسة البصر، ليدور فعله العقلي والجسدي في دائرة مفرغة مغلقة على فعل المسخ السلطوي، في تكرار مشهدي وانتظار ما لا يأتي. وكانه يقول: إن حياة الإنسان عبارة عن فعل انتظار عبثي لملء فراغ زمني، يكرر إيقاعه بالمضمون ذاته.

صاغ صانع العرض فرضية المسخ بتشكيل سينوغرافي غير منسجم ما بين علامة القطار الصغيرة، ووحدات العرض السينوغرافية الأخرى مثل المربع الكبير وأقنعة المسخ، فقدم كثافة علاماتية للمسخ الإنساني المتكرر، وهذا ما أكدته الصورة السمعية للعرض التي استعارت رمزية الشكل الأول للتعبير اللفظي (الهمهمات). هذا العرض من العروض المسرحية التي فتحت سؤال الحوار حول ما طرح من تساؤلات تخص ماهية الفعل الإنساني، وشكل بصمة جميلة من بصمات الأيام.

من الندوة الفكرية المصاحبة للمهرجان

جدلية الصراع بين حَدَّيِ الوجود

ومن العروض المسرحية التي كشفت عن عمق فرضياتها الجمالية العرض المسرحي «سمفونية الموت والحياة» للكاتب إسماعيل عبدالله والمخرج محمد العامري. فالعرض منذ عتبته الأولى يعلن عن جدلية الصراع ما بين حدي الوجود الإنساني؛ (الموت والحياة)، وهو مؤسس على هذه الثنائية التي يكون معادلها الواقعي لصورتها المجردة الموت هي الحرب والحياة هي الموسيقا. فهذه الفرضية الموضوعية للعرض تكشف عن أثر الموسيقا وقدرتها على خلق التوازن الروحي والانسجام مع الحياة، فيجعل من هاتين الصورتين حضورًا إراديًّا في شخصية قائد الفرقة الموسيقية وأمير الموت، ليقدم العرض صراعًا إراديًّا محتدمًا بين الموت والحياة؛ إذ يناقش دوافع الحرب في وضع عدد من التساؤلات حول الأسباب التي تؤدي إلى انقلاب الذات وتحولها إلى مصاص دماء.

يرسم العرض هذه الفرضية من خلال المواجهة المتعادلة بين قوة الحياة/ الموسيقا وبين قوة الموت/ الحرب في حوارية ذات شعرية ترسم لهذا الصدام أكثر من صورة للمعنى في دعوة مستبطنة أن الحياة لا ينتظم إيقاعها الإنساني إلا بالموسيقا؛ إذ يزج بنا العرض أتون صوت الرصاص، ليكون لصوت النوتة الموسيقا الرتم الأعلى الذي يخلص ذوات صناع الحرب من شهوة القتل والموت، في مزج علاماتي بين عصا المايسترو وبين مسدس أمير الحرب، عندما تتحول في شكل أدائي منضبط من يد المايسترو إلى يد أمير الحرب، ليتحول موقفه من قاتل إلى موسيقيٍّ، فيتطهر بالموسيقا مما علق بروحه من جرائم، ليقول إن جهل الإنسان يجعل منه ذاتًا غير متزنة، ولكن الخير يبقى فيها حيًّا يزيح الشر إذا ما توافرت الأسباب لذلك. وهذا الانقلاب هو تحول من الشقاء إلى السعادة، غير أن التحول هنا يجد في موت الشر تحررًا جزئيًّا؛ لأن الذات التي ترتكب الخطأ وتعيه لا تجد في الإصلاح غير الموت وسيلة للتطهير من أدران الخطأ، ليأتي مشهد النهاية بالمزج بين صوت الرصاص وضربة الموسيقا، في إشارة إلى أن صراع الحياة والموت صراع مستمر في كل مرة له شكل، ولهذا لا بد من الانتباه إلى ذلك. وقدمت فكرة العرض، في شكل منضبط، رشاقة المنظور وسيولة علامته البصرية التي حققت إبهارًا وجذب اتصال فاعل بين العرض والتلقي.

عرض «أشياء لا تصلح للاستهلاك البشري» (تأليف علي جمال وإخراج حسن رجب) انفرد عن بقية عروض أيام الشارقة أنه قدم محاكاة للقيم التربوية والأخلاقية التي انهارت بسبب الرغبات غير السوية، التي حولت الإنسان والواقع إلى قمامة، فاشتغل مخرج العرض على مسرحة هذه القيم بتطبيق تقنيات أسلوب التمثيل داخل التمثيل، وعرض هذه القيم بأسلوب تمثيلي مستفيدًا من تجارب وأساليب المسرح العالمي، التي انسجمت مع موضوع العرض الذي ينفتح على مدلول هذه القيم في الثقافة الإنسانية بشكل عام، وأن مثالية الإنسان هي خيار إرادة الإنسان، إما إن يكون إنسانًا أو يكون مستنقعًا موبوءًا بالتدني الأخلاقي؛ لذلك لا يتغير الإنسان بفعل غيره وإنما بإرادته. فتحول الصراع إلى صراع ذاتي بين غريزة الخير والشر. قدم العرض فرضيته الجمالية لهذا الصراع في شكل منسجم ما بين عناصره، بتأسيس وحدة سينوغرافية أنتجت أكثر من دالٍّ لمضمون فرضيته، بمشهدية بصرية- سردية متخذًا من تقنية الراوي وسيلة درامية، لتحول الفعل الدرامي من موقف إلى آخر في إدانة إلى الزيف الإنساني، الذي يمثل الحد الباطني من سلوكه الظاهر.

غير أن مخرج العرض أظهر الفساد الأخلاقي، في أيقونات القمامة، وأن الواقع أصبح مكبَّ نفايات. وقرار تغيير هذا الواقع قرار رغبة وإرادة. من ناحية، كشف العرض عن طاقات أدائية لجيل مسرحي سيكون له دور في إرساء ثقافة مسرحية، لها تأثير إيجابي في حاضرته الثقافية.