لم تكن نزهة

لم تكن نزهة

لم تكن نزهة

تلك التأملات الطويلة في اهتزاز الأشجار

أو تكاثف الصوت في هواء ساخن

أو تنفس رئة معطوبة اندست في قميصه

فعادت الحنطة تغني في كف فلاح

بحب وحشي أجثو على ركبتي

أكتب قصيدة وأردد:

في هذه الجهة الوحيدة من العالم تسكنني

ولأنك مجهول اسمك

تتوزع أزهار صفراء على طاولتك

تبتسم لنخلة طويلة تقف خلف نافذتك

تعصر أصابعك وتشربني

تقول للبساتين والملائكة المتجولين:

مائي فراتي

وتفاحتها تنضج هناك

ذراعاي تطوقان خصرها البعيد.. البعيد

نرقص

نطير

نعلو

نغرق

نختفي

ثم نعود لمقعدينا

ولا يرانا أحد

أهمس لها:

إن للرجولة طعمًا آخر حين تراقصينني

يا ممهورة باللوز

لم تبق لي براءة تحت قبتيك

فتعالي نرقص من جديد

والليل المستديم سيبزغ منه النور

تسيل حياتنا من الطاولة

فتكون الصوت الذي وثب من جسدي

الريح التي سحبتني من جنوب البلاد

الفوضى التي رتبت الخطوات إليك

بقعة الضوء فوق العشب

عطر الحنين من زهرة قديمة

وأسألك: من أنا؟

فتقول: أنثى انصهرت فيها كل النساء

ولسبب بسيط لا أدركه: احببتك!