لإدمان الإنترنت..  ثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسة وأعراض‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية

لإدمان الإنترنت.. ثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسة وأعراض‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية

منذ‭ ‬عهد‭ ‬قريب‭ ‬كان‭ ‬مستخدم‭ ‬الإنترنت‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬مكتبي‭ ‬متصلاً‭ ‬بالإنترنت،‭ ‬والوجود‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬لإنجاز‭ ‬العمل،‭ ‬فكان‭ ‬محدداً‭ ‬بمكان‭ ‬وزمان‭ ‬للاتصال‭ ‬بالشبكة‭ ‬العنكبوتية،‭ ‬فلا‭ ‬يذهب‭ ‬معه‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬بعيداً‭ ‬من‭ ‬الجهاز‭ ‬الثابت‭. ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فمع‭ ‬توافر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬واللوحية‭ ‬بأنواعها،‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬أصبح‭ ‬استخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬المكتبية‭ ‬أقلّ‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭%‬،‭ ‬وتبعها‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬المحمول‭ ‬بنسبة‭ ‬26‭%‬؛‭ ‬ليحلّ‭ ‬محلها‭ ‬ذلك‭ ‬الجهاز‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬وضعه‭ ‬في‭ ‬الجيب،‭ ‬وتحاكيه‭ ‬الأصابع،‭ ‬فنتواصل‭ ‬مع‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬وقت‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬نوجد‭ ‬به؛‭ ‬فهذا‭ ‬الجهاز‭ ‬ذكيّ،‭ ‬ينتقل‭ ‬معنا‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬بيسر‭ ‬وسهوله،‭ ‬فزادت‭ ‬إمكانية‭ ‬التواصل‭ ‬والاتصال‭ ‬إلى‭ ‬أقصاها؛‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الـ24‭ ‬ساعة‭.‬

ومن‭ ‬المألوف‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬مشاهدة‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أعمارهم‭ ‬مشغولين‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الموجودة‭ ‬بين‭ ‬أيديهم،‭ ‬تتواصل‭ ‬أناملهم‭ ‬وأعينهم‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬التي‭ ‬تضيء‭ ‬أو‭ ‬ترنّ‭ ‬معلنة‭ ‬أننا‭ ‬نتواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬ولن‭ ‬نستغرب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬انتشار‭ ‬ظواهر‭ ‬الإدمان‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المختلفة‭: ‬إدمان‭ ‬الإنترنت،‭ ‬أو‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي،‭ ‬أو‭ ‬اللعب،‭ ‬أو‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يحتاج‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬للعلاج‭ ‬تماماً،‭ ‬كإدمان‭ ‬المخدرات‭.‬

هل‭ ‬الإدمان‭ ‬معروف‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد؟

أول‭ ‬من‭ ‬عرف‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ونقيس‭ ‬عليه‭ ‬إدمان‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية،‭ ‬عالمة‭ ‬النفس‭ ‬الأمريكية‭ ‬كيمبرلي‭ ‬يونغ،‭ ‬التي‭ ‬تعدّ‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬أطباء‭ ‬النفس‭ ‬الذين‭ ‬عكفوا‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1994م‭. ‬وتعرّف‭ ‬يونغ‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت‭ ‬بأنه‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬38‭ ‬ساعة‭ ‬أسبوعياً،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1994م،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬الاستخدام‭ ‬المطوّل‭ ‬للإنترنت‭ ‬بوصفه‭ ‬إدماناً‭ ‬ليس‭ ‬تشخيصاً‭ ‬رسمياً‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عوارضه‭ ‬المحتملة‭ ‬تشمل‭ ‬قضاء‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬الإبحار‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬بشكل‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬أداء‭ ‬المهام‭ ‬اليومية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬ويُقدر‭ ‬عدد‭ ‬مدمني‭ ‬الإنترنت‭ ‬بنحو‭ ‬30%‭. ‬ويختلف‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬كلمة‭ ‬الإدمان،‭ ‬فيصرّ‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكلمة‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬قد‭ ‬يتناولها‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬للإقلاع‭ ‬عنها‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬بينما‭ ‬يعترض‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬الضيق‭ ‬للتعريف؛‭ ‬إذ‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الإدمان‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬ويرى‭ ‬آخرون‭ ‬أن‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت‭ ‬حالة‭ ‬نظرية‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬المرضي‭ ‬للإنترنت‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬السلوك،‭ ‬وهو‭ ‬ظاهرة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬منتشرةً‭ ‬تقريباً‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬لتوافر‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسوب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬وأجهزة‭ ‬المحمول‭ ‬مع‭ ‬البشر‭.‬

هل‭ ‬للإدمان‭ ‬أسبابه‭ ‬ومسوغاته؟

هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيسة‭ ‬تجعل‭ ‬الإنترنت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬الإدمان‭: ‬أولها‭ ‬السرية؛‭ ‬لأن‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬يوفّرها‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات،‭ ‬وطرح‭ ‬الأسئلة،‭ ‬والتعرّف‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬النفس‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الحقيقية،‭ ‬توفّر‭ ‬شعوراً‭ ‬لطيفاً‭ ‬بالسيطرة‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الظهور‭ ‬كلّ‭ ‬يوم‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭ ‬حسب‭ ‬اختيارنا‭ ‬تعدُّ‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لحلم‭ ‬جامح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭. ‬وثاني‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬هو‭ ‬الراحة؛‭ ‬فالإنترنت‭ ‬وسيلة‭ ‬مريحة‭ ‬جداً،‭ ‬ولا‭ ‬تتطلب‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬السفر‭ ‬أو‭ ‬استعمال‭ ‬المسوغات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعماله‭. ‬ويوفّر‭ ‬هذا‭ ‬التيسير‭ ‬حضوراً‭ ‬عالياً‭ ‬وسهولةً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بتحصيل‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬لنقدر‭ ‬على‭ ‬تحصيلها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ولن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬وفّرت‭ ‬الراحة‭ ‬التامة‭ ‬للاتصال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭. ‬وثالث‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الإنترنت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬الإدمان‭ ‬هو‭ ‬الهروب،‭ ‬مثل‭ ‬الكتاب‭ ‬الجيد،‭ ‬أو‭ ‬الفلم‭ ‬المثير؛‭ ‬فإن‭ ‬الإنترنت‭ ‬يوفّر‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬بديل،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬للإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬أن‭ ‬يصير‭ ‬دون‭ ‬جوان،‭ ‬ويجد‭ ‬الإنسان‭ ‬الانطوائي‭ ‬لنفسه‭ ‬أصدقاء،‭ ‬ويستطيع‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يتبنى‭ ‬لنفسه‭ ‬هويةً‭ ‬مختلقةً،‭ ‬وأن‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينقصه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬اليومي‭ ‬والحقيقي‭.‬

أعراض‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت

تشمل‭ ‬الأعراض‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لإدمان‭ ‬الإنترنت‭: ‬اشتهاء‭ ‬المدمن‭ ‬موضوع‭ ‬إدمانه‭ ‬دائماً‭ (‬ألعاباً،‭ ‬أو‭ ‬أفلاماً،‭ ‬أو‭ ‬مراهنات‭)‬،‭ ‬والألم‭ ‬الشديد،‭ ‬والعصبية‭ ‬والتوتر‭ ‬عند‭ ‬مفارقة‭ ‬الجهاز،‭ ‬مع‭ ‬اضطراب‭ ‬المزاج،‭ ‬والضيق‭ ‬والتأفف،‭ ‬وخلافات‭ ‬مع‭ ‬العائلة‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬والابتعاد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬التقليص‭ ‬منها،‭ ‬وانخفاض‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمي،‭ ‬وعدم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬ومدة‭ ‬الإبحار‭. ‬وقد‭ ‬تسبّب‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬الوحدة،‭ ‬والإحباط،‭ ‬والاكتئاب،‭ ‬والقلق؛‭ ‬لأن‭ ‬الإدمان‭ ‬يبعد‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬الاجتماعية‭.‬

علاج‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت

إن‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت‭ ‬مثل‭ ‬إدمان‭ ‬المخدرات،‭ ‬له‭ ‬درجات‭ ‬ومستويات،‭ ‬وعلى‭ ‬أساسها‭ ‬يتم‭ ‬العلاج؛‭ ‬ففي‭ ‬حالات‭ ‬الإدمان‭ ‬المبكر‭ ‬يتم‭ ‬العلاج‭ ‬بـ‭:‬

‭- ‬معرفة‭ ‬السبب‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬نكثر‭ ‬من‭ ‬الإبحار‭ ‬في‭ ‬الشبكة؟‭ ‬هل‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬الإنترنت‭ ‬وسيلةً‭ ‬للهرب‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬اليومية؟

‭- ‬وضع‭ ‬الحدود‭ ‬وتنظيم‭ ‬الوقت‭ ‬بعدة‭ ‬طرائق،‭ ‬منها‭: ‬ضبط‭ ‬المنبه‭ ‬قبل‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وتحديد‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المستخدم‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬اتصاله‭ ‬بالإنترنت‭ ‬بمجرّد‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬الوقت‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يندمج‭ ‬كثيراً،‭ ‬وتحديد‭ ‬أين‭ ‬نبحر،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الإنترنت،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬مثلاً‭: ‬ساعة‭ ‬قبل‭ ‬الدوام؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يندمج‭ ‬في‭ ‬الإنترنت‭ ‬فيتناسى‭ ‬موعد‭ ‬نزوله‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭. ‬كما‭ ‬يُطلب‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬تقليل‭ ‬ساعات‭ ‬استخدامه‭ ‬وتنظيمها؛‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ -‬مثلاً‭- ‬يدخل‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬مدة‭ ‬40‭ ‬ساعة‭ ‬أسبوعياً‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬التقليل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ساعة‭ ‬أسبوعياً،‭ ‬وتنظيم‭ ‬تلك‭ ‬الساعات‭ ‬بتوزيعها‭ ‬على‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬اليوم؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬الجدول‭ ‬المحدد‭.‬

‭- ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬اجتماعية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إيجاد‭ ‬بدائل؛‭ ‬مثل‭: ‬التزام‭ ‬دورات‭ ‬معينة،‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬أو‭ ‬التقاء‭ ‬الأصدقاء‭.‬

‭- ‬تنويع‭ ‬الأنشطة؛‭ ‬فلا‭ ‬يلجأ‭ ‬المستخدم‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬فراغه،‭ ‬ويحاول‭ ‬مزاولة‭ ‬أنشطة‭ ‬أخرى؛‭ ‬حتى‭ ‬تتنوع‭ ‬اهتماماته،‭ ‬ولا‭ ‬تُحدّد‭ ‬بشيء‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭.‬

‭- ‬تغيير‭ ‬مكان‭ ‬الحاسب‭: ‬عندما‭ ‬ينعزل‭ ‬الإنسان‭ ‬بنفسه‭ ‬مستخدماً‭ ‬الإنترنت‭ ‬فإن‭ ‬الساعات‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بنفسه؛‭ ‬لذلك‭ ‬يُنصح‭ ‬مدمنو‭ ‬الإنترنت‭ ‬بأن‭ ‬يتصفحوا‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الانعزال‭ ‬عنهم‭.‬

‭- ‬بطاقات‭ ‬الإنترنت‭: ‬وهي‭ ‬البطاقات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ساعات‭ ‬محددة‭ ‬وبسيطة؛‭ ‬إذ‭ ‬ينقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإنترنت‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬هذه‭ ‬الساعات،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬عملية‭ ‬لمدمني‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬البطاقة‭ ‬أن‭ ‬تنظّم‭ ‬وقتهم،‭ ‬وتحدّ‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬استخدامهم‭ ‬الإنترنت‭.‬

‭- ‬البطاقات‭ ‬التذكيرية‭: ‬كأن‭ ‬يكتب‭ ‬المفرط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬سلبيات‭ ‬إدمانه‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والمشكلات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬ذلك؛‭ ‬كإهماله‭ ‬أسرته،‭ ‬وتقصيره‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عمله‭ ‬مثلاً،‭ ‬ويكتب‭ ‬عليها‭ ‬أيضاً‭ ‬خمساً‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬ستنتج‭ ‬من‭ ‬إقلاعه‭ ‬عن‭ ‬إدمانه؛‭ ‬مثل‭: ‬إصلاحه‭ ‬مشكلاته‭ ‬الأسرية،‭ ‬وزيادة‭ ‬اهتمامه‭ ‬بعمله،‭ ‬ويضع‭ ‬هذه‭ ‬البطاقات‭ ‬في‭ ‬جيب‭ ‬حقيبته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يخرجها‭ ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬بأنه‭ ‬أفرط‭ ‬واندمج‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭.‬

‭- ‬عمل‭ ‬العكس‭: ‬فإذا‭ ‬اعتاد‭ ‬المريض‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬طوال‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬الانتظار‭ ‬حتى‭ ‬يستخدمه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الإجازة‭ ‬الأسبوعية،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬يفتح‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أول‭ ‬شيء‭ ‬حين‭ ‬يستيقظ‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬حتى‭ ‬يفطر‭ ‬ويشاهد‭ ‬أخبار‭ ‬الصباح،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المريض‭ ‬يستخدم‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬في‭ ‬حجرة‭ ‬النوم‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يضعه‭ ‬في‭ ‬حجرة‭ ‬المعيشة،‭ ‬وهكذا‭.‬

‭- ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬البالغين،‭ ‬وطلب‭ ‬مساعدة‭ ‬مهنية‭ ‬منهم‭.‬

‭- ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وإقامة‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مباشرة‭ ‬وجهاً‭ ‬لوجه‭.‬

‭- ‬الامتناع‭ ‬التام‭: ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬فإن‭ ‬إدمان‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬محدد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬المريض‭ ‬مدمناً‭ ‬حجرات‭ ‬الحوارات‭ ‬الحية‭ ‬نطلب‭ ‬منه‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الوسيلة‭ ‬امتناعاً‭ ‬تاماً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نترك‭ ‬له‭ ‬حرية‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬الأخرى‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

‭-‬‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬الوقت‭: ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬إدمانه‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬ليعرف‭ ‬ماذا‭ ‬خسر‭ ‬بإدمانه؛‭ ‬مثل‭: ‬قراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬والرياضة،‭ ‬وقضاء‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬مع‭ ‬الأسرة،‭ ‬والقيام‭ ‬بزيارات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وهكذا؛‭ ‬فنطلب‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬أن‭ ‬يعاود‭ ‬ممارسة‭ ‬تلك‭ ‬الأنشطة‭ ‬لعله‭ ‬يتذكر‭ ‬طعم‭ ‬الحياة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وحلاوتها‭.‬

‭- ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعات‭ ‬التأييد‭: ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬زيادة‭ ‬رقعة‭ ‬حياته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحقيقية‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬الكرة‭ ‬بالنادي‭ ‬مثلاً،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬درس‭ ‬لتعليم‭ ‬الخياطة،‭ ‬أو‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬دروس‭ ‬المسجد؛‭ ‬ليكوّن‭ ‬حوله‭ ‬مجموعةً‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الحقيقيين‭.‬

‭- ‬المعالجة‭ ‬الأسرية‭: ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تحتاج‭ ‬الأسرة‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬تلقّي‭ ‬علاج‭ ‬أسري‭ ‬بسبب‭ ‬المشكلات‭ ‬الأسرية‭ ‬التي‭ ‬يحدثها‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬إذ‭ ‬يساعد‭ ‬الطبيب‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬النقاش‭ ‬والحوار‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬وإقناع‭ ‬الأسرة‭ ‬بمدى‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬إعانة‭ ‬المريض‭ ‬ليقلع‭ ‬عن‭ ‬إدمانه‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬الإدمان‭ ‬المستعصية،‭ ‬فيجب‭ ‬مراجعة‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيين؛‭ ‬لذلك‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬عيادات‭ ‬ومستشفيات‭ ‬لمعالجة‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬بسبب‭ ‬الخطر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تحمله‭ ‬للمجتمع‭.‬

كادر

آلام‭ ‬الإدمان

تشمل‭ ‬الأعراض‭ ‬الجسدية‭ ‬لإدمان‭ ‬الإنترنت‭: ‬التعب،‭ ‬والخمول،‭ ‬والأرق،‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬النوم،‭ ‬وآلاماً‭ ‬متعددة‭ ‬تشمل‭ ‬الظهر،‭ ‬والرقبة،‭ ‬والتهاب‭ ‬العينين،‭ ‬والأرجل‭ ‬والركب،‭ ‬مع‭ ‬أضرار‭ ‬التعرّض‭ ‬لمخاطر‭ ‬الإشعاعات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬شاشات‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتأثير‭ ‬المجالات‭ ‬المغناطيسية‭.‬

عملية‭ ‬مرحلية

لاحظ‭ ‬الدكتور‭ ‬جون‭ ‬جروهول‭ ‬‭-‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الأمريكي‭- ‬أن‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت‭ ‬عملية‭ ‬مرحلية؛‭ ‬لأن‭ ‬المستخدمين‭ ‬الجدد‭ ‬للإنترنت‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬استخداماً‭ ‬وإسرافاً‭ ‬في‭ ‬تصفّح‭ ‬الإنترنت؛‭ ‬بسبب‭ ‬انبهارهم‭ ‬بتلك‭ ‬الوسيلة،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬تحدث‭ ‬للمستخدم‭ ‬عملية‭ ‬خيبة‭ ‬أمل،‭ ‬فيحدّ‭  – ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬كبير‭ – ‬من‭ ‬استخدامه،‭ ‬ويتلو‭ ‬ذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬توازن‭ ‬المستخدم‭. ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬تطول‭ ‬معهم‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى،‭ ‬فلا‭ ‬يتخطونها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬أطول،‭ ‬وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬سلوكي‭ ‬فعال‭.‬