رفيق شامي يرفض العودة كي لا يصافح أشخاصًا أيديهم ملطخة بالدماء

رفيق شامي يرفض العودة كي لا يصافح أشخاصًا أيديهم ملطخة بالدماء

الأديب رفيق شامي هو بالتأكيد أشهر سوري في ألمانيا، جاء إلى هذه البلاد قبل أكثر من أربعين عامًا، وأصبح الآن أحد أهم الأدباء الألمان، ومن أكثرهم شعبية وشهرة، ألّف 62 كتابًا، عدد صفحات أحدها يبلغ 900 صفحة، وهو رواية «الجانب المظلم من الحب»، ولعله الأديب الوحيد القادر على أن يحكي قصصه من دون أن يقرأ من كتاب أو ورقة، فيبهر مستمعيه، وهو يستخدم لغة ألمانية ذات صور شرقية، جعلت الألمان يعرفون حواري دمشق، بل قرية معلولة التي جاء منها هذا المهاجر السوري. يقول: إن كل مهاجر يتملكه الحنين للعودة إلى مكان طفولته، لكنه وهم يجعل المهاجر يرسم صورة وردية لهذا المكان، حتى إذا عاد يومًا وجده غير الصورة التي رسمها له في مخيلته، وإذا تحدث مع الناس، اكتشف أنه لم يعد قادرًا على التفاهم معهم؛ لأنهم سيتكلمون معه عن أمور سطحية، لكن أحدًا لن يطرح عليه السؤال الجوهري، وهو: ما الذي جعله يرحل؟ يقول: إن المهاجر يحتاج إلى الصبر والضحك، فالضحك هو الزاد الذي يجعل المهاجر قادرًا على التحمل والمقاومة، والعيش طويلًا في المنفى، والضحك هو مصدر القوة، وهو الذي يجعل العقل منفتحًا على القضايا الصعبة.

ذكر رفيق شامي أن السفير السوري في ألمانيا عرض عليه عام 2009م، أن يعود إلى بلاده، وأن يحصل على مركز ثقافي يحمل اسمه، ولكنه رفض هذه الفكرة؛ لأن ذلك سيعني أن يصافح أشخاصًا أيديهم ملطخة بالدماء. وانتقد المثقفين المزعومين الذين يقبلون نفاق الزعماء الذين قتلوا شعوبهم، وروى ما شاهده في التلفزيون السوري من وقائع مؤتمر للشعراء، وقف أحدهم يمدح الأسد قائلًا: إن سوريا صغيرة عليه، وإنه يستحق أن يكون قائدًا للعالم أجمع، وليس لسوريا وحدها.

يرسم رفيق شامي البسمة على وجوه الألمان، ويضع مرآة أمام عيونهم؛ ليسخروا من أنفسهم، ولذلك لا نستغرب أن يصنع الأمر نفسه مع بني جلدته، وعلى الرغم من تناوله لقضايا سياسية في أعماله الأدبية، ومقابلاته الصحفية، فإنه يرفض أن يقوم بدور سياسي، ويأبى أن تستغله وسائل الإعلام؛ لكي ينشر الخوف من المسلمين باعتباره مسيحيًّا.