«الفيصل.. شاهد وشهيد» يدشن أولى محطاته الخارجية في أستانة

«الفيصل.. شاهد وشهيد» يدشن أولى محطاته الخارجية في أستانة

شهد معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» الذي أقيم في المتحف الوطني بمدينة أستانة عاصمة جمهورية كازاخستان، إقبالًا كبيرًا من الشعب الكازاخي والجاليات العربية والإسلامية والغربية الموجودة في كازاخستان؛ إذ يتيح المعرض العودة إلى تاريخ المملكة في حقبة حكم الملك فيصل (1964-1975م)، التي كانت بداية تنفيذ الإصلاحات في  جميع المجالات في حياة المجتمع السعودي، وهو ما دفع المسؤولين في كازاخستان إلى المطالبة بتمديد مدة إقامة المعرض الذي افتتح في 18 مايو.

وكانت سكرتيرة دولة كازاخستان السيدة غولشارا أبديكاليكوفا افتتحت معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد»، في حضور الأمير تركي الفيصل، برعاية وحضور وزير الثقافة والرياضة في كازاخستان أريستانبيك محمدي أولي. وقُدِّم خلال مراسم الافتتاح كتاب «الفيصل.. شاهد وشهيد» الذي تُرجم إلى اللغة الكازاخية والروسية. وحضر الافتتاح القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في أستانة عبدالرحمن النجار، والأمير عمرو بن محمد الفيصل، والأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن الأمين المساعد بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والأمير سعود بن تركي الفيصل مستشار رئيس مجلس إدارة المركز، وعدد من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين. وقدم الأمير تركي الفيصل، الشكر لدولة كازاخستان وحكومتها على استضافة المعرض، مثمِّنًا العلاقة الأخوية التي تجمع فخامة الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف وملوك المملكة العربية السعودية ورؤيتهم المشتركة نحو تطلعهم للمستقبل وللتطور، وأكد أن دولة كازاخستان وشعبها بإذن الله سيكون لهم مستقبل باهر.

وقال الفيصل: «إن بداية انطلاق معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» خارج المملكة من أستانة هذه المدينة الجميلة، بمنزلة تقدير لما يجمع بين الشعب الكازاخي والشعب السعودي ليس فقط على المستوى الدبلوماسي أو التجاري إنما للروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين، فمنذ أن انبثق نور الإسلام اجتمع الدم العربي بالدم الكازاخي في وحدة ليست فقط دينية إنما وحدة إنسانية، ولدينا الكثير بين البلدين من أواصر الصداقة والمحبة تفوق الأزمان. كما أننا لا ننسى أن فخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف زار المملكة ثلاث مرات في مدة وجيزة لتوطيد العلاقات بين البلدين، وهذه علاقة صداقة ومحبة لن ننساها لفخامته». فيما أعربت سكرتيرة الدولة في جمهورية كازاخستان غولشارا أبديكاليكوفا في كلمتها أثناء افتتاح المعرض، عن ترحيبها بالمعرض الذي يعد أول معرض عربي يقام في دولة كازاخستان والشعب السعودي في عاصمة بلادها (أستانة)، متمنية أن تزيد الزيارات والعلاقات المتعددة الأطراف بين شعبي البلدين بفضل العلاقات الودية والطيبة بين فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نورسلطان نزارباييف وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأكدت أن هذه المناسبات تسهم في تعزيز العلاقات الودية بين شعب جمهورية كازاخستان وشعب المملكة اللذين يربطهما الدين والتاريخ المشترك والكلمات المشتركة في اللغة.

وقالت سكرتيرة دولة كازاخستان: «كل دولة لها شخصيات عظيمة تركت آثارًا سياسية واقتصادية وروحية مميزة في تاريخ بلادها، وجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) قائد بارز للمملكة العربية السعودية الصديقة، تميزت حقبة حكمه بحكمة بالغة، ونعلم أن جلالته ترك أثرًا كبيرًا في إنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ورفع مستوى المعيشة في بلده، وتطوير المجتمع السعودي في المجالات المختلفة، ونقدر انضمام المملكة إلى صفوف الدول العظمى في العالم بفضل جهود الملك فيصل.

وعبر وزير الثقافة والرياضة في جمهورية كازاخستان السيد أريستانبيك محمدي أولي، عن تقديره لاحتضان المتحف الوطني لجمهورية كازاخستان هذا المعرض عن حياة الملك فيصل وخدماته وأعماله الصالحة من أجل تطوير بلاده.

أما عبدالرحمن حسين النجار الوزير المفوض والقائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة لدى جمهورية كازاخستان، فأكد أن معرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» حقق أصداء واسعة في كازاخستان، عادًّا إياه وغيره من المعارض تجسيدًا لرؤية المملكة 2030 في الأنشطة والفعاليات كافة، وأوضح أن المعرض يوفر الفرصة للشعب الكازاخي في الاطلاع والتعرف إلى جميع جوانب سيرة الفيصل رحمه الله.

إشادات‭ ‬أكاديمية‭ ‬كازاخية‭ ‬بالمعرض

ثمن‭ ‬إيرلان‭ ‬سيديكوف‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬أوراسيا‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬كازاخستان،‭ ‬ما‭ ‬يحتويه‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬ومواد‭ ‬شخصية‭ ‬ومقتنيات‭ ‬خاصة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬للملك‭ ‬فيصل،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الفيصل‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المملكة،‭ ‬ونفذ‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬حلّ‭ ‬قضايا‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يثق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المعرض‭ ‬سيعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والروحية‭.‬

ورأت‭ ‬الدكتورة‭ ‬سمال‭ ‬توليوبايفا‭ ‬الأستاذة‭ ‬بقسم‭ ‬الدراسات‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أوراسيا‭ ‬الوطنية،‭ ‬أن‭ ‬المعرض‭ ‬حدث‭ ‬مميز‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬الكازاخية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلم‭ ‬والتعليم،‭ ‬مبينة‭ ‬أنه‭ ‬أعطى‭ ‬الجمهور‭ ‬الكازاخي‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬وإنجازاته‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهوده‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬حياض‭ ‬دينه‭ ‬وأمته،‭ ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬الشعبين‭ ‬والبلدين‭ ‬تاريخ‭ ‬ودين‭ ‬مشترك‭ ‬وعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬متشابهة‭.‬

عشرات الباحثين الدوليين شاركوا في فعالياته منتدى الرياض لمحاربة الإرهاب:  التطرف آفة عالمية…  والأديان جميعها عانت من جماعات العنف

عشرات الباحثين الدوليين شاركوا في فعالياته منتدى الرياض لمحاربة الإرهاب: التطرف آفة عالمية… والأديان جميعها عانت من جماعات العنف

شدد منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب على أهمية الدور الذي تقوم به السعودية في محاربة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والسلام في العالم. وأكد المنتدى الذي عقده مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في 21 مايو الماضي، برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، أن التطرف والإرهاب لا يمكن ربطه بدين أو منطقة معينة. والمنتدى الذي استمر يومًا واحدًا وعقد في فندق إنتركونتيننتال بالرياض وشارك فيه عدد كبير من الباحثين والمهتمين بمحاربة التطرف من جنسيات مختلفة، جاء في إطار الفعاليات السياسية والعالمية الرفيعة المستوى التي شهدتها الرياض تزامنًا مع الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية.

وفي الافتتاح قال الدكتور سعود السرحان الأمين العام للمركز في كلمة ترحيبية بالمشاركين: إن التطرف والإرهاب هما أكبر تهديد يواجه العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن خطر الإرهاب «يتجاوز حدود المنطقة ويشكل خطرًا على دول العالم كافة». وأوضح السرحان أن السعودية دعت إلى هذا المؤتمر لتبادل النقاشات والمعارف، ولتأكيد التزامها المستمر بالأمن والسلام العالميين، وليكون المؤتمر منبرًا عالميًّا لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنه «كان لزامًا على الرياض التصدي لظاهرة الإرهاب، نظرًا لثقلها السياسي وانطلاقًا من واجبها الديني والأخلاقي، وبناءً على معاناتها، في العقود الماضية، من الإرهاب».

من جانبه، أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة المركز أن السعودية تكافح الإرهاب منذ نشأتها، وأنها واجهت كثيرًا من أشكال الإرهاب منذ الخمسينيات؛ إذ واجهت إرهابًا يرتدي اللباس الوطني، تحوَّل لاحقًا إلى إرهاب برداء ديني أوجد منظمات مثل القاعدة والجماعات التكفيرية الأخرى التي تسبب جميعها في إراقة الدماء وهتك الأعراض. وقال الفيصل: «بسبب ذلك تجمعت لدى السعودية خبرات ومعارف متراكمة في محاربة الإرهاب مكَّنتها من تجنُّبه في الداخل»، موضحًا أن ثقته كبيرة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وقدرته على إنجاز هذه المهمة الصعبة. وأضاف: «ظهرت الجماعات العنيفة في كل الأديان، في المسيحية وفي اليهودية، وتسببت في قتل الأبرياء، والإسلام بريء من العنف والتطرف». في حين قال آشتون كارتر مدير مركز بيلفر في جامعة هارفرد وزير الدفاع الأميركي الخامس والعشرون: إن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في قيادة التحالف ومحاربة الإرهاب والتطرف، مضيفًا أن أهمية التحالف تكمن في قدراته على الرد على ادعاءات المتشددين «الذين يستخدمون الدين لتغذية أفكارهم المتطرفة ونشرها، وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا دولة إسلامية والرد عليهم يجب أن يكون من مسلمين». من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتيني: إن التحالف الإسلامي العسكري ضد التطرف بقيادة السعودية «خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح»، مؤكدًا أنه لا يوجد أي صلة بين الإرهاب والتطرف والدين، وأن الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية هي من أجل السلطة والمال وفتح طرق التهريب حتى لو كانت تخاض باسم الدين.

طبيعة التطرف وأنواعه

وناقش المنتدى عددًا من أهم القضايا الملحّة في مجال الأمن والاستقرار الدوليين مثل: طبيعة التطرف وأنواعه وتأثيره، والتصور المستقبلي للإرهاب، ودور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في التطرف وسبل مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف على المستوى الإقليمي. وفي الجلسة الأولى وعنوانها: «داعش النسخة الثانية ومستقبل الإرهاب»، أكد المشاركون على أن تنظيم داعش الإرهابي إلى زوال وتبدد، وأشادوا بالمقاربة الفكرية والإعلامية والاجتماعية والعسكرية المتكاملة التي تعتمدها السعودية، عادِّين إياها نموذجًا يجب على العالم الاقتداء به. وأشار المتحدثون إلى أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي لا يكون فقط عبر العمليات العسكرية، بل يجب أن يتضمن جميع الجوانب الفكرية والإعلامية والاجتماعية، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وأن مسببات الإرهاب والتطرف ليست دينية فقط، بل قد تكون أيضًا نتيجة مسببات شخصية واجتماعية وسياسية يجب التعامل معها عبر تهيئة الأرضية الملائمة على المستويين الاجتماعي والسياسي، وبخاصة أن تنظيم داعش الإرهابي يستغل سخط الشباب على الأوضاع القائمة. وأوضح المتحدثون في الجلسة التي أدارها مارتن غولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان البريطانية، أن الحروب والنزاعات الأهلية هي أيضًا واحدة من مسببات الإرهاب والتطرف، إضافة إلى حقيقة أن الإرهاب لا ينبع فقط من الدول الإسلامية، بل من الدول غير الإسلامية؛ لذلك يجب على دول العالم أجمع توحيد آليات التعامل والرؤى المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية للتغلب على آفة الإرهاب.

وشدد المشاركون وهم السير جون جينكنز المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجيّة – الشرق الأوسط، البحرين، وريتشارد باريت،  كبير المستشارين في مجموعة سوفان والرئيس السابق لفريق العمليات الدولية لمكافحة الإرهاب MI6، والقائد السابق لفريق الأمم المتحدة لمتابعة تنظيم القاعدة وحركة طالبان ورصدهما، والدكتور عبدالله بن خالد آل سعود، أستاذ مساعد في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية – بالرياض، والدكتور ويليام ماكانت، مدير علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي في  معهد بروكينغز، واشنطن دي سي، الولايات المتحدة الأميركية، شددوا على أن محاربة الإرهاب يجب ألَّا تقتصر فقط على الجماعات الإرهابية السنية، بل أيضًا الجماعات الإرهابية الشيعية التي تروِّع الآمنين، وتنشر روح الطائفية والكراهية. واستعرض هؤلاء تاريخ نشأة تنظيم داعش الإرهابي وجذوره في العراق وسوريا، وما يبثه من أفكار سامّة ومتطرفة في عقول الشباب، والهزائم النكراء التي يتكبدها التنظيم في الوقت الراهن، وفقدانه للسيطرة على معظم الأراضي التي كانت بحوزته.

التطرف عبر الإنترنت

واستعرضت الجلسة الثانية وعنوانها: «من التطرف الإلكتروني إلى الإرهاب الواقعي»، الدعاية الإرهابية المتطرفة على شبكة الإنترنت والعوامل الواقعية التي تقف خلف تجنيد الإرهابيين والتطرف. وقال الدكتور بيتر نيومان، المبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا: يتحول عدد من الناس في أوربا إلى التطرف على الإنترنت، فهي إحدى وسائل الدعاية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية إلا أن عمليات تجنيد الإرهابيين تحدث على أرض الواقع عبر أشخاص كبروا معهم وعرفوهم معظم سنوات حياتهم، فعلى سبيل المثال معظم الإرهابيين المتطرفين من النرويج لا يأتون فقط من المدينة نفسها، بل يسكنون الشارع نفسه حيث ترعرعوا معًا، وقصدوا المدرسة نفسها. وإلى جانب الدكتور نيومان شارك في الجلسة، التي أدارها فيصل أبو الحسن، الباحث السياسي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الدكتور شيراز ماهر، نائب مدير المركز الدولي لدراسات التطرف، قسم دراسات الحرب في كلية كينغز لندن، وجورج سلامة، رئيس السياسة العامة والعلاقات الحكومية لشركة تويتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسميّة فطاني، باحثة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

وركزت الجلسة على ضرورة استعراض، ليس فقط جهود محاربة التطرف وتجنيد الإرهابيين على شبكة الإنترنت، بل أيضًا العوامل الواقعية التي تمكِّن الإرهابيين من تجنيد أتباعهم، فقد أتاحت شبكة الإنترنت لتنظيم داعش الإرهابي، كما جاء في الجلسة، دعاية إعلامية كبرى، فأشرطة الفيديو التي يقوم التنظيم ببثها تتميز بالجودة العالية وتظهر  إرهابيي التنظيم كأنهم أصحاب قضية يقاتلون من أجلها، إلا أن دور شبكة الإنترنت يتغير حاليًّا، ففي عام 2014م جرت معظم عمليات التجنيد على موقعي فيسبوك وتويتر، كما أن الإرهابيين تحولوا حاليًّا إلى الجانب المظلم من الشبكة العنكبوتية عبر استخدام خدمات الرسائل الخاصة مثل تيليغرام وفايبر وواتس آب، نظرًا لأن تلك المنصات أكثر خصوصية وتخلق علاقة حميمية مع الشباب صغار السن. من جانبه قال جورج سلامة: «أعلنت تويتر مؤخرًا  أنها أغلقت أكثر من 600 ألف حساب إرهابي كانت تنشط على منصتنا للتواصل الاجتماعي، وأنها تعمل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية على تعزيز مستوى الشفافية فيما يتعلق بتلك الحسابات، إلا أنه لا يوجد تقنية يمكنها بشكل كامل حل هذه المشكلة». وذكرت سميّة فطاني: «أن تنظيم داعش الإرهابي قام بتطوير محتوى دعائي يستهدف النساء بشكل إستراتيجي، سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع، من خلال منحهن شعورًا بالانتماء، وبخاصة اللاتي يشعرن بأنهن منبوذات في مجتمعاتهن، حيث تمنحهن عمليات التجنيد المباشر شعورًا بالواجب والالتزام».

وناقش المتحدثون في الجلسة الثالثة للمنتدى وعنوانها: «روابط الاتصال بين الجريمة والإرهاب» الارتباط العضوي الدائم بين الجريمة والإرهاب، مشيرين إلى أن تجارة المخدرات والاتجار بالبشر وسرقة الآثار وتهريبها وبيعها، وغسيل الأموال إلى جانب الضرائب التي يفرضها الإرهابيون على السكان، تعد أكبر مصادر تمويل الإرهاب حاليًّا. وأكدوا أن أكثر من 60% من الإرهابيين أدينوا في قضايا جنائية أو أخلاقية، وأن السجون توفر بيئة خصبة لتجنيد الإرهابيين. وقال الشيخ الدكتور خالد آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في البحرين: إن الفكر المتطرف يخلق الإرهاب، وإنه يجب محاربة التطرف لمنع تنامي الإرهاب بين الشباب وتطور أفكاره. وأشار راجان بصرة، وهو باحث في المركز الدولي لدراسات التطرف في كلية كينغز لندن، إلى أن دراسة حول الجهاد والإرهاب أظهرت أن أهم الأسباب التي تعزز الانضمام للمنظمات الإرهابية من جانب الشباب «هي البحث عن الخلاص؛ إذ يريد كثير منهم التكفير عن أخطائه من دون تغيير سلوكه، كما أن الانضمام للجماعات الإرهابية يبرر الجريمة حيث إن عقيدتهم وفكرهم يجيزان قتل «الكفار» وسرقتهم ونهبهم، محذرًا من خطورة تكتيكات الإرهابيين الجديدة في أوربا مثل الدهس بالسيارات؛ إذ إن كلفتها المادية قليلة للغاية. وذكرت كاثرين باور، كبيرة المستشارين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن مراقبة مصادر تمويل الإرهاب يقلل العمليات الإرهابية بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول، وطالبت بضرورة أن يعلم كل شخص في العالم مدى خطورة الإرهاب. وأشار مايكل هورلي وهو ضابط بالمخابرات المركزية الأميركية سابقًا، أن الجانب المالي مهم في تنفيذ العمليات الإرهابية، وأن كثيرًا منها لن ينجح من دون تمويل ودعم مالي.

النزاع اليمني

وشهد المنتدى تنظيم جلسة نقاشية رابعة مفتوحة بعنوان: «مواجهة الإرهاب: الصورة الإقليمية»، سُلِّط الضوء فيها على سبل مجابهة الفكر الإرهابي المتطرف في المنطقة. وناقشت الجلسة التي أدارها نديم قطيش، صحافي ومقدّم برنامج «DNA»، بشكل مفصل النزاع اليمني كمثال للوضع الإقليمي الحالي، مشيرين إلى أن التركيز بشكل كبير على تنظيم داعش الإرهابي جعل كثيرًا من الناس ينسى مخاطر تنظيم القاعدة الذي يستغل الوضع الحالي في اليمن لإعادة التموضع، وبناء قدراته في المناطق غير الخاضعة للسيطرة الحكومية على امتداد المنطقة، مؤكدين أن اليمن تمثل بيئة خصبة تمكن تنظيم القاعدة من تعزيز قدراته. وفي ظل الهزائم العسكرية التي مُنيَ بها، تحول تنظيم القاعدة حاليًّا إلى تبني تكتيك جديد يتمثل في حل المشكلات الشعبية وتقديم يد العون للمجتمع، كغطاء لأنشطته الإرهابية. في حين قالت الدكتورة إليزابيث كيندال، كبيرة الباحثين في جامعة أوكسفورد: إن المشكلة الرئيسة فيما يخص تنظيم القاعدة في اليمن «تتمثل في تقبل الناس لهم وعدم مواجهتهم؛ إذ تظهر أبحاثي أن أكثر من 56% من التغريدات التي جرى تحليلها في اليمن كانت حول عمل تنظيم القاعدة في مشروعات تنمية مجتمعية وإحداث تغيير إيجابي في اليمن».

وأوضحت الجلسة أن هذا التكتيك يحظى بدعم مجتمعي ليس فقط في اليمن، بل في العديد من المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في بعض الدول، وأنه من دون وجود حكومات ملتزمة وقوية ومشاركة الهيئات غير الحكومية في تعزيز قدرات المجتمع، فسيجد الإرهابيون دومًا موطئ قدم في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إلى جانب الدكتورة إليزابيث كيندال، شارك في هذه الجلسة الدكتور لورينزو فيدينو، مدير برنامج دراسات التطرّف في مركز الأمن الإلكتروني والقومي في جامعة جورج واشنطن الأميركية، والدكتور جاك كارفيلّي، كبير المستشارين لمؤسسة الشراكة العالميّة للموارد، والمدير السابق لسياسات عدم انتشار الأسلحة النووية (روسيا والشرق الأوسط)  في فريق مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس كلينتون، والدكتور يحيى أبو مقايد، الممثل الخاص لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. وفي الكلمة الختامية للمنتدى قال الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية: إن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، يعد أهم ما أُنجِز على صعيد محاربة الإرهاب في السنوات الأخيرة، وبخاصة في إطار عدم قدرة أي دولة على مواجهة الإرهاب بمفردها عسكريًّا أو أمنيًّا أو مخابراتيًّا، ومن ثم يكون هذا التحالف ضروريًّا جدًّا، بل إنه ضرورة وجود، متوقعًا أن يكون للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب «نتائج إيجابية ملموسة على المديين المتوسط والبعيد، في المجالات الفكرية والاجتماعية والإعلامية وتجفيف منابع تمويل الإرهاب والعسكرية».

تجدر الإشارة إلى أن «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» الذي رعى المنتدى، كان أعلن عن تشكيله في (15 ديسمبر 2015م) من الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، هو أول تحالف دولي يقوده العالم الإسلامي، ويضم تحت لوائه 41 دولة، ويهدف إلى تنسيق الجهود السياسية والفكرية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية في الدول الإسلامية وتوحيدها؛ لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف، والتكامل مع جهود دولية أخرى في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين. ويعمل التحالف على بناء قاعدة معلومات حول برامج محاربة الإرهاب وأفضل الممارسات التي تتبناها الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.

الملك سلمان يتوج الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية

الملك سلمان يتوج الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية

توّج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2017م، في حفل عقد في الرابع من إبريل الماضي بقاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية، وحضره عدد كبير من الأمراء والدبلوماسيين والمفكرين والعلماء والإعلاميين. وفي الحفل ألقى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة الجائزة كلمة قال فيها: «عالمٌ بجشعِ الإنسان يضطرب، وكبار بالصغار تحترب، ونذير شرٍّ بالبرية يقترب، وقيم استبدلت بقيم، ليست فيها من القيم شمم، وأسماء ليس فيها من علم، ومملكة تشع نورًا وحكمة، وتطرح نهجًا جديدًا ورؤية، وتكرم العلم والعلماء قدوة، نبني على قواعد المجد صرحًا، ونعالج على جسد العروبة جرحًا، ونرسم على تجهُّم المسلمين فرحًا، إذا ادلهَمَّ الليل أشعلنا العقول، وإذا احتار الغير ابتكرنا الحلول، فلا مكان بيننا لعابثٍ أو جهول، قفوا معي وحيوا ملك خدمة الإسلام، وعلماء الفكر والسلام، وجائزة فيصل الإمام، والسلام».

الملك-سلمان-مع-الفائزين-بجائزة-الملك-فيصل-العالمية-لعام-2017م

الملك سلمان مع الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2017م

وكان الملك سلمان فاز بجائزة خدمة الإسلام لعنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وتنفيذه بدارة الملك عبدالعزيز، وإنشائه لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأمتان العربية والإسلامية، ومن ذلك إنشاؤه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واستضافة مقره بالرياض، ومواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي، وترؤُّسه وإشرافه المباشر على عدد من اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في العديد من الدول العربية والإسلامية، وإنشاؤه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب العربية والإسلامية المحتاجة.

والفائزون الذين كرمهم الملك سلمان هم الدكتور رضوان السيد (لبنان) عن فرع الدراسات الإسلامية، لجمعه في أبحاثه ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي، وبين الإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة، وامتياز بحوثه الأكاديمية بمنهجية علمية دقيقة، ومواءمته المتميزة بين الأصول الفكرية السياسية الإسلامية وبين الواقع العربي الإسلامي، وتعدد الدراسات التي قدمها في الفكر السياسي عند المسلمين لتشمل موضوعات الحكم والسلطة والدولة والمجتمع والأمة وعلاقتها بالواقع الإسلامي التاريخي.

شعار-جائزة-الملك-فيصل-العالميةومجمع اللغة العربية الأردني عن فرع اللغة العربية والأدب، تقديرًا لجهوده العلمية المتميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعيًا إلى توطين العلم والتقنية، وهي غاية تسعى إليها المؤسسات العلمية في الوطن العربي، ولإسناد هذا العمل إلى مترجمين، جمعوا بين العلم في التخصص الدقيق، والمعرفة العميقة باللغتين العربية والإنجليزية، فكان عملهم عملًا مؤسسيًّا هُيِّئَت له أسباب النجاح.

والدكتور تاداميتسو كيشيموتو (اليابان) عن فرع الطب، عن دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية، وعمله المتواصل على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، مكنته من اكتشاف إنترلوكين٦ (منظم الالتهابات والمناعة) ومستقبلاته ومساراته، كما حدد الوظيفة الفسيولوجية لأنترلوكين٦، ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية. والبروفيسور لورينس مولينكامب (بولندا) عن فرع الفيزياء، لكونه ساهم بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات، وقد تضمنت أعماله اكتشاف طرائق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكانية استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران. وقد نجح البروفيسور مولينكامب تجريبيًّا في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي؛ مما يعزز مجال العوازل الكوانتية، ويمثّل شكلًا جديدًا من أشكال المادة الكوانتية. والبروفيسور دانيال لوس عن فرع الفيزياء، لكونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكمبيوترات الكمية، ومهّدت أعماله للعديد من التجارب المهمة. كما ساهم البروفيسور لوس في نظرية الكمبيوتر الكوانتي باستخدام دوران الإلكترونات في النقاط الكوانتية كأرقام ثنائية كوانتية، مما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية من حيث سرعتها وقدرتها على تخزين المعلومات.

رضوان السيد: عقدنة هائلة في التفكير بالدولة الإسلامية

رضوان-السيدأوضح الدكتور رضوان السيد أن فكرة كتابة تاريخ مفهومي للفكر السياسي الإسلامي في أزمنته الكلاسيكية تبلورت لديه بين العامين 1977 و 1979م، إضافة إلى فكرة التوسع في استكشاف مصادر جديدة للفكر السياسي الإسلامي. وقال في محاضرة نظمها المركز بمناسبة فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية في الثالث من إبريل الماضي: إن الفكرة السائدة هي أن المسلمين لم يكتبوا في السياسة أو في التفكير بالدولة إلا أقل القليل، وعزا ذلك إلى أن العرب ليس لديهم مواريث عريقة للدولة، أو لأن السلطوية الشاملة في الخلافة والسلطنة لا تسمح بالتفكير في دولة المؤسسات، مشيرًا إلى الفكر الموروث عن الإغريق والتقاليد الملكية الموروثة عن الأكاسرة.

وصنف السيد مدارس واتجاهات الفكر السياسي الإسلامي في خمس مدارس: مدرسة نصائح الملوك ومرايا الأمراء، ومدرسة الفقهاء، ومدرسة الفلاسفة، ومدرسة كُتَّاب السِّيَر والخراج والأموال والإدارة، ومدرسة المتكلمين. وقال: إن نشر كتُب نصائح الملوك وُوجِهَ بانتقادات والقول بأنها تشجع الاستبداد وتبني ثقافته، مضيفًا في سياق حديثه عن العقبات قائلًا: «العقبة الأخرى هي ظهور عقدنة هائلة في التفكير بالدولة، وصارت الدولة المسماة إسلامية ركنًا من أركان الدين؛ لأن الشريعة لا تطبق إلا من خلالها، ويواجه هذه العقدنة رأي لمثقفين عرب ومسلمين يرون أن الموروث الإسلامي كله صار عبئًا وعقبة على العرب والمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، وينبغي تفكيكه وإزاحته ليتمكن العرب والمسلمون من اعتناق الحداثة»، وفي ختام المحاضرة التي شهدت حضورًا كثيفًا من مهتمين وباحثين، تحدَّث المفكر رضوان السيد عن إنتاجه الفكري على مدار الأربعين سنة الماضية، وذكر أن لديه ثمانية وعشرين كتابًا بين مؤلَّف ومترجَم ومحقَّق، أما عن مشاريعه المقبلة فكشف أن لديه مشروعين كبيرين، أحدهما قديم وهو الكتابة عن أهل السنة والجماعة، والآخر حديث وهو الكتابة في التقليد الإسلامي ظهورًا واستتبابًا.

الكركي يدعو للتصدي لعودة لغة المستعمِر في دول المغرب

الكركي يدعو للتصدي لعودة لغة المستعمِر في دول المغرب

أكد رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي أن غاية المجمع هي الحفاظ على العربية والنهوض بها، وإحياء التراث العربي الإسلامي، وتشجيع التأليف والنشر والترجمة في اللغة العربية وقضاياها، إضافة إلى عقد المؤتمرات اللغوية داخل الأردن أو خارجه، ونشر المصطلحات الجديدة وتعميمها. وقال في ندوة نظمها المركز بمناسبة فوز مجمع اللغة العربية الأردني بجائزة الملك فيصل العالمية في الخامس من إبريل الماضي: إن المجمع لجأ من أجل تحقيق أهدافه إلى الحصول على الدعم السياسي في سَنِّ قانون حماية اللغة العربية الذي أُصدِر عام 2015م، واصفًا سَنَّ القانون بأنه تحول كبير؛ إذ أعطى المزيد من الصلاحيات والنفوذ للمجمع. وعن تفاصيل القانون ذكر: «تلتزم الوزارات والمؤسسات والمنظمات والشركات باستخدام اللغة العربية في الوثائق والعقود والاتفاقيات وغيرها، وتسمية الشوارع والأحياء والجادَّات بأسماء عربية، والتزام المعلمين بالتدريس بالعربية، وأن العربية هي لغة البحث العلمي، ووضع معاجم للعلوم الحديثة والآداب وغيرها من المعارف بالعربية لمواكبة التحديثات في المصطلحات العلمية والطبية». وعن مشاريع المجمع المقبلة أوضح الكركي أنه منذ تشكيل اللجنة الوطنية للنهوض بالعربية قبل خمس سنوات «عملنا على أمرين، أن نعرف المشكلة وندركها، ثم العمل على علاجها» مضيفًا أن من المشاريع المقبلة، «دراسة صورة العربية في الإعلام الأردني المنطوق والمسموع وفي وسائل التواصل الجديدة، إضافة إلى دراسة حول وضع العربية في الجامعات الأردنية». وفي المداخلات قال: إن حال اللغة العربية لم يكن منفصلًا عن حال الأمة في وقت من الأوقات، مطالبًا بوقوف المجمعات المختلفة للغة العربية «وقفة جادة حيال ما يحدث في دول المغرب العربي؛ إذ تصعد لغات محلية، وتصعد أيضًا أصوات مطالبة بالعودة للغة المستعمِر».