خيارات السياسة الأوربية في الشرق الأوسط

خيارات السياسة الأوربية في الشرق الأوسط

افتتح الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حلقة نقاش الاجتماع الدوري رقم 164 لمؤسسة برغدورف، بعنوان: «أكثر من الاحتواء: خيارات السياسة الأوربية في الشرق الأوسط» بمبنى معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية في الرياض في 13 مارس 2017م.

وحضر الاجتماع، الذي أُقيم بالتعاون بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومؤسسة كوربر البحثية الألمانية، لفيف من الشخصيات من داخل المملكة، ومن الاتحاد الأوربي، وأعضاء الوفد الأوربي، وعلى رأسهم رئيس ألمانيا الاتحادية السابق كريستيان وولف، وعدد من السياسيين البارزين في الاتحاد الأوربي، ونخبة من قادة الفكر والرأي من السياسيين والمثقفين والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام من ألمانيا وأوربا، إضافةً إلى نخبة من كبار المسؤولين والمختصين والمهتمين من المملكة. وجرى خلال الاجتماع مناقشة بعض الموضوعات والقضايا السياسية التي شغلت أوربا والشرق الأوسط خلال المدة الماضية، إضافةً إلى مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، والعلاقات بين المملكة والاتحاد الأوربي على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية. وتسعى حلقات النقاش التي تقدّمها مؤسسة برغدورف لتقديم مساهمة ذات مغزى في التفاهم المتبادل في السياسة الدولية، وتعزيز الحوار المفتوح بين المشاركين من الشخصيات الرفيعة المستوى.

توثيق سيرة الفيصل في أكثر من 50 عامًا

توثيق سيرة الفيصل في أكثر من 50 عامًا

وثَّق المركز سيرة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وتاريخه وأعماله ومنجزاته المحلية والعربية والإسلامية والعالمية في كتاب أرشيفي، يرصد مسيرته منذ تمثيله والده الملك عبدالعزيز آل سعود، في مؤتمر فرساي للسلام بباريس عام 1919م، مرورًا بتعيينه نائبًا للملك المؤسِّس ووصايته على العرش، وصولًا إلى توليه حكم المملكة وطوال عهده.

ولا يمثل هذا الأرشيف تاريخ الملك فيصل فحسب؛ بل يجسّد تاريخ السعودية في مرحلة البناء والتطوير، بل تاريخ الأمة العربية والإسلامية وما مرَّت به من منعطفات كبرى خلال عهده، كما كان مشاركًا رئيسًا في التعامل معها. ويعتمد «كشاف الفيصل في أم القرى» على مصدر وحيد هو الصحيفة الرسمية للمملكة «أم القرى» التي أسسها الملك عبدالعزيز في مكة عام 1924م؛ لذا يعد هذا الكشاف بمنزلة وثيقة رسمية ترصد تاريخ الفيصل النائب والملك من الصحيفة الرسمية للدولة.

ويضم هذا الكشاف كل ما نُشر عن الملك فيصل في صحيفة أم القرى من أخبار وخطابات وكلمات وتصريحات ولقاءات إذاعية وتلفزيونية وبرقيات ومراسيم وأوامر وأشعار وبلاغات وغير ذلك. واستغرق العمل على الكشاف عامين، وهو من إعداد الباحثة أروى عبدالله عبيدات.

رحيل سعد الفيصل

رحيل سعد الفيصل

نعى الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أخاه الأمير سعد الفيصل الذي انتقل إلى رحمة الله في الثالث عشر من شهر رجب الماضي الموافق العاشر من شهر إبريل، وفي إشارة إلى رحيل عدد من أبناء الملك فيصل خلال السنوات الثلاث الماضية؛ قال الأمير تركي في مقالة صحافية: «خمس وفيات في تلك المدة لإخوة بررة، كانوا الأصدقاء والرفاق منذ أن وعيت الدنيا، رثيت أربعة منهم، وها أنذا أرثي الخامس..».

والأمير سعد الفيصل من مواليد مكة المكرمة عام 1942م، تخرج في جامعة كمبردج البريطانية، وتخصص في القانون الدولي، وعمل مستشارًا قانونيًّا في مؤسسة بترومين السعودية، مسهمًا في تطوير السياسات النفطية الوطنية، كما اشترك في عضوية صندوق التنمية في بدايات تكوينه إلى أن استقال من العمل الحكومي، وكان الراحل أيضًا عضوًا في مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية وعدد من المجالس التعليمية والخيرية الأخرى.

واختتم الأمير تركي الفيصل مقاله بوصف حياة أخيه الذي خضع لجراحات في القلب في وقت مبكر من عمره قائلًا: «أصابه مرض القلب في ريعان شبابه، فانكفأ إلى داره، وضعف وهج ضوئه، وبقي سنوات يستنهض قلبه المصاب إلى أن استكان قلبه لأمر الله، وكفّ عن النبض، لقد رحل عنا أنيس آل فيصل، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته».

المركز يوقع اتفاقيات تعاون مع جهات علمية

المركز يوقع اتفاقيات تعاون مع جهات علمية

وقّع المركز في 16 مارس الماضي بمدينة عوالي بالبحرين اتفاقية تعاون بحثي وعلمي مع مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، ومثّل المركز في التوقيع الدكتور سعود السرحان الأمين العام، ومثّل مركز «دراسات» الدكتور الشيخ عبدالله آل خليفة رئيس مجلس الأمناء. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز أواصر التعاون البحثي والعلمي بين الطرفين في مجالات: البحث العلمي، والندوات والمؤتمرات والأنشطة العلمية، والمعلومات والتوثيق، وتبادل المطبوعات، والدراسات والبحوث، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويعدّ مركز «دراسات» مؤسسةً بحثيةً بحرينيةً متخصّصةً لتشجيع استخدام البحث والحوار لتنوير واضعي السياسات وصانعي القرار، وتعميق فهم القضايا الدولية الراهنة والناشئة. كما وقَّع المركز في الرابع من إبريل الماضي اتفاقية تعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بمعهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها. وتهدف الاتفاقية إلى نشر اللغة العربية والثقافة العربية والإسلامية على أوسع نطاق محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، وتطوير واستحداث برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة من خلال التواصل والحوار مع غير العرب. ويأتي توقيع الاتفاقيتين في إطار سعي المركز إلى توثيق أوجه التعاون والعلاقات الثنائية مع مختلف المؤسسات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية العاملة في مجالات البحوث والدراسات الإستراتيجية.

مسيرة «سعود الفيصل» في ترسيخ الدبلوماسية السعودية

مسيرة «سعود الفيصل» في ترسيخ الدبلوماسية السعودية

أصدر المركز «كشاف سعود الفيصل في أم القرى» لتوثيق جهود الأمير سعود الفيصل في ترسيخ الدبلوماسية السعودية خلفًا لوالده الملك فيصل طوال أربعين عامًا. ويمثل سعود الفيصل مرحلة مهمة في تاريخ الدبلوماسية السعودية والعربية والإسلامية والدولية؛ فهو وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم؛ حيث قضى أكثر من أربعين عامًا وزيرًا لخارجية السعودية من عام 1975م إلى 2015م بعد والده، خلال عهد أربعة ملوك في السعودية، حقق خلالها إنجازات جليلة للمملكة، وعاصر أحداثًا مهمة ألمَّت بالمنطقة والعالم.

ويرتكز «كشاف سعود الفيصل في أم القرى» على مصدر وحيد هو الصحيفة الرسمية للمملكة «أم القرى»؛ لذا يعد هذا الكشاف بمنزلة وثيقة رسمية ترصد تاريخ الأمير الراحل من الصحيفة الرسمية للدولة، ويضم كلَّ ما ورد عن الأمير سعود الفيصل أو على لسانه في الصحيفة. ويتكون الكتاب من «505» صفحات من القطع المتوسط، واستغرق العمل فيه ما يقارب العام؛ من جمع، وتحرير، وتصنيف، ومراجعة، وهو من إعداد الباحثة أروى عبدالله عبيدات. ويغطي الكشاف جوانبَ من حياة الأمير الراحل منذ ولادته حتى وفاته.