هواك وما تَسُــنُّ

هواك وما تَسُــنُّ

أحبّـكَ، هل تُـتَـرْجـِمُ ما أكِــنُّ

وهل يشفي وصـالُك مـا أظُـــنُّ

إذا ما غِبـتَ يُشـعِــلُني حَنِينــي

وأحَســبُ مِن حنيــني قد أُجَـنُّ

ويومًا قد أظن كـســرتُ قيـدي

وحـين أراك أنـسـى بل أحِـــنُّ

وحتى حـين تهجــرنـي مليًّا

أتـوقُ لأنْ أراك ولا أضِــــــنُّ

يقـلبُني النوى شـرقًا وغـــربـًا

وأُجْـرَحُ منْ جـفــاكَ ولا أَئِـنُّ

وأنتَ الكَونُ في عيني بهـــــاءً

وقلبي في رحـابِـكَ مُطْـمَـئـــنُّ

خُـلِقتُ مع الهوى والحبُّ دِيني

وأرضى من هـواكَ بما تَسُــنُّ

مرآة لا تريني وجهي

مرآة لا تريني وجهي

مقهى

الوقت سريعٌ…

الوقت بطيءٌ…

ليس بطيئًا ولا سريعًا…

نحن نتدحرج فيه كصخرة، أو نتدفق كسيل جارف.

الوقت هو الآن، ما نحن عليه في هذه اللحظة فقط…

ليس هناك من وقت خارج اللحظة التي نعيشها…

يمضي الليل

تتخلله أصوات أخرى:

معلِّق رياضي يمزق آذاننا بسكينه الحادة

طلقات مدوية لحبات الدومينو على طاولة مجاورة

طلبات الزبائن التي لا تنقطع

صراخ العاملين الذي لا يتوقف

و…

شتائمنا، لعناتنا، تبرمنا، ضحكاتنا، بكاؤنا،

أحلامنا، أغانينا، استغاثاتنا، احتجاجنا…

و…

غمامة عقيمة تظلل رؤوسنا دون أن نعيرها انتباهًا

يمضي الليل

تأتي اللحظة الحاسمة لصياغة البيان الختامي للجلسة

المتحدث الرسمي يتلو البيان بنبرة دبلوماسية تصالحية هادئة:

الوقت ليس بطيئًا

الوقت ليس سريعًا

الوقت بطيء وسريع في نفس الوقت.

حسين

أشعر بالذنب

كلما أحسست أنني أتفق معك في رأي ما

ليس لأن ما تقوله خطأٌ

وما أقوله صوابٌ

ولكن لأنني اخترت منذ البداية أن تكون نقيضي

المرآة التي لا تريني وجهي الآن

بل الوجه الذي ضيعتُه منذ زمن بعيد!

ضياء

كمن يريد أن يقفز إلى المستقبل مباشرة سألني:

متى سأتعلم القيادة؟

أجبته من خلف المقود:

عندما تصبح السيارة جزءًا منك

قدمَك التي تمشي عليها

يدَك التي تمسك بها

عينَك التي ترى بها

لسانَك الذي تنطق به…

التفتُّ إليه في حبور

لأرى الدهشة في عينيه

لكنه بدا حائرًا ومرتبكًا

أظنه كان يخفي عبارة من نوع:

أنت غبي جدًّا يا أبي…

لماذا تعقِّد الأمور إلى هذا الحدّ؟!

شذرات من شعر الهايكو

شذرات من شعر الهايكو

بوصلة الزمن

تخرجنا من دائرة الحياة

أبواب موصدة

*

الليل يسورني

بأذرع النسيان

زهايمر مؤقت

*

عناقيد الأرض

يجرها قطار

مهووس

لم يصل!

*

الفجر

يستدرج الليل

كي يمشط

جدائله

*

فوق ذؤابة الجبل

وشذا الصنوبر

يغرد

طائر الدج

انقضى الربيع

*

الدب يطارد

حبات البلوط

هوت في الفردوس!

*

الفراشة

تأتي غريبة

إلى وطن يسفك دمها

شريعة الغاب

*

أغسطس

أقسى الشهور

ابنة الرمل تتململ

*

الغاب يحرر

نفسه من القيود

استيقظ السنونو

*

فوق المياه اللازوردية

طائر النورس

نشوان بالحرية

ذرته الرياح

*

هبط الطاووس

أمام نافذتي

باقة أزهار

*

أشرعتي الممتدة

تعلوها النوارس

دنت الديار

*

مناجل الفلاحين

شُدت بأنساج العناكب

سنين عجاف

قصائد

قصائد

سعد الخشرمي

سعد الخشرمي

أحدنا

يتأمل البحر،

الذي لم ينقذه أحد من الغرق.

امرأة

كانت تضم كلمات يابسة إلى صدرها

وتنام.

اكتئاب

 ماذا لو أنني أستطيع تدخين أيامي؟

حتمًا سأدخنها في جلسة واحدة.

عولمة

تقفز دوريان لوكس

الشاعرة الأميركية،

كل هذه المسافات

والبحور المتلاطمة

والقارات الملتهبة؛

لتستقر بين يدي.

الساعةُ العاشرة

مكتبٌ مثلثٌ

يضمُّ نافذةً تطلُّ

على العالم مباشرةً

دفترٌ من العام الماضي

يغطُّ كقطةٍ فارسية

قلمٌ ممتلئ بالحبرِ

لكنه كسول جدًّا

وفكرةٌ تشبه كثيرًا

ذلك الجدار الذي أمامي

وأنا أقفُ كفزاعةٍ أمام كل هذا..

العشق

خلع رأسه وتركه جانبًا.

ما وراء

لم يمت أحد منذ زمن

قال الشيخ:

كنّا نلف موتانا بشيء أبيض،

ربما غيمة.

وحدة

بنظرة أخيرة للعالم،

حبس أنفاسه

وقفز في الوحدة.

توأم

قالت الأم:

كان بطني منتفخًا،

ولا يزال،

ربما لأنكَ

نسيت صرختك في داخلي.

أنثى أنا

أنثى أنا

دعني‭ ‬

أسافر‭ ‬في

كهوفِ‭ ‬الصمْتِ

علَّ‭ ‬الصمتَ

يمنحُني

طريقًا‭ ‬للهروبْ

فأنا

ontha-ana2مللْتُ‭ ‬الركْضَ

حافيةً

تقاذَفُني

الدروبْ

ما‭ ‬بين‭ ‬موجِكَ

هادرًا

أحسبُها

تبادِلُني‭ ‬النحيبْ

والتيهُ

يسكنُ‭ ‬داخلي

ويكادُ

يسلبني‭ ‬الإرادةْ

كيلا

أُسائلَ

أوْ‭ ‬أُجيبْ

أُنثى‭ ‬أنا

أكذا‭ ‬تقولْ؟

وألْف‭ ‬مثْلكَ

قد‭ ‬يقول

لكنَّني

وحدي

أُفتشُ

عن‭ ‬ضياءٍ

لا‭ ‬يؤوبْ

ما‭ ‬عدتُ

أَحْفِلُ‭ ‬بالمديح

فلا‭ ‬تَقُلْ

إني‭ ‬الأثيرةْ

دعْني

بربّكَ

أخْتبئْ

في‭ ‬غابة‭ ‬الصمْتِ

الرحيم

حتى

يداهمَني‭ ‬المشيبْ