القراءة الجديدة

القراءة الجديدة

الأخبار‭ ‬المتصلة‭ ‬بمشهد‭ ‬الصحافة‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬تبشر‭ ‬بمستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬للمطبوعات؛‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الإندبندنت‭ ‬البريطانية‭ ‬إيقاف‭ ‬نسختها‭ ‬المطبوعة‭ ‬ودخولها‭ ‬فيما‭ ‬سمّته‭ ‬‮«‬المستقبل‭ ‬الرقمي‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قالت‭ ‬وكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬إن‭ ‬العائد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للصحف‭ ‬الورقية‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬وفقًا‭ ‬للخبراء،‭ ‬هذا‭ ‬عن‭ ‬صحف‭ ‬سيّارة‭ ‬وعامة،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬الصحافة‭ ‬المتخصصة،‭ ‬بل‭ ‬قل‭ ‬حاضرها،‭ ‬وأعني‭ ‬منها‭ ‬الثقافية‭ ‬والرصينة؟‭ ‬

في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬تابعنا‭ ‬توديع‭ ‬مثقفي‭ ‬لبنان‭ ‬ملحق‭ ‬النهار‭ ‬الثقافي،‭ ‬وحسرتهم‭ ‬على‭ ‬غيابه‭ ‬بعد‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الانتظام،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬فقد‭ ‬تداعى‭ ‬مثقفون‭ ‬لإنقاذ‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬العريقة‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬ندوتها‭ ‬السنوية،‭ ‬وفي‭ ‬السعودية‭ ‬وجّهت‭ ‬مجلة‭ ‬المنهل‭ ‬الرائدة‭ ‬نداءً‭ ‬عامًّا‭ ‬لإنقاذها‭ ‬قبل‭ ‬توقفها،‭ ‬ومرت‭ ‬شهور‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النداء،‭ ‬ولم‭ ‬أقرأ‭ ‬حتى‭ ‬الساعة‭ ‬استجابة‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬خبرًا‭ ‬عنه‭.‬

الإندبندنت

يبقى‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المشهد،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بالتفاؤل،‭ ‬يظل‭ ‬ناقصًا‭ ‬وانطباعيًّا،‭ ‬ففي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬فيه‭ ‬الإندبندنت‭ ‬توقفها؛‭ ‬أُعلن‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬نفسها‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬مطبوعة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬داي‮»‬‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬نسخة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬وأكدت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬ترينتي‭ ‬ميرور‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها،‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬الجدوى‭ ‬وجدت‭ ‬لدى‭ ‬القراء‭ ‬حاجة‭ ‬ملحّة‭ ‬لما‭ ‬وراء‭ ‬الخبر‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر،‭ ‬وهي‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أول‭ ‬صحيفة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا‭.‬

ولنتجاوز‭ ‬لندن‭ ‬وصحفها؛‭ ‬ألا‭ ‬يحتاج‭ ‬القارئ‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬خلف‭ ‬هذه‭ ‬المذابح‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬العربية؟‭ ‬الأخبار‭ ‬تعلن‭ ‬أنها‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬والطائفية،‭ ‬وعلى‭ ‬الصحافة‭ ‬الرصينة‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تحيطه‭ ‬بما‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭..‬ لماذا‭ ‬صار‭ ‬هذا‭ ‬مآلنا؟‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬له‭ ‬الرأي‭ ‬والتحليل؛‭ ‬كي‭ ‬يعرف‭ ‬موقعه‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬سياسيوه‭ ‬وأحزابه،‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬أوقف‭ ‬قطار‭ ‬حضارته‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬التاريخ‭.‬

ألسنا‭ ‬أيضًا‭ ‬نسمع‭ ‬شكوى‭ ‬أكاديميين‭ ‬ومثقفين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يقرؤون‭ ‬ولا‭ ‬يتابعون؟‭ ‬فكيف‭ ‬نفسر‭ ‬الحضور‭ ‬الهائل‭ ‬لمئات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذين‭ ‬يتناقلون‭ ‬يوميًّا‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬والمقالات‭ ‬والصور‭ ‬والفيديوهات،‭ ‬ويتفاعلون‭ ‬معها‭ ‬بالرأي‭ ‬والنقد؟‭ ‬إنها‭ ‬قراءة‭ ‬أيضًا،‭ ‬لكنها‭ ‬قراءة‭ ‬لا‭ ‬نكاد‭ ‬نعترف‭ ‬بها؛‭ ‬لأنها‭ ‬جديدة‭ ‬علينا،‭ ‬وخفيفة‭ ‬وسريعة‭.. ‬القراءة‭ ‬التي‭ ‬عهدناها‭ ‬دهورًا‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬نرصفه‭ ‬في‭ ‬المكتبات،‭ ‬ولم‭ ‬يحن‭ ‬الوقت‭ ‬بعد‭ ‬لندرك‭ ‬أن‭ ‬مصادر‭ ‬المعرفة‭ ‬تعددت،‭ ‬وأننا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نوظفها‭ ‬خسرناها،‭ ‬وخسرنا‭ ‬معها‭ ‬مستخدميها‭.‬

‭ ‬تصلنا‭ ‬يوميًّا‭ ‬على‭ ‬هواتفنا‭ ‬عشرات‭ ‬النصوص‭ ‬المطوّلة،‭ ‬ونقرؤها‭ ‬ونناقشها‭ ‬ونتأثر‭ ‬بها،‭ ‬ولو‭ ‬أنك‭ ‬جمعت‭ ‬ما‭ ‬قرأته‭ ‬في‭ ‬هاتفك‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬وجيزة‭ ‬ستجده‭ ‬يعادل‭ ‬كتابًا‭ ‬متوسط‭ ‬الحجم،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الغثّ‭ ‬فيها‭ ‬كثير،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يقتنص‭ ‬الفرائد‭ ‬يعرف‭ ‬مواضعها‭ ‬وأهلها‭.‬ نقرأ‭ ‬في‭ ‬فيسبوك‭ ‬وتويتر‭ ‬لشباب‭ ‬وشابات،‭ ‬ليست‭ ‬لهم‭ ‬أسماء‭ ‬معروفة،‭ ‬نقدًا‭ ‬ورأيًا‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬حصافة‭ ‬ورصانة‭ ‬مما‭ ‬نعدّه‭ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬صحفنا‭ ‬وملاحقنا‭ ‬الثقافية،‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬ازدادت‭ ‬ولم‭ ‬تنقص‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬جعلت‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار،‭ ‬العلماء‭ ‬والبسطاء‭ ‬يقرؤون،‭ ‬لكن‭ ‬الوسيلة‭ ‬اختلفت،‭ ‬والاهتمامات‭ ‬تعددت‭..‬ وعلى‭ ‬الصحافة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تستجيب‭ ‬راغمة،‭ ‬وتزاحم‭ ‬المبتذل‭ ‬والسطحي‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬ولا‭ ‬تستسلم‭ ‬له،‭ ‬وهي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬فريدة‭ ‬في‭ ‬هذا،‭ ‬فقد‭ ‬سبقتها‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الغربية‭ ‬الرصينة؛‭ ‬جولة‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬الإيكونومست‭ ‬وتايم‭ ‬ونيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬ستخبرك‭ ‬أنها‭ ‬نزلت‭ ‬من‭ ‬عليائها‭ ‬إلى‭ ‬الناس،‭ ‬وهذه‭ ‬مجلة‭ ‬فورن‭ ‬بوليسي‭ ‬تعلن‭ ‬أنها‭ ‬تنشر‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد‭.. ‬ثم‭ ‬تضيف‭ ‬‮«‬والأفكار‮»‬‭.‬

وتجيء‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الفيصل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الجديد،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت؛‭ ‬لتعلن‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬الثقافة‭ ‬الأوسع،‭ ‬ومزاحمتها‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬المثقفين،‭ ‬ورهانها‭ ‬على‭ ‬قراء‭ ‬نوعيين،‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التطبيقات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر،‭ ‬فائقة‭ ‬الذكاء،‭ ‬رخيصة‭ ‬التكلفة،‭ ‬موسوعية‭ ‬المعارف،‭ ‬سريعة‭ ‬كالبرق،‭ ‬وهي‭ ‬فوق‭ ‬ذاك‭ ‬متحررة‭ ‬من‭ ‬الطباعة‭ ‬والرقابة‭ ‬والتوزيع‭.. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬ستكتفي‭ ‬بمطبوعة‭ ‬ورقية‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬السيل‭ ‬الإلكتروني؛‭ ‬فما‭ ‬أصعبه‭ ‬من‭ ‬تحدٍّ،‭ ‬وما‭ ‬أخسره‭ ‬من‭ ‬رهان،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المجلة‭ ‬عالجت‭ ‬ذلك‭ ‬بحضورها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الصيغ‭ ‬الممكنة‭ ‬إلكترونية‭ ‬أو‭ ‬ورقية،‭ ‬بنسخة‭ ‬كفية‭ ‬للهواتف،‭ ‬ونسخة‭ ‬لسطح‭ ‬المكتب،‭ ‬سيجدها‭ ‬القارئ‭ ‬كيفما‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬يقرأها‭ ‬ووقتما‭ ‬شاء‭.‬

سؤال‭ ‬أخير‭ ‬سيسأله‭ ‬أي‭ ‬صحافي‭ ‬مشتغل‭ ‬بمجلة‭ ‬متخصصة؛‭ ‬ما‭ ‬الثقافي‭ ‬وما‭ ‬الثقافة‭ ‬حقًّا؟‭ ‬بكلمات‭ ‬أخرى: ‬ما‭ ‬المجلة‭ ‬الثقافية؟‭ ‬أهي‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬المجلات‭ ‬العربية‭ ‬الأدبية‭ ‬الرائدة‭ ‬منذ‭ ‬الهلال‭ ‬والمقتطف؛‭ ‬من‭ ‬جميل‭ ‬الشعر‭ ‬والنقد‭ ‬ومسامرات‭ ‬الكتاب‭ ‬ورسائلهم؟‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬مجلات‭ ‬الثقافة‭ ‬الأوربية‭ ‬اليوم‭ ‬مثلما‭ ‬يقدمها‭ ‬الفرنسيون‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬الأزياء‭ ‬والأطعمة‭ ‬والطهي‭ ‬وتربية‭ ‬الحيوانات؟‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬أي‭ ‬قاموس‭ ‬على‭ ‬كلمة (‬ثقافة‭ (‬Culture‭ ‬لتنظر‭ ‬كيف‭ ‬تطور‭ ‬المفهوم،‭ ‬وكيف‭ ‬اختلف‭ ‬من‭ ‬حضارة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬زمن‭ ‬لآخر‭.. ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬فهم‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬صحافتنا‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ ‬الأدب،‭ ‬ونعني‭ ‬به‭ ‬الشعر‭ ‬والسرد‭ ‬وما‭ ‬يدور‭ ‬حولهما‭.‬

لن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬الفيصل‮»‬‭ ‬مجلة‭ ‬أدب‭ ‬فحسب،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬دخلت‭ ‬فيه‭ ‬هموم‭ ‬السياسة‭ ‬كل‭ ‬بيت،‭ ‬ولن‭ ‬تقصر‭ ‬موادها‭ ‬على‭ ‬نقد‭ ‬الشعر‭ ‬الجاهلي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نشاهد‭ ‬فيه‭ ‬جاهلية‭ ‬تبعثها‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬الرقة‭ ‬والموصل،‭ ‬ومقتلة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬تعز‭ ‬إلى‭ ‬بنغازي،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬مجلة‭ ‬سياسة‭ ‬فحسب،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬الناس‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الفنون‭ ‬والجمال؛‭ ‬هي‭ ‬ستكون‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬بل‭ ‬أكثر. ‬

كل‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بالنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬الإنساني‭ ‬الرفيع‭ ‬هو‭ ‬ثقافة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬فضائهم‭ ‬العام‭ ‬ثقافة‭ ‬أيضًا،‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬تقدّم‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭ ‬المتخصص‭ ‬وغير‭ ‬المتخصص‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬وجبات‭ ‬معرفية‭ ‬صغيرة،‭ ‬تحيله‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬المعرفة‭ ‬الأكبر‭ ‬والأوسع،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬سنحاوله‭..‬ والعدد‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬يديك‭ ‬اليوم‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬المجلة؛‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬استعداد‭ ‬لما‭ ‬ستقوله‭.‬

*رئيس تحرير مجلة الفيصل