حركات التناسج: الرقص والجسدانية في أزمنة السفر والهجرة جابرييلا براندشتيتير، جيركو إيجيرت، وهولجر هارتونج  - كتاب ألمان

حركات التناسج: الرقص والجسدانية في أزمنة السفر والهجرة

جابرييلا براندشتيتير، جيركو إيجيرت، وهولجر هارتونج - كتاب ألمان

يملك الجسد البشري حلبته الخاصة والفريدة من الحركات ومن رواسب «التناسجات» التي تكون جسدانيته. فهذا الجسد ليس (في ذاته) واحدًا. وربما نتساءل مع رولان بارت «ما الجسد؟» فلدينا أجساد عدة: جسد المشرحين وعلماء الفسيولوجيا، أي ذلك الجسد الذي يراه العلم أو يناقشه، مثلما أن هذا هو نص علماء النحو والنقاد والمعلقين وعلماء اللغة (pheno-text). «يضع بارت هذا الجسد جنبًا إلى جنب مع «جسد النعيم»: ذلك الجسد الذي يذوب ويتشتت وينشر نفسه، في مشهد من التناسج غير القابل للاختزال إلى الفسيولوجيا. يصف بارت موقفًا يبرز هذا التداخل من الأجساد عبر الثقافية والوسائطية (السمعية) المتنوعة. فبينما كان جالسًا في حانة في طنجة، بالمغرب، عاش تجربة كونه هو نفسه موقعًا للترانزيت، كأنه فضاء عمومي متعدد الجسدانيات: «موسيقا، محادثات، أصوات كراسٍ، أكواب، حالة صوتية نمطية كاملة يعد الميدان في طنجة (كما وصفه سيفيرو سارديو) موقعًا نموذجيًّا لها. وقع ذلك الحديث أيضًا بداخلي، وكان هذا الكلام المسمى بالـ«داخلي» مشابهًا جدًّا لضوضاء الميدان، مثل ذلك التكديس من الأصوات الصغرى التي كانت تأتي إليّ من الخارج. كنت أنا نفسي ميدانًا عموميًّا، سوقًا (…)».

هل جسد الراقص اليوم هو أيضًا فضاء عمومي مشابه، تتداخل فيه ثقافات وممارسات الحركة المختلفة، والتقنيات الجسدية وخبرات الجسد -تداخلًا يتسم بالتلازم اللامتزامن متعدد الإيقاع والصوت واللغة والمنمط صوتيًّا- التي تظل أنماطه تنتج دومًا اختلافات واحتكاكات؟ على عكس خلفية التوقعات والخبرات التي يواجهها راقصو اليوم في الاختبارات، فإن الجسد الذي يتقدم الصورة هو مشهد لتناسج تقنيات الرقص المتنوعة والممارسات الجسدية: باليه، رقص حديث (سواء كان تقنية غراهام Graham أو ليمون Limon أو كانينغهام Cunningham)، ومعهما تقنية الريليس release والتدريب وفقًا للتاي تشي Tai-Chi، واليوغا وخبرات البحث عن مركز جسدي- ذهني (بي إم سي BMC)، وتقنية ألكسندر Alexander technique أو فيلدينكرايس Feldenkrais. إن هذه الخلطات -التي تتزحزح نقاط تركيزها- عادة ما تشكل التدريب وعمليات التعود التي يتعرض لها الراقصون: أي تلك التناسجات الجسدانية المتداخلة، والمكونة من ممارسات جسدية قادمة من ثقافات حركية وراقصة مختلفة جدًّا، ومعها عادة تراثها القديم جدًّا والموحّد. ويثير هذا الخليط أيضًا عددًا من الأسئلة: كيف تنتقل تقنيات الحركة وتدريباتها الدامجة نفسها من مجال إلى آخر وتتناسج أو تتصادم؟ فعلى سبيل المثال، كيف يتداخل تدريب الباليه -أو يتناقض- مع التاي تشي Tai-Chi؟ وما الطرق التي يمكن بها لتلك التناسجات متناهية الصغر -وقدراتها المحتملة- أن تصبح منتجة في مجال جماليات التصميم والإدراك؟

وقائع الجسد

هل يقل إثراء «وقائع الجسد» في عروض الرقص الحالية ذات الصبغة النقدية بسبب توحيد طبيعة تلك التجسدات الخاصة بتقنيات الحركة المتعددة، بينما يزيد هذا الإثراء بفعل تنوعها (الفردي والمحلي وفقًا لكل حالة)؟ إن ما يثري ليس هو لمعان «التقنيات» المبدعة، وإنما الشظايا والتدخلات لما لا يمكن بسهولة تلخيصه كـ«جسد»، أي ذلك الموقف تحديدًا الذي ينتج أدائيًّا ذلك الجسد المتعدد بوصفه موقعًا قابلًا للاختراق ومنطقة لترانزيت «التناسجات» المتنوعة غير المتزامنة من دون تجميدها. وكما يزعم بارت: هذه هي نقطة تركيز البحث والتحليل في حركات التناسج.

ستظهر بعض النماذج أن الوقائع الجسدية وحركات التناسج المرتبطة بها –ولا سيما عندما يتعلق الأمر بطبقات وتوترات التداخلات الجسدانية- لا يمكن بأي طريقة أن يتم تقليصها إلى أنماط أو صيغ واضحة. بل إن التمييز واللاتمييز اللذين أصبحا متصلين بالمشاهد الفردية والأعمال الفنية هما ناتجان عن ذلك الحضور المتعولِم لورشة الجسد ولثقافة الحدث (عبر نشر دورات اليوغا والتشي جونغ والفلامنكو والصالصا والهيب هوب- والبريك دانس). ولهذا المسار تاريخ أيضًا. إن دراسة الممارسات الجسدية التي تتعدى العرض الإبداعي البارز تعود إلى جيل Judson Dance، حتى أبعد من ذلك، إلى الحداثة في الرقص، التي على الرغم من أنها لا تزال تحت لعنة النظرة الغربية الكولونيالية وما يتعلق بها من غربنة الجسد (الأنثوي)، فإنها تعد أصلًا سيناريو لتناسجات ثقافات وخطابات حركية مختلفة اجتماعيًّا وجماليًّا اختلافًا تامًّا.

بشكل عملي ومفاهيمي، فإن عروض الرقص الفنية -تحديدًا بين عامي (1980-1990م)- عادة ما تطرح نفسها بوصفها «نتاجًا لظروف»، أي لظروف ممارسات فيزيقية يعتمد بعضها على بعض، ولثقافات حركية مختلفة. إن عرضًا من العروض ذات البصمات الخاصة -مثل عرض زافييه لوروي «نتاج الظروف» (1998م)- قد أصبح مشروعًا مفتاحيًّا لعرض آخر هو «جسد ملوث». ودومًا ما يقترح مفهوم التلويث «تحديد وضع» شيء ما، أو يشير بالتحديد إلى دلالة اللانقاء، أو حتى التسميم. إن ممارسة «النسج» بوصفه ممارسة مقصودة أو خفية في الرقص يعني أيضًا -على نطاق أكبر- أن مستويات الممارسات الخطابية والدراسات التحليلية هي متضمنة في مفهوم التناسج. وتتضمن النماذج شديدة التنوع والتباين لظواهر التناسج المتجسد والمتداخل جسديًّا والمتصل بمختلف الممارسات والتقاليد، رقصات كوفي كوكو الذي ينسج عمله بين جذور الممارسات الجسدية الشامانية في موطنه الأصلي بنين بغرب إفريقيا، وبين خبرات تدريبه في الرقص الحديث بباريس، سواء من ناحية أنماط الحركة أو ثيمات العروض. وكذلك بيشيه كلونشون وهو راقص من تايلندا قد تدرب على رقص الكون Khon  الكلاسيكي، وهو الذي صمَّم عرضًا ثنائيًّا مع الفرنسي جيروم بيل بعنوان: «بيشيه كلونشون وأنا» في صيغة محاضرة أدائية. وفي عرض آخر بعنوان: «أنا شيطان» (2007م) ربط كلونشون أيضًا بين التراث التعليمي لرقص الكون Khon وبين إعداده للمفهوم (الغربي) للعروض السيرية، في حين قوض هذا التراث وحوله من خلال لعبه بالـ«أنا» الحاضرة في العنوان من الأصل. بأية طرق إذن تحتل تلك العروض منطقة رمادية تنتقل من خلالها الممارسات الجسدية أو الأشكال المعتمدة – والمحمية أحيانًا بوصفها علامة تجارية مثل تقنية كلاين أو نسق «جاجا»Gaga للورش الذي طوره أوهاد ناهارين.

ما الحدود الجديدة؟ ما التضمينات والحذوفات التي تصبح فعّالة ضمن هذه الوقائع الجسدية للتناسج؟ علينا أن نشير إلى أن تلك الانتقالات والطبقات من ممارسات الجسد الثقافي المختلف تتضمن أيضًا عادات تاريخية ومفاهيم حركية متنوعة. فمن خلالها يصبح جسد الراقص موقعًا للمحو الجسدي، مثل عروض الراقص الياباني ورائد البوتو Butoh كازوو أوهنو الذي يدمج ويحول أصول التراث الغربي والشرقي في الرقص، بل يعيد تشكيله بالكامل. فهو يجسد من خلال إعجابه بـ«لا أرجنتينا» La Argentina -وهو في سن الحادية والسبعين- «الرقص الإسباني» المؤسلب كما قدمتْه في عام 1920م راقصة «لا أرجنتينا» الشهيرة في جولاتها حول العالم. إنه يمزج هذا الأسلوب من الفلامنكو بأنساق من الرقص الألماني التعبيري التي كان قد قدمها في اليابان راقصون مثل ميتشيو أوتو وأوجاي موري (من بين آخرين) بعد أن درسوا في أوربا وقدموا عروضهم هناك. وبوصفه مدرِّسًا للتربية الرياضية في مدرسة يابانية، اكتسب أوهنو أيضًا التدريب الجسدي اللازم وأصبح -بعد لقائه بتاتسومي هيجيكاتا – على علم بالمقاربة الراديكالية لهذا الأخير تجاه تمرد الجسد تحت عنوان: «أنكوكو بوتو». حوَّل أوهنو هذا المفهوم التعبيري في مقاربته التمييزية للبوتو من خلال استخدام الإرجاءات والشفافية الغنائية؛ لينتج رقصة للتحولات عبر تناسجات ثقافات الحركة ومفاهيم التعبيرية المختلفة. أصبح تجاوز الحدود الجندرية والتمييز ضد السن والتفريق بين المتحرك وغير المتحرك سمةً بنيوية لمنهجه في التجسيد. يفيدنا كازوو أوهنو بوصفه نموذجًا لشكل فني للتناسجات المتداخلة جسديًّا والعابرة للجسد، بتناسجات ثقافات الحركة وتقنيات الجسد التي تسهم في تعبير فردي فائق، أي تسهم حقًّا في التعبيرات الفردية عن الاختلاف أكثر من كونها تقود نحو التوحيد.

بينما تكشف عن حركات التناسج في أعمال كازوو أوهنو، تستكشف ناناكو ناكاجيما المتوازيات والطبقات والاختلافات داخل إستراتيجياته الجمالية وإستراتيجيات ريموند هوج. فكِلا مصممَيِ الرقص يُعيد إلى خشبة المسرح الأجسادَ التي حُذفتْ فيما سبق، متسائلًا عن الوظائف المعيارية للسلالة والجنس والسن بوصفها «مؤشرات ملحوظة للاختلافات المشيدة اجتماعيًّا»، تلك الاختلافات التي -كما يظهر عملهما- تنتج عن الخلفية الثقافية للمرء.

كازوو أوهنو

العدسة المفاهيمية

من خلال التركيز على مسارات البروفات الفنية، تنظر سوزان فوستر إلى العرض المنفرد لديبورا هاي «مشروع التكليف بعرض منفرد». وعبر العدسة المفاهيمية لحركات التناسج، تكتشف «تنويعات عدة من التناسج تمتد من الخبرة الفيزيقية أو الجسدية إلى الحيز النفسي والاجتماعي والاقتصادي». ترى فوستر مشروع هاي بوصفه نقطة بداية لنمو جسدي واعٍ يصبح فيه الراقصون من ذوي الثقافات والخلفيات الأسلوبية المتنوعة موضوعات متحولة باستمرار، ويتعلمون «أن يتحركوا أبعد من الأشكال المتنوعة التي تشكلهم حسب تخصصاتهم». وفي سبيل مشابه، تفحص كريستينا روزا في بحثها كيف أن التغيرات السياسية والاقتصادية في البرازيل قد حولت جماليات الرقص المعاصر. وبالتركيز على إيماءات التناسج، تتحسس الكيفية التي أُنشئِت بها الأشكال المختلفة من معرفة الجسد الثقافي جماليات جديدة ومواد حركية مجددة، بينما تتحرى أيضًا عن الكيفية التي غير بها ذلك من وجود المؤدي في العالم.

في النهاية، يستكشف عالم الأنثروبولوجيا الذي رحل عن عالمنا مؤخرًا والذي نفتقده بشدة، كلاوس بيتر كوبينغ، في مساهمته، العروض المختلفة للجسد «المعدي»: فمن خلال المقارنة بين أعمال جون روش وعثمان سيمبان، يفحص كوبينغ الممارسات الإيمائية التي «تحقق وسيلة للتعايش مع الفجيعة التي أنتجها العنف الكولونيالي» كاستجابة لـ«القطيعة في العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر». وبشكل مثاليّ يقود ذلك كوبينغ إلى إثارة السؤال حول الكيفية التي ربما تكون قد أثرت بها ممارسات التضمين والحذف -التي تستدعي تجاوز المحرمات الجسدية للعدوى والتلوث- على «تناسج العروض الجمالية و/أو العروض الطقسية بين الثقافات المختلفة؟».

هكذا، يُراوِح النقاش ودراسات حالات تناسج الجسدانيات من تحليل البنى متناهية الصغر للممارسات الجسدية وللعادات الثقافية، وبين صيغ التأمل النقدي وهدم سياسات الهوية.

* * *

عندما تعمل الحركة عبر النطاقات الطبيعية والثقافية، يعمل الشامانيزم بوصفه أحد هياكلها. تدرس إيفلين شولر وألفريدو زيا في بحثهما المشترك حملات الوايواي الأميريندية Waiwai Amerindians بحثًا عما سمّوه إنيهني كومو enîhni komo، أي القصة غير المرئية والاستثنائية لقائد اليونومامي كوبيناوا Kopenawa كما وردت في «السماء الساقطة» The Falling Sky. ومن خلال تتبع سفرياتهم، يتحرى زيا وشولر إلى أي مدى تستطيع مقاربة متمحورة حول تناسج الحركة أن تعيد صياغة -أو تتجاوز- نموذج لتجانس الثقافة والطبيعة، وإلى أي مدى تؤدي الترجمة ذات النسق غير المتصل إلى إعادة تعريف ما يمكن أن تعرضه «الأدوار» الفردية.

في نهاية عمله «تأمل حصن روس» الذي صدر عام 1995م، يصف كليفورد الإمكانية التي تبزغ من جديد للسفر عبر Bering Strait والوصل بين الأماكن والناس الذين كانوا منقطعين طوال أربعين عامًا. تعبر تلك الطرق الجديدة العلامات القديمة، مثل العبور بين المنطقة الشرقية (في الغرب) والمنطقة الغربية (في الشرق)، وبين روسيا وأميركا، وبين الحدود القطرية للدول الوطنية. إننا نعرف أن هذه الحركات لم تدل على الحرية وحدها، ولا على إمكانية الهجرة أو ذوبان الصراع والحرب. ومع ذلك، فمع نمو فرص وطرق السفر، اختُطِفتْ تلك الإمكانية على أيدى أنساق السلطة والتحكم. إن فعل السفر والتحرك والهجرة ليس مجرد هروب من سيطرة الدولة القطرية الوطنية. كما أن نقاط التفتيش وبوابات الأمن وكاميرات المراقبة والأقمار الفضائية (بطريقة في منتهى الخفاء) تخلق تلك التصميمات القوية لحركات عبور الدول وعبور الحدود.

يتسع نسيج الحركة العالمية والمحلية باستمرار، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يمكن اختزالها إلى فعل السفر أو الهجرة بين الأماكن المختلفة. إن تلك الحركات تنتمي إلى تصميم أكبر للقوى. وبالإشارة إلى مفاهيم البيو bio- سلطة والنيكرو- سلطة التي طورها ميشيل فوكو وأشيل مبيمبي، وكذلك إلى دراسات بريان ماسومي حول الأثر والحركة، يصف جاسبير بوار الحركة المختلفة والمتصلة معًا للسلالة والجنسية والجنسانية والرغبة. تنتج تلك الحركات تجميعات يمكنها -كما يزعم بوار- أن تصبح «تجميعات إرهابية»: «ضوضاء من التدفقات المعلوماتية، ومن كثافات الطاقة والأجساد والممارسات التي تقلل من قدر سرديات الهوية المتسقة، بل سرديات الهوية المثلية المضادة». في الوقت نفسه، تُهضَم تلك التجميعات سريعًا من جانب سلطة الدولة التي «تنتج بطريقة مؤثرة معايير واستثناءات جديدة عبر تصنيف المجهول». ليست هذه التجميعات نقدًا لنظام وطني أو معياري، ولا هي إعادة إنتاج لبنية لا يجوز تغييرها. ففي مسار (إعادة) تكوينها، تخضع هذه التجميعات إلى النظام الراهن وتنتج في الوقت نفسه إمكانية لأنساق جديدة من السلطة».

في مواجهة النموذج العابر من الهوية، الذي يستنتج أن مكونات الهوية -السلالة، والطبقة، والجنس، والجنسانية، والجنسية، والسن، والدين- قابلة للفصل تحليليًّا، ومن ثم قابلة للتفكيك، يعدّ التجميع أكثر حساسية للقوى المتناسجة التي تندمج وتبدد الزمن والمكان والجسد ضد الخطية والاتساق والاستمرارية. يخلق تناسج الحركة تجميعًا للسلطة لا يمكن اختزاله في نسق واحد للإنتاج أو الاختلاف. إنه يفرز مسارات للتمييز: فتقويض حدود الفرد، والدولة الوطنية، والهوية الثقافية يؤدي إلى ذوبان الهويات المتسقة. ومع ذلك فإن ذلك لا ينتج توحيدًا ولا مساواة: فالاختلافات الجديدة تبزغ مكونة علامات وطبقيات قوية. ينبغي أن يتلازم كل فعل من أفعال التناسج، وكل إنتاج للاختلافات الجديدة، مع الاعتراف بأن بعض الاختلافات أكثر قوة من الأخرى.

وفقًا لهذه السيناريوهات، لا يعدّ الفرد وكيلًا للتناسج بل يعدّ هو نفسه تجميعة متناسجة. لذلك فإمكانية تغيير هذه التجميعات لا تعود للفرد. تكمن إمكانية التغيير في إيقاعات التناسج نفسه، في عُقد الحركات وفي حدث تجمعهم معًا بكل تنوعهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من مقدمة كتاب:

حركات التناسج: الرقص والجسدانية في أزمنة السفر والهجرة

تحرير: غابرييلا براندشتيتير، جيركو إيجيرت، وهولجر هارتونج.

إصدار: روتلدج 2019م (سلسلة دراسات المسرح والفرجة).

ويمثل الكتاب مجموعة ثرية من الأبحاث التي تستكشف مفهوم تناسج ثقافات الفرجة من خلال عوالم الحركة والرقص والجسدانية. وبالتركيز على عروض الرقص، وكذلك على سيناريوهات الحركات الثقافية على نطاق عالمي، لا يتحدى هذا العمل فحسب مفهوم عروض الرقص المتعددة الثقافات، بل يجذب أيضًا الانتباه -من خلال مقاربته المجددة- إلى الخصائص المحددة للـ«تناسج» كشكل من أشكال الحركة في ذاته. مقسمًا إلى أربعة أقسام، يقدم هذا العمل فريقًا دوليًّا من الباحثين الذين يطورون منظورًا نقديًّا جديدًا فيما يتعلق بالممارسات الثقافية للحركة والسفر والهجرة في الرقص.

Movements of Interweaving: Dabce and Corporeality in Times of Travel and Migration

Edited by: Gabriele Brandstetter, Gerko Egert and Holger Hartung

Routledge Advances in Theatre and performance Studies 2019