شذرات

شذرات

كل شيء يمضي سريعًا
أنيقًا
سوى هذا الوجع
المتطاير
كالعِطر
بين خلاياي

٭٭٭

المعنى المبهم لا يكف
عن فعل الإيذاء
الوسائل جميعها لم تعد قادرة
أن تعبث بالحقيقة
أكثر

٭٭٭

يحدث أن يلاحقك
الشعور
بالاغتراب
حد الإيمان
أن روحك تفتح عذاباتها
لهذا الانصهار
طواعية

٭٭٭

المبدأ ذاته
عالمٌ كهل
على المنبر
استغرق عمره
في قراءة الأفكار
المجنونة
محللًا حتى
الهواء الذي لم يدركه

٭٭٭

الطريق الخالي إلّا من العدم
أعطاني درسًا
بالتّروي

٭٭٭

في المقهى
لا شيء يربطني مع الوجوه
البائسة
أقف وحيدة في دهشة مع قصائد بودلير
وأفكاري العميقة عنها

٭٭٭

كيف يمكنني بأصابعي الماء
أن أخلق
واقعًا جديدًا
لا يغرق!

٭٭٭

فكّر طويلًا
طويلًا
حتى إنه نسي
أن يتحدّث عن أفكاره!

٭٭٭

تهديني المدينة
موتها
أهديها غضبي
الرتيب

طرد بريدي إلى أقرب مكتب أعياد

طرد بريدي إلى أقرب مكتب أعياد

مرارة!

كم مرَّة عليّ أن أغمسَ أصابعي

في مرارةِ ريقِ النسيانِ؛

لأقلبَ صفحةَ الزمنِ؟!

وكم مرة عليّ أن أغمسها

في مرارةِ جوفِ الجرأةِ؛

لأقلبَ الطاولةَ

على رأسِ الذكريات؟!

لندن 2014م

اسم على غير مُسمّى

أسميتُكَ الحلوَ،

ونقعتُكَ في الشهدِ مرارًا؛

تغيَّر اسمُكَ،

وطعمُ مرارتِكَ

لمّا يزل يجرحُ حلقي!

لندن أغسطس 2016م

طَرْدٌ بريديّ

حين تُسرِفُ الزينةُ في زينتِها،

وتصبغُ الأشجارُ وجهَها

بالثلجِ الأبيضِ،

وشفاهَهَا بحُمرةِ الكَرَز؛

أُغلّفُ قلبي بحريرٍ ورديّ،

وأُرسلُهُ

دونَ طابعٍ بريديّ

إلى أقربِ مكتبِ أعياد.

جدة 1 مايو 2011م

ضربة شمس

الشمسُ الحارقةُ..

لا تتوقّفُ عند إشارةِ المرورِ؛

والحياةُ باردة!

والمشاعرُ الصاخبةُ..

تختبئُ خلفَ خوفٍ جليديٍّ؛

هربًا من ضربةِ شمسٍ

عاريةٍ من الصحّة!

لندن فبراير  2014م

صانعُ الأقنعة

تأملتُ طويلًا صانعَ الأقنعةِ؛

وهو يصنعُ وجوهَنا البرّاقةَ الملوّنة

تأملتُهُ طويلًا،

و تساءلتُ كثيرًا:

لو ماتَ صانعُ الأقنعةِ؛

كيف سنعرفُ بعضنا البعض؟!

مارس 2017م

خُصوصيّة

عند بابِ الحجرة الأبويّةِ

ذاتِ النقوشِ الباليةِ،

والجدرانِ العاليةِ،

والساعةِ المُذهّبةِ التي

تسيرُ عقاربُها برتابة أبديّة

عكسَ الوقت؛

فتّشتْ في جيوب الصمت؛

عن اللحظةِ التي

تحوّل فيها المفتاحُ

إلى قفلٍ فولاذيٍّ

بنكهةِ الخصوصيّة!

لندن  2014م

جينات

القصيدةُ التي تُغطي وجهَها،

ويتصبّبُ عَرَقُها

خجلًا

القصيدةُ التي

تُغيّرُ لونَها،

ومِشيتَها:

تحسُّبًا

القصيدةُ التي

تَعُدُّ أنفاسَها،

وتتلفّتُ

خوفًا؛

لا يَضمُّها ديوان،

ولا تَتوارثُ جيناتها ذاكرة!

لندن  أغسطس 2016م

سِـرٌّ على الجمر!

فلمّا تدانى الغيمُ دندنَ وارتقى، تجلّى؛ فسالَ البرقُ من راحةِ القَطْرِ

ومالَ على نحري؛ فقلتُ: عليلةٌ؛ فقال: وإنّي مثلُ ذلكَ لو يدري

بيَ العشقُ لاختارَ الضلوعَ منازلًا، وأَسكَنَ آهاتِ المُحبّينَ في صدري.

فقلتُ له: عشقي، ورُوحي، وسيدي، وقيدي الذي يسري بأوجاعهِ أسري،

وسرّي، وبوحُ الوردِ إن جاء باكيًا؛ يُخبّئُ لونَ البوحِ في ريشةِ السِّرِ،

وفجري، ونورُ الشمسِ، والعصرُ، والضُّحى، أنايَ، وأنَّاتي، وذاتي، ولا غيري:

فدتكَ الليالي الساكناتِ تلطُّفًا، فدتكَ الصباحاتُ الغريقةُ في العطرِ

فَدَتْ عشقَكَ المخبوءَ في خدِّ زهرةٍ حقولُ الهوى الغافي على لوعةِ الزَّهرِ

فديتُكَ: ما أبقى النوى غير دمعةٍ، وما أبقتِ الآهاتُ للصبرِ من  صبرِ

لنرحلَ: خلفَ الضوءِ خبّأتُ نارنا؛ فإن أظلمت دنياكَ دونكَ ذا جمري.

جدة 2015م

براءة

براءة

والغيم ينظر للنوافذ

كانت الجدران نائمة

ولطفلة سـتزيح سلطان الفراش

راح البياض يهيئ الإفطارَ

والأحلامَ

والطرقات

وازداد اتساعًا

وجه البياض

وتاجه السلطان

يهوي

حَـلَبَ الغمامَ

وصبّ أكواب الحليب

دائرة

دائرة

وردة قاسمتـُها خوفي

ألوانها اختلطتْ عليَّ

وكنت قبل قد اختلطت

لم أستقم

آنٌ عليّ وعيتـُه

آنٌ وأستلف الكلام

أقيم منه قصيدةً لتماسكي

لـم أصلْ بعد…

حَوَت حيرتي الورد

سرَقَت ضوءَه وتماسكَه،

أُغامرُ

خوف يزيد يغامرني

ثم لا أهل

حين لا أهلَ تكبُر فيك القصيدة

وفي الشارع الحُرّ تختارُهم

تـَعودتـَهم

لستَ تختارُ حُـبـًّا

لكن تعودتَ حدّ التوحش إن لم يكونوا

تغيبُ عن الوعي حين (يكونوا)

غشاءً عليك

لا نَفَسَ ناهضٌ بهم

لا نَفَسَ ناهضٌ دونهم

عودوك على موتهم

غربةٌ مُرَّةٌ

أو فأهل أمرّ

أين تتجه الآن؟

كبرتَ

يحيرك الورد أكثر أكثر

ما زلتَ تشكو لغربتك الأهل

تعودتَ

فاحتجت

أنت لن تنتهي