صامتة كعتبات حجريّة منهكة

صامتة كعتبات حجريّة منهكة

تضرب الريح صدري

الشاعر التشيلي: بابلو نيرودا 1903- 1973م

بين الظلّ والفضاء، بين اللُّجم والعذارى،

عطيةُ قلبٍ وحيدٍ وأحلامٌ قاتلة، متهور شاحب، مغضّن الجبهة

وفي الحِداد أرملٌ غاضبٌ كلّ أيام حياتي،

آه، مع كلّ جرعة ماء لا مرئي أشربها نعسان

ومع كلّ صوت آخذه، أرتعش،

أُحسُّ ذات العطش المفقود وذات الحمى الباردة،

أُذنٌ تولدُ، قلق خفيّ،

كأن لصوصًا على وصول، أو أشباحًا،

داخل محارة طويلة عميقة مجوّفة،

كنادل ذليل، كجرس بحّ قليلًا،

كمرآة قديمة، كرائحة بيت مهجور

يرجع إليه الضيوف ليلًا مخمورين،

ثمّة روائح ملابس ملقاة على الأرض،

وأزهار غائبة

-أو ربما أقلّ كآبة-

الحقيقة، فجأة، تضرب الريح صدري،

الليالي الكالحة تغمر غرفة نومي،

جلبة نهار يحترق لقربان يبحث عن العرّاف بداخلي، كآبة حاضرة

قرع أشياء تنادي بلا ردّ

حركة لا تهدأ، واسمٌ عَكر.

الشعر

الشاعر اليوناني: أناستاسيس فيستونايتس: 1952م.

القصيدة لا تشبه أوراقًا

كنستها الريح في الشوارع.

ليست بحرًا ساكنًا،

قاربًا مربوطًا.

ليست سماءً زرقاء

وطقسًا صافيًا.

القصيدة شوكةٌ

في قلب العالم.

سكينٌ لامعٌ

مغروسٌ مباشرةً في المدن.

القصيدة كَرْبٌ،

قطعة معدن لامعة،

جليدٌ، جرحٌ غامقٌ.

القصيدة صلبةٌ،

ماسٌ متعدّد الأسطح.

متينٌ – رخامٌ منحوت.

سيّالٌ – نهر آسيوي.

القصيدة ليست صوتًا،

عبور طائرٍ.

إنها طلقةٌ

في الأفق والتاريخ.

القصيدة ليست وردة تذبل.

أنها ألمٌ محنّط.

فن الشعر

الشاعر الأميركي: أرشيبالد ماكليش 1917- 1982م

على القصيدة أن تكون محسوسة وصمّاء

كفاكهةٍ مكوّرة،

بكماء

كالأنواط القديمة لإصبع الإبهام،

صامتة كعتبات حجريّة منهكة

لنافذة نمت عليها الأشنات.

على القصيدة أن تكون بلا كلمات

كتحليق الطيور

٭

على القصيدة أن تكون ساكنة في وقتها

كما يصعد القمر،

طارحة، كما يطلقُ القمرُ

الأشجار حبيسة الليل عودًا عودًا،

طارحة، كما يختبئ القمر خلف أوراق الشتاء

ذكرى وراء ذكرى- العقل

على القصيدة أن تكون ساكنة في وقتها

كما يصعد القمر

٭

على القصيدة أن تكون مساوية لـ:

غير حقيقي.

لكلّ تاريخ الأسى

ممرٌّ فارغٌ وورقةُ شجرةِ قيقب.      
للحبّ

اتّكاءةُ عشب وفناران فوق البحر.

ليس على القصيدة أن تعني

بل أن تكون.

مختارات من قصائد  التانكا اليابانية الحديثة

مختارات من قصائد التانكا اليابانية الحديثة

قصيدة التانكا، شكل من أشكال القصيدة اليابانية القصيرة، ظهرت منذ القرن الثامن الميلادي. قصيدة التانكا، تتكون من 31 مقطعًا صوتيًّا يابانيًّا:

7-7-5-7-5 من اليسار إلى اليمين. وقد تزيد أو تنقص قليلًا. وعادة ما يكون في منتصف التانكا (بين 5-7-5 و 7-7) كسر أو قطع بين الجزء العلوي والجزء السفلي سواء كان ذلك في المعنى أو الإيقاع أو الاثنين معًا. وفي العقود الثلاثة الأخيرة حازت قصيدة التانكا على شهرة كبيرة في كثير من اللغات.

هذه القصائد ترجمت عن الإنجليزية.

تيكّان يوسانو 1873-1935م

كأنك

تسألين القرمزيّ

لماذا أنت قرمزيّ؟

يا للغباء، كيف

تنتقدين علاقتي العاطفية؟

يوشيكو ميكاجيما 1886-1927م

في يومٍ واحدٍ

أتّحدُ مع طفلتي

أُصلحُ الطيّات المفتوحة

لكيمونها

وهي ترتديه

ساموي ميكاوا 1903-1990م

أذهبُ في رحلة

بيْد أنّ الألم باقٍ

يا جبالُ

يا حقولُ وأنتم جميعكم

امضوا بعيدًا! تلاشوا!

أكيكو يوسانو 1878-1942م

النجومُ

في ليلِ الشتاء أنت

لا أقول نجمة واحدة فقط

كلّها أنت

يوشيمي كوندو 1913-2006م

برشاقةِ

السديم يحيطُ بك

حركةٌ

باذخةٌ من

سيمفونية تخطرُ على بالي

كونيو تاكاياسو 1913-1984م

لا بدّ أنّ

الطفل نائمٌ بجانب أمه

فوق الحقول

القمرُ أزرق

عائدٌ أنا إلى البيت

فوميكو ناكاجو 1922-1954م

تلك الهضاب

تُشبهُ تزيي المفقودين

في الشتاء

ستكون مبرقشةً

بالأزهار الذابلة

تورو مائيدا 1914-1984م

وهو يتلقّى

الماء المقدّس، الطفلُ

يرتعش

ويحدّقُ فيَّ

لا أقدرُ على المضيّ أكثر

ميوكو غوتو 1898-1978م

بين

الأزهار، وجهُ طِفلي

الميت

شديد البرودة، يمكنني

الاحتفاظ بهذه البرودة مدى الحياة

نوبو أونو 1914-1984م

بمِمْطراتٍ

نسوةٌ ينتظرن

عند المحطّة

في المساء، ثلجٌ خفيفٌ

قد يغلّفهنّ

هيروهيكو أوكانو 1924-

كل ّواحدٍ منا

حافظةٌ أسًى

رأسي يتدلى إلى أسفل، وعقلي

هائمٌ في قطار اللّيل

فومي ساييتو 1909-2002م

عندما تضاء

من جهة الموت

أكيد الحياة تسطع

حمراء براقة

بكلّ قوّتها

يوكو ناغاي 1951-2000م

ربّما ليس

الحزن الذي أُحسّ به

في حُبّ أحدٍ ما، إنّما

أعواد الخيزران المتشابكة تخشخش خفيضة

كلّ ليلة، ليلةٍ بعد ليلةٍ

ماساكو تسويجي 1920-2006م

أدحرجُ

بيضةً في الضّوء

على الطاولة

وألعب

لا تلمسني

هيديوكي كوناكا 1937-2001م

اعتقدتُ

أنّي لمستُ قطعة ثلجٍ

ثم استيقظت

هل اختارني

الله لأمرض؟

إي أكيتسو 1950-

لو كنتِ

ستلدين

أنجبي العالم

في الغابات اليافعة

الخضراء المليئة بالبراعم

هوداي يامازاكي 1914-1985م

مرّة واحدة فقط

كانت لي قصة حب حقيقية

التوتُ

يعلمُ

بذلك

سومي كون نو 1952-

شهر مايو ذاك

إلى ضوء الشمس الأخضر

أُسقِطْتُ،

حياةٌ سقطت

من أمّي

نوريو توكيتا 1946-

حمّلنا

ألف قرعة

أنا وزوجتي

فوق المقطورة، رجعتُ

عبر الحقول مبلولًا بالضباب

ماتشي تاوارا 1962-

صقيعٌ، أليس كذلك

أسألك وتجيب

صقيعٌ، أليس كذلك؟

أنا دَفِئةٌ بكَ

إي تايا 1917-2013م

الحُبّ

شيء منفردٌ

أرى

شخصين يلعبان

على شاطئ البحر

هيروشي إشيدا 1930-2011م

وحيدًا في حانة

في مساء ربيعي،

أرتشف ساكيَ

آمل أن يأتي أحدٌ

لا، لا أريدُ أحدًا

كازوكو أوتاكي 1958-

أخطو في

صندل أزرق

أقفُ

أشعر بالزهو

كأنّي خَلقتُ مجرّة

هيروشي يوشيكاوا 1969-

شخصٌ سوف يموت

وهو يفكّر بالموت

زهور الباذنجان

متفتّحة

في سكينة ضوء الشمس

يوكو كاوانو 1946-2010م

إنْ متُّ الآن

حان عامي الأخير

طيور البوبشير

تُشكّل خطًّا

في الشمس الغاربة