كليات الإعلام بين التكيف والخروج من الميدان: هل تعليم الصحافة في مأزق؟

كليات الإعلام بين التكيف والخروج من الميدان: هل تعليم الصحافة في مأزق؟

الحديث‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬كليات‭ ‬الصحافة‭ ‬لا‭ ‬يتوقف،‭ ‬والجدل‭ ‬حول‭ ‬أفكار‭ ‬التطوير‭ ‬يتنامى‭. ‬بين‭ ‬إغلاق‭ ‬كليات‭ ‬الإعلام‭ ‬ودمجها‭ ‬مع‭ ‬تخصصات‭ ‬أخرى،‭ ‬وبين‭ ‬تغيير‭ ‬مناهجها،‭ ‬مناهج‭ ‬متشعبة‭ ‬للتطوير‭ ‬والتماشي‭ ‬مع‭ ‬التغير‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الإعلامية‭. ‬هذه‭ ‬الترجمة‭ ‬لملخص‭ ‬كتبه‭ ‬هاورد‭ ‬فينبيرغ‭ ‬لدراسة‭ ‬أصدرتها‭ ‬مؤسسة‭ ‬بوينتر‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الإعلامي‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬التعليم‭ ‬الإعلامي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ملخص‭ ‬نتيجة‭ ‬دراسة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬عن‭ ‬سمات‭ ‬صحفي‭ ‬المستقبل‭ ‬ومهاراته‭. ‬

الأمر المرعب في حالات الارتباك أنك لا تدري إلى أين تتجه. قبل أربعين سنة لم نكن ندرك أن ظهور أول هاتف محمول سيقود إلى الحاسبات المحمولة أو الهواتف الذكية. قبل عشرين سنة لم نكن ندرك أن موقع أمازون سيغير عملية البيع بالتجزئة. قبل عشر سنوات لم يكن هناك فيس بوك أو تويتر. هذا يجعلنا لا نعرف إلى أين ستقودنا هذه الابتكارات. كل ما نعرفه هو أن مستقبل تعليم الصحافة في موضع حرج لسببين:

أولًا أن الوقت ينفد: حالات الإرباك المنبعثة من الاقتصاد والتقنية إلى الجامعات تسير بشكل أسرع مما يدركه العاملون في الجامعات. ثانيًا أن التعليم الصحافي سيمر بتحولات جوهرية: فيما يتعلق بتدريس الصحافة ومن يدرسها: أولئك الذين لا يبتكرون في الصفوف الدراسية ستتجاوزهم القافلة، تمامًا كحال الذين يتوقفون عن الابتكار في غرف الأخبار.

طيلة عام ونيف والنقاش محتدم حول مستقبل التعليم الصحافي؛ أكاديميون، وقادة مؤسسات، وصحافيون عاملون، لا يزالون يتناقشون عن مستقبل التعليم الصحافي وماذا سيكون عليه، كما نتناقش نحن عن مستقبله الآن.

وقود هذه النقاشات جزئيًّا كان بسبب استبانة وزعتها Poynter’s News University في ربيع ٢٠١٢م للتجهيز لحديث ألقيته في مركز الصحافة الأوربية. أنا محبط، لكني لست متفاجئًا بأن آراء المعلمين والعاملين في الحقل الصحفي لم تتغير كثيرًا بعد سنة من الاستبانة.

استبانة جديدة وزعت لاحقًا (عام 2013م) بينت أن لا تغير في مواقف المجموعتين من الأساتذة والعاملين في الحقل الصحافي. من خلال استبانة وزعت بالتساوي بين المجموعتين وكان عدد المستجيبين ١٨٠٠؛ تبين أن هوة واسعة بمقدار ٤٠ نقطة لا تزال تفصل بين آراء المجموعتين. اليوم ٩٦٪ من أولئك الذين يصنفون أنفسهم على أنهم أساتذة في الصحافة، لا يزالون يعتقدون أن الحصول على الدرجة العلمية في الصحافة (ضروري) إلى (حاسم جدًّا) حينما يتعلق الأمر بفهم قيمة الصحافة. ما لم يتغير أيضًا أن العاملين في المجال الصحافي لديهم رأي مختلف؛ إذ يرى (٥٧٪) منهم أن الدرجة العلمية في الصحافة (ضرورية جدًّا) إلى (حاسمة) حينما يتعلق الأمر بفهم قيمة الصحافة. وهذا ما لم يتغير عن نتائج استبانات العام الفائت (2012م).

أيضًا ما لم يتغير في الاستبانتين هي تلك الفجوة بين آراء أساتذة الإعلام والعاملين في ميدان الصحافة حول أهمية الدرجة العلمية في الصحافة فيما يتعلق بالقدرة على جمع الأخبار وتحريرها وتقديمها. كل المستجيبين –تقريبًا- من أساتذة الإعلام (٩٨٪ منهم) يرون أن الدرجة العلمية (مهمة جدًّا) إلى (حاسمة) حينما يتعلق الأمر بمهارات جمع الأخبار. أما (٥٩٪) فقط من العاملين في الميدان الصحفي فيرون نفسه. في المقابل واحد من كل خمسة من العاملين في الميدان يرى أن الدرجة العلمية في الصحافة (غير مهمة على الإطلاق) في اكتساب المهارات الصحفية، أو (مهمة قليلًا) فيما يتعلق بجمع الأخبار.

إذن: هناك قطيعة واضحة بين الصحفيين ومجتمع الأكاديميين. وعلى الرغم من ذلك فإن أساتذة الإعلام قلقون أيضًا من عدم مواكبة كليات الصحافة للتغيرات في المهنة.

٣٩٪ من أساتذة الصحافة يقولون: إن كليات الصحافة إما أنها قلما تواكب تغيرات الصنعة الإعلامية، أو أنها لا تواكبها على الإطلاق. قادة غرف الأخبار والعاملون فيها كانوا أكثر حدة في هذا؛ إذ يرى (٤٨٪) منهم أن الدراسة الأكاديمية لا تتواكب مع الصناعة الصحفية.

أما حينما يتعلق الأمر بأهمية الدرجة العلمية في الصحافة للحصول على الوظيفة فإن الفجوة بين أساتذة الإعلام والعاملين في الميدان أصغر؛ إذ يرى أكثر من نصف الأساتذة (٥٣٪) أن الدرجة العلمية في الصحافة مهمة جدًّا للحصول على وظيفة في المجال ذاته، في حين أن (٤١٪) من العاملين في الميدان يشاركونهم الرأي.

غير أن (٣٨٪) من أولئك الذين يصنفون أنفسهم على أنهم من العاملين في الصحافة لحسابهم الخاص يرون أن الدرجة العلمية في الصحافة مهمة للحصول على وظيفة في المجال نفسه. وهذا يعني أن مقارنة النتائج تشير إلى عدم تغير المواقف في الاستبانتين؛ وعليه فنحن بحاجة لمضاعفة جهودنا في إعادة التفكير في تعليم الصحافة.

«قلت في العام الماضي: إن مهنة تعليم الصحافة لا تستطيع أن تجد طريقها بنفسها إلى المستقبل. هذا لا يزال صحيحًا».

المهم هنا أن الشهادات العلمية في الصحافة أصبحت في خطر بأن ينظر إليها على أنها لا علاقة لها بالواقع. يمكن إدراك ذلك من وجود توجه نحو إغلاق برامج الصحافة الدراسية أو دمجها في برامج اتصالية أوسع؛ كما هي الحال في عدد من الجامعات. دعوني أؤكد على هذه النقطة المهمة: أنا قلق على الدرجات العلمية في الصحافة والبرامج التعليمية أيضًا أكثر من قلقي على مستقبل الصحافة وإلى حد ما التدريب الصحفي.

الأمر المربك الذي تواجهه الكليات والجامعات أن قيمة الدرجات العلمية في انخفاض، حتى في الوقت الذي يبقى فيه التعليم والتدريب مهمًّا لمستقبل الأفراد. في المستقبل القريب أعتقد أن مؤسساتنا التعليمية ستواجه تحديًا في إقناع الطلاب وآبائهم بأن التعليم التقليدي لا يزال ذا قيمة. إدارات الكليات -كما نظرائها في الصناعة الإعلامية- يواجهون معضلة واحدة. التعليم الإلكتروني والرقمي المقدم بأسعار منافسة قد يكون طريق النجاة الوحيد. على أية حال هذه هي البداية فقط.

الإرباك

القوى التي تهدد الصناعة الإعلامية حاليًا هي القوى نفسها التي تهدد اقتصاد الجامعات الحكومية والخاصة. المؤسسات الإعلامية التقليدية كانت بطيئة في إدراك أن طريقتها في العمل ستتأثر سلبًا بالتقنية، وكانت بطيئة في إدراك أن الإنترنت ستحول عملهم الثمين إلى شيء عديم القيمة أو قليلها. كانت الأخبار فيما مضى سلعة ثمينة لندرتها. بفضل الإنترنت تحولت الندرة في الأخبار إلى وفرة. قدمت الإنترنت منافذ ومنصات جديدة للجمهور للحصول على الأخبار والمعلومات. الأمر نفسه -كما أعتقد- يحدث في التعليم.

المزيد من الآباء والطلاب والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى خبراء التعليم، يتساءلون عن الحكمة من إنفاق مئات الألوف على تعليم لا يمنح عائدًا اقتصاديًّا واضحًا. هذا التحدي لا يتعلق بالتعليم الصحفي وحده، بل بالفكرة الكبرى، وهي مسألة الجدوى من التعليم الجامعي برمَّته. في المتوسط فإن فوائد التعليم الجامعي تتجاوز تكلفته، لكنَّ تقريرًا أصدره معهد بروكينغز للدراسات في شهر مايو عام ٢٠١٣م قال: إن الاستثمار في درجة البكالوريوس لا يعد استثمارًا ذكيًّا لكل الطلاب باختلاف أحوالهم؛ لأن هناك عواملَ عدةً تؤدي دورًا في هذا الاستثمار؛ منها: تكلفة الدراسة، وشخصية الطالب، والتخصص الذي يختارونه، وإمكانية تخرجه. كل هذه العوامل تمثل دورًا في الحكم على قيمة الاستثمار في الدراسة الجامعية.

«الكلية ليست شيئًا واحدًا متجانسًا (عند كل الطلاب)، والدرجة العلمية ليست تذكرتك الموصلة إلى العمل»؛ هكذا صرحت إيزابيل سوهيل من معهد بروكينغز لمحرر الشؤون التعليمية في صحيفة سان فرانسيسكو تشرونيكل. «توجد أنواع متعددة من التذاكر، بعض هذه التذاكر لا تأخذك إلى أي مكان».

العوامل سالفة الذكر تؤدي دورًا حتى عندما يكون الإقبال على الالتحاق بأقسام الصحافة والاتصال مرتفعًا بشكل محرج، والتوظيف التقليدي في المؤسسات الصحفية في أدنى مستوياته. حينما يتعلق الأمر بقيمة الاستثمار في دراسة تخصص الصحافة فإن هذا التخصص أقل قيمة مما كان عليه سابقًا.

tvsالتحول التقني

ما ستفعله كليات الصحافة وبرامجها لمواجهة هذا التصور خلال الأعوام المقبلة سيكون حاسمًا. الوقت ليس في صالح المؤسسات العريقة في عصور الابتكار، أما المبتكر (المربك) فالوقت والزخم يصبان في مصلحته.

المبتكَر  المربِك(1)، في صناعة الأخبار يعني أن الصحافة باتت تُصنع وتُوزع في منصات جديدة على أيدي صحفيين مستقلين. هذا يعني أيضًا أن الصحافة باتت تُصنع خارج نموذج مؤسسات الصحافة التقليدية ذات الطابع التجاري.

يجادل إيرك نيوتن من مؤسسة نايت بأنه: «لتدريس الإعلام في العصر الرقمي يجب عليك أن تُدرِّس الإعلام والعصر الرقمي وكيفية استخدام الأدوات الحديثة في إنجاز الأعمال الإعلامية». يشير نيوتن أيضًا إلى أن الكليات التي أخذت هذا الأمر بجدية باتت تكبر ولا تتضاءل.

التعليم الإلكتروني من أبرز خيارات طرق التدريس الجديدة حتى في كليات الصحافة ذات الأبنية العتيقة. يمكن لكليات الإعلام تجربة طرق أخرى مثل:

● معامل الابتكارات كتلك التي توجد في كلية والتر كرونكايت للصحافة ووسائل الاتصال الجماهيري في جامعة أريزونا الحكومية.

● برامج التعليم التي تمزج بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي داخل الصف.

● الحصص التي تُناقَش فيها مواد التدريب الموجودة على الإنترنت بدلًا من مناقشة المحاضرات.

تحاول الكليات أيضًا تجربة بعض الابتكارات الأخرى التي قد لا تكون ناجحة. تتبادر إلى الذهن طريقتان منها: التعليم الضخم المفتوح على الإنترنت (MOOCs)، والشارة الرقمية (Digital Badge)(2) الغالبية العظمى من أساتذة الصحافة -أي ما يعادل (٨٤٪) منهم- يقولون: إنهم يعرفون قليلًا عن منصات التعليم المفتوح (MOOCs)، لكن (٢٢٪) فقط منهم يرون أنه ينبغي تدريس الإعلام عبر هذه المنصات. أكثر من هذه النسبة -أي ما يقارب أكثر من الثلث- من المبحوثين المشاركين في الاستبانة قالوا: إنهم يرغبون في تدريس الإعلام عبر منصات التعليم المفتوح، فيما قالت نسبة مشابهة: إنها غير متأكدة من رغبتها في ذلك، وقال (٢٨٪) منهم: إنهم غير راغبين في التدريس عبر هذه المنصات.

أسئلة وشكوك

عدد من الأسئلة الكبيرة والشكوك تدور حول فاعلية هذا النوع من التعليم عبر المنصات المفتوحة. أنا شخصيًّا أشك في قوة هذا النوع من التعليم، وخصوصًا أن نسب الانسحاب من المقررات في هذه المنصات قد تصل إلى (٩٠٪). لكن يبدو أن هذه النقطة لا تمثل مشكلة في تدريس الإعلام في هذه المنصات. هذه الطرق في التعليم مفتوحة للعامة ومجانية، وفي بعض الأحيان يود الناس معرفة ماذا يُدَرَّس فقط. طرق التعليم المفتوح هذه (MOOCs) قيّمة؛ لأنها تمنحنا الفرصة للتجربة. هذه الطريقة في إيصال المعلومة تساعدنا في استكشاف طرق جديدة في التعليم باستخدام التكنولوجيا. نحن بحاجة إلى معرفة الطرق الناجحة في ذلك ولماذا كانت كذلك.

جربت جامعة سان خوزيه الأميركية الحكومية طريقة التعليم المفتوح (MOOC) في خمس مواد، وتعلمت منها دروسًا قاسية حينما قامت بتدريس المواد بشراكة مع منصة التعليم المفتوح (Udacity) عبر هذه المنصة جربت الجامعة تدريس مبادئ الإحصاء، والجبر، ومقدمة في البرمجة، والرياضيات الأولية، إضافة إلى علم النفس. وعلى الرغم من أن نسبة إكمال هذه الدروس بلغت (٨٣٪) إلا أن غالبية الطلاب تعثروا في اختبارات هذه المواد النهائية بنسب كبيرة تتراوح بين (٥٦٪، و٧٦٪).

وعلى الرغم من أن الجامعة أوقفت تجربة التعليم عبر هذه المنصة إلا أنني أعتقد أن الحكمة الحقيقية جاءت على لسان سباستيان ثورن الرئيس التنفيذي لمنصة (Udacity) الذي كتب في مدونة الشركة ما نصه:

«في تجربتنا عَلِقنا في إطار التعليم التقليدي الذي يلتزم بخمسة عشر أسبوعًا للفصل الدراسي، بينما يمكن أن يكون ذلك مجديًا للطلاب الذين يدرسون بدوام كامل داخل الجامعات، فإننا نعلم الآن أن هذا لا يمكن أن يناسب كل دارس. فكما وسّعنا قاعدتنا في استيعاب الطلاب، فكذلك يجب أن نوسع منظورنا فيما يكون عليه معنى الفصل الدراسي. تخيل عالمًا يكون بمقدورك فيه أن تدرُس هذه المواد مؤجلة، بما يتناسب مع سرعتك وأوقات تسليم الأعمال لديك وجداولك، أو في الأوقات التي يمكن أن تستخدم فيها حاسوبك، أو بحسب جدول دراستك الثانوية». هذه هي روح الشركات الناشئة: إطلاق، فشل/ تعلم، تكرار العملية وإعادة الإطلاق، وهكذا.

camتغيير المهارات، وتغيير الصحفيين

كتب الكثير حول آلاف الصحفيين المستقلين الذين أنشؤوا منافذ إخبارية وفرصًا جديدة. وكتبنا بشكل مكثف حول الأدوات التي يحتاج الصحفيون إلى استخدامها في هذه البيئة المتغيرة باستمرار. على أية حال الأمر المجهول نسبيًّا هو الحاجات المحددة التي سيحتاج الصحفيون إليها ليكونوا ناجحين في المستقبل. ثُلُثا أساتذة الصحافة (٦٦٪) الذين أجابوا عن الاستبانات يؤمنون أن كلياتهم وأقسامهم تتجاوب لتغيير المناهج، وهذه نتيجة مبهجة؛ لأن التعليم الإعلامي يمكن أن يكون ذا صلة بالواقع إذا أخذ زمام المبادرة في التنبؤ بالمهارات التي ستكون مطلوبة، إضافة إلى التأكد من تعلم الطلاب تلك المهارات.

لكن هذه النتيجة تطرح أيضًا سؤالًا عن سبب غياب التجارب؛ هل الكليات منفتحة على التغيير لكنها لا تعرف فعل ذلك؟

جزء من إعادة التفكير الإستراتيجي يتمثل في سد الهوة بين الأساتذة والمهنيين، وهذا ربما يعني التخلي عن التفكير الحالي فيما يُدرس في الصفوف والتساؤل عن  التعليم الإعلامي. وما المهارات والاستعدادات والمعارف التي تجعل الصحفي ناجحًا في المستقبل؟ يمكننا جميعًا تخمين ذلك، لكننا لا نملك كثيرًا من البيانات التي يمكن النظر فيها لمساعدتنا. لذا فقد قمت أنا ومنتجة (NewsU) لورين كلينغر بتصميم استبانة عن المهارات اللازمة لمستقبل الصحافة، نطلب فيها من أساتذة الإعلام والصحفيين مساعدتنا في إيجاد المهم في أربعة مجالات:

أولًا: المعرفة، والاستعدادات، والخصائص الشخصية، والقيم.

ثانيًا: مهارات جمع الأخبار.

ثالثًا: مهارات الإنتاج الإخباري.

رابعًا: المهارات الفنية للوسائط المتعددة.

لم نكن نعرف ما الذي سنخرج به من هذه الاستبانة قبل ظهور النتائج، لكني توقعت أننا على الأقل سنخرج ببعض الأفكار التي ستساعدنا على إعادة التفكير في ماهية تعليم الصحافة. أما ما نعرفه فهو كافٍ لدفعنا نحو العمل على إعادة ابتكار مستقبلنا:

● نحن نعرف أن التقنية مربكة للطريقة التي يُؤدَّى بها التعليم.

● نعرف أن التقنية مربكة لاقتصاديات التعليم.

● ونعرف أن الصحافة تتغير أسرع بكثير من التعليم الصحفي.

الأمر ليس متأخرًا جدًّا على إعادة رسم تعليم الإعلام، لكن الوقت ليس في صالحنا. أعرف أساتذة كثيرين سيعانون من فكرة التوقف عن جزء من شيء يحبونه مثل التدريس داخل الفصول، كما أن آخرين سيعانون من تعلم تقنيات ومناهج جديدة لمهنة الصحافة. التعاطي مع الأمور المربكة يعني أننا إما أن نبكي على الماضي وإما أن نعمل معًا لنعيد ابتكار المستقبل.

الجداول التالية توضح نتائج الدراسة وترتب المهارات والسمات التي يجب أن تتوافر

في صحفي المستقبل بحسب رأي الصحفيين وأساتذة الإعلام

 

جدول (1): المهارات الأساسية لصحفي المستقبل بحسب أساتذة الإعلام والمهنيين

%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d9%a1

جدول (2): المهارات الأساسية لصحفي المستقبل بحسب أساتذة الإعلام والمهنيين

%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d9%a2-%d9%a1%d9%a3

جدول (3): المهارات الأساسية لصحفي المستقبل بحسب أساتذة الإعلام والمهنيين

%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d9%a4

جدول (4): المهارات الأساسية لصحفي المستقبل بحسب أساتذة الإعلام والمهنيين

%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d9%a5

مراجعة: حسين-القرني


هوامش:

(1)- المبتكر المربك، يقصد به ذلك النوع من المبتكرات الذي يغير وجه السوق محدثًا توجهًا جديدًا أو تغييرًا جذريًّا فيه. ترجمة المصطلح جاءت بعد نقاش مع عدد من المهتمين في هذا الموضوع.

(2)- الشارة الرقمية هي توجه عالمي للاستعاضة عن الشهادات الأكاديمية بمجموعة من المهارات التي يحتاج إليها سوق العمل، ويحصل مَنْ يتمكن منها على هذه الشارة».