المقالات الأخيرة

جائزة العويس تكرم الفائزين في فروعها المختلفة

جائزة العويس تكرم الفائزين في فروعها المختلفة

 احتفلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الخميس الماضي، بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ 18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة...

عبدالسلام بنعبد العالي… بورتريه صيني لفيلسوف مغربي!

عبدالسلام بنعبد العالي… بورتريه صيني لفيلسوف مغربي!

لو كنتُ بورتريهًا، فلأكُن بورتريهًا صينيًّا ليست كتابة البورتريه بأقلّ صعوبةً من رسمِه، في الحالتين كلتيهما نحن مهدّدون بأن نخطئ تقديرَ المسافة، أن نلتصق بالمرسوم إلى درجة المطابقة، بحيث نعيد إنتاجَه إنتاجًا دقيقًا يخلو من أيّ أصالةٍ؛ أو أن نجانِبه، فنرسم شيئًا آخر......

الموريسكيون ومحاولات محو الذاكرة

الموريسكيون ومحاولات محو الذاكرة

تظل قضية الموريسكيين واحدة من أبرز القضايا المتعلقة بتاريخ الوجود العربي الإسلامي في الأندلس، وهي التي شهدت كثيرًا من الأحداث الدراماتيكية منذ سقوط غرناطة عام 1492م حتى طردهم من الأندلس عام 1609م في عهد الملك فيليب الثالث، فالأحداث التي ترتبت على سقوط «غرناطة» آخر...

الاغتراب والرواية المقيّدة

الاغتراب والرواية المقيّدة

تتوزع حياة الإنسان على وضعين: وضع أول يدعوه الفلاسفة: الاغتراب، يتسم بالنقص والحرمان، ووضع ثان يحلم به ويتطلع إليه وهو: عالم التحقق أو: اليوتوبيا. يتعرف الاغتراب، فلسفيًّا، بفقدان الإنسان لجوهره، وتوقه إلى استعادة جوهره المفقود بعد أن يتغلب على العوائق التي تشوه...

نص الصحراء واللامفكر فيه عند إدمون جابيس وبلانشو ولفيناس

نص الصحراء واللامفكر فيه عند إدمون جابيس وبلانشو ولفيناس

يصف موريس بلانشو الأدب كمنفى في الصحراء، حيث يصبح الكاتب ضعيفًا تسكنه المخاوف مثل تلك المخاوف التي سكنت بني إسرائيل عندما قادهم النبي موسى، امتثالًا لطلب «يهوه»، في رحلتهم عبر صحراء سيناء إلى أرض كنعان؛ فالصحراء فضاء هندسي مناسب لاحتواء مفاهيم من قبيل العزلة...

محمد العثيم.. جاهزون لظهور المرأة على المسرح

بواسطة | مارس 1, 2018 | فنون, مسرح

يعد الكاتب المسرحي محمد العثيم الأكثر غزارة بين كتاب المسرح السعوديين، والأكثر إثارة للجدل. والعثيم الذي صدرت له أربعة كتب؛ ثلاثة في المسرح والنقد، والرابع في الرواية، وبلغ عدد أعماله ٤٥ مسرحية ومسلسلين، يرى أن البنية التحتية للمسرح السعودي غابت لغياب التخطيط للمسرح في بنية الثقافة. في زمن مضى، نصب العثيم له خيمة لتكون مقرًّا لفرقته المسرحية، التف حوله عدد من المسرحيين الشباب الذين رأوا فيه مسرحيًّا يملك ثقافة وفكرًا. وكانت نصوصه منطلقًا لدراسات أكاديمية ومشروعات تخرجٍ في أقسام النقد المسرحي في المعاهد المسرحية والكليات المتخصصة. كتب العثيم بالفصحى وكذلك بالعامية مثلما في مسرحيته «المطاريش». قراءته عميقة للتراث الذي يطرحه ضمن بُعده الفكري وسياقه الفلسفي، ويتناول قضايا وموضوعات معاصرة مثلما في مسرحيته «السنين العجاف» التي يسترجع فيها أحداث حرب البسوس. «الفيصل» التقته فكان هذا الحوار حول تجربته وموضوعات أخرى:

● بداية المسرح في السعودية انطلقت من نصوص عالمية، كحلٍّ لغياب النص السعودي، لكن اليوم فيما يبدو تجاوز المسرح هذه البداية؟

■ نعم بدأ المسرح السعودي في تبني مسرحيات عالمية في جمعيات الثقافة والفنون وهي لا تتجاوز عدد أصابع اليد، لكن فيما بعد وُجد كُتّاب مثل راشد الشمراني وغيره كتبوا كثيرًا من النصوص. كثيرون يتهمون النص بأنه غائب لكن النص ليس غائبًا، فقط أَعطِ جدوى وأعط الكتاب فرصة وسترى أن النصوص ستغرق البلد. النص ليس غائبًا أبدًا ولن يكون غائبًا؛ لأنه هو الشيء الممكن، فقط علينا أن نطلب من الأدباء أن ترشح أعمالهم الأدبية الكبيرة وتكتب بأسلوب مسرحي، وكثير من الأعمال المسرحية تحول من روايات ومن قصص وما إلى ذلك. فليس صعبًا أن نتبنى أعمالًا، لكن كتابة المسرح صعبة بعض الشيء لأننا نحتاج إلى تدريب شباب جدد يتفهمون كيفية كتابة المسرح؛ لأنه ليس ككتابة الدراما التلفزيونية أو ككتابة السينما. فالمسرح له عالمه الخاص حيث يشترط أن يكون هناك طقس يقوم عليه العمل فيتشارك معك الناس، عليك أن تتخيل أنك تقوم بحفلة زار لتكتب مسرحية، ولو أن هذا تشبيه من الصعب أن يستوعبه البعض.

● لماذا تفوق المسرح التجريبي السعودي على المسرح العام في المهرجانات رغم نخبوية هذا المسرح؟

■ أنا لا أظن أن لدينا مسرحًا تجريبيًّا بمعنى الكلمة، ما لدينا هو مسرح نخبوي، مسرح ثقافة، لكنه لم يصل إلى مرحلة التجريبي بمعناه الحقيقي، فالتجريبي عالم آخر وطرح به معطيات لنخرج بمخرجات، وهذا لم نصل إليه بعد، أما مسرح الثقافة الذي لدينا فهو أن تقتصر على نخبة من المثقفين وتقدم لهم أداءً أعلى من المستوى التجاري أو الشعبي، وهذا المسرح هو ما يسميه الشباب مسرحًا تجريبيًّا مع أنه من الصعب تسميته ذلك المصطلح.

● في تصورك، هل أثر غياب العنصر النسائي وتحويل المسرح إلى ذكوري بحت، في قيمة المسرح السعودي؟

■ نعم غياب العنصر النسائي هو مؤثر خصوصًا عندما نطرح مسرحًا اجتماعيًّا كبيرًا، لكننا في سنين الصعوبة تجاوزنا ذلك بإسناد الأدوار النسائية بطريقة أخرى إلى رجل أو إلى شاب. ومن ذكرياتي القديمة التي كانت في القصيم في الستينيات الهجرية استبدلت بالمرأة رجلًا يلبس ملابس البنت التي ستتزوج مثلًا، وهناك شاب آخر يلبس لبس الأم أو العجوز التي ستُزوِّج تلك البنت، وهكذا تتم الصيغة الاجتماعية. ولكن في الثمانينيات منع ظهور المرأة مسرحيًّا، وتوقف ظهورها إلى الألفية أو إلى ما بعدها بسنتين تقريبًا، ثم بدأت تظهر لدينا نساء على خشبة المسرح وأدَّين أدوارًا وكن موفقات كما ظهر مسرح للبنات في الجامعات، وهذا أثرى جانب المرأة مسرحيًّا، وجعل هناك تقبلًا كبيرًا للمرأة على المسرح، ونحن الآن نعتبر جاهزين لظهورها مسرحيًّا.

● ذكرت أن غياب العنصر النسائي كان منذ الستينيات الهجرية ودللت على ذلك بذكرياتك في القصيم، ثم عدت وذكرت أنه مُنع العنصر النسائي في الثمانينيات. فهل تقصد من غيابه في الثمانينيات أنه مُنع تمثيله حتى بكوادر من الرجال؟

■ نعم. في الستينيات كنا نعرض بعنصر نسائي في القصيم على طريقة إلباس شاب لبس نساء فيقوم بدور أم أو بنت. بعد الصحوة في الثمانينيات حرّم إلباس الولد لبس بنت ليمثّل، بصفته تشبُّه الرجال بالنساء، وقال الصحويون حينها: إنه حرام.

● المسرحيات النسائية هل تستحق أن يطلق عليها تجربة مسرحية، في ظل عدم وجود مسرحيات متخصصات في المسرح؟

■ في مسرحيات شكسبير كان شاب يلبس لباس بنت ويمثل، وفي مسرحيات العصور الوسطى، ما قبل شكسبير، كانت مدارس البنات تمثل مسرحيات كلها بنات، لا بأس. المسرح يستوعب هذا ولا يجب أن نكون متوترين، ومسرحيات البنات هي رافد للمسرح السعودي لأنهن يتعلمن التمثيل، يتعلمن فنون المسرح، يتعلمن المكياج، يتعلمن الديكور، ما المشكلة؟

مسرحية «أمرؤ القيس»

● وقت المسرحية لدينا واقتصاره على ساعة أو ساعة ونصف، يرى فيه البعض خللًا، إضافة إلى غياب المؤثرات الموسيقية المصاحبة… كيف ترى ذلك؟

■ وجود مسرح موسمي أو مسرح مؤقت هذا لا يعتبر مسرحًا، هذا يعتبر مسرح هواة يقوم عليه أشخاص لوقت محدد وينتهي. نحن نحتاج لصناعة مسرح ومسرح قائم ببنية أساسية، فنعرف مثلًا في هذا المكان أو الحي مسرحًا نذهب إليه أسبوعيًّا، والجمهور يعرف أن هناك مسرحية تعرض عليه. فلو نأخذ مثلًا بريطانيا أو مدينة نيويورك نجد أن هناك مسرحيات تعرض على مدى عشرات السنين، ومع ذلك يأتي الناس ويمتلئ المسرح. عندنا لا يوجد تقليد من هذا النوع، ولم تقم لدينا بنية أساسية، بل إنه إذا وجدت مسرحية فإنها تنتهي بعد عرض أو عرضين أو ثلاثة عروض على الأكثر، مهما كانت هذه المسرحية جيدة وجميلة. نحتاج أن يكون هناك فهم للمسرح وأنه فن زرع القيم في المجتمع، والمسرح إذا حضر فيه عشرة أو عشرون أو مئة شخص يعتبر كافيًا؛ لأن القيم التي تزرع في هذا التشكل الاجتماعي تنداح لعشرات وعشرات غيرهم، وقد تأتي جماهير فيما بعد لحضور هذا الطقس على اعتبار أن المسرح هو طقس اجتماعي، يجلس فيه الناس في عتمة وتعرض أمامهم تمثيلية حية ويشاركون فيها عاطفيًّا.

● في رأيك، ما الذي يحتاجه المسرحي السعودي والمسرح بشكل عام؟

■ المسرح يقوم إذا تأسس معهد تدريب صحيح، وتأسست بنية أساسية تحتوي البروفات والعروض واستمرت تعرض، وهذا يحتاج لنوع من البدايات الصعبة على ألا تكون بدايات تجارية؛ لأن هذا المسرح يسوق لنفسه ويكسب من المولات وغيرها بينما نحن نريد مسرح الثقافة المؤثر الذي يخلق الطقس والتشاركية المجتمعية بالقيم. هذا المسرح الذي يخلق الطقس والمشاركة المجتمعية هو الذي نبحث عنه ونتمنى أن يوجد ونكتبه ونقدمه ونحن متفائلون بالقادم، خصوصًا بعد تغير كثير من الأحوال والظروف، ومتى ظهرت هيئة الثقافة المنتظرة سيكون لنا معها حديث كبير يخص هذا الموضوع.

● من ناحية أخرى، كتبت عددًا من النصوص الغنائية ونجحت كثيرًا في ذلك لكن لم نرك تخوض تجربة المسرح الغنائي؟

■ نعم كتبت نصوص أغانٍ كثيرة، وعندي كتاب منها لم يطبع بعد يحتوي مئة أغنية للغناء، أنا لست بشاعر ولا أكتب الشعر، لكني كتبت نصوصًا غنائية من أجل المسرح. أنا أؤمن بأنه يجب أن تعشق المسرحية بأغانٍ من تأليف المؤلف وليست غريبة على المسرحية، بمعنى لا أتبنى أغاني من خارج المسرحية وأضعها للمسرحية. في هذا الخصوص، ألفت كتابًا في طريقة تطوير الغناء للمسرح بعنوان: «الغناء النجدي» في مئتين صفحة، هذا الكتاب يحكي أمثلة تطبيقية ومحاضرات للطلاب، كيف طورت الأغنية للمسرح، وكنت حاضرت في هذا الموضوع، موضوع الكتاب، في الشارقة وفي جامعة الملك سعود للأساتذة، عن التجربة وتطبيقاتها وتحدثت عن الجهد الكبير الذي بذل فيها؛ لأنه قبلي لم يكن من يكتب الغناء للمسرح، وإلى الآن يكتبون شيئًا يسمونه «أوبريت» وهو مجموعة أغانٍ، أما كتابة أوبريت حقيقي في الغنائية المتصاعدة فغير موجود إلى الآن، وتجربتي فيها أربع مسرحيات في هذا الكتاب. إننا بعيدون من التخصص بالنسبة لما يجري في الأوبريت عندنا. وهناك كتاب آخر هو «الطقس المسرحي»، وأشكر النادي الأدبي في الرياض على مبادرته بطبع هذه الأعمال لأي متعلم؛ لأني بذلت فيها جهدًا أكاديميًّا ليس بسيطًا.

كلماتي أبرز ما غنى الطيار

● علاقتك بالمطرب الراحل حمد الطيار كانت مميزة وكنت معه حتى وفاته، كيف أثر فقده فيك؟

■ الأستاذ حمد الطيار -رحمه الله- كان مؤثرًا، ولم يكن مطربًا شعبيًّا كما يعرفه الجميع أو يصفه الجميع. كان حمد الطيار مثقفًا يقرأ بكثافة، وكان يتقن فرز ما يأتيه من كلام، فيأخذ الجيد ويرمي ما لا يعجبه، يعني كان حمد الطيار ناقدًا قبل أن يكون فنانًا. نعم كان حمد الطيار موسيقارًا ولم يكن مجتهدًا في الموسيقا، كان يتعلم من الموسيقا الإيرانية والتركية، ومن الموسيقا العربية الكبيرة، وكان مبدعًا في هذه الأمور، وهذه أشياء لا يعلمها الناس الذين يعرفون بعض الأغاني له ويستغربون أنها من القوة والجودة. طبعًا لست الشاعر الوحيد أو لست كاتب الأغاني الوحيد الذي كتب لحمد الطيار، لكن كانت كلماتي أبرز ما غنى، وكنت سعيدًا جدًّا بأن تنجح لأنها إذا نجحت في الغناء فهي ناجحة في المسرح أيضًا، كان في كلماتي تجديد لأنها لم تكن على الطرق القديمة، كان لنا طرقنا الخاصة ولا أزال محبًّا للطرق الخاصة التي هي ابتداع وليست تقليدًا للآخرين، فكتبت أغاني عدة عميقة المعنى.

وكان يستحيل غناء كلماتي لو لم يكن حمد الطيار موسيقارًا بكل معنى الكلمة، ونحن تلازمنا مع بعض، أنا صاحب كلمة غنائية وهو صاحب موسيقا عظيمة، فاستطعنا أن نثبت وجودنا. تخيلي فقط أنه مضى الآن أربعون سنة، وهي عمر بعض الأغاني وما زال الناس يتغنون بها ويرددونها، حتى إن أحد المنشدين استأذنني في أغنية من أغاني حمد اسمها «لمحت البرق»، وكثيرون الآن يغنونها أناشيد، حذرًا من الموسيقا التي ما زالت حرمتها تسيطر على الناس.

● خضتَ حربًا ضروسًا ضد التيار المتشدد في المملكة، فماذا يمكن أن نرى أنه تغير حاليًّا؟

■ التشدد مشكلة للوطن كله وليس للمسرح، التشدد منع الترفيه، ومنع الغناء، ومنع أشياء كثيرة، ولسنا نحن من تضرر من التشدد، ربما سمحوا لمن يثقون بهم من المسرحيين أن يعرضوا حينها، طبعًا هي مرحلة مظلمة. نتذكر ما حدث في جامعة اليمامة أيام التشدد، عندما تقافز ثلاثة وثلاثون محتسبًا إلى المسرح وكسروه، فكانت مسرحية الاحتساب لذيذة كمسرحية العرض، يعني كلاهما مسرحية وإن كانت متشددة إلا أنها مسرحية ذكرها التاريخ. كنا موجودين ورأينا العنف في أبشع صوره. وكأن انتصار الإسلام في تكسير مسرحية، هذا سؤال ما زال معلقًا وليت الإخوة المحتسبين يرجعون إلى عقولهم وننسى تلك المرحلة بكاملها.

● عاصرتَ حقبة النشاط المسرحي في جامعة الملك سعود وقسم المسرح هناك، وعاصرت حقبة إغلاقه، فكيف أثر ذلك في المسرح السعودي ومسيرته؟ ولماذا أُغلق القسم؟ وما الذي قمتم به للاعتراض على إغلاقه؟

■ استغلوا فترة الصيف حيث لا مجالس بالجامعة، فأغلقت شعبة المسرح بأمر طبخ بليل، حسبنا الله ونعم الوكيل.

لست في خلاف مع أحد

● يتهمك البعض بأنك حاد الشخصية، هل أثر ذلك في علاقتك بالمسرحيين والوسط المسرحي هنا؟

■ لا لست حادًّا بطبيعتي، أنا رجل هادئ وبسيط وسمح ومن تعرف علي يعلم أنني لا أتخاصم مع أحد، وربما البعض يضيق بالنقد الحقيقي، وكانت أيام الجنادرية معظمها نقد مسرحي، أيامًا طويلة كنا نعرض وننقد، وكان البعض يتحسس من النقد لكن ماذا نعمل؟ علينا أن نقول الحقيقة، أما من ناحية شخصيتي فلست في خلاف مع أحد والحمد لله. أنا طبعًا يمكن لدي طغيان في الجانب الأكاديمي أكثر من غيري، ويجعل البعض يستغرب من حدة طرح النقد أو طرح التوجيه أو تعليم الطلاب، والحمد لله حتى طلابي كانوا راضين عني رضى كبيرًا، وأي كلام عن أني حاد الطبع أو أتعصب لرأي هذا غير صحيح. قدمت تنازلات عن أشياء مهمة في حياتي، يعني في مسرحية «امرؤ القيس» كان للمخرج، وهو حسين المسلم من الكويت وكان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، رأي أن يغير النهاية، وعلى الرغم من عدم قناعتي بتغييره لذيل المسرحية فإنني تجاوزت الموضوع وتركته يغير، وكنا سنعرض في مهرجان سوق عكاظ وقتها، وعرضنا فعلًا ونجحت المسرحية لأنها مسرحية غنائية.

● تفاءل بعضهم في إدارة الدكتور أحمد العيسى لوزارة التعليم وعودة المسرح المدرسي، ولكن ذلك لم يحصل حتى الآن، فما رأيك وكيف يمكن أن نعيد هذا المسرح وننشره كثقافة؟

■ الدكتور العيسى نفسه مؤلف مسرحي، وهو نفسه ناشط في الثقافة، وهو رجل تربوي ويدرك ما للمسرح في التربية من أهمية، الدكتور العيسى يدرك كم ينمو الطالب إذا اعتلى خشبة المسرح، وهؤلاء الطلاب الذين يعتلون خشبات المسارح في المدارس سيظهر منهم جيل يقدر المسرح ويعمل للمسرح ويشتغل للمسرح، لذلك فإن وجود العيسى في وزارة التعليم هو مكسب كبير للثقافة ومكسب للطلاب ومكسب للوطن؛ لأننا نبحث عن رجل واعٍ بعقلية الدكتور العيسى ليكون في هذا المكان.

● يتحدث البعض عن ضعف مسرح مهرجان سوق عكاظ رغم أن بعض القائمين عليه مخضرمون ومتخصصون، إلامَ تعزو هذا الضعف؟ وكيف يمكن معالجته؟

■ مسرح «سوق عكاظ» بدأ بداية ضعيفة، ثم تسلمناه في السنة الثانية، وعرضنا مسرحية «امرؤ القيس»، وخرج خالد الفيصل وقتها في جريدة الوطن بمانشيت عريض، يقول بالحرف الواحد: اليوم بدأ المسرح السعودي. هذا الكلام لست أنا الذي أردده، إنما خالد الفيصل. ماذا حدث فيما بعد، ولماذا ضعف المسرح؟ كتبت في السنة التي تلي مسرحية أخرى اسمها «طرفة بن العبد» وتمنيت أن أواصل عشر مسرحيات لشعراء المعلقات لكن لم تُتَح الفرصة. طبعًا نشرت مسرحيتَي «امرؤ القيس» و«طرفة بن العبد» في كتابي «الطقس المسرحي». أما اليوم فلدي رصيد جيد من المسرحيات، لكن لا يوجد إنتاج. منذ سنوات توقفنا عن إنتاج أي مسرحية وعجزنا عن المواصلة؛ لأنها تحتاج إلى تمويل لا يستطيعه مؤلف أو مجتهد، فهو تمويل كبير.

● بداية المسرح في السعودية انطلقت من نصوص عالمية، كحلٍّ لغياب النص السعودي، لكن اليوم فيما يبدو تجاوز المسرح هذه البداية؟

■ نعم بدأ المسرح السعودي في تبني مسرحيات عالمية في جمعيات الثقافة والفنون وهي لا تتجاوز عدد أصابع اليد، لكن فيما بعد وُجد كُتّاب مثل راشد الشمراني وغيره كتبوا كثيرًا من النصوص. كثيرون يتهمون النص بأنه غائب لكن النص ليس غائبًا، فقط أَعطِ جدوى وأعط الكتاب فرصة وسترى أن النصوص ستغرق البلد. النص ليس غائبًا أبدًا ولن يكون غائبًا؛ لأنه هو الشيء الممكن، فقط علينا أن نطلب من الأدباء أن ترشح أعمالهم الأدبية الكبيرة وتكتب بأسلوب مسرحي، وكثير من الأعمال المسرحية تحول من روايات ومن قصص وما إلى ذلك. فليس صعبًا أن نتبنى أعمالًا، لكن كتابة المسرح صعبة بعض الشيء لأننا نحتاج إلى تدريب شباب جدد يتفهمون كيفية كتابة المسرح؛ لأنه ليس ككتابة الدراما التلفزيونية أو ككتابة السينما. فالمسرح له عالمه الخاص حيث يشترط أن يكون هناك طقس يقوم عليه العمل فيتشارك معك الناس، عليك أن تتخيل أنك تقوم بحفلة زار لتكتب مسرحية، ولو أن هذا تشبيه من الصعب أن يستوعبه البعض.

● لماذا تفوق المسرح التجريبي السعودي على المسرح العام في المهرجانات رغم نخبوية هذا المسرح؟

■ أنا لا أظن أن لدينا مسرحًا تجريبيًّا بمعنى الكلمة، ما لدينا هو مسرح نخبوي، مسرح ثقافة، لكنه لم يصل إلى مرحلة التجريبي بمعناه الحقيقي، فالتجريبي عالم آخر وطرح به معطيات لنخرج بمخرجات، وهذا لم نصل إليه بعد، أما مسرح الثقافة الذي لدينا فهو أن تقتصر على نخبة من المثقفين وتقدم لهم أداءً أعلى من المستوى التجاري أو الشعبي، وهذا المسرح هو ما يسميه الشباب مسرحًا تجريبيًّا مع أنه من الصعب تسميته ذلك المصطلح.

● في تصورك، هل أثر غياب العنصر النسائي وتحويل المسرح إلى ذكوري بحت، في قيمة المسرح السعودي؟

■ نعم غياب العنصر النسائي هو مؤثر خصوصًا عندما نطرح مسرحًا اجتماعيًّا كبيرًا، لكننا في سنين الصعوبة تجاوزنا ذلك بإسناد الأدوار النسائية بطريقة أخرى إلى رجل أو إلى شاب. ومن ذكرياتي القديمة التي كانت في القصيم في الستينيات الهجرية استبدلت بالمرأة رجلًا يلبس ملابس البنت التي ستتزوج مثلًا، وهناك شاب آخر يلبس لبس الأم أو العجوز التي ستُزوِّج تلك البنت، وهكذا تتم الصيغة الاجتماعية. ولكن في الثمانينيات منع ظهور المرأة مسرحيًّا، وتوقف ظهورها إلى الألفية أو إلى ما بعدها بسنتين تقريبًا، ثم بدأت تظهر لدينا نساء على خشبة المسرح وأدَّين أدوارًا وكن موفقات كما ظهر مسرح للبنات في الجامعات، وهذا أثرى جانب المرأة مسرحيًّا، وجعل هناك تقبلًا كبيرًا للمرأة على المسرح، ونحن الآن نعتبر جاهزين لظهورها مسرحيًّا.

● ذكرت أن غياب العنصر النسائي كان منذ الستينيات الهجرية ودللت على ذلك بذكرياتك في القصيم، ثم عدت وذكرت أنه مُنع العنصر النسائي في الثمانينيات. فهل تقصد من غيابه في الثمانينيات أنه مُنع تمثيله حتى بكوادر من الرجال؟

■ نعم. في الستينيات كنا نعرض بعنصر نسائي في القصيم على طريقة إلباس شاب لبس نساء فيقوم بدور أم أو بنت. بعد الصحوة في الثمانينيات حرّم إلباس الولد لبس بنت ليمثّل، بصفته تشبُّه الرجال بالنساء، وقال الصحويون حينها: إنه حرام.

● المسرحيات النسائية هل تستحق أن يطلق عليها تجربة مسرحية، في ظل عدم وجود مسرحيات متخصصات في المسرح؟

■ في مسرحيات شكسبير كان شاب يلبس لباس بنت ويمثل، وفي مسرحيات العصور الوسطى، ما قبل شكسبير، كانت مدارس البنات تمثل مسرحيات كلها بنات، لا بأس. المسرح يستوعب هذا ولا يجب أن نكون متوترين، ومسرحيات البنات هي رافد للمسرح السعودي لأنهن يتعلمن التمثيل، يتعلمن فنون المسرح، يتعلمن المكياج، يتعلمن الديكور، ما المشكلة؟

● وقت المسرحية لدينا واقتصاره على ساعة أو ساعة ونصف، يرى فيه البعض خللًا، إضافة إلى غياب المؤثرات الموسيقية المصاحبة… كيف ترى ذلك؟

■ وجود مسرح موسمي أو مسرح مؤقت هذا لا يعتبر مسرحًا، هذا يعتبر مسرح هواة يقوم عليه أشخاص لوقت محدد وينتهي. نحن نحتاج لصناعة مسرح ومسرح قائم ببنية أساسية، فنعرف مثلًا في هذا المكان أو الحي مسرحًا نذهب إليه أسبوعيًّا، والجمهور يعرف أن هناك مسرحية تعرض عليه. فلو نأخذ مثلًا بريطانيا أو مدينة نيويورك نجد أن هناك مسرحيات تعرض على مدى عشرات السنين، ومع ذلك يأتي الناس ويمتلئ المسرح. عندنا لا يوجد تقليد من هذا النوع، ولم تقم لدينا بنية أساسية، بل إنه إذا وجدت مسرحية فإنها تنتهي بعد عرض أو عرضين أو ثلاثة عروض على الأكثر، مهما كانت هذه المسرحية جيدة وجميلة. نحتاج أن يكون هناك فهم للمسرح وأنه فن زرع القيم في المجتمع، والمسرح إذا حضر فيه عشرة أو عشرون أو مئة شخص يعتبر كافيًا؛ لأن القيم التي تزرع في هذا التشكل الاجتماعي تنداح لعشرات وعشرات غيرهم، وقد تأتي جماهير فيما بعد لحضور هذا الطقس على اعتبار أن المسرح هو طقس اجتماعي، يجلس فيه الناس في عتمة وتعرض أمامهم تمثيلية حية ويشاركون فيها عاطفيًّا.

● في رأيك، ما الذي يحتاجه المسرحي السعودي والمسرح بشكل عام؟

■ المسرح يقوم إذا تأسس معهد تدريب صحيح، وتأسست بنية أساسية تحتوي البروفات والعروض واستمرت تعرض، وهذا يحتاج لنوع من البدايات الصعبة على ألا تكون بدايات تجارية؛ لأن هذا المسرح يسوق لنفسه ويكسب من المولات وغيرها بينما نحن نريد مسرح الثقافة المؤثر الذي يخلق الطقس والتشاركية المجتمعية بالقيم. هذا المسرح الذي يخلق الطقس والمشاركة المجتمعية هو الذي نبحث عنه ونتمنى أن يوجد ونكتبه ونقدمه ونحن متفائلون بالقادم، خصوصًا بعد تغير كثير من الأحوال والظروف، ومتى ظهرت هيئة الثقافة المنتظرة سيكون لنا معها حديث كبير يخص هذا الموضوع.

● من ناحية أخرى، كتبت عددًا من النصوص الغنائية ونجحت كثيرًا في ذلك لكن لم نرك تخوض تجربة المسرح الغنائي؟

■ نعم كتبت نصوص أغانٍ كثيرة، وعندي كتاب منها لم يطبع بعد يحتوي مئة أغنية للغناء، أنا لست بشاعر ولا أكتب الشعر، لكني كتبت نصوصًا غنائية من أجل المسرح. أنا أؤمن بأنه يجب أن تعشق المسرحية بأغانٍ من تأليف المؤلف وليست غريبة على المسرحية، بمعنى لا أتبنى أغاني من خارج المسرحية وأضعها للمسرحية. في هذا الخصوص، ألفت كتابًا في طريقة تطوير الغناء للمسرح بعنوان: «الغناء النجدي» في مئتين صفحة، هذا الكتاب يحكي أمثلة تطبيقية ومحاضرات للطلاب، كيف طورت الأغنية للمسرح، وكنت حاضرت في هذا الموضوع، موضوع الكتاب، في الشارقة وفي جامعة الملك سعود للأساتذة، عن التجربة وتطبيقاتها وتحدثت عن الجهد الكبير الذي بذل فيها؛ لأنه قبلي لم يكن من يكتب الغناء للمسرح، وإلى الآن يكتبون شيئًا يسمونه «أوبريت» وهو مجموعة أغانٍ، أما كتابة أوبريت حقيقي في الغنائية المتصاعدة فغير موجود إلى الآن، وتجربتي فيها أربع مسرحيات في هذا الكتاب. إننا بعيدون من التخصص بالنسبة لما يجري في الأوبريت عندنا. وهناك كتاب آخر هو «الطقس المسرحي»، وأشكر النادي الأدبي في الرياض على مبادرته بطبع هذه الأعمال لأي متعلم؛ لأني بذلت فيها جهدًا أكاديميًّا ليس بسيطًا.

كلماتي أبرز ما غنى الطيار

● علاقتك بالمطرب الراحل حمد الطيار كانت مميزة وكنت معه حتى وفاته، كيف أثر فقده فيك؟

■ الأستاذ حمد الطيار -رحمه الله- كان مؤثرًا، ولم يكن مطربًا شعبيًّا كما يعرفه الجميع أو يصفه الجميع. كان حمد الطيار مثقفًا يقرأ بكثافة، وكان يتقن فرز ما يأتيه من كلام، فيأخذ الجيد ويرمي ما لا يعجبه، يعني كان حمد الطيار ناقدًا قبل أن يكون فنانًا. نعم كان حمد الطيار موسيقارًا ولم يكن مجتهدًا في الموسيقا، كان يتعلم من الموسيقا الإيرانية والتركية، ومن الموسيقا العربية الكبيرة، وكان مبدعًا في هذه الأمور، وهذه أشياء لا يعلمها الناس الذين يعرفون بعض الأغاني له ويستغربون أنها من القوة والجودة. طبعًا لست الشاعر الوحيد أو لست كاتب الأغاني الوحيد الذي كتب لحمد الطيار، لكن كانت كلماتي أبرز ما غنى، وكنت سعيدًا جدًّا بأن تنجح لأنها إذا نجحت في الغناء فهي ناجحة في المسرح أيضًا، كان في كلماتي تجديد لأنها لم تكن على الطرق القديمة، كان لنا طرقنا الخاصة ولا أزال محبًّا للطرق الخاصة التي هي ابتداع وليست تقليدًا للآخرين، فكتبت أغاني عدة عميقة المعنى.

وكان يستحيل غناء كلماتي لو لم يكن حمد الطيار موسيقارًا بكل معنى الكلمة، ونحن تلازمنا مع بعض، أنا صاحب كلمة غنائية وهو صاحب موسيقا عظيمة، فاستطعنا أن نثبت وجودنا. تخيلي فقط أنه مضى الآن أربعون سنة، وهي عمر بعض الأغاني وما زال الناس يتغنون بها ويرددونها، حتى إن أحد المنشدين استأذنني في أغنية من أغاني حمد اسمها «لمحت البرق»، وكثيرون الآن يغنونها أناشيد، حذرًا من الموسيقا التي ما زالت حرمتها تسيطر على الناس.

● خضتَ حربًا ضروسًا ضد التيار المتشدد في المملكة، فماذا يمكن أن نرى أنه تغير حاليًّا؟

■ التشدد مشكلة للوطن كله وليس للمسرح، التشدد منع الترفيه، ومنع الغناء، ومنع أشياء كثيرة، ولسنا نحن من تضرر من التشدد، ربما سمحوا لمن يثقون بهم من المسرحيين أن يعرضوا حينها، طبعًا هي مرحلة مظلمة. نتذكر ما حدث في جامعة اليمامة أيام التشدد، عندما تقافز ثلاثة وثلاثون محتسبًا إلى المسرح وكسروه، فكانت مسرحية الاحتساب لذيذة كمسرحية العرض، يعني كلاهما مسرحية وإن كانت متشددة إلا أنها مسرحية ذكرها التاريخ. كنا موجودين ورأينا العنف في أبشع صوره. وكأن انتصار الإسلام في تكسير مسرحية، هذا سؤال ما زال معلقًا وليت الإخوة المحتسبين يرجعون إلى عقولهم وننسى تلك المرحلة بكاملها.

● عاصرتَ حقبة النشاط المسرحي في جامعة الملك سعود وقسم المسرح هناك، وعاصرت حقبة إغلاقه، فكيف أثر ذلك في المسرح السعودي ومسيرته؟ ولماذا أُغلق القسم؟ وما الذي قمتم به للاعتراض على إغلاقه؟

■ استغلوا فترة الصيف حيث لا مجالس بالجامعة، فأغلقت شعبة المسرح بأمر طبخ بليل، حسبنا الله ونعم الوكيل.

لست في خلاف مع أحد

● يتهمك البعض بأنك حاد الشخصية، هل أثر ذلك في علاقتك بالمسرحيين والوسط المسرحي هنا؟

■ لا لست حادًّا بطبيعتي، أنا رجل هادئ وبسيط وسمح ومن تعرف علي يعلم أنني لا أتخاصم مع أحد، وربما البعض يضيق بالنقد الحقيقي، وكانت أيام الجنادرية معظمها نقد مسرحي، أيامًا طويلة كنا نعرض وننقد، وكان البعض يتحسس من النقد لكن ماذا نعمل؟ علينا أن نقول الحقيقة، أما من ناحية شخصيتي فلست في خلاف مع أحد والحمد لله. أنا طبعًا يمكن لدي طغيان في الجانب الأكاديمي أكثر من غيري، ويجعل البعض يستغرب من حدة طرح النقد أو طرح التوجيه أو تعليم الطلاب، والحمد لله حتى طلابي كانوا راضين عني رضى كبيرًا، وأي كلام عن أني حاد الطبع أو أتعصب لرأي هذا غير صحيح. قدمت تنازلات عن أشياء مهمة في حياتي، يعني في مسرحية «امرؤ القيس» كان للمخرج، وهو حسين المسلم من الكويت وكان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، رأي أن يغير النهاية، وعلى الرغم من عدم قناعتي بتغييره لذيل المسرحية فإنني تجاوزت الموضوع وتركته يغير، وكنا سنعرض في مهرجان سوق عكاظ وقتها، وعرضنا فعلًا ونجحت المسرحية لأنها مسرحية غنائية.

● تفاءل بعضهم في إدارة الدكتور أحمد العيسى لوزارة التعليم وعودة المسرح المدرسي، ولكن ذلك لم يحصل حتى الآن، فما رأيك وكيف يمكن أن نعيد هذا المسرح وننشره كثقافة؟

■ الدكتور العيسى نفسه مؤلف مسرحي، وهو نفسه ناشط في الثقافة، وهو رجل تربوي ويدرك ما للمسرح في التربية من أهمية، الدكتور العيسى يدرك كم ينمو الطالب إذا اعتلى خشبة المسرح، وهؤلاء الطلاب الذين يعتلون خشبات المسارح في المدارس سيظهر منهم جيل يقدر المسرح ويعمل للمسرح ويشتغل للمسرح، لذلك فإن وجود العيسى في وزارة التعليم هو مكسب كبير للثقافة ومكسب للطلاب ومكسب للوطن؛ لأننا نبحث عن رجل واعٍ بعقلية الدكتور العيسى ليكون في هذا المكان.

● يتحدث البعض عن ضعف مسرح مهرجان سوق عكاظ رغم أن بعض القائمين عليه مخضرمون ومتخصصون، إلامَ تعزو هذا الضعف؟ وكيف يمكن معالجته؟

■ مسرح «سوق عكاظ» بدأ بداية ضعيفة، ثم تسلمناه في السنة الثانية، وعرضنا مسرحية «امرؤ القيس»، وخرج خالد الفيصل وقتها في جريدة الوطن بمانشيت عريض، يقول بالحرف الواحد: اليوم بدأ المسرح السعودي. هذا الكلام لست أنا الذي أردده، إنما خالد الفيصل. ماذا حدث فيما بعد، ولماذا ضعف المسرح؟ كتبت في السنة التي تلي مسرحية أخرى اسمها «طرفة بن العبد» وتمنيت أن أواصل عشر مسرحيات لشعراء المعلقات لكن لم تُتَح الفرصة. طبعًا نشرت مسرحيتَي «امرؤ القيس» و«طرفة بن العبد» في كتابي «الطقس المسرحي». أما اليوم فلدي رصيد جيد من المسرحيات، لكن لا يوجد إنتاج. منذ سنوات توقفنا عن إنتاج أي مسرحية وعجزنا عن المواصلة؛ لأنها تحتاج إلى تمويل لا يستطيعه مؤلف أو مجتهد، فهو تمويل كبير.

المنشورات ذات الصلة

رئيس مهرجان الرياض المسرحي عبدالإله السناني: نسعى إلى تعزيز الوعي المسرحي.. وتقديم جيل جديد من المسرحيين السعوديين

رئيس مهرجان الرياض المسرحي عبدالإله السناني:

نسعى إلى تعزيز الوعي المسرحي.. وتقديم جيل جديد من المسرحيين السعوديين

أوضح الدكتور عبدالإله السناني، رئيس مهرجان الرياض المسرحي -الذي أقيم في المدة من 13 إلى 24 ديسمبر الماضي- أن قرار وزير...

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *