احتفلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الخميس الماضي، بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ 18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة...
المقالات الأخيرة
أزمنة التغيير: الدين والدولة والإسلام السياسيّ
المؤلف: رضوان السيد
الناشر: دار الكتب الوطنية، أبو ظبي، 2014م
يحتوى هذا الكتاب مقدّمة تمهيدية، وأربعة أبواب تعالج قضية الدولة الوطنية، وموقف حركات الإسلام السياسيّ منها من عشرينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا.
ويمكننا القول: إن الأطروحة الأساسية للكتاب هي أن نظرية تطبيق الشريعة صارت في حقبة محدّدة صيحة الحرب التي تقود حركات الإسلام السياسيّ وتوجّهها في هذا الجزء من العالم، خصوصاً بعد أن أخذت السلطة السياسية طابعاً عسكرياً في كلّ من تركيا وسوريا والعراق ومصر منذ بداية الخمسينيات، وعوضاً عن مواصلة نضالها ضدّ الاستعمار، وظاهرة التغريب، والمؤسسات الدينية التقليدية والعريقة، مثل: الأزهر، وجّهت حركة الإسلام السياسيّ كلّ جهودها لتقويض نموذج الدولة الوطنية، الذي تشكَّل في حقبة الحربين العالميتين بوصفها غير معنيّة بتطبيق الشريعة الإسلامية، لكن هل تغيّرت هذه الصورة بعد انتصار حركات التغيير العربية خلال العقد الثاني من القرن الحالي؟.
يرى الكاتب أن الربيع العربيّ ربما عجّل مع أمور أخرى استحضار المشكلات المتراكمة في الساحة العربية الإسلامية في العقود الماضية، وأن الحركات الجهادية وحركات الإسلام السياسيّ لا تزالان تهدّدان الدولة والدين معاً؛ الدولة بوصفها هيئةً تقوم بإدارة الشأن العام، والدين بوصفه سكينةً وليس أيدولوجيا للسطو على الدولة والشعب، ومناط هذا كله إخفاق مشروع الدولة الوطنية؛ إذ آل زمام أمور كل دولة إلى صالح جهات إقليمية ودولية، وبرزت ظاهرة التوريث الجمهوريّ، وانصرفت الدولة إلى القمع الداخليّ، ونشر المذابح والانقسامات، والتعامل مع الشعب بمنطق الغلبة والاستحواذ والقتل، لكن هذه الأوضاع العربية على الرغم من امتلائها بالانسدادات فما زالت حافلةً بالإمكانيات والممكنات كما يقول المؤلف في خاتمة الكتاب.
فباندلاع الحركات الشبابية عام 2011م انتهت مقولة الاستثناء العربيّ والإسلاميّ، وانفتح الأفق على الدولة المدنية العربية المستعادة في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان، ومع ذلك فإن جراحات المراحل السابقة فغرت أشداقها في كل مكان، وليس في دول الأنظمة العسكرية الاستبدادية وحدها، ولا ينتهي الكتاب إلا بدقّ ناقوس الخطر؛ بسبب وقائع كانت موجودةً قبل الربيع العربيّ واستفحلت بعده، وهي التدخّل العسكريّ والأمنيّ السافران من قبل إيران؛ لتمزيق المجتمعات، وتقسيم الدول، أو التلويح بذلك.
المنشورات ذات الصلة
فلسفة الزمن وطرائق السرد في «رجل تتعقبه الغربان»
رجل يخاف خوفًا مرضيًّا من صوت الغربان، يعاني قلقًا وجوديًّا من انتشار الأوبئة، حيث تكثر الجثث في الشوارع لتتخطفها...
البهجة بوصفها قوة قاهرة وتحقيقًا للحياة
يضعنا كِتاب «القوة القاهرة» للفيلسوف الفرنسي كليمون روسي (1939- 2018م) -في تعريبه الحديث من المترجم المميّز مصطفى...
«السماء تدخن السجائر» لوجدي الأهدل سوريالية الواقع
بمناسبة صدور رواية «السماء تدخن السجائر» (دار هاشيت أنطون – نوفل) لليمني وجدي الأهدل، فإن قارئ الرواية سيعود إلى...
0 تعليق