احتفلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الخميس الماضي، بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ 18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة...
المقالات الأخيرة
في فناء الفكرة المستديرة
(1)
فِي فَناءِ
الفِكْرةِ المُسْتديرةِ
كَوْكبٌ لا يأْبهُ للرِّيحِ
ولنَيازكِ التَّصَدُّعِ
كَوْكَبٌ
أَشْبهُ بِالأرْضِ وَتَوْأم لأَديمها
ولقِشْرة اليابِسَة
أفْصحُ منَ الزُّهرةِ قليلًا
يَستَحِمُّ في شَمْسِ مَارس
ويَسْتظلُّ بأجْنحَةِ اللَّيْلِ
وبما مَلَكَتْهُ سَريرةُ النَّهارِ
كَوْكَبٌ لخُطايَ
وللخَطيئةِ التي اسْتَدْرَجتْني
لأدْركَ ناصِية الوجُودِ
وسِحْر أمْكِنةٍ كانَتْ لي مَلاذًا
ووَرشَات بِسَعَة التَّأمُّلِ
والعيْنِ الحَالِمَة
كَوكَبٌ تدلَّى
منْ نُقطَةِ مَاء
حَفَرَ بئْرًا
تَواطأَ معَ الخصْبِ
واسْتظهرَ المُشاة،
والرُّحل،
والغَابات،
سِرَّ انْتسَابهم للتُّرابِ
واليَابسةِ
والمرْعى،
واللُّغة،
والحَرْف،
وأناملِ السُّلالة التي تدلَّتْ
مِنْ نطْفةِ الضَّوْءِ
وحَافةِ الوجُود.
(2)
فِي فَنَاءِ
الفِكْرةِ المسْتديرةِ
بَقايا أَسْوارٍ
أَطْلالٌ منْ طينٍ أَحْمَرَ
صُخورُ مِلحٍ،
ومرْجانٌ أَبْيَضُ،
كَوْمةُ زَعْفرانٍ
تَزحْلقَتْ حَوْل فَخارِ العَشيرةِ وأَنْبتَتْ زَهْرًا
غُرفُ إنعاشٍ لِأَرْواحٍ مَسْكُونةٍ بأجنَّةٍ وفَوْضى
وسَمادُ أجْسادٍ تَشي بمَقابرِ دَهْشَةِ الغِيابِ
وأُفول مجْدِ العَابرينَ في أسْفارِ التُّرابِ
سَرابُ غُبارٍ وَشْوَش لِتاريخٍ ينْحَني
وآخَر يَعْلو فوْقَ حِصْنِ المُفْردَةِ
لِيُذيبَ حَاشيةَ المَحْوِ
وليُفْصِحَ الرَّاوي عَنْ مَعَالمِ
كَيْنونَةٍ مُسْتَباحَةٍ
تُدْركُ رَشْحَ الخُطَا
واغْترابَ الرَّغْبةِ الآسِرةْ..
(3)
فِي فنَاءِ
الفِكْرةِ المسْتديرةِ
مَعْنًى
أسيرُ شَاهِدةٍ ومَوْتى
حَقيقَةٌ مترفَةٌ ولا جَدْوى
حَواسُّ شُعَراء
مَمْلوكينَ ليُسْر انْسِيابهم
فِي شَلَّال قَصيدَةٍ
وقَافيةْ..
نَايٌ،
حاشِيةُ كِتابٍ،
وذِكْرى،
قَلمٌ،
وَرْدَتانِ،
دَاليةٌ،
سَاقيةٌ،
شَاهِدتَانِ لي وللرِّيحِ
وائْتلَاف التَّشابُكِ
في بَلاغة جَسَدٍ يَعْوي
وذِئْبٍ ينْأى عَنِ البَراري
ويَحْذر مِنْ أرْصِفة المُدُن
ومَناعةِ العُمْرانِ
لصٌّ سَرقَتْهُ الاسْتعَارَةُ
مِنْ كُوَّةِ نافِذةٍ
وأهْدَتهُ لِقُضْبانِ الكِنَايةِ
لِيبْقَى وَريثَ سِرِّ المَرَايا المُقَعَّرَةِ
فِي دُولَابِ نهرٍ
ومَجْرًى
هَلْ كُنْتُ تَوْأمًا للذِّئْبِ
جَرْوٌ آخرُ -بمَعْنًى أَوْ آخرَ-
سَليلُ فَرْوٍ مزْهوٍّ بأنْيابِ الجَليدِ..!
أم نَديمُ لِصٍّ سَارقٍ لجَمْر حَيَواتِ
مُولعين بِنقْرِ الألْقابِ،
والألْواحِ،
ومَرافئِ الدَّهْشَةِ..
لاَ أَدْري..؟
الفكْرةُ عَنِ الكوْنِ كَانَتْ مُسْتدِيرةً
– تَمامًا- وأكثْرَ شَأْنًا
مِنْ مجْهولِ اسْتيهَاماتِ البَياضِ
واللَّامَعْنَى
مَبْنًى لِسُؤالٍ آخَرَ يَتَجذَّرُ
فِي سِجلِّ التَّناقُضِ
ليَحْيا الكَائنُ والسُّلَالَة مَعًا
لتَبْقى القَصيدةُ مُدرَّجَةً
فِي زُرْقةِ الهَباءِ
لِتبْقَى…
المنشورات ذات الصلة
سكرات الصداقة
في غرة شهر آب حينما بدأت الشمس تلتهب وتذيب ما تحتها، اخترق ضوؤها زجاج أحد مقاهي مدينة الرياض واستقر على منضدة الشابين...
القُرص الحجري
«بُنيت هوية الشعوب البدائية على نشوة شامانية، على هذه العلاقة الافتتانية مع العالم الآخر، حيث يستطيع كل رجل، بفضل هبة...
سكاكين على المنضدة
1 غريب، غير مفهوم هذا الغيب وهذه الطرق وهذه الحقول والسكاكين على المنضدة وكذلك الكأس. كل ما أراه، أشعر بأنه بعيني دبور...
0 تعليق