احتفلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الخميس الماضي، بتوزيع جوائز الفائزين في الدورة الـ 18 بحضور شخصيات فكرية وثقافية إماراتية وعربية، بينهم الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة...
المقالات الأخيرة
الترجمة في الوطن العربي… أين نحن من العالم؟
الترجمة في الوطن العربي موضوع لا يحتاج إلى مناسبة للكتابة عنه أو لمناقشته، هو موضوع ليس حيويًّا ومصيريًّا فقط، إنما هو يمسّ صلب الوجود العربي، وتعيين أين يقف العرب في اللحظة الراهنة مما يحدث في العالم من معارف وعلوم ونظريات وآداب تتوالى باستمرار. تحضر الترجمة بصفتها عنصرًا فاعلًا في عملية التنمية على الصُّعُد كافة، ووسيلة لا غنى عنها أبدًا في التقدم، والتفاعل مع الثقافات الأخرى.
من ناحية، لم يعد حال الترجمة هو نفسه قبل النصف الثاني من القرن العشرين، لقد قطعت الترجمة، خصوصًا في العقدين الأخيرين، شأوًا بعيدًا، وحققت نتائج ممتازة، وأصبح من الممكن الحديث عن ازدهار على صعيد نقل المعارف من لغات شتى، وتجويد الترجمة وتنوع الاختيارات، ووجود مترجم متخصص. ساعد على هذا الازدهار انطلاق مؤسسات متمكنة تُعنَى بهذا الجانب في مختلف البلدان العربية، ووجود جوائز مرموقة تكرِّم المترجمين وتحتفل بمشاريع الترجمة المهمة.
إلا أنه مع ذلك، لا يزال موضوع الترجمة في الوطن العربي تكتنفه إشكاليات كثيرة، من حيث غياب إستراتيجية لما يمكن أن يُترجَم في شكل مؤسسيّ، وتضافُر الجهود لنقل ما ينبغي نقله من لغات العالم، حين يخص الأمر مشاريع كبرى، وضرورة أن تشمل الترجمة مجالات في غاية الأهمية، وعدم الاقتصار على الآداب، والترجمة من لغات أخرى مباشرة، غير الإنجليزية والفرنسية، وإهدار حقوق المترجم والناشر والجهات المعنية، وانتشار القرصنة من ناشرين ومترجمين.
إضافة إلى الإشكاليات التي تمس صميم الترجمة وعملية النقل، مثل عدم ضبط الكثير من المصطلحات والمفاهيم، أو توحيدها، والأخطاء الفادحة التي يقع فيها المترجمون من اللغات الأخرى إلى العربية، والعكس أيضًا، وما ينجم عنها من نص مشوش يسهم في خلق رؤية مشوشة غير دقيقة.
ومن القضايا المهمة التي يجدر وضعها في الحُسبان، إدراك العرب أهمية الترجمة في النهوض، وإسهامها في تطوير المعرفة العربية، على صُعُدِ الفكر والفلسفة والآداب والعلوم الأخرى. فكثير من الكتب الأساسية تُترجَم إلى العربية، لا يُكتَب لها الشيوع في شرائح واسعة من القراء؛ إذ تبقى صعبة الفهم، ما لم يَنْبَرِ نُقَّاد وباحثون في التحاور معها وتمثُّلها وتقريبها من القراء، أي ما يسمى عملية ما بعد الترجمة، وإلا ما ضرورة الترجمة؟
في ملف «الفيصل» الذي تكرسه للترجمة، يشارك عدد من المترجمين المتخصصين إضافة إلى بعض الكتاب، فيتطرقون إلى قضايا الترجمة ويتوقفون عند الإشكاليات التي تواجهها، ويثيرون أكثر الأسئلة إلحاحًا اليوم على المترجمين والناشرين والمؤسسات التي تُعنَى بالترجمة. في الوقت نفسه يتحدث مترجمون عن تجاربهم الشخصية في الترجمة، وعن الكُتّاب الذين يختارونهم، وعن دوافعهم إلى ذلك.
المنشورات ذات الصلة
الموريسكيون… استعادة الذاكرة التاريخية
الاعتراف بحق الموريسكيين مبادرة رمزية من أجل التوافق أنطونيو مانويل رودريغث راموس* ترجمة: آنا مارية سانشيز -...
الانتعاش الاقتصادي عامل تحرر وانفتاح على التعايش مع الآخر
خلدون النبواني- كاتب سوري في مؤلفه الأشهر «الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية» (1905م)، يفترض عالم الاجتماع...
الشخصية الثقافية لمعرض الكويت 46.. سعد البازعي يتمرد على «شرط» الناقد ويدفع المعرفة إلى وجهات جديدة
يكاد الدكتور سعد البازعي، الناقد والمفكر والمترجم والأكاديمي والناشط الثقافي، أن يتحول إلى ظاهرة ثقافية غير مسبوقة....
0 تعليق