نصوص

ليالي

ليالي

أتأمل وجهه المليء بالتجاعيد، وأنا أعطيه طقم الأسنان الجديد، وأقول في توجس: الشتاء قاسٍ هذا العام! يتنهد وهو يقول: نعم.. أشعر بعظمي يؤلمني. ضحكتُ: كبرنا يا خطاب! فيرد الضحكة بضحكة أعلى: لا.. أنا ما زلت شديدًا وصبيًّا! *      *      * فرد قدميه أمامي، فضغطت على أنبوبة...

مملكة هاديس

مملكة هاديس

لحظة واحدة تفصل بينك وبين الأزرق البارد. يمشي الوقت ببطءٍ في حين وقوعها، جسدك يفقد قدرته على الحركة... تتساءل أين ذهبت غريزة البقاء؟ أين روحك التي لَطالما صارعت لتتشبث بالحياة، ولِمَ لا يقوم جسدك بعمله في إبقائك بخير؟ لَطالما تسمع أن للوقت انسيابية خاصَّة تتأثر...

فوقَ سُورِ المدينةِ

فوقَ سُورِ المدينةِ

   الرَّفيق غَيْث كما كان يناديه أصحابه ومريدوه، ليس بخير، هذا جوابه الجديد لمن يسأله عن أحواله: «شلونك رفيق؟» سنوات مَرَّتْ، وهو يجيب عن السؤال نفسه بلازمته المعروفة «عَالْ، كل شيء تمام التَّمام» ها هو ذا يسير إلى جانب الجسر وحيدًا، ويخرجُ من جيبه ورقة دوَّن فيها بعض...

قصص قصيرة جدًّا

قصص قصيرة جدًّا

مارادونا تلك كانت ليلة باردة جدًّا. بدأتْ تتحدث والنوم يمسح جفن عينيه. «ربّنا ما كان مع «مارادونا»، وإلا لم يحدث هذا». بكتْ صامتة. ما كان يحتاج إلى معرفة سبب ما فات «مارادونا» من ضربة الجزاء ضد منتخب يوغوسلافيا. ما كان يحتاج إلى استماع شيء. خارج البيت كانت السماء تمطر...

الأحجار

الأحجار

أحب أن أخرج في ليالي الصيف وأشاهد الأحجار تنمو. أعتقد أنها تنمو أفضل هنا في الصحراء حيث يكون الجو دافئًا وجافًّا أكثر من أي منطقة أخرى تقريبًا. أو ربما فقط تلك الأحجار الصغيرة هي الأكثر نشاطًا هنا. الأحجار الصغيرة تنزع لأن تتحرك فيما حولها أكثر مما تعدّه الأحجار...

ثلاث شموس حمراء

ثلاث شموس حمراء

انطلقت السَّريَّة، وعلى رأسِها القائدُ العامُّ تِلَر. كانت فَرَسُهُ البيضاء تتبختر في هواء الصباح المُنعِش، وتُحَمحِمُ من لحظةٍ لأخرى، مُهيَّجةً تمامًا. وعلى الرغم أنَّ ضوء النهارِ لم يَكن قد اكتمل بعدُ، فإنَّ القائد العام كان يتبين كلَّ جزءٍ من المَمرِّ بوضوح،...

طريق المحطة.. طريق شقراء

طريق المحطة.. طريق شقراء

تزاملت أنا وفوزان في مؤسسة للمحاسبة مدة قصيرة. لكنه عاد بعد هذه التجربة للعمل مع صالح في ورشة عمه عثمان، وأنا أكملت العمل معهم عدة أشهر. كنا قد عملنا في هذه المؤسسة للمحاسبة بعد تخرجنا من المعهد التجاري بأشهر. أتذكر أنه في نهاية دوام أحد الأيام، سألني فوزان عن مديرنا...

مَلَاك الحِبْر

مَلَاك الحِبْر

أبيض وأسود المُحَرِّرُ الأدبيُّ كان أشَّرَ عَليْهِ بالمُوافَقة لَمْ يَكُنْ بالإمكان تَفادي ذلك. كان يَتَعيَّن التَّواري وتَرْك الأحْشاء تَنزِفُ على السُّطور المُعلَّقة كَحِبال. جَميلٌ هذا المَزيجُ بين الأحْمَر والأسْوَدِ هذا المَسْخُ الصَّغيرُ يَمنعُ مَسْخًا أكبرَ....

ابتسامة اللوز

ابتسامة اللوز

(1) صباحٌ مشرقٌ، لكنه بليدٌ ككل الصباحات التي انقضت في سالف أيامه، وربما أيضًا ككل الصباحات التي ستأتي في المقبل منها؛ وخروج مملٌّ إلى عمل ليس فيه إلا ضجر خانق. يخرج من بيته وينهب الشارع بسيارته في طريق محاصر بالنخيل على امتداد جانبيه، ووراء النخيل تتوزع أشجار يقترب...

كالأطفال في أعياد ميلادهم

كالأطفال في أعياد ميلادهم

البارحة بعد الظهيرة داسَتْ حافلة الساعة السادسة الآنسة بوبيت. لا أعرف ماذا أقول؛ في النهاية، كانت فقط في العاشرة من عمرها، ومع ذلك لن ينساها أحدٌ ممن أعرفهم في تلك البلدة؛ لسبب واحد، فهي، ومنذ أول مرة رأيناها، لم تقم قط بأي فعل اعتيادي. وكان ذلك منذ عام مضى. وصلت...

عتباتٌ ماطرة

عتباتٌ ماطرة

حدثتني كثيرًا عن البيتِ.. والبابِ.. والنافذةْ عن الشرفاتِ البعيدةِ والعتباتِ القديمةِ إذ يعبرُ الزمنُ اللانهائيُّ منها يمرُّ بها ويُريحُ عليها خيالَ انتظاراتِه المتعَبةْ. أخذتني وقد غبتُ فيها أخيرًا إلى شرفةٍ في خيالِ السماءِ البعيدةِ أحصَتْ لأُحصيَ مِن بعدها كلَّ تلك...

تنين فوق نهر

تنين فوق نهر

جدتي في صباي كنت أرسم شخوصًا أحرصُ على أن أجمعهم مع الفرح في صندوق لكنهم سرعان ما يهربون، أرسم معهم قططًا كاملة مكتملة لكنها لا تموء بل تبكي. في حي يسمونه «سومر» رسمت قاربًا صغيرًا، وحين استيقظت صباح اليوم التالي وجدت الحي وقد تحول إلى هور، وقاربي تقوده امرأة بعباءة...