سرد

أنف القديسة

أنف القديسة

بضفيرتين حريريتين تُلاعبني في مهدي، خصلاتها الكستنائية تدغدغ أرنبة أنفي، تتسرَّب إلى منخري رائحة الحناء المعطرة بماء الورد، تخدرني، وسرعان ما تنحبس أنفاسي، تحمر عيناي، كأنهما تستعدان للبكاء، تنتشلني من ضياعي، تصنع لي أرجوحة من ضفيرتيها، أتشبث بهما، تهدهدني لأنام،...

ثمن البندقية

ثمن البندقية

إهداء‭:‬‭ ‬أيها‭ ‬الرجل‭ ‬القديم‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خنين‮»‬ إليك‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬الأب‭.‬ يتناقل الناس حكايةَ أبيه. رجع بتقاعد مبكر من الخدمة العسكرية. عاد الجندي يترك لريح الفقد نهب البيت وزوجة خالية اليدين والرجاء. يمتطي رغباته في الدِّمن المحصورة بين...

الذين غامروا بالضحك

الذين غامروا بالضحك

لا يزال عيسو غير قادر على فهم درس الولد الشجاع في كتاب القراءة حتى بعد خمسين عامًا أعقبت الدرس؛ كلها قراءة متواصلة، لقد استوعب هيغل وبرتراند راسل وكارل ماركس لكنه ما زال يفكر فيما تعلمه، وما زال يتذكره عن أطفال القرية الذين صاروا يلعبون في الحقول بعيدًا عن الطريق....

أرض الأحياء في المكان الدلموني ومقابره المائية

أرض الأحياء في المكان الدلموني ومقابره المائية

في أرض الأحياء كما غلغامش، شدّتهم الحياة إلى أبدية الخلود، فكانوا الباحثين دومًا عن خلودهم، مُدلّلين أطفالهم وزوجاتهم، ملؤوا كروشهم بالأكل، وشربوا من ماء الحياة ما يكفي لجعل أيامهم راقصة وزاهية. غواصون لم تكن محارتهم غير لؤلؤة مستقرة في أعماق بحارهم القريبة، ولم تبتعد...

كي يبدو مثلنا

كي يبدو مثلنا

ما زالت قدمي اليمنى تنزفُ كأنّني ما زلتُ عالقًا بين الأسلاك الشائكة وحقل الألغام والقنّاصُ التركيّ يتسلّى ولا يقتلني كأنّني لم أغادر بلدي منذ سنوات ولم أعطِ ظهري لأحد! ●●● أنا النبتة في أصيص الشرفةِ النبتةُ التي كنتِ تسقينها النبتة التي كبرتْ واصفرّت دون تذمّر مضت كلّ...

أكنت أنا؟

أكنت أنا؟

الرجل الذي سمي باسمين اثنين بالمجاز، لم يكن باستطاعته أن يكون أحدهما كاملًا! فبقي موزعًا بين «الهُنا» و«الهُناك»، وواقع سوريالي يجري على مبعدة خطوات قصيرة منه، في المدينة التي علّمت العالم الأبجدية. ينبت له شاربان خفيفان بخطين صغيرين ناعمين كزغب طيور وُلدت للتو، بلون...

وقت بنات آوى

وقت بنات آوى

في واحدة من الرحلات المدرسية القليلة التي شاركتْ فيها، وفور نزولها من الباص، بعد نزول زميلاتها، نظرت للجبال المحيطة ثم تركتْ زميلاتها منشغلاتٍ وسارتْ صاعدةً على طريق صخري حاملةً حقيبة ظهرها، صعدتْ حتى لم تعد تأتيها أصوات زميلاتها بوضوح، وواصلت الصعود حتى غابت الأصواتُ...

ثمن الغرور

ثمن الغرور

قال الرواة: كانت بنو مُرة مربعة في شرق الجزيرة العربية في وقت كان الربيع على أوجه، والعشب كان من طوله في بعض الريضان يجلس فيه الرجل ولا يُرى، والأرض جميعها خضراء من فضل الله لا من فضل غيره، وكان الغيهبان المري، وهو فارس منهم مشهور، نازلاً وحدَه في روضٍ رَبَتْ فيه...